عاشوراء الإسم الذي توثقت حيثياته وإرتبطت بإستشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، والحسين بن بنت رسول الاسلام محمد (ص)، تلك الشخصية الخالدة عبر التأريخ لما له من تضحيات مع أهل بيته في يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم لعام 61 هجرية.
فالذكرى الأليمة التي عانقت سنوات مريرة يحييها شيعة أهل البيت عليهم السلام على مدى العصور لم تكن كأي ذكرى عابرة يتخذها المحتفون والمعزون وإنما لما لها من علاقة وثيقة برفض الظلم والإضطهاد والعبودية، فتلك الممارسات التي ترفضها البشرية جمعاء كانت قد حملت أوزارها للإمام الحسين عليه السلام من قبل يزيد بن معاوية ذلك الحاكم الصبياني الذي سلطه أبيه معاوية بن أبي سفيان على رقاب المسلمين وهو لا يفقه أي شيء من الحياة سوى اللهو واللعب والرقص مع القرود.
جاء يزيد الحاكم الجائر ليرغم الجميع على مبايعته رغماً عليهم، فلم يكن للإمام الحسين عليه السلام الشخصية التقية الورعة ابن بنت رسول الله أن يبايع هكذا حاكم متطفل وجاهل وسفيه الى أبعد الحدود، فالحسين الذي وصفه نبي الإسلام في كثير من المواضع حيث قال عنه وعن أخيه الامام الحسن عليهم السلام "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، "والحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، بالاضافة الى الافعال والممارسات التي كان رسول الله (ص) يفعلها مع ولديه الحسن والحسين وتوصياته الكثيرة بهما لأصحابه ان يحفظوهم ويرعوهم من بعده، ولكن الطمع والجشع بميل الدين الاسلامي القويم من قبل معاوية واناطة مصير الأمة الى يزيد جعل من الإمام الحسين يرفض أن يضع يده مع هكذا حاكم مستهين بمصير الإمة الاسلامية آنذاك.
فكان اسلام معاوية ويزيد القتل والسيف ومعادلة إن لم تكن معي فضدي، فتحرك الحسين عليه السلام من مكة المكرمة حيث كان يؤدي فريضة الحج وخرج من مكة لأن مرتزقة يزيد كانوا قد أجمعوا على قتل الحسين حتى وإن كان متعلقاً بأستار الكعبة، ومن هنا بدأت رحلة الحسين ع والقرار القاطع بالمسير نحو العراق لنصرتهم الذين كانوا قد طلبوا النصرة من الحسين، ونزل في ارض كربلاء التي كانت المحطة الأخيرة له عندما أرسل فاسق الأمة الاسلامية والمتسلط على رقابها يزيد جيشاً كبيراً قوامه سبعون ألفا لمحاربة الحسين عليه السلام أو أخذ البيعة منه عنوة، ولم يكن مع الحسين سوى سبعون شخصاً من مناصريه وأهل بيته من النساء والأطفال.
فمنع من شرب الماء بعد أن أحاط الجيش بمخيم الحسين عليه السلام ورفضوا أن يسمحوا لهم بشرب الماء من نهر الفرات، حتى يوم العاشر من محرم الحرام الشهر الذي حرّم الله فيه القتال تمت الجريمة البشعة وقتل الامام الحسين وأهل بيته واصحابه جميعاً في صحراء كربلاء وحرقت الخيام ومثلت بالأجساد، وقطعت الرؤوس وعلقت على الرماح، ومن هنا بدأت مرحلة التباهي الفخر بقطع الرؤوس كما يفعل الآن عصابات داعش الذين يرتبطون إرتباطا وثيقاً بإسلام يزيد ومعاوية في قطع الرؤوس.
وعندما تستذكر الشيعة عاشوراء إنما ترفض كل الممارسات الاجرامية والاضطهاد الذي يصب على شعوب العالم أجمع من قبل حكام الجور والفساد ويجددون رفضهم لأي تمثيل إسلامي يأخذ نمطية معاوية ويزيد في إرغام الناس على الإسلام في محاولة لأسلمة الآخرين بطريقة بشعة لم يشرع بها أي دين سماوي، فقد أجمعت كل الأديان السماوية على التسامح والسلام وأن الدين الإسلامي الذي كان النبي محمد(ص) خاتم الأنبياء لم يشرع في أي يوم بالإعتداء على دين آخر، فقد كان خلوقاً ومتسامحاً مع الجميع حتى نزلت الأية المباركة في القرآن الكريم تصفه "وإنك لعلى خلق عظيم".
اضف تعليق