من يقف على الحياد في القضايا الاخلاقية والإنسانية وحالات الاعتداء والقتل فهو حتما قد خذل الحق والعدل والحرية ولم ينصر الأحرار والشرفاء وموقفه يخدم الظالم القاتل، مهما كان المبرر والدوافع كالخوف من الظالم وعدم تقديم التضحيات. أثبتت ثورة الإمام الحسين بانه لا يوجد منطقة حيادية...
ثورة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام تقدم الدروس في التربية والأخلاق وفي دروب الإصلاح والتغيير والثورة والتضحية، وكشف وفضح الخونة وأصحاب المصالح الشخصية والسياسية ومن يقف على الحياد في المواقف المصيرية الحاسمة.
ان من يقف على الحياد في القضايا الاخلاقية والإنسانية وحالات الاعتداء والقتل فهو حتما قد خذل الحق والعدل والحرية ولم ينصر الأحرار والشرفاء والمظلومين، وموقفه يخدم الظالم القاتل، مهما كان المبرر والدوافع كالخوف من الظالم وعدم تقديم التضحيات.
أثبتت ثورة الإمام الحسين بانه لا يوجد منطقة حيادية في المواقف المصيرية فلا يكفي التعاطف والمحبة بدون عمل ونصرة وتضحية، فكل من لم يكن مع الثائر الحسين تحول إلى أداة بيد الظالمين والقتلة ضد الحق والعدل والحرية كما فعل أهل الكوفة، وكل مجتمع يتخلى عن نصرة الأحرار في أي زمن فهو كمجتمع أهل الكوفة، مهما قيل من مبررات وسياسة المداراة، لأهل الكوفة كان لديهم مبررات وسياسة مداراة حسب ما يقال حاليا من قبل البعض ولكن التاريخ سجل موقفهم بعدم نصرة الحق والمظلوم وهذه رسالة لكل من يمارس هذه السياسة في هذا الزمن.. فالتاريخ سيسجله في لائحة الخزي والعار والذل.
كما ان كل مجتمع يسكت عن الفساد والاستبداد والاعتداءات والذل، ولا يتحرك للمطالبة بالإصلاح والتغيير وبالحقوق، ولا ينصر المظلومين ولا يقاوم الظلم والقهر.. فهو كالمجتمع الكوفي الذي تخاذل عن نصرة الإمام الحسين (ع).
ان من لم ينصر الإمام الحسين وثورته تحول إلى أداة ضده، لدرجة رفض تقديم العون للحسين وأصحابه.. رغم ان قلبه مع الحسين القائد ومع سفيره مسلم بن عقيل الذي قتل بقطع رأسه وسحل جسده في أزقة الكوفة وهو قبل أيام كان أميرا لهم، ماذا يفيد الحب على اللسان دون إرادة العطاء والبذل والتضحية للحبيب، "قلوبهم معك وسيوفهم عليك"!.
سفير الإمام الحسين مسلم بن عقيل عندما تخلى عنه أهل الكوفة بسبب الترهيب والتخويف الأموي، واعتقال القيادات التي تقف معه، لم يجد القائد الغريب مسلم بن عقيل من يساعده ويقدم له شربة من الماء إلا طوعة المرأة التي قدمت له الغذاء والمأوى في بيتها؛ لتسجل موقفا بطوليا للمرأة عجز عنه آلاف الرجال.
تحية لكل من سلك منهج طوعة تلك المرأة العظيمة بتقديم العون للأحرار والشرفاء وقول كلمة، وفي مجتمعنا عدد من النساء الحرائر اللاتي سجلن اسمائهن في لائحة الشرف والفخر والكرامة رغم التضحيات الكثيرة فقد تعرضن للاعتقال والتعذيب الوحشي.
السلام عليك يا رسول الحسين أيها الشهيد الغريب يا مسلم ابن عقيل.
اضف تعليق