كان رسالة الامام الحسين (عليه السلام) الى الاجيال ولأصحاب الضمائر الحية والإنسانية وقربانه الاخير لوجه الله تعالى، فهو علي الاصغر بن الامام الحسين (عليه السلام) المعروف بعبد الله الرضيع استشهد يوم عاشوراء في حضن أبيه بكلّ وحشيّة على يد جنود عمر بن سعد، فيروي أبو مخنف (1)، والميرزا مهدي (2)، وسبط بن الجوزي (3) وغيرهم: أنه توجه به نحو القوم قائلا: لقد قتلتم إخوتي وأولادي وأنصاري وما بقي غير هذا الطفل وقد جف اللبن من ثدي أمه فإن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل لأنه يتلظى عطشا وليس له ذنب فاسقوه شربة من الماء؟ فبينما هو يخاطبهم إذ رماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم ذبحه من الوريد الى الوريد.
وذكر الشهيد عبد الله بالأصغر في المصادر التاريخية بعدة رواية(4) كما ورد التعبير عنه في روايةٍ للإمام الباقر (عليه السلام) نقلها الطبري (5).
ولكن اسمه الحقيقي هو عبد الله كما صرح به الفضيل بن الزبير (6) وأبو مخنف(7) والشيخ المفيد(8) والشيخ الطبرسي (9) والشيخ الطوسي (10) والمازندراني في السروي (11).
وأن الإمام الحسين عاهد نفسه على أن يسمي أبنائه على اسم أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لذلك سمى أبنائه باسم علي الأكبر وعلي السجاد (الأوسط) وعلي الأصغر الذي هو عبد الله الرضيع (عليه السلام).
وينقل الشيخ كاظم الحلفي في كتابة عن عبد الله الرضيع (12) رواية قول الامام زين العابدين (عليه السلام) في رده على يزيد عندما قال: شهيد الخلود في كربلاء اللهو اعجبا لأبيك سمى عليا وعليا.
فأجابه الامام (عليه السلام): ان أبي أحب أباه أمير المؤمنين (عليه السلام) فسمى باسمه مرارا.
وأُمّه: الرَّباب بنت امرئ القيس بن عَدِيّ بن أوس بن جابر.. التي يقول فيها الإمام الحسين (عليه السّلام):
لَعَمْرُكَ إنّني لأُحِبُّ داراً.........تَحِلُّ بها سكينةُ والرَّبابُ
أُحِبُّهما، وأبذلُ جُلَّ مالي.........وليس لعاتبٍ عندي عِتابُ
وكان امرؤ القيس (والد الرباب) قد زوّج ثلاث بناته في المدينة من: أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السّلام، فكانت الربابُ عند الحسين عليه السّلام، فولدَتْ له: سكينة، وعبدَالله هذا الذي وُلد في المدينة.
سكينة أخت لعبد الله فاحفظ وفكر لا تكن كاللاهي
من الرباب الحرة الأبية بنت أمرىء القيس الفتى كلبية(13).
ويروي أبو مخنف الكوفي عن أم كلثوم عليها السلام أن عمره يوم قتل كان ستة أشهر فعليه تكون ولادته في التاسع من شهر رجب سنة 60 هـ أي قبل خروج الامام الحسين (سلام الله عليه) إلى مكة المكرمة بعد تسعة عشر يوما.
قال الشيخ المفيد: دعا ابنَه عبدَالله(14)، ثمّ جلس الحسين (عليه السّلام) أمام الفسطاط فأُتيَ بابنه عبدِالله بن الحسين (عليه السّلام) وهو طفل، فأجلَسَه في حِجْره، فرماه رجلٌ من بني أسد بسهمٍ فذَبَحه، فتلقّى الحسينُ (عليه السّلام) دمَه في كفّه، فلمّا امتلأ كفُّه صَبَّه في الأرض ثمّ قال: يا ربّ، إن يكنْ حَبَسْتَ عنّا النصرَ من السماء، فاجعلْ ذلك لِما هو خيرٌ منه، وانتقِمْ لنا مِن هؤلاء القوم الظالمين. ثمّ حَمَله.. حتّى وضَعَه مع قتلى أهل بيته(15).
قال أبو جعفر الباقر (عليه السّلام): فلم تَسقُط منه قطرة(16). وفيه يقول حجّة آل محمّد (عجّل الله فَرجَه): السلام على عبدالله الرضيع، المرميِّ الصَّريع، المُتَشحّطِ دماً، والمُصْعَدِ بدمهِ إلى السماء، المذبوحِ بالسهمِ في حِجْرِ أبيه، لعَنَ اللهُ راميه « حرملةَ بنَ كاهلٍ الأسديّ » وذويه(17).
اضف تعليق