يرتقب الإيرانيون يوم الـ 19 مايو/ أيار المقبل كموعد لانتخاب رئيسهم الجديد، وفي الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني للفوز بولاية ثانية، يُطرح المحافظ إبراهيم رئيسي كمنافس أساسي قوي ويبحث عن تغيير "جذري للإدارة التنفيذية في إيران"، ويبدو بحسب المراقبين والمحللين أنه الأوفر حظاً لرئاسة إيران.
وفي ظل صعود مفاجئ لأحزاب اليمين في دول أوربا وأمريكا، قد تجبر إيران هي الأخرى على اختيار شخص يمثل (المحافظين)، سيما وأن الجمهورية الإسلامية تعتبر أن الانتخابات الرئاسية المقبلة جزء منها تحديا للضغط الأمريكي المتجدد عليها في عهد الرئيس دونالد ترامب وخصوصا بعد هجومه الصاروخي الأخير على النظام السوري الحليف لإيران، ما يجعل كفة المحافظ "إبراهيم رئيسي" هي الأرجح.
مفاجأة كبيرة
وتقدم لخوض الانتخابات أكثر من "1636" شخصًا من بينهم عدد من الوزراء السابقين والرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي اعتبر ظهوره مجدداً "مفاجأة كبيرة" وصدم الجميع بمخالفته لنصيحة آية الله السيد علي خامنئي الذي يصدّره الإيرانيون على أنه (القائد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران)، لكن مجلس الدستور الايراني استبعده من المشاركة مؤخراً، وأقر مشاركة 6 أسماء فقط.
وكانت إيران قد فتحت باب تقديم الترشيحات للانتخابات الرئاسية المقبلة لمدة خمسة أيام.
وبدأ بالفعل المرشحون الإيرانيون الثلاثاء الماضي تسجيل أسمائهم لانتخابات الرئاسة المقررة في 19 مايو/أيار وسط آمال المؤسسة الدينية في مشاركة كبيرة في الانتخابات تعزز شرعيتها في ظل الاضطرابات الواسعة النطاق في الشرق الأوسط.
وانتهت السبت مهلة تسجيل الترشيحات للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وبلغ عدد الذين سجلوا أسماءهم أكثر من 1636 شخصا بينهم 137 امرأة، لكن مجلس صيانة الدستور لم يوافق على ترشيح أي امرأة للرئاسة.
روحاني.. الرجل الذي لا يهزم
وأعلنت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، أن الرئيس حسن روحاني هو من بين ستة مرشحين وافق مجلس صيانة الدستور على مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.
واكتسح روحاني الانتخابات عام 2013 مدعوما ببرنامج لإنهاء العزلة الدولية لإيران.
وفاز روحاني آنذاك بأغلبية كبيرة بعد حملة تعهد فيها بإنهاء العزلة الدبلوماسية لبلاده وإنشاء مجتمع أكثر حرية.
لكن الصعوبة التي يواجهها الاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط في التعافي منذ رفع العقوبات قد يستغلها خصوم روحاني هذه المرة.
ويعتبر الرئيس روحاني الذي حقق استقرارا اقتصاديا وأشرف على التقارب الجزئي مع الغرب بمثابة الرجل الذي لا يهزم، بالرغم من قلة استطلاعات الرأي في إيران والمفاجآت الكثيرة التي شهدتها الانتخابات السابقة.
روحاني من أجل الإسلام
وبحسب مراقبين، فإن إنجاز روحاني الرئيسي هو اتفاق مع القوى العالمية للحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات المالية لكنه لم يجلب بعد فوائد اقتصادية أوسع تقول الحكومة إنها بصدد التحقق.
وما زال روحاني يتمتع بقوة انتخابية كبيرة خصوصاً بين شريحة الناخبين الشباب من سكان المدن الذين اجتذبتهم رؤياه ووعوده بتحقيق قدر أكبر من الحريات الاجتماعية وإنهاء تدخل المؤسسة الدينية في حياتهم الشخصية.
لكن محللون يقولون إن إبراهيم رئيسي قد يمثل تحدياً حقيقياً لمحاولة روحاني الفوز بفترة رئاسية ثانية وذلك بفضل الدعم الذي يتمتع به رئيسي من الزعيم الأعلى آية الله السيد علي خامنئي .
وقال روحاني في وقت سابق للصحفيين: "مرة أخرى، أنا هنا من أجل إيران ومن أجل الإسلام ومن أجل الحرية والمزيد من الاستقرار في هذا البلد. أحث جميع الإيرانيين على التصويت لإيران وللإسلام."
وأضاف: "من اليوم فإن حماية الاتفاقية النووية هي إحدى خططي الرئيسية في المجالات السياسية والاقتصادية".
رئيسي.. المنافس الأقوى لروحاني
في المقابل، يعد رجل الدين المحافظ السيد إبراهيم رئيسي، الذي تولى مناصب بارزة في السلك القضائي لبلاده، المنافس والمواجه الأكثر تحدياً للمعتدل حسن روحاني في الانتخابات وهو حليف وثيق للزعيم الإيراني الأعلى آية الله السيد علي خامنئي.
ورئيسي شخصية تقع في منتصف التسلسل القيادي للسلطة الدينية في إيران الشيعية لكنه كان مسؤولا كبيرا لعقود في السلطة القضائية التي تضع سيطرة رجال الدين على البلاد موضع التنفيذ.
وقد يواجه صعوبة حتى يعرفه الناخبون، بيد أن محللين قالوا إن رئيسي قد يشكل تهديداً حقيقياً لمحاولة روحاني للفوز بفترة رئاسية ثانية وذلك بفضل الدعم الذي يحظى به من خامنئي.
ويعتبر بعض الساسة الإيرانيين أن رئيسي يجري إعداده لخلافة خامنئي، الذي يبلغ من العمر 77 عاما ويشغل منصب الزعيم الأعلى منذ 1989، والرئاسة هي خطوة أولى.
رئيسي الأوفر حظاً
ووفقاً لمستشار وزارة الخارجية البريطانية في الشأن الإيراني حسين رسام، فأن ترشيح رئيسي "يأتي بمثابة المفاجأة ويشكل تهديدا..وتهديدا كبيرا.. لروحاني".
وقال: "بل إن الفرص باتت أكبر الآن لأن نشهد انتخابات من جولتين في إيران على أن تكون الجولة الثانية شديدة الاستقطاب."
واستفاد رئيسي من انتقاد المحافظين لسجل روحاني قائلين إن الرئيس يراهن بشدة على التقارب مع الأعداء ولم يفعل شيئاً يذكر في الداخل لتحسين الاقتصاد.
وقال رئيسي في سبتمبر أيلول "مشكلاتنا لن يحلها الأمريكيون والغربيون. فهم لم يحلوا مشكلة واحدة لأي بلد. لم يجلبوا شيئا سوى الشقاء للدول الأخرى."
هل بارك خامنئي ترشيح رئيسي؟
ويدور الحديث في إيران عن مباركة من قبل آية الله السيد خامنئي لترشيح رئيسي الذي استقال الأسبوع الماضي من مجلس إشرافي على الانتخابات، وهو منصب لا يسمح له بالترشح للانتخابات.
فيما نقلت رويترز عن مسؤول أسمته بـ "الكبير" لم تنشر اسمه القول: "ما كان لرئيسي أن يستقيل من منصبه الحالي للترشح للرئاسة من دون مباركة خامنئي. إنه منافس قوي للغاية لروحاني."
رئيسي يتحدث عن "فساد.. وفقر"
ويعتقد رئيسي أن "الحل لمشكلات إيران هو تغيير جذري في الإدارة التنفيذية للبلاد بإرادة الشعب وتشكيل حكومة قادرة تحظى بالمعرفة وتعمل ليلا ونهارا لاستعادة كرامة الشعب ومحاربة الفقر والفساد."
كما يرى رئيسي الذي أعلن أن شعار حكومته القادمة هو "العمل والكرامة" ان تسوية الازمة السورية ينبغي ان تتم من خلال السوريين انفسهم، ويقول: "بالتأكيد ان تواجد الاجانب في هذا البلد يخلق الكثير من المشاكل، عليهم ترك الشعب السوري يقرر مصير مستقبله."، في الوقت الذي تدعم إيران بشكل علني الجيش السوري ضد ما يعرف بـ "فصائل المعارضة السورية" التي تدعمها قطر ودول الخليج.
اضف تعليق