قيم عاشوراء هي التي انبثقت من حركة الامام الحسين (ع) ضد الطاغية يزيد، وضد الخط النفاق الذي تعاهد مع الشيطان، لحرف الامة عن الطريق الذي خطه النبي الخاتم (ص) لهم، ويمكن القول بالمجمل ان هذه القيم تتمثل في الصدق، وحفظ الامانة، والشجاعة، ورفض الخيانة، ورفض الظلم...
قيم عاشوراء هي التي انبثقت من حركة الامام الحسين (ع) ضد الطاغية يزيد، وضد الخط النفاق الذي تعاهد مع الشيطان، لحرف الامة عن الطريق الذي خطه النبي الخاتم (ص) لهم، ويمكن القول بالمجمل ان هذه القيم تتمثل في الصدق، وحفظ الامانة، والشجاعة، ورفض الخيانة، ورفض الظلم، ورفض الذل، فالإنسان لو تمكن العيش بهذه الصفات فهو حسيني صادق القول والفعل، لأنه يمثل القيم التي ضحى من اجلها الحسين عليه السلام، فالحسينيون ليسوا من يلطمون ويبكون في ايام محرم فقط، بل من يكون سلوكهم حسينيا طيلة ايام العمر، والا عد من النفاق والرياء والامور الشكلية البائسة.
من الملاحظ سنويا في ايام محرم مشاركة جماهيرية واسعة في مراسيم عاشوراء، من حضور للمجالس والمشاركة باللطم والبكاء، واقامة موائد عاشوراء المجانية، ويشارك بكل هذا الصالح والطالح، الفلاح و الوزير، المدير والعامل، فهي كموسم الحج تتساوى فيه الانسانية، وتطرح خلال ايام محرم شعارات الحسين عليه السلام، في رفض النفاق والذل والخيانة والكذب، ويطرح فكرة ان الانسان الحر هو الذي لا يكون ذو وجهين، وان الحسيني هو الانسان الصادق الحافظ للأمانة الشريف النزيه، اما المرتشي اللص الكذاب المتملق المنافق فهو احد جنود جبهة يزيد، لكن نجد اهتماما كبيرا بالأمور الشكلية عند الجماهير! بدل اصل القضية التي ثار الحسين (ع) من اجلها وهي محاربة النفاق والرياء.
لذلك ما ان تنتهي ايام محرم، حتى تعود غالبية الجماهير الساحقة لسيرتها الاولى، من دون ان نرى سلوكا حسينيا على حياتها.
هنالك سؤال يلح على النفس، ترى كيف يمكن ترسيخ قيم عاشوراء الحسين في المجتمع؟ بحيث يتحول مجتمعنا الى مجتمع راقي بقيمه، ببركة الامام الحسين عليه السلام؟ الحقيقة وجدت بعض الافكار التي لو تطبق لمات النفاق في العراق، ولتم ازالت عشيرة الخائنين الى الابد من العراق، ولأضمحل الكذب من ساحتنا، ويمكن التصريح ببعض هذه الافكار، ومنها:
اولا: عن طريق المدرسة:
اعتقد الامر الاكبر يرتبط بالمدرسة، لما لها تأثير في بناء شخصية الاجيال القادمة، في التعليم الابتدائي والمتوسط والاعدادي، بشكل جوهري ويمكن ترسيخ قيم عاشوراء السامية عبر نقطتين:
النقطة الاولى: منهج تعليمي اسبوعي خصوصا في الابتدائية، تكون فيه مادة تتناسب مع عمر الاطفال، مثلا تربط بين الصدق والحسين، وبين الكذب والشمر بن ذي الجوشن، فالذي يصدق القول هو حسيني، اما الذي يكذب فهو مع الشمر قاتل الحسين، وتربط بين حفظ الامانة والحسين، وبين الخيانة وابن مرجانة، فالذي يحفظ الامانة هو حسيني اما الخائن هو كابن مرجانة، هكذا يكون الربط عميقا في شخصية الاطفال.
النقطة الثانية: المسرح، مادة مطبقة منذ عقود في اليابان وألمانيا وكل الدول العظمى التي تهتم بالجيل الجديد، فتكون مسرحية عن الحسين والاطفال يمثلن شخصيات اهل بيت الحسين وابطال واقعة الطف، وهذا يجعل الطفل مرتبط بالشخصيات، ويحصل مزج بالشخصية، على ان لا يمثلون شخصيات جيش الظلم، لان خطر على البناء الشخصي، وهكذا نكسب الاجيال القادمة.
ثانيا: الهيئات الشبابية الحسينية:
الدعوة لتأسيس هيئات حسينية، ليس هدفها محصور في اقامة مجالس البكاء وقراءة الشعر والحادثة، بل ان تضع خطط شهرية لمحاربة الظلم والفساد، ضمن الاطر القانونية المتاحة، مع الدليل الواضح، مثلا سياسي فاسد او تجار فاسد او نادي للرذيلة، فيعملون معا عبر رفع دعاوي قانونية ضده، وحملة اعلامية ضد مكامن الفساد، مع تأسيس صفحات تعبر عن نشاطهم كي يصل فعلهم لأبعد نقطة، المهم ان يكون هنالك عمل جماعي شبابي لمحاربة اهل النفاق، هذه الفكرة لو تتكاثر في المجتمع يصبح الفاسدون خائفين من الحسينيون، ويصبح هناك عدوى للقيم الحسينية بين افراد المجتمع.
ثالثا: الصحافة والمواقع الالكترونية:
عبر التثقيف عن طريق الصحف وكتاب المقال والمواقع الالكتروني، مثلا بان المرتشي يزيدي ومحارب للحسين، وان الذي يخون جاره او صديقه هو مع الشمر ابن الجوشن، وان من يتزلف للظالمين مقابل الدنانير هو مجرد عبيد حقير عند اهل الجور، وتمويل الكتاب بحملات شهرية في نفس الموضوع، ضد كل انواع الفساد بعيد عن صيغ المديح والتزلف للساسة الانجاس، فيكون معيار القلم الشريف بمقدار ابتعاده عن الطبقة السياسية القذرة، فالكتاب عليه ان يكون جندي حسيني ومدافع عن البيت النبوي، وليس عبد من عبيد يزيد والبيت الاموي.
كل هذا يرسخ قيم الحسين في المجتمع، ويحاصر انصار الشيطان ويزيلهم من الوجود.
رابعا: منابر الجوامع والحسينيات:
الدعوة لتطوير منهج المنبر بما يجعله مؤثرا في المجتمع، وليس مجرد طقوس لا انعكاس فيها على سلوك الناس، فاليوم المنبر تأثيره ضعيف جدا! والدليل ضياع المجتمع، فها هي 15 عاما من الحرية في التعبير، لكن المجتمع ينخر بجسد كل انواع الفساد! حتى وصل الالحاد اخيرا، للتعبير عن حجم المشكلة المخيف، وعن غياب تام لتأثير المنبر، نحتاج ان يعود المنبر بوجوه جديدة وبمنهج جديد، ولا يجوز احتكار المنبر لبعض الوجوه بعد ان انكشف ضعف تأثيرهم، وليس معيب ان نستفيد من تجارب الاخرين، ويجب ان يكون المنهج على اسس شعارات الحسين الثورية وفي رفض النفاق والخيانة والكذب.
خامسا: القنوات الفضائية والاذاعات:
ان يوضع ميثاق وطني بين القنوات والاذاعات المهتمة برفع وعي المجتمع، ولنطلق عليه مثلا تسمية الميثاق الحسيني، بان يتم تسجيل افلام قصيرة تعبر عن ان النفاق والكذب والخيانة بانه فعل يزيدي، وهو ما خرج الحسين في حربه، ويتم البث في كل القنوات الداخلة في الميثاق، بحيث يخصص من كل ساعة خمس دقائق مثلا لهذا المشروع، مع برامج اخرى يومية او اسبوعية هادفه تصب في نفس المنهج، وهكذا يتم التغيير الحقيقي، فالتلفزيون من اكبر المؤثرات في المجتمع، فتصنيع الكلمة بما يجعلها مقبولة للمتلقي مهم جدا وهذا يحتاج لخبرات وتعاون مع المؤسسات العالمية والعربية، فالهدف كبير جدا ويحتاج من الحكومة دعم غير محدود.
في الختام/ بهذه النقاط الخمس مع صدق النية وتواجد الارادة الحكومية والنخبوية، مع ابتعاد الاحزاب عن وضع العراقيل امام البرنامج الحسيني، يتحقق طفرة في المجتمع وستخيف دولة النفاق التي تقتات الان على جراح العراقيين، وننتظر ذلك الفجر الحسيني.
اضف تعليق