المنبر الحسيني له مكانة خاصة لنشر العلوم والمعرفة والتوعية ولرفع كلمة الحق والخير والعزة والكرامة وقيم نهضة ثورة عاشوراء والثائر الشهيد.. لانه يحمل اسم الحسين كما ان له دور كبير لنشر كلمة الحسين وتسليط الضوء على سيرة الحسين ورفع اسمه ورايته، ولترسيخ مبادئ ثورة عاشوراء...
المنبر الحسيني له مكانة خاصة لنشر العلوم والمعرفة والتوعية ولرفع كلمة الحق والخير والعزة والكرامة وقيم نهضة ثورة عاشوراء والثائر الشهيد.. لانه يحمل اسم الحسين -عليه السلام-، كما ان له دور كبير لنشر كلمة الحسين وتسليط الضوء على سيرة الحسين ورفع اسمه ورايته، ولترسيخ مبادئ ثورة عاشوراء، ولهذا فمن الطبيعي أن يطرح على المنبر كل ما يجسد فكر الحسين كالحق والعدل والحرية والكرامة والبطولة والصدق والأمانة والوفاء والاحترام والعفة والشرف وتحمل المسؤولية، والتمسك بالمبدأ، والابتعاد عن كل ما يخالف قيم الحسين -عليه السلام- من مواضيع بلا قيمة ومنفعة للناس، ولا ترتبط بأقوال وأفعال الإمام المصلح الثائر، ولا ينبغي أن يقوم اي شخص بمدح الظالمين والقتلة والفاسدين، والحكومات الظالمة والقاتلة والمستبدة والمفسدة على المنبر وفي المجلس الحسيني بشكل خاص وفي المجتمع العاشق للحسين بشكل عام، لأنها تتنافى مع أهداف وقيم الإمام الحسين عليه السلام.
عاشوراء والحسين - البطولة والمصيبة
نرجو في أيام احياء عاشوراء التركيز على قيم ومبادئ ثورة الإمام الحسين الخالدة وبناء الشخصية الواعية الحرة العاشقة للحق والحقيقة وتحقيق الإصلاح، وتحمل المسؤولية ورفض الظلم والفساد ومقاومته، والتضامن مع المظلومين، فأيام عاشوراء خاصة باحياء ذكرى مجزرة كربلاء المفجعة الدموية واحياء المواقف البطولية حيث انتصر الدم على السيف، وانتصر الشهيد المقتول نحرا وهو عطشان والمقطع جسده بالسيوف وحوافر الخيول، وانتصر السبط المقطوع رأسه الشريف والمرفوع على سنان الرمح على القاتل الحاكم الذي يضع التاج المذهب على رأسه ويملك الجيوش المتوحشة الشرسة التي تملك أقوى الأسلحة الفتاكة في التدمير والقتل والترهيب والتخويف للناس عبر التمثيل بجثث الشهداء من أبناء رسول الله (ص) والاستعراض برفع رؤوس الشهداء بعد فصلها عن الأجساد، وأخذ بنات وأطفال بيت النبوة سبايا من الكوفة إلى الشام.
منبر الحسين وطريق الحق
فدور المنبر الحسيني.. إعطاء الأمل ورفع معنويات الحضور وزرع الحماسة للسير على منهج الحسين، فالحسين حي خالد موجود في كل عصر ما دام الصراع بين الخير والشر مستمر، فالحسين يمثل الخير والسلام والنور مقابل الشر والظلم والظلام، والإمام الحسين يقف مع كل من يرفع راية الحق والعدل والإصلاح ورفض الظلم في أي زمان ومكان في العالم، كما ان يزيد الحاكم الفاسد والظالم والقاتل موجود من خلال الحكومات الظالمة الذي ينبغي رفضها.
الحسين يمثل الحق والعدل والكرامة مقابل يزيد الذي يمثل الباطل والظلم والفساد،.. فكل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
أقوال الحسين رسالة وعي وكرامة
الحسين عِبرةٌ وعَبرة، فمن الضروري التركيز خلال المحاضرات والفعاليات حول الإمام الحسين القائد والقدوة والشهيد الشاهد، وعلى رسالة الإمام الحسين وثورة عاشوراء في نهضة المجتمع والوعي والكرامة والعزة والحرية والإصلاح والتغيير والعطاء والوفاء والاعمار والبناء، وذكر أقوال الإمام التي ينبغي أن يحفظها كل عشاق سيد الأحرار الإمام الحسين منها: في الحرية "إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم".
وقوله في وصف الوضع الاجتماعي الفاسد: " أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وأَنَّ الْبَاطِلَ لَا يُنْتَهَى عَنْهُ، لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ مُحِقّاً".
وحول الحياة مع الظالمين يقول الإمام الحسين: "فَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا الْحَيَاةَ ولَا الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَماً".
ويصف الإمام أصحاب المصالح الدنيوية والسياسية، واستغلال الدين بقوله: "إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا والدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون".
ويعتبر سيد الشهداء الموت كالقلادة بقوله: "خُطّ الموت على ولد آدم مَخَطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف...".
وحول سبب خروجه للثورة قال: " أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً ولَا بَطِراً ولَا مُفْسِداً ولَا ظَالِماً، وإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ".
وقوله: "إن الدعيَّ ابن الدعيَّ قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة".
وعن التعامل مع الحاكم المستبد الجائر يقول الإمام الحسين: "من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله، ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يُغيّر عليه بفعل ولا قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله".
ويقدم الإمام الحسين الدروس في اختيار الموت على دخول النار: "الموت أولى من ركوب العار والعار اولى من دخول النار".
وحول التضحية في سبيل الحق بعزة وكرامة ورفض الذل يقول: "والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد". وكذلك صرخته بـ: "هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون".
وكان الإمام يؤكد على العزة ورفض الذل لآخر اللحظات فعندما توجه لساحة المعركة كان يقول: "موت في عز خير من حياة في ذل".
انها كلمات عظيمة من المهم أن تكرر على المنبر الحسيني فهي ايقونات لنهضة الثورة الحسينية، وبناء الشخصية الناجحة.. لكي تحفظ وتتحول إلى عقيدة لكل الأحرار والشرفاء والثائرين.
التقدير والثناء لتضحيات أصحاب الحسين
ومن ضمن دور المنبر الحسيني تقديم الثناء والافتخار والتقدير والاعتزاز وذكر المواقف البطولية لكل من قدم التضحيات مع الحسين في عاشوراء وبالخصوص أصحابه والشهداء بين يديه والسبايا والمواقف البطولية للنساء الحرائر، والتنديد بالمتخاذلين عن نصرة الإمام الحسين والحق والعدل والدفاع عن نساء أهل البيت عليهم السلام.
إن أصحاب الإمام الحسين الذين قدموا أروع الدروس في الوفاء والعطاء والتضحية والفداء مثل: حبيب بن مظاهر، زهير بن القين، ومسلم بن عوسجة، و برير، والحر الرياحي وعابس و جون، وهب.. وبقية الشهداء الذين سطروا بدمائهم الزكية الطاهرة أجمل مواقف الوفاء والاباء، قد نالوا بذلك أعلى درجات الخلود والشرف، انهم يستحقون وقفة من خطباء المنابر الحسينية ليتعرف كل من يستمع للمجلس الحسيني لسيرتهم ومواقفهم وتضحياتهم وكيف تعامل معهم القائد الإمام الحسين وما هي الكلمات التي قالها (الحسين الشهيد) بحقهم. فهو يصفهم بانهم الأوفى بقوله: "فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيرا من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خيراً".
وعندما أشعل الأعداء الحرب ضد سبط النبي وأهل البيت (ع)، توجه الإمام لأصحابه قائلا: "صبرا بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائم".
هذه المواقف البطولية ومقاومة الطغاة والتضحية، والتضامن والتأثر بما حدث للحسين عليه السلام وأهل بيته من مصائب مفجعة ومؤلمة، ينبغي أن تكون حاضرة في المجلس الحسيني.
الحسين حياة وكلمة حق ضد الباطل. ومن يعشق الحسين يسير على منهجه بالوقوف مع الحق والمظلومين ضد الباطل والظالمين.
السلام على الحسين، وعلى علي ابن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين. سلام على من سار على منهج الحسين عليه السلام.
اضف تعليق