ملف جرائم سرقة الآثار والكنوز القديمة وتدمير المواقع الأثرية المهمة في العديد من الدول العالم، وخصوصا تلك التي تعاني من تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية المتفاقمة لايزال محط اهتمام الكثير من المؤسسات المنظمات العالمية المعنية، التي حذرت من ضياع تلك الكنوز الحضارية بسبب استمرار الصراع المسلح وغياب الأمن وسيطرة بعض المجاميع الإرهابية المسلحة على مساحات واسعة من أراضي بعض الدول المهمة ومنها سوريا والعراق كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على الجماعات الإرهابية المسلحة قد سعت وبشكل واضح إلى تدمير الإرث الحضاري والتراث العمراني من اجل تغيب الحضارات ودفن الحقائق، يضاف الى ذلك مساهمتها الفاعلة في سرقة ونهب الكنوز الأثرية والاستفادة منها في تمويل عملياتها الإجرامية.
هذه العمليات الإجرامية المتواصلة دعت دعت البعض من المهتمين الى المطالبة بحماية تلك الآثار من خلال إقامة "مناطق ثقافية محمية" لإنقاذ التراث في سوريا والعراق. وهو ما طالبت به ايرينا بوكوفا المديرة العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) التي قالت "ان تدمير التراث والتنوع الثقافي امر يقع في صلب النزاعين العراقي والسوري". واضافت "ان حماية التراث "ليس فقط شانا ثقافيا ملحا" بل "ضرورة سياسية وامنية"، اقترحت اقامة "مناطق ثقافية محمية" حول المعالم الثقافية.
تراث سوريا
وفي هذا الشأن فقد قال معهد الأمم المتحدة للتدريب والأبحاث إن صورا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر أن 290 موقعا تراثيا في سوريا تاريخها يمتد إلى فجر الحضارة تضررت من جراء الحرب الأهلية الدائرة في البلاد. والتراث الحضاري السوري يغطي ممالك عظمى في الشرق الأوسط وتعرضت مواقع ومباني تراثية في أنحاء البلاد مثل الجامع الأموي في حلب لعمليات نهب أو تضررت أو دمرت خلال الحرب المندلعة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وخلص معهد الأمم المتحدة من خلال صور الأقمار الصناعية المتاحة تجاريا إلى أن هناك 24 موقعا دمرت تماما و189 موقعا تضررت بشدة أو بدرجة متوسطة و77 موقعا ربما تكون تضررت. وقال المعهد في تقرير جديد إن هذه "شهادة خطيرة على التضرر المستمر في التراث الثقافي السوري الواسع." وأضاف "يجب تصعيد الجهود الوطنية والدولية لحماية هذه المناطق لإنقاذ أكثر ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الهام للبشرية."
وتسببت الحرب الأهلية في إلحاق أضرار بمواقع ومبان تاريخية في أنحاء سوريا. وتتهدد عمليات السلب والنهب مقابر في بلدة تدمر في البادية السورية كما تضررت معابد رومانية. ووثق تقرير معهد الأمم المتحدة الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بمواقع تراث حضاري منها مواقع تضعها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في قائمة التراث العالمي ومعظمها في مدينة حلب بشمال سوريا.
واستخدمت الحصون القديمة كقواعد عسكرية. ونشر قناصته على سطح قلعة حلب وهي من أقدم وأكبر قلاع العالم. كما سيطرت المجاميع المسلحة على قلعة حصن الفرسان التي يرجع تاريخها إلى 900 عام. واستعادها جيش الأسد بعد معارك طويلة. وكشفت صور الأقمار الصناعية أيضا عن تعرض مواقع في الرقة ومدينة تدمر وعمرها ألف عام إلى أضرار كبيرة. بحسب رويترز.
وقال معهد الأمم المتحدة إن مدينة بصرى القديمة ومستوطنات مهجورة من الفترة البيزنطية في شمال سوريا تضررت أيضا. كما دمر مقاتلون سنة متشددون مواقع قديمة يعتبرونها بدعة. وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف السورية العام الماضي إن عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تغطي عشرة آلاف عام من التاريخ نقلت إلى مخازن متخصصة حتى لا تتعرض للنهب.
السوق السوداء
من جانب اخر قال مسؤولون عراقيون وغربيون إن قطعا اثرية عراقية تعرض في السوق السوداء وإن مسلحي الدولة الإسلامية يستعينون بوسطاء لبيع كنوز لا تقدر بثمن بعد اجتياحهم شمال البلاد. واكتسب المسلحون قدرا من الخبرة في تجارة الآثار بعد سيطرتهم على مساحات واسعة في سوريا وحين سيطروا على مدينة الموصل في شمال العراق ومحافظة نينوى في يونيو حزيران وضعوا أيديهم على نحو الفي موقع اثري من بين 12 الف موقع مسجل في العراق.
وحضارة بلاد الرافدين من اقدم الحضارات وجعلها موقعها بين نهري دجلة والفرات من اغني مراكز الزراعة والتجارة ونقطة التقاء للحضارات. وكانت نينوي وبابل التي اشتهرت حدائقها المعلقة كواحدة من عجائب الدنيا السبع قديما موطنا للحضارة السومرية التي منحت للعالم الخط المسماري أول اشكال الكتابة الغربية قبل الميلاد بنحو 3100 عام.
وحذر قيس حسين رشيد رئيس متحف بغداد من المخاطر التي تحدق بالتراث العراقي قائلا ان جماعات منظمة تعمل بالتنسيق مع الدولة الاسلامية. وقال "هذه مافيا دولية للاثار. يختارون القطع الاثرية ويحددون ما يمكنهم بيعه". ومن الصعب تقييم بعض القطع اذ يرجع تاريخها لاكثر من الفي عام.
ونقل رشيد عن مسؤولين محليين لا يزالون في مناطق تسيطر عليها الدولة الإسلامية ان ابرز مثال لعمليات النهب التي حدث حتى الان شهدها القصر الكبير للملك الاشوري أشورناصريال الثاني في كلخ. وأضاف "سرقت لوحات اشورية وتوجد الآن في مدن اوروبية بعضها جرى تقطيعها وتباع مجزأة." وذكر مسؤول عراقي اخر طلب الا ينشر اسمه أن القطع الاثرية تستخرج من باطن الارض ايضا وطالب الدول المجاورة مثل الاردن وتركيا ببذل جهد أكبر لمنع نقلها عبر الحدود. وتابع "تنقل عبر الحدود وتصل لصالات المزادات في الخارج. من المؤسف أن حصيلة بيع هذه التحف ستستخدم لتمويل الارهاب."
وقال دبلوماسي غربي ان من السابق لاوانه تقييم حجم الاثار العراقية التي خرجت من البلاد. وأضاف "راينا قطعا اثرية بمئات الملايين من الدولارات بعد نهب مواقعها. لذا من المنطقي توقع حدوث نفس الشيء في العراق." وقال فيليب لاليو مندوب فرنسا لدى اليونسكو" هل ينبغي ان يساورنا القلق على تطهير التراث حين يحصد الموت عشرات الالاف؟ نعم لان الثراث يوحد الأمم والحضارة تغذي الحوار الذي تريد الجماعات المتطرفة تدميره." بحسب رويترز.
وتضرر التراث العراقي بالفعل جراء غياب القانون وعمليات السلب التي اعقبت اطاحة القوات التي تقودها الولايات المتحدة بصدام حسين في عام 2003 حين اضرم مهاجمون النار في مبان ونهبوا كنوزا يرجع تاريخها لالاف الاعوام. ودمرت الدول الاسلامية اضرحة ومساجد وكنائس واحرقت مخطوطات قيمة.
آثار بابل
على صعيد متصل حذر بعض الأثريين من ضياع آثار بابل والمنطقة الأثرية الواقعة جنوب بغداد التي يزيد عمرها على 2500 عام تعد من أعرق المناطق الأثرية في العراق، حيث توجد بها بوابة عشتار التي تحمل اسم واحدة من أشهر آلهة مملكة بابل، كما تحدثت الكثير من الروايات التاريخية عن وجود حدائق بابل المعلقة وهي إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وإن كان بعض المؤرخين يشككون في وجودها.
وبلغ صيت بابل أوجه في عهد الملك نبوخذ نصر الذي نجح في أن يجعل منها امبراطورية كبيرة شملت دولا مثل سوريا وفلسطين. كما حرص أن يشيد بوابات ضخمة وأسوارا شاهقة تعكس ازدهار حركة المعمار في عهده. وربما كان من أبرز الآثار التي تركها نبوخذ نصر هي بوابة عشتار، التي كانت مشيدة في المدخل الشمالي لمدينة بابل.
لم يتبق من آثار نبوخذ نصر سوى بعض القواعد التي لا يزيد ارتفاعها على مترين. لكن ما يقف في المنطقة الأثرية اليوم هو نتاج عمليات ترميم خاطئة تمت في الثمانينيات بتوجيهات من الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يريد إقامة مهرجان في رحاب هذا المكان التاريخي. ويقول أحمد كامل، عالم الآثار في بغداد، إن الترميم تم على عجل وباستخدام كتل أسمنتية لا تتناسب مع الأحجار الطينية التي بنيت بها الآثار القديمة. وتضغط هذه الكتل الأسمنتية الجديدة على القواعد القديمة الهشة لتشوه شكل الأبنية الأثرية. كما نقش صدام حسين اسمه على بعض أحجار بابل.
وفي مطلع القرن العشرين، جاءت بعثة من الأثريين الألمان إلى بابل للتنقيب عن الآثار، وقاموا حينها بنقل بوابة عشتار التي بناها نبوخذ نصر إلى أحد متاحف برلين. ولا تزال هذه البوابة موجودة هناك حتى اليوم بعد أن خضعت لعمليات ترميم دقيقة. وأثناء التنقيب عثر الأثريون على بوابة أقدم تعود إلى ما قبل نبوخذ نصر، وهي البوابة التي لا تزال تقف في مكانها بين ما تبقى من آثار بابل في العراق. مع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أقام الأمريكيون قاعدة عسكرية داخل المدينة الأثرية وأقاموا بها لأكثر من عامين. بحسب بي بي سي.
ويقول حسين فليح مدير آثار بابل إن القوات الأمريكية لم تبال بأن تحول هذه المنطقة التاريخية إلى ثكنة عسكرية حتى أنها بنت مهبطا للمروحيات. ويضيف فليح أنه ما أن رحل الأمريكيون حتى جاء البولنديون ليقيموا في نفس القاعدة العسكرية لنحو عام. وكان من المفترض أن تزور بعثة من الصندوق العالمي للآثار والتراث منطقة بابل للبحث عن سبل إصلاح بعض الترميمات الخاطئة التي عانتها الآثار، وكذلك للتنقيب عن المزيد من القطع الأثرية التي يعتقد بأنها مدفونة على عمق كبير تحت الأرض بفعل عامل الزمن وتأثير المياه الجوفية. لكن في ظل تدهور الوضع الأمني في العراق بشكل عام، فإن هذه الزيارة تأجلت حتى إشعار آخر.
قلعة شمع
في السياق ذاته فقد بنى الصليبيون قبل أكثر من 800 عام قلعة "شمع"التي تستمد إسمها من مقام ديني يعرف بمقام النبي شمعون الصفا لتكون واحدة من حصونهم العسكرية من جهة ومقرا لحكامهم من جهة ثانية. وتشرف القلعة التي تتوسط قرية شمع على بعد 17 كيلومترا جنوب مدينة صور على ساحل المدينة وبعضا من ساحل مدينة حيفا في فلسطين وهي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن الحدود اللبنانية-الاسرائيلية.
لعبت قلعة شمع إلى جانب القلاع الأخرى المترامية في جنوب لبنان ومنها الشقيف وتبنين خصوصا دورا عسكريا وسياسيا على طول تلك الحقبة الزمنية إبتداء من تاريخ إنشائها في القرن الثاني عشر الميلادي وحتى اليوم. وفي عام 1978 استباحت إسرائيل التي إجتاحت منطقة جنوب الليطاني القلعة وحولتها على مدى 22 عاما إلى مركز عسكري مما تسبب في إلحاق ضرر كبير في بنية القلعة وأثرها التاريخي.
وبينما كانت الحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار تقوم بإعداد الدراسات فور الإنسحاب الإسرائيلي في مايو أيار عام 2000 لتأهيل القلعة عاجلت إسرائيل مجددا القلعة بغارات جوية خلال حرب يوليو تموز عام 2006 في حربها مع حزب الله فأدت الغارات إلى تدمير أكثر من 80 بالمئة من القلعة ولا سيما الأبراج المنتشرة على أطرافها وباحاتها الداخلية والخارجية إضافة إلى المقام الديني الذي يجاورها.
وتحملت الحكومة الايطالية -التي شاركت بعد إنتهاء حرب يوليو تموز بأكبر عدد من الجنود في قوات الامم المتحدة المؤقتة وفقا للقرار الدولي 1701- عبء إعادة القلعة إلى وضعها السابق وقدمت هبة قيمتها 700 ألف يورو إلى الحكومة اللبنانية للقيام بهذه الأعمال التي ستبدأ في الشهور القليلة القادمة بعد تأخير استمر ثماني سنوات نتيجة تأخر وصول التمويل من جهة والروتين الإداري اللبناني من جهة اخرى.
وتمهيدا لهذه الاعمال بدأت الكتيبة الإيطالية في تأهيل الساحة الخارجية للقلعة حتى تكون مهيئة لإستقبال السائحين واستعادة بريقها التراثي والسياحي. وقال مسؤول المواقع الأثرية في جنوب لبنان علي بدوي إن مشروع تأهيل وترميم القلعة يتضمن بالدرجة الأولى رفع وجمع حجارة القلعة الصلبة والمستديرة التي تناثرت عند المنحدرات وأطراف القلعة بفعل غارات الطيران الإسرائيلي ثم ترقيمها استعدادا للبدء بعملية الترميم التي تحتاج إلى جهود كبيرة.
وأضاف بدوي أن تمويل إيطاليا لعملية الترميم والتي تحمل معانى ثقافية وحضارية وإنسانية جاء على أساس ملف شامل أعدته وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار مؤكدا "أن عملية تعجيل الأشغال في القلعة يخفف من تداعيات الأضرار التي تساهم الطبيعة في زيادتها" وتعتبر القلعة واحدة من أهم القلاع في الجنوب نظرا لموقعها المطل على بحر صور من جهة والساحل الفلسطيني من جهة ثانية إضافة إلى إمتدادها الجغرافي وتحصيناتها وقاعاتها الرحبة وأبراجها العالية. بحسب رويترز.
وكان المماليك قد استعادوها من الصليبيين في القرن الثالث عشر وفي القرن الثامن عشر أصبحت من أملاك آل الصغير الذين كانوا يحكمون جبل عامل. وتنقسم القلعة إلى أربعة أقسام رئيسية وهي الحصن والمقام والمعصرة والقرية. ويحتل الحصن الجزء الشمالي الشرقي ضمن أسوار القلعة وكان مقرا لحاكمها ويتألف من طوابق خصص السفلي منها للمخزن والإسطبل وإلى جانبها معصرة زيتون ونقوش وزخارف على الجدران الداخلية. وكان الطابق العلوي مسكناً للحاكم. أما المقام الذي قامت قطر بتأهيله وترميمه بعد حرب يوليو تموز فيعتبر من أكثر أقسام القلعة حيوية حيث يزوره الآلاف سنويا مقدمين نذورهم على اختلافها.
اكتشافات جديدة
من جانب اخر عثر علماء الاثار العاملون في القبر الغامض العائد للحقبة الهيلينية في القرن الرابع قبل الميلاد في امفوبوليس شمال اليونان، على رسوم تصور الحياة اليومية في مقدونيا في تلك الحقبة، بحسب ما اعلنت وزارة الثقافة اليونانية. وقال الوزير كوستاس تاسولاس "بعد نفض الغبار عن الاعمدة، عثر على رسومات تظهر اشخاصا واشياء وأدوات".
ومن شأن هذه الرسوم ان تساعد على تحديد هوية الشخص المدفون في هذا القبر، والذي عثر العلماء على عظامه مطلع الشهر الجاري. وحول هوية صاحب القبر قالت المديرة العامة لوزارة الثاقفة لينا مندوني "سنحصل على الاجابات الاولى عند الانتهاء من تحليل العظام". واضافت "حتى الآن نعلم جنس صاحب القبر وعمره". وتوقع الخبراء لدى العثور على العظام ان يؤدي التحليل الانتروبولوجي للعظام وتحليل العمر من خلال مادة الكربون 14، وتحليل الحمض الريبي النووي (دي ان آي)، الى الكشف عن معلومات قيمة.
وستتيح التحاليل تحديد الحقبة التي عاش فيها صاحب القبر مع هامش خطأ لا يزيد عن عشرين عاما، والمكان الذي عاش فيه، والطعام الذي كان يأكله، والامراض التي كان يعاني منها. وستفيد تحاليل الحمص الريبي النووي في تحديد سبب الوفاة، ومعرفة ما اذا كان صاحب القبر من افراد العائلة الملكية التي حكمت مقدونيا في تلك الحقبة، بعد مقارنتها مع تلك المستخرجة من قبور اخرى ثبت انها لاقارب الاسكندر المقدوني.
وكانت منطقة مقدونيا، ذات الغابات والبحيرات والانهر ومناجم الذهب والفضة، تشكل القلب النابض لامبراطورية الاسكندر المقدوني (356-323 قبل الميلاد) والذي غزا اجزاء واسعة من العالم. وسبق ان ابدى العلماء ثقتهم بأن شخصية مرموقة من تلك الحقبة ترقد منذ 25 قرنا في هذا المكان، تحت قبة ارتفاعها ثلاثة امتار، يحميها سور يمتد على 497 مترا مصنوع من رخام مصدره جزيرة ثاسوس المجاورة. بحسب فرانس برس.
واشارت تكهنات اولية الى انه يضم رفات روكسانا، زوجة الاسكندر الفارسية، او اولمبيا والدته، او احد المقربين منه او أحد كبار قادته العسكريين. والاسكندر المقدوني، الذي تلقى علومه وهو فتى على ارسطو، حكم واحدة من أكبر الامبراطوريات في العالم القديم وهو في سن الثلاثين، وكان ملكه يمتد من البحر الايوني الى جبال الهملايا. ويستبعد علماء الاثار تماما ان يكون هذا القبر عائدا له اذ يقول المؤرخون انه دفن في الاسكندرية في مصر. ويعمل فريق من جامعة سالونيك على مسح المنطقة بحثا عن قبور اخرى قد تكون موجودة في الجوار، مستخدمين تقنيات التصوير الشعاعي الطبقي.
مستوطنو عصر الجليد
الى جانب ذلك وفي منطقة جدباء في أعالي جزر الانديز في جنوب بيرو عاشت مجموعات من مستوطني (عصر الجليد) في منازل بدائية في مواجهة الصقيع والرياح ومصاعب أخرى. وقدم العلماء وصفا تفصيليا لأعلى (مستوطنتين لعصر الجليد) في العالم وهما موقعان أثريان على ارتفاع 4.5 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر يرجع تاريخهما الى نحو 12 ألف عام وبهما أكواخ وأدوات مصنوعة من الحجارة وعظام حيوانات وبقايا طعام ومشغولات فنية بدائية.
وقال عالم الاثار كورت ريدميكر من جامعة توبنجن الالمانية الذي قاد الدراسة التي نشرت في دورية ساينس العلمية "هذا يدلنا على ان تجمعات الصيادين كانت قادرة على الاستيطان في أكثر الأوضاع البيئية تطرفا.. أعالي الأنديز رغم تحديات اواخر عصر الجليد." واستطرد "لقد فعلوا ذلك بنجاح كبير. هذا يدفع تاريخ أول وصول للبشر الى هذا الارتفاع سنوات الى الوراء." وكانت أعداد قليلة ربما تقدر بالعشرات فقط تعيش في الموقعين اللذين يسميهما سكان الانديز الان بوكونتشو بيزن. بحسب رويترز.
وقال الباحثون ان هذين الموقعين أثبتا استيطان البشر لتلك المناطق الشاهقة الارتفاع قبل نحو ألف عام مما كان يعتقد من قبل. وعلى هذا الارتفاع تصل درجات الحرارة في المتوسط الى ثلاث درجات ويقل الأكسجين ويزداد وهج الشمس. لكن كانت توجد أيضا حيوانات للصيد من أسرة اللاما والأيائل كما كانت توجد جداول ماء وصخور يصنعون منها ما يحتاجون من أدوات يستخدمونها في الصيد والتعامل لاحقا مع غنائم الصيد. ضم الموقع المفتوح الذي اطلق عليه اسم بوكونتشو على ارتفاع 4355 مترا فوق سطح البحر المئات من الأدوات. اما مأوى الكونكيتشا الصخري فكانت به فجوتان وربما كان يستخدم كقاعدة على ارتفاع 4480 مترا.
اضف تعليق