ان قرار رئيس مجلس الوزراء الاخير باستحداث هيئة دائمة للزيارات المليونية بدلا من اللجان السنوية المؤقتة هو قرار مهم، وأن كنا نطمح بإنشاء وزارة للزيارة مثل باقي بعض دول الجوار تنظم امور الزيارة والزوار وتستثمر المناسبة بالشكل الامثل دينيا واقتصاديا وتنمويا وتنظم التفويج والتفويج العكسي الذي يسبب مشكلة كل عام...

انتهت الزيارة الاربعينية هذا العام بمليونية بشرية قل نظيرها في كل المناسبات بالعالم اجمع، ورغم ان العراق له حظوة وكرامة باحتضان واستضافة مثل هذا الحدث الكبير، الا انه كانت هناك بعض المواقف التي تحتاج الى معالجات سريعة حتى لا تتكرر وتنغص صفو وانسيابية الزيارات المقبلة، ومنها:

ما حدث من اعتداء مسلح على موكب في مدينة النجف الاشرف وراح ضحيته ثلاثة من خدام الامام الحسين ع، وما تلاه من صدام عشائري مسلح (غير مسؤول) في ناحية الزركة اثار الهلع بين الزوار.

ما حدث من احتكاك بين الجيش واحد افراد فصيل تابع للحشد الشعبي قرب قنطرة السلام في كربلاء المقدسة ادى الى رمي عشوائي كثيف (تصرف فردي) بسبب غياب التنسيق الامني قرب اهم نقطة عبور في المدينة، اثار الخوف والهرب بين مئات الزوار وخلف بعض الاصابات.

الهجوم بالعصي على زوار وحسينية في النجف الاشرف بناحية الحيدرية (توقيت غير مناسب لتصفية الحسابات الشخصية) بسبب منازعة حول ملكية الارض التي بنيت عليها الحسينية، وذلك ما اثار تشابك بالايدي بين رواد الحسينية والمهاجمين.

هذه الحوادث البسيطة وغيرها التنظيمية من قبيل تجاوز بعض المواكب على شبكة الكهرباء الوطنية المتعبة اصلا، وغلق بعضها للطرق الرئيسة… تثير الكثير من الاسئلة من قبيل، متى تتوحد جهود الدولة ويحصر السلاح بيدها على الاقل في المدن المقدسة؟ اين الدولة من عشائر تمتلك اسلحة خفيفة ومتوسطة قرب اقدس المراقد في العالم؟ وهل انتهى الارهاب لننعم بالسلام في الزيارات والمناسبات الدينية حتى تثار الخلافات وتحدث الخروقات؟ وهل التنظيم ايام الزيارة مسألة مستعصية على الدولة بكافة امكانياتها؟.

اسئلة تحتاج اجابات ومعالجات من الدولة لحوادث بسيطة ممكن ان تحدث بمناسبات اقل من زيارة الاربعين بمئات المرات، الا اننا نطالب بالافضل دائما.

ان قرار رئيس مجلس الوزراء الاخير باستحداث هيئة دائمة للزيارات المليونية بدلا من اللجان السنوية المؤقتة هو قرار مهم، وأن كنا نطمح بإنشاء وزارة للزيارة مثل باقي بعض دول الجوار تنظم امور الزيارة والزوار وتستثمر المناسبة بالشكل الامثل دينيا واقتصاديا وتنمويا وتنظم التفويج والتفويج العكسي الذي يسبب مشكلة كل عام، وتنسق عمل المواكب ومواقعها وتوفر مستلزمات ديمومتها واستمرارها.

وان كانت هذه الخطوة من رئيس الوزراء في الاتجاه الصحيح الا انه يفترض أن تسبقها خطوات مثل: ضرورة نزع السلاح من المدن المقدسة كافة اولا؛. استحداث قيادة عمليات كربلاء والنجف الاشرف بدلا من قيادة عمليات الفرات الاوسط ثانيا؛ وحشد كافة الجهود من جيش وشرطة اتحادية وحشد شعبي ضمن هذه القيادة لزيادة التنسيق بين مختلف القوى الأمنية ثالثا؛ لانجاح الجهود والخروج بأفضل النتائج المرجوة مستقبلا.

لقد نجح العراق مثل كل عام في إدارة هذا الحدث المهم من خلال حشد كافة الطاقات والامكانيات لاستيعاب الموجات المليونية اليومية، ونجح العراقيين في عكس صورة مشرفة عن بلدهم من خلال كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتنظيم للموجات البشرية المليونية الزائرة طيلة عشرين يوما متتالية… وهذا انجاز في مواجهة التحديات لن يغفله التاريخ.

اضف تعليق