رغم مرور أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، على استشهاد الإمام الحسين في عاشوراء بأرض كربلاء، واستهداف ومنع وملاحقة كل من يُحيِى مراسم عاشوراء الحسين لدرجة التصفية الجسدية..، ما يزال اسم الإمام الحسين وعاشوراء يرعب عروش الظالمين والطغاة والمفسدين والمستبدين، وكل أعداء الرسالات السماوية والقيم الحسينية، ويفضح....

مازالت ثورة عاشوراء الإمام الحسين‬ تنبض بالحياة والعطاء والإباء، ومع مرور الزمن يزداد البشر تعلقا بالحسين وبثورته الخالدة في كل مكان وزمان؛ لأن ثورته رسالية لله سبحانه وتعالى، نقية طاهرة خالية من الأخطاء ومن المصالح الدنيوية والشخصية..، فالحسين حياة كريمة وسعادة أبدية، وما العجب وهو مصباح الهدى وسفينة النجاة كما قال جده خاتم الأنبياء والمرسلين الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة وإمام خير ويُمن وعز وفخر وبحر علم وذخر".

.. ‏وفي يوم عاشوراء تتجدد قيم الثورة الحسينية ضد الظلم والطغيان، ثورة انتصار المظلوم على الظالم، وانتصار الدم على السيف.. لتكون أسلوب حياة العزة والكرامة للأحرار والشرفاء على مر العصور لكل البشرية. 

 ورغم مرور أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، على استشهاد الإمام الحسين في عاشوراء بأرض كربلاء، واستهداف ومنع وملاحقة كل من يُحيِى مراسم عاشوراء الحسين لدرجة التصفية الجسدية..، ما يزال اسم الإمام الحسين وعاشوراء يرعب عروش الظالمين والطغاة والمفسدين والمستبدين، وكل أعداء الرسالات السماوية والقيم الحسينية، ويفضح ويعري كل من يساند العدوان والاستكبار ويصمت عن الظلم والفساد، ويفضح المتخاذلين عن نصرة الحق والمظلومين والمضطهدين. 

 لقد أثبت عشق الإمام الحسين (عليه السلام) عبر الإصرار على احياء ثورة عاشوراء الحسين (ع) في كل مكان ومهما كانت الظروف والتحديات والاستهداف..، والحرص على رفع راية عاشوراء الحسين لترفرف عاليا في كل دول العالم..، بإن مبادئ الحسين الشهيد الثائر (ع) حفيد رسول الله (ص) وحبيبه لا تموت... وبذلك أصبح العالم ينادي بصوت واحد لبيك لبيك يا حسين. لقد قتلونا بقتل الحسين، وقتلناهم بإحياء ثورة الحسين.

 ‏من أقوال الإمام الثائر الخالد الإمام الحسين‬ (عليه السلام) بطل ثورة عاشوراء‬ الخالدة في كربلاء‬: "كونوا احرارا في دنياكم".، وقوله: "هيهات منا الذلة". وقوله: "النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون". وقوله: "وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب النجاح والصلاح في اُمّة جدّي محمّد، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر". وقوله (ع): "أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا، وَاسْتَمَرَّتْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، وَخَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى الْوَبِيلِ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى الْحَقِّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَالْبَاطِلِ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ فَلْيَرْغَبِ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ رَبِّهِ، فَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَما ". وقوله (ع): "لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد ثم نادى: يا عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، وأعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب". 

 إنها أقوال خالدة تردد على ألسنة الأحرار والشرفاء وتزين الحسينيات والمجالس والطرق التي يتم فيها إحياء مراسم عاشوراء الحسين من قبل الأحرار والشرفاء عشاق الإمام الثائر الحسين الشهيد (عليه السلام).

 وحول مكانة الحسين (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحق حفيده الإمام الحسين الشهيد (ع): "الحسين مني وأنا من الحسين أحب الله من أحب حسينا"، وقال (ص): "إن الحسين مصباح الهدى وسفينة نجاة..". سلام على الحسين حبيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ‏

وحول حرارة مقتل الإمام الحسين والمصيبة والمجزرة التي ارتكبت ضد أهل بيت النبوة في يوم عاشوراء في أرض كربلاء، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جد الحسين الشهيد (عليه السلام): "إِنَّ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ حَرَارَةً فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَبْرُدُ أَبَداً".

 إن التأثر والشعور بحرارة مقتل الإمام الحسين (ع) نحرا وقطع رأسه بعد تحطيم أضلاعه وهو يشتكي العطش..، وبحجم الفجيعة والبكاء والنحيب لأعظم مجزرة لأهل بيت النبوة والرسالة..، انها من علامات الإيمان، إذ إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين كما قال جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). 

 ‏مأجورين بمصاب الإمام_الحسين (عليه السلام) الغريب، المظلوم، العطشان، المذبوح، المسلوب العمامة والرداء..، الذي تم قتل أهل بيته وأصحابه وطفله الرضيع وقطع رأسه ورؤوسهم وأخذ نساء وأطفال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سبايا من بلد إلى بلد.

 وهنيئا لكم بالسير على منهج ثورة عاشوراء الإمام الحسين الخالدة (عليه السلام)، فإنها الحياة الكريمة والحرية والعزة في الدنيا ونيل أعلى مراتب الجنان في الآخرة مع حبيبكم الثائر الخالد الإمام الحسين الشهيد (ع) في الآخرة. الحسين حياة كريمة وسعادة أبدية.

 عظم الله أجوركم بمصاب سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) ورحم الله والديكم بجاه الحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والأئمة المعصومين (عليهم السلام).

اضف تعليق