موسم عاشوراء على المستويين الثقافي والاجتماعي، من أهم المواسم الثقافية الاجتماعية والتي تحتضن وتجري فيه المئات من الأنشطة الثقافية والمبادرات الاجتماعية والتنموية. بحيث تتغير أنماط الحياة والمعيشة خلال هذا الموسم الديني الثقافي الاجتماعي. إلا أن من الأمور المستغربة إزاء هذه الفعاليات المتعددة، هو غياب الإعلام الوطني...
لعلنا لا نبالغ حين القول: أن موسم عاشوراء بالمنظور الثقافي – الاجتماعي، من أهم المواسم والمهرجانات الثقافية التي تشهدها محافظتي القطيف والأحساء، حيث تتحول مجتمعات هذه المحافظات، إلى مجتمعات ناشطة وحيوية في أكثر من مجال، ومن أبرزها المجال الثقافي والاجتماعي.
بحيث تتعدد ساعات التوجيه الثقافي والمعرفي والتي تناقش قضايا دينية وثقافية وفكرية متنوعة، وتجيب على الكثير من الأسئلة المعرفية التي تشغل بال أبناء المجتمع. لذلك فإن عاشوراء وفق هذه الرؤية هي بمثابة مؤتمر ثقافي مفتوح يشترك في هذا المؤتمر جمهور متنوع ومن كل شرائح المجتمع. كما أن المتحدثين في هذا المؤتمر هم من مستويات علمية وثقافية مختلفة ومتفاوتة، ويقدمون أطروحاتهم الدينية والعلمية، وهي حصيلة تحصيلهم العلمي والثقافي. وعلى المستوى الاجتماعي، تشهد هذه المجتمعات العديد من الأنشطة والمبادرات الاجتماعية التي تساهم في تقوية البناء الاجتماعي وتزيد من لحمته الداخلية.
لذلك نستطيع القول: أن موسم عاشوراء على المستويين الثقافي والاجتماعي، من أهم المواسم الثقافية – الاجتماعية والتي تحتضن وتجري فيه المئات من الأنشطة الثقافية والتوجيهية والمبادرات الاجتماعية والتنموية.
بحيث تتغير أنماط الحياة والمعيشة خلال أيام هذا الموسم الديني – الثقافي – الاجتماعي. إلا أن من الأمور المستغربة إزاء هذه الفعاليات والمناشط المتعددة، هو غياب الإعلام الوطني بكل وسائله ووسائطه عن تغطية هذه المناشط والفعاليات. بينما ذات هذه الوسائل تهرول لتغطية أنشطة أقل حضورا وحيوية وتأثيرا، وتتعامل معها بوصفها من المناشط الثقافية الوطنية التي تستحق التعريف والإشادة. أما موسم عاشوراء بوصفه فعالية ثقافية – اجتماعية متكاملة وذات حضور جماهيري واسع ومتنوع، فإن التجاهل هو سيد الموقف، وكأن ليس بين ظهرانيهم أنشطة وفعاليات تستحق التوثيق والتعريف والإشادة.
ولو تأملنا في طبيعة تعامل إعلام الدول المتقدمة مع تراث وأنشطة شعبها الثقافية والاجتماعية والتراثية والفلكلورية، لوجدنا أن هذه الدول تعمل على إبراز هذا التراث والمناشط المرافقة والمبادرات الاجتماعية التي تنسجم وسياق لحظة الاحتفالات الثقافية والاجتماعية. فالحكومة البرازيلية بذلت الكثير من الجهود والمبادرات للحفاظ على تقليدها التراثي – الاجتماعي المتعلق برقصة الفلامنجو، وصاغت لمؤسساتها الثقافية – الوطنية خطة وطنية متكاملة لإدخال هذا التراث البرازيلي الخاص في منظمة اليونسكو بوصفه من التراث الإنساني الذي ينبغي المحافظة عليه.
كما أن الجمهورية الإسلامية في إيران تمكنت قبل سنوات من تسجيل كل تراثها وطقوسها المتعلقة بإحياء مناسبة عاشوراء في اليونسكو بوصفه من التراث الوطني الإيراني.
بينما تتجاهل مؤسسات الإعلام الوطني كل الجهود والمناشط والفعاليات التي يقوم بها أبناء المجتمع في محافظتي القطيف والأحساء.
وكأن أبناء هذا المجتمع هم غرباء على وطنهم، ولا يحق لأنشطتهم وتراثهم أن تبرز في مؤسسات الإعلام الوطني.
إننا من موقعنا الوطني نقول وبدون مواربة، إننا من حقنا كمجتمع أن يبرز تراثنا ونشاطنا الثقافي والاجتماعي في مؤسسات الإعلام الوطني. وندعو في هذا السياق جميع المعنيين للالتفات إلى هذه المسألة. فنحن جزء أصيل من هذا الوطن، ومن حقنا الطبيعي أن تغطى أنشطتنا الثقافية والدينية والاجتماعية في الإعلام الوطني.
وندعو مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني على هذا الصعيد، أن يقوم بدوره في تجسير العلاقة بين المناشط الأهلية الثقافية والاجتماعية ومؤسسات الإعلام الوطني. فمادام مجتمعنا متعدد ومتنوع فمن حق كل هذه التعبيرات والمكونات أن يكون لها حضورها الثقافي والديني والاجتماعي في مؤسسات الإعلام الوطني.
وإن الإقرار بأن المجتمع السعودي مجتمع متعدد ومتنوع ثقافيا واجتماعيا، يحمّل جميع الجهات الرسمية مسؤولية العمل لإبراز هذه الحقيقة في مؤسسات الإعلام الوطني.
لذلك ومن موقع حرصنا الوطني، نستغرب غياب الإعلام الوطني عن تغطية فعاليات عاشوراء الثقافية والاجتماعية، وندعو كل المنابر الإعلامية الوطنية إلى إنهاء حالة التجاهل والانفتاح على المناشط الثقافية والاجتماعية والتعريف بها وتغطيتها في المنابر الإعلامية الوطنية.
فنحن في عاشوراء نمارس خصوصيتنا الثقافية، وندعو كل شركاء الوطن للتعرف على المناشط الثقافية والاجتماعية، فليس لدينا ما نخجل منه، ومن حقنا كمواطنين أن نحصل على تغطية إعلامية من مؤسسات الإعلام الوطني، كما أنه من واجبنا الوطني أن ندعو أبناء وطننا للتعرف على مناشطنا والمشاركة معنا في أنشطتنا الثقافية والاجتماعية.
فمن حق كل الخصوصيات الثقافية أن تعبر عن نفسها وطنيا، ومن واجب الجميع التعرف بشكل مباشر على هذه الخصوصيات. لذلك فإننا نقول: إن الانفتاح الثقافي والتواصل الاجتماعي هو الذي يساهم في أن نتعرف على بعضنا البعض بشكل حقيقي ومباشر وبعيدا عن حروب التشويه والشائعات.
اضف تعليق