إنَّ دماء الإمام عليه السلام وآل بيت الرسول (ص) وأصحاب الحسين (ع) كتبت تاريخاً مشرقاً للأمة الإسلامية وحفظت الدين الإسلامي فكانت ثورة تصحيح لا سلطة، وثورة حق على باطل، وصرخة ظلت مدوية حتى يومنا هذا، ونبراساً يقتدي به الثوار كلما وجدوا الظلم يقترب منهم ويحاول السيطرة عليهم بشتى الصور...

حملت نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) في شهر محرم الحرام عام 61 هـ، رسائل عدة أولها عدم الاستكانة للظلم والتصدي له مهما كانت التضحيات، وهذا ما تجلى بوضوحٍ في رفض الإمام (عليه السلام) البيعة ليزيد بن معاوية سواء في حياة معاوية بن أبي سفيان أو بعد موته. 

ورفض البيعة له أسبابه أولها نكث العهد المبرم بين معاوية والإمام الحسن (عليه السلام) من جهة، ومن جهة ثانية عدم أهلية يزيد لقيادة الأمة. وأيضاً رفض تكريس مبدأ الوراثة في الحكم والذي سارت عليه الدولة الأمويَّة وفي ما بعد الدولة العباسيَّة.

لهذا كانت نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لها ما يبررها ويمنحها الشرعيَّة التي تجلت بوضوحٍ في آلاف الرسائل التي وصلته وبايعته من جهة، ومن جهة ثانية استعداد بني أمية من الناحية العسكريَّة لقمع ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) عبر آلاف الجند القادمين من الشام ومن بقية الأمصار مضافاً لهم ما موجودٌ في العراق من موالين لهم وهو ما يؤكد أنَّ ما حصل في كربلاء لم يكن معركة بقدر ما أنها ثورة حسينيَّة شعبيَّة أرادت إحقاق الحق وحفظ الإسلام من العابثين به والمسيطرين على مقدرات الأمة والساعين لمصادرة حقوق المسلمين أينما كانوا ومحاولة فرض سياقات جديدة لا أساس شرعياً لها.

وهذا ما يجعلنا نقول إنَّ نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن خاصة بزمنها فقط، بل هي ثورة ورسالة مستمرة لكل الأزمنة والأمكنة، أينما وجد الظلم وُجدت الثورة وهذا تزامنٌ تاريخيٌ بدأ بثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وظلَّ مستمراً عبر كل مراحل التاريخ الإنساني والشواهد على ذلك كثيرة جداً.

وبالتالي نجد أنَّ أكبر الرسائل التي حملتها ثورة الطف أنَّ التاريخ يكتبه الشهداء وحدهم وهم من ينتصر دمهم على سيوف قاتليهم، ها نحن ومنذ أكثر من ألف وأربعمئة سنة نعيش واقعة الطف بكل ما فيها من دروسٍ في التضحية والفداء ونستلهم منها مبادئ وقيماً حاولوا إخفاءها لكنها ظلت ساطعة في سماء الحرية.

إنَّ دماء الإمام عليه السلام وآل بيت الرسول (ص) وأصحاب الحسين (ع) كتبت تاريخاً مشرقاً للأمة الإسلامية وحفظت الدين الإسلامي فكانت ثورة تصحيح لا سلطة، وثورة حق على باطل، وصرخة ظلت مدوية حتى يومنا هذا، ونبراساً يقتدي به الثوار كلما وجدوا الظلم يقترب منهم ويحاول السيطرة عليهم بشتى الصور.

اضف تعليق