زيارة الأربعين من الألطاف الإلهية بالناس، حيث يؤدي هذا التجمع المادي والمعنوي إلى التواصل والتقارب والتعايش والتفاهم والتعاون فيما بينهم لتشملهم العزة. فالعزة عبر الاجتماع والتقارب والوحدة تؤدي الى الانتصار حيث يتعاضد مع الآخرين فيكونوا سندا له. أما الذي يتحاسد ويتنازع ويغرق في خلافات مستمرة، فهو يعيش الهزيمة...
عندما نتكلم عن نصرة الإمام الحسين في زيارة الأربعين، فإننا نتكلم عن التعاون فيما بين الزائرين، وبين المواكب الحسينية والهيئات والموالين، الذي يؤدي إلى تآلف القلوب وتوحيد النفوس، وبالتالي ينطبق عليه شعار (الحسين يوحدنا).
فالإمام الحسين (عليه السلام) يوحدنا في هذه الزيارة، ويبني الأمة التي تتماسك أكثر فأكثر من خلال التعاون، فالتعاون تطبيق لهذا الشعار على أرض الواقع، ولذلك من أهم اهداف هذه الزيارة وآثارها الكبيرة هي وحدة المؤمنين ووحدة نفوسهم وقلوبهم، مما يؤدي إلى احتواء الصراعات والنزاعات.
وهذه هي أهم خطوة في عملية بناء الإصلاح التي نهض من أجله الإمام الحسين (عليه السلام)، فالإصلاح يعني إصلاح الأخطاء، إصلاح النزاعات، إصلاح العلاقات، وهو أيضا عملية ردم للفجوات والصراعات التي تنشأ فيما بين الناس، فهذه النزاعات والصراعات تؤدي إلى قساوة القلوب وتحجر النفوس، وتؤدي إلى الحسد والتحاسد والتقاطع فيما بين الناس، وبالتالي عندما تصل الأمور مستوى أعلى من الخلافات، يحدث الاصطدام والاقتتال فيما بين الناس.
كيف نتوحد؟
عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا لم تجتمع القرابة على ثلاثة أشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم وشماتة الأعداء بهم وهي: ترك الحسد فيما بينهم لئلا يتحزبوا فيتشتت أمرهم. والتواصل ليكون ذلك حاديا لهم على الالفة والتعاون لتشملهم العزة)(1).
(إذا لم تجتمع).. في الإسلام هناك دائما دعوة للاجتماع، من خلال صلاة الجماعة، أو من خلال فريضة الحج، أو من خلال زيارات أهل البيت (عليهم السلام)، ومن خلال مختلف الآداب والسنن الموجودة التي تدعو للاجتماع فيما بين المسلمين وفيما بين الموالين (2).
فالاجتماع يؤدي الى التقريب بين الناس وتوحيد القلوب وتقريب النفوس من بعضها البعض، وإذا لم يجتمعوا، تعرضوا لدخول الوهن عليهم، وذكر مفردة دخول تعني: اشاعة الضعف والوهن في داخل بيتك او مجتمعك من خلال ترك الباب مفتوحا لحدوث المشكلات واستفحالها باستمرار الصراعات والنزاعات.
لو أنكم لاحظتم بعض العائلات التي تحدث فيها نزاعات وخلافات فيما بينهم، تلاحظ أن اغلب الناس يعرفون كل ما يدور بينهم من صراعات داخلية لأنهم فتحوا الباب على النزاعات، وهذا أمر طبيعي، فالتفكك فيما بين الأفراد وعدم التوافق يؤدي الى الضعف ويفتح الباب لدخول الفتن.
فهم الذين تعاونوا لدخول الوهن عليهم وبالتالي أصبحوا مشاعين على الالسن وشماتة الأعداء والاستهزاء بهم، واغلاق باب الفتن والنزاعات يبدأ من ترك الحسد وعدم التحاسد.
التحاسد يؤدي إلى المشاكل لأنه أسّ الرذائل كونه نابع من شحة النفس وغلظتها وأنانيتها، بحيث يحقد الإنسان على الآخرين، لأنهم يمتلكون ما لا يملك، فالحسد(3) ليس المقصود أن يحسد الآخرين بعينه فقط، وإنما يعمل لإلحاق الأذى بالآخرين، واثارة الخلافات والفتن وفقدان الانسجام معهم.
فالحاسد يتساءل دائما، لماذا ذلك الإنسان يمتلك الأموال وسواها وأنا ليس عندي أموال ولا أملاك وسواها من الممتلكات، ولذلك بالنتيجة فإن الحسد يؤدي إلى الكفر أيضا، لذلك فإن التحاسد يؤدي إلى القطيعة، كما موجود في الروايات، وإلى التنابز والصراعات والنزاعات.
الوقوع في عالم الخراب والفوضى
فالحل الأول لترك النزاعات والصراعات ومعالجتها هو عملية ترك الحسد، وأن لا يتحزبوا، فكل شخص يستقطب حوله مجموعة من الأفراد ويؤسس لمجموعة او ما يسمى بـ (عصابة)، فيكونوا مجموعة عصابات، ثم أحدهم يقاتل الآخر، أو يسقّط الآخر، ويتسقّط أخطاء الآخرين، وهنا تنتهي الوحدة الاجتماعية ويقع الناس في عالم الخراب والفوضى، لذلك يجب القيام بما يلي:
أولا: ترك الحسد.
ثانيا: التواصل.
ليكون لهم ذلك حاديا وسببا لمعالجة الأخطاء، أما الحسد فيؤدي إلى البغض والكراهية وتراكم الأخطاء واستفحالها، ولكن التواصل يؤدي إلى الألفة والمحبة والتعاون. لذلك فإن زيارة الأربعين من الألطاف الإلهية بالناس، حيث يؤدي هذا التجمع المادي والمعنوي إلى التواصل والتقارب والتعايش والتفاهم والتعاون فيما بينهم لتشملهم العزة. فالعزة عبر الاجتماع والتقارب والوحدة تؤدي الى الانتصار حيث يتعاضد مع الآخرين فيكونوا سندا له. أما الذي يتحاسد ويتنازع ويغرق في خلافات مستمرة، فهو يعيش الهزيمة والذل والضعف والوهن والذل، وعدم التقارب، بينما الإنسان.
قوة الشيعة في العالم
وهذا ما نلاحظه اليوم عند الشيعة حيث يفتخرون اليوم في كل العالم بأن لديهم العزة والقوة الكبيرة بما يسمى بالمصطلح الحديث (القوة الناعمة)، التي تعزز من رصيد الشيعة بين الناس وفي العالم، فالشيعة يتميزون بهذه القوة لأنهم متوحدون في زيارة الاربعين. فلابد من استثمار هذه المناسبة العظيمة لتعزيز هذا الخطاب بالمزيد من التعاون والألفة والتواصل.
تقول الآية القرآنية الكريمة: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال 46. هذا المعنى في الآية القرآنية مرتبط بالحديث الذي ذكرناه، فالحسد يؤدي الى التنازع، والتنازع يؤدي إلى الفشل، والفشل معناه زوال القوة وانتشار الضعف، فالريح تدل على القوة، فعندما تأتي الريح تترفرف الرايات، وكلما كانت الريح قوية فإن الرايات تترفرف بقوة أكبر.
هذا تعبير جميل عن قضية القوة والعزة التي تنتج من خلال التقارب، ولكن عندما يتنازع القوم سوف يفشلون وتذهب قوتهم وتتحكم بهم حكومة ضعيفة تابعة وذليلة وفاسدة لأنه ليس لها اجتماع ولا عزة بسبب التنافس على المكاسب بأي ثمن ووسيلة، مما يؤدي الى التحاسد والتنازع والمزيد من التفاسد.
التحاسد يسبب التفاسد
التحاسد هو منع الخير عبر الاستئثار والاستبداد والاحتكار، ويظهر في النفس الشحيحة بسبب التوقعات المالية العالية بين المتحاسدين، وعن الإمام علي (عليه السلام) يقول: (إذا أمطر التحاسد نبت التفاسد)(4)، التحاسد يبدأ بشيء قليل، ثم يزداد ويستمر بالازدياد حتى يصبح كبيرا، وحينذاك يصبح كله ملوثا، لذلك فالحسد والتحاسد ينبت التفاسد، مثل الأرض الخبيثة التي تنبت ثمرا فاسدا حين يرويها مطر خبيث يؤدي بدوره إلى المرض والفساد، والتنافس السلبي هي الأرض الخبيثة التي تنبت التنازع والتسارع في التفاسد.
(وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) الأعراف 58.
فالشكر يمطر بالطيب على البلاد فينبت الخير عندما يتنافس المتنافسون بالتعاون والتشارك والتكامل والتراحم، (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الحديد 21.
والحسد يمطر بالخبث فينبت الشر والسوء والفساد وحب زوال الخير والنعم واضمار السوء للآخرين، (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا...) آل عمران 120.
فالتنافس السلبي يؤدي إلى التصارع بسبب التحاسد حيث يريد الإنسان أن يأخذ كل الأشياء ويسبق الآخرين في ذلك، وأن يبقى الآخرون في الخلف حيث يتساقطون غير مأسوف عليهم، وهذا هو قمة الأنانية. فهدف الحاسد هو تدمير الآخرين، واذا اصبح سلوكا عاما يتحول الى تحاسد يثير التفاسد في الأرض ويتحول الى نزعة تدميرية ذاتية يهلك فيها الجميع وتزول النعم. (فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) الأعراف 74
نظافة القلب من الانانية
أما في زيارة الأربعين فإن الأمور مختلفة تماما حيث يتدرب الإنسان على التخلص من أنانيته، بنظافة القلب والنفس، ومن ثم يتوجه إلى التعاون من أجل إقامة الحق.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (عليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتقاطع والتحاسد والتدابر وكونوا عباد الله إخوانا فان المؤمن أخو المؤمن لا يخونه ولا يخذله ولا يحقره ولا يقبل عليه قول مخالف له)(5)، هذا التقابل بين المصطلحات هو يعني ضرورة التفاعل التواصلي والتعاطي التباذلي مع الآخر بشكل مستمر لتحقيق التعاون التام بين المجموع.
لذا فإن زيارة الأربعين هي ذلك التواصل الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله، وهكذا علينا دائما أن نطور أنفسنا في قضية التواصل، وأن نستمر في ذلك، فكما يقولون في علم المنطق في الحقيقة المشككة التي فيها مستويات تبدأ من الضعيف إلى الأعلى، لذلك علينا أن نمضي بالصعود في زيارة الأربعين، ونرتقي في كل سنة درجة أعلى ونتسابق في ذلك، وهذا يتم من خلال التواصل والتباذل.
فالتباذل لا يعيق التواصل، والتواصل لا يعيق التباذل، وكلاهما يكمل الآخر، وكلاهما يحقق الهدف ويحقق الغاية، أما إذا حدث العكس (وإياكم والتقاطع والتحاسد والتدابر)، فتبدأ النزاعات والصراعات والمشكلات في المجتمع.
الوقاية عبر التباذل
الخلافات المجتمعية والمحلية والإقليمية والدولية، كلها قائمة على قضية فقدان التواصل وغياب التباذل، حيث ينعدم الإنصاف وتموت العدالة فيزول التباذل، فكل واحد يريد أن يأخذ لنفسه فقط، يأخذ ولا يعطي، والنتيجة هي التقاطع والصراع وأن أحدهما يلعن الآخر ويشتمه ويقاتله، وهذا من أكبر العناوين التي تدل على التعاون على الإثم والعدوان، لذلك علينا أن نتخلص من الصراع والتقاطع، عبر توقي الانانية والتحاسد، والوقاية تتحقق عن طريق التقوى، حيث تحمي الإنسان من الوقوع في الرذائل والمفاسد والانحراف، فالإنسان الذي يقي نفسه، ويعالج شحّ نفسه، لأن النفس الشحيحة مشبعة بالكراهية ولا تعرف الحب للآخر مطلقا، لأنها نفس أنانية، تريد كل شيء لها فقط، وهذه النفس هي التي تقود إلى التقاطع والصراع.
(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) {الحشر/9}
تعني جملة (شح النفس) البخل، البخل زائدا الحرص الشديد على الدنيا، فهناك أناس يبحثون عن الحصول على المال بأية طريقة كانت، بغض النظر عن كونها حلال أو حرام، المهم عنده هو الحصول على الأموال، الحلال والحرام ليس مهما بالنسبة له، فيسرق الآخرين، ويظلمهم ويسيطر عليهم.
ان عملية بناء التعاون تبدأ من عملية تغيير الذات، حيث تحتاج منا إلى الصبر والتواصل وإيقاف جموح الحرص وكبح شح النفس في ذاته بالتحكم الواعي بالسلوكيات والافكار واليقظة بالمخاطر، ومن هذه النقطة تبدأ عملية الاصلاح الاجتماعي.
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا)(6).
وهذا ينطبق على الحكومات التي تقوم بالسيطرة على الموارد وتنهبها كلها، وبالنتيجة لا تعطي للناس حقوقهم، هذا هو شح النفس، وهذا يحتاج إلى تغيير النفس ومعالجتها من هذا المرض.
التغيير الذاتي بالايثار
ويبدأ التغيير بالإيثار، فالإنسان لابد أن يؤْثِر الآخرين على نفسه من خلال العطاء والتواصل ومد الجسور معهم وتحسين العلاقات بشكل مستمر، والتواصل والتباذل، هما وجهان لعملة واحدة، لأن التواصل هو بذل، والبذل هو تواصل، فكلاهما يحتاج للآخر.
حتى يتوقى الإنسان من شح نفسه، ويتخلص من الأنانية ويسعى للقضاء على هذا المرض الموجود في نفسه، وهو مرض الشح والأنانية المحضة التي تتكون من خلال حب الإنسان للمال وحبه المحض لنفسه وحرصه على الدنيا، وبحثه المستمر عن السلطة، وسعيه لامتلاك الأشياء دائما، وهذا ما يجعله يحسد الآخرين، ويحقد عليهم ويتجاوز على حقوقهم، فيجعله ذلك مشغولا بنفسه ومصالحه وأهدافه فقط، فلا ينتبه للناس، ولا ينفعهم، بل هو حتى لا ينفع نفسه، لأن الإنسان الأناني يضر نفسه دائما.
فالإنسان الذي لا يتواصل ولا يتباذل مع الآخرين، ولا يلتقي مع الناس في غايات مشتركة ولا يجتمع بهم في شراكات، فهذا سوف يضر نفسه، لأنه لا ينتفع من أفعاله الانانية، (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ...) الرعد 17، لذلك فالإنسان يحتاج دائما أن يتوقى من شح النفس، ولا يسمح للمال أن يسحره، ويجذبه أو يجرّه إلى مناطق خطرة جدا، حتى لايضر نفسه وغيره.
الغسل النفسي
إن الإنسان عندما يساعد الناس سوف يفرح ويشعر بالسعادة، ولكن لماذا يفرح هذا الإنسان عندما يعطي الآخرين؟، إنه في الحقيقة لا يفرح لأنه يساعد الناس أو يعطيهم بعض ما يحتجون فحسب، بل يفرح لأنه تخلى عن جزء من شح نفسه، وأعطى نفسه لله سبحانه وتعالى، وهذه تربية يحتاج لها الإنسان دائما للوصول الى المعرفة العميقة بالنتائج الإيجابية.
الإنسان يحتاج إلى أن يربي نفسه على العطاء، فإذا أحببت شيئا سوف تتعلق به بشدة، والإنسان إذا تعلق بشيء يصبح حزينا، فالإنسان حزين على الدنيا، لأنه متعلق بالأشياء، لذلك تجد أنه بائس وتعيس، لأن التواصل والتباذل يؤدي إلى شعور الإنسان بالسعادة والعطاء، فكلما أعطى للآخرين أكثر سوف يشعر بالسعادة أكثر.
لذلك نلاحظ اليوم انه من الأمور الجميلة التي تحدث في زيارة الأربعين هو هذا العطاء، لأن الناس جربوا معنى السعادة، والخير في منح الآخرين ما يحتاجونه هم ذاتيا، لذلك محرم وصفر هما شهران لبناء الصحة النفسية في الإنسان، وهي عملية ساندة لغسل الإنسان نفسيا وتخليصه من التعاسة والاكتئاب، وتحريره من الأشياء المتعلق بها، كحب المال وحب الذات وحب الدنيا، وحين يتخلص من تلك الاغلال سوف يبدأ شعوره الحقيقي الدائم بالسعادة.
اضف تعليق