كان عليه السلام يغذي النُّفوس بالقيم والفكر المستقيم الذي يقود إلى سلوك طريق الجنَّة والفوز برضا الله من خلال ما روي عنه وما نقله التَّاريخ من فضائل ومآثر وأخلاق، حتَّى أنَّه عرف بعدَّة ألقاب، وكان بعضها من الله تعالى، والبعض الآخر من النَّاس، وأهمها: الهادي، والنقي، والمرتضى، والعالم...
إنَّ من يتقصى سيرة الإمام أبي الحسن الهادي -عليه السلام-، يلاحظ أنَّه من أجلِ الحفاظ على الشَّريعة الإسلامية وبناء مجتمع صالح اتبع منهجاً تربوياً شاملاً لمواجهة مسارات الانحراف، وبيان الطَّريق المستقيم الذي يجب أن يسلكه النَّاس، والمتمثِّل بطريق أهل البيت -عليهم السلام؛
وقد عمل الإمام -عليه السلام- على محورينِ لتحقيق هذا الهدف:
المحور الأوَّل: تزكية النَّفس.
المحور الثَّاني: التَّعامل وفق متطلبات العصر.
المحور الأوَّل: تزكية النَّفس
وقد حقق الإمام -عليه السلام- ذلك من خلال إثراء المجتمع بالفكر الأصيل عبر مسارينِ:
المسار الأوَّل: كلمات الإمام -عليه السلام-، وخطبه ووصاياه، التي احتوت على العديد من المفاهيم المتعلقة بتربية النَّفس؛ ومنها:
أ. معرفة الدُّنيا والتَّمييز بينها وبين الآخرة: وأنَّ الدُّنيا دارُ عبور لا دار إقامة، فقال
-عليه السلام-:" الدُّنْيَا سُوقٌ رَبِحَ فِيهَا قَوْمٌ وَخَسِرَ آخَرُونَ"(1)، وقال-عليه السلام:
" النَّاسُ فِي الدُّنْيَا بِالْأَمْوَالِ وَفِي الْآخِرَةِ بِالْأَعْمَالِ"(2).
ب. معرفة النَّفس والإحساس بالتَّقصير: فقال-عليه السلام-: "مَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُونَ عَلَيْهِ"(3).
وقال -عليه السلام- مبيناً الصِّفات التي يجب توافرها لإصلاح النَّفس، محذراً من الإفراط والتَّفريط، وداعياً إلى الاعتدال: "الْقَوُا النِّعَمَ بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهَا، وَالْتَمِسُوا الزِّيَادَةَ مِنْهَا بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا، وَاعْلَمُوا أَنَّ النَّفْسَ أَقْبَلُ شَيْءٍ لَمَّا أُعْطِيَتْ، وَأَمْنَعُ شَيْءٍ لَمَّا سُئِلَتْ فَاحْمِلُوهَا عَلَى مَطِيَّةٍ لَا تُبْطِئُ إِذَا رُكِبَتْ، وَلَا تُسْبَقُ إِذَا تَقَدَّمَتْ..."(4).
ج. التَّركيز على الآفات المهلكة: إنَّ بناء النَّفس وتزكيتها لا يتحقق ما لم يتم اجتثاث الآفات المتأصلة فيها؛ ولذلك قال-عليه السلام-: "الْحِكْمَةُ لَا تَنْجَعُ فِي الطَّبَائِعِ الْفَاسِدَةِ"(5).
وقال-عليه السلام-: "الْحَسَدُ مَاحِقُ الْحَسَنَاتِ، وَالزَّهْوُ جَالِبُ الْمَقْتِ، وَالْعُجْبُ صَارِفٌ عَنْ طَلَبِ الْعِلْمِ، دَاعٍ إِلَى التَّخَبُّطِ فِي الْجَهْلِ، وَالْبُخْلُ أَذَمُّ الْأَخْلَاقِ، وَالطَّمَعُ سَجِيَّةٌ سَيِّئَةٌ"(6).
كما اعتمد الإمام -عليه السلام- وسائل متعددة لتعزيز البُعد الروحي في المجتمع، منها: الرَّسائل المكتوبة، والارتباط بالمعصومين -عليهم السلام- من خلال ظاهرة الزِّيارة، حيث صدرت عنه: (الزِّيارة الجامعة، وزيارة أمير المؤمنين -عليه السلام- يوم الغدير، بالإضافة إلى زيارات متنوعة للأئمة -عليهم السلام-).
المسار الثَّاني: سلوك الإمام-عليه السلام- وأخلاقه:
فقد كان الإمام -عليه السلام- يغذي النُّفوس بالقيم والفكر المستقيم الذي يقود إلى سلوك طريق الجنَّة والفوز برضا الله –تعالى-، من خلال ما روي عنه وما نقله التَّاريخ من فضائل ومآثر وأخلاق، حتَّى أنَّه -عليه السلام- عرف بعدَّة ألقاب، وكان بعضها من الله تعالى، والبعض الآخر من النَّاس، وأهمها: الهادي، والنقي، والمرتضى، والعالم، والفقيه، والأمين، والمؤتمن، والطيِّب، والعسكري؛ وسبب اللقب الأخير أنَّه -عليه السلام- كان تحت الإقامة الجبرية في ثكنة عسكرية في سامراء، وكان هو وابنه الإمام الحسن -عليه السلام- يُعرفان بالعسكريين؛ فإنَّ طغاة العباسيين أرادوا أن يكون الإمام -عليه السلام- تحت المراقبة المستمرة في تنقلاته ولقاءاته وكلِّ تحركاته، وهذا نهج الطغاة عبر العصور؛ فحينما يشعرون بالتَّهديد من أحدٍ يفرضون عليه الإقامة الجبرية في منزله أو يلقونه في معسكرات ويعزلونه؛ قال الشيخ الصدوق -رحمة الله عليه- في (علل الشرائع):" سمعت مشايخنا -رضي الله عنهم- أنَّ المحلَّة التي يسكنها الإمامان علي بن محمَّد والحسن بن علي -عليهما السلام- بسر من رأى كانت تسمى عسكر؛ فلذلك قيل لكلِّ واحد منهما: العسكري"(7).
وقالوا:" إنَّ المعتصم لما كثر عسكره وضاقت عليه بغداد وتأذى به النَّاس، فانتقل إلى هذا الموضع بعسكره، وبنى به البنيان المليح وسمي سر من رأى، ويقال: سامرة وسامرا، وسميت العسكر؛ لأنَّ عسكر المعتصم نزل بها وذلك في سنة 221 هـ"(8).
كان الإمام علي الهادي -عليه السلام- كآبائه الطَّاهرين -عليهم السلام- أجمل الناس خَلقاً وخُلقاً، وقد أقرَّ بفضله حتَّى خصومه؛ إذ قال عبيد الله بن يحيى بن خاقان، - وكان من كبار رجال العباسيينَ وأعداء آل البيت عليهم السلام- في وصف الإمام الحسن العسكري وأبيه -عليهما السلام-: "لو رأيت أباه (9) لرأيت رجلاً جليلاً نبيلاً خيراً فاضلاً"(10)، ومن أخلاقه التي عُرفَ بها:
1. الكرم والسَّخاء.
دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد وهو أحد النَّواب الأربعة، وأحمد بن إسحاق الأشعري، وعليُّ بن جعفر الهمداني على أبي الحسن العسكري-عليه السلام-؛ فشكا إليه أحمد بن إسحاق دَيْناً عليه.
فقال-عليه السلام-:" يا أبا عمرو-وكان وكيله- ادفع إليه ثلاثين ألف دينار، وإلى علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار، وخذ أنت ثلاثين ألف دينار".
قال: فهذه معجزة لا يقدر عليها إلَّا الملوك وما سمعنا بمثل هذا العطاء"(11).
وقال محمَّد بن طلحة: خرج الإمام الهادي-عليه السلام-يوماً من سر من رأى إلى قرية لمهمٍّ عرض لـه، فجاء رجل من الأعراب يطلبه، فقيل لـه: قد ذهب إلى الموضع الفلاني، فقصده، فلمَّا وصل إليه... قال-عليه السلام- لـه: ما حاجتك؟
فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاء جدِّك علي بن أبي طالب-عليه السلام-، وقد ركبني دَيْنٌ فادح أثقلني حمله، ولم أرَ من أقصده لقضائه سواك.
فقال لـه أبو الحسن-عليه السلام-:" طب نفساً وقر عيناً"، ثمَّ أنزله.
فلمَّا أصبح ذلك اليوم، قال لـه أبو الحسن-عليه السلام-:" أريد منك حاجة، الله الله أن تخالفني فيها".
فقال الأعرابي: لا أخالفك.
فكتب أبو الحسن-عليه السلام- ورقة بخطه معترفاً فيها أن عليه للأعرابي مالاً عيَّنه فيها يرجح على دينه، وقال:" خذ هذا الخط؛ فإذا وصلت إلى سر من رأى احضرْ إليَّ وعندي جماعة فطالبني به، وأغلظ القولَ عليَّ في ترك إبقائك إيَّاه، الله الله في مخالفتي".
فقال: أفعل. وأخذ الخط، فلمَّا وصل أبو الحسن-عليه السلام- إلى سر من رأى وحضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة وغيرهم، حضر ذلك الرجل، وأخرج الخط، وطالبه، وقال كما أوصاه.
فألانَ أبو الحسن-عليه السلام- لـه القول ورفَّقه، وجعل يعتذر، ووعده بوفائه، وطيبة نفسه. فنُقل ذلك إلى المتوكل، فأمر أن يحمل إلى أبي الحسن-عليه السلام- ثلاثون ألف درهم.
فلما حملت إليه-عليه السلام- تركها إلى أن جاء الرجل، فقال:" خذ هذا المال واقضِ منه دينك، وأنفق الباقي على عيالك وأهلك وأعذرنا".
فقال لـه الأعرابي: يا ابن رسول الله، والله إنَّ أملي كان يقصر عن ثلث هذا، ولكن (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) (12) وأخذ المال، وانصرف"(13).
2. صلة الأرحام.
في (المناقب): قال إسحاق الجلاب: اشتريت لأبي الحسن الهادي-عليه السلام- غنماً كثيرة يوم التَّروية فقسمها في أقاربه (14).
3. العبادة والزهد.
كان الإمام الهادي-عليه السلام- أعبد أهل زمانه، وأزهدهم؛ عن يحيى بن هرثمة، قال: وجهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص علي بن محمَّد بن علي بن موسى-عليه السلام-، وفتشت منزله فلم أصب فيه إلَّا مصاحف ودعاء وما أشبه ذلك، وكان الإمام-عليه السلام- كثير الدعاء والتضرع إلى الله تعالى؛ ... وقال سعيد الحاجب؛ وقد أرسله المتوكل للقبض على الإمام-عليه السلام- وتفتيش داره: صرت إلى دار أبي الحسن-عليه السلام- بالليل ومعي سُلَّم، فصعدت منه إلى السطح ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة، فلم أدرِ كيف أصل إلى الدار، فناداني أبو الحسن-عليه السلام- من الدار: "يا سعيد، مكانك حتَّى يأتوك بشمعة! فلم ألبث أن أتوني بشمعة"(15).
وهذا يدل على عظيم أخلاق الإمام-عليه السلام- حتَّى مع أعدائه؛ فإنَّه وارث جده رسول الله صلى الله عليه وآله الذي مدحه الله تعالى بقولـه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (16).
4. سعة العلم والمعرفة.
لقد كان الإمام الهادي-عليه السلام- أعلم أهل زمانه، وقد روي عنه-عليه السلام- من علوم القرآن، والفقه، والأخلاق، وعلم التوحيد ومعرفة الباري سبحانه، وغيرها الكثير. كما كان-عليه السلام-يجيب على مختلف الأسئلة وأنواع العلوم (17).
المحور الثَّاني: التَّعامل وفق متطلبات العصر
كانت حياة الإمام -عليه السلام- تخضع لرقابة شديدة من طغاة ذلك العصر، وبالرغم من هذه القيود اتبع الإمام أساليب متنوعة لنشر الفكر المحمدي في أرجاء العالم، متكيفاً مع تلك الظروف عبر مجموعة من الوسائل الحكيمة:
الوسيلة الأولى: عدم التَّصادم مع حكَّام عصره
لم يظهر الإمام -عليه السلام- أي انزعاج من تصرفات الطغاة في ذلك الوقت تجاهه، سواء في سلوكهم معه أو محاولاتهم النيل منه، وكان في كلِّ ذلك يتصرف وفق خطة محكمة تهدف إلى الحفاظ على شيعته واتباعه، وفي الوقت نفسه يواصل نشر هدى الرسول الأعظم محمد وأهل بيته -صلوات الله عليهم-؛" ومما يروى في هذا الشأن أنَّ الحاكم العباسي أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كلُّ واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك، ففعلوا؛ فلمَّا صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن-عليه السلام- واستصعده، وقال: استحضرتك لنظار خيولي، وقد كان أمرهم أن يحملوا الأسلحة، وأن يكونوا بأحسن زينة، وأتم عدَّة، وأعظم هيبة؛ وكان غرضه أن يكسر قلبَ كلِّ من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن-عليه السلام- أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج عليه؛ فقال لـه أبو الحسن-عليه السلام-:" وهل تريد أن أعرض عليك عسكري؟ قال: نعم. فدعا الله –سبحانه- فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون فغشي على الحاكم العباسي؛ فلمَّا أفاق قال أبو الحسن-عليه السلام-: "نحن لا ننافسكم في الدُّنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة، فلا عليك شيء مما تظن"(18).
الوسيلة الثَّانية: تفنيد الإشكاليات والتَّحديات الفكرية
لقد شهد عصر الإمام الهادي -عليه السلام- ظهور العديد من التيارات الفكرية المنحرفة، خاصة أولئك الذين يبثون الشبهات حول القرآن الكريم وبعض القضايا العقائدية، مثل الجبر، والتفويض، والاختيار؛ وروي في (المناقب): "لما سُمّ المتوكل نذر لله إن رزقه الله العافية أن يتصدَّق بمال كثير، فلمَّا عوفي اختلف الفقهاء في (المال الكثير).
فقال لـه الحسن حاجبه: إن أتيتك يا أمير بالصواب فما لي عندك؟
قال: عشرة آلاف درهم، وإلَّا ضربتك مائة مقرعة.
قال: قد رضيت.
فأتى أبا الحسن الهادي -عليه السلام- فسأله عن ذلك؟
فقال: قل لـه:" يتصدق بثمانين درهماً".
فأخبر المتوكل، فسأله: ما العلَّة؟ فأتاه فسأله.
قال-عليه السلام-: "إنَّ الله تعالى قال لنبيه -صلى الله عليه وآله-:(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) (19) فعددنا مواطن رسول الله -صلى الله عليه وآله- فبلغت ثمانين موطناً".
فرجع إليه فأخبره، ففرح وأعطاه عشرة آلاف درهم"(20).
الوسيلة الثَّالثة: اجتياز اختبارات السُّلطة
ولعلَّ هذه النقطة كانت من أبرز الوسائل التي استخدمها الحكام الظالمون للنيل من شخصية الإمام -عليه السلام-، حيث كانوا يريدون استغلال صمته في مواجهة بعض الأسئلة أو المسائل، فكانوا يجمعون العلماء والمفكرين من مختلف المذاهب والطوائف، بل وحتَّى غير المسلمين، آملاً في أن يظفروا بمسألة واحدة يعجزون عن الإجابة عليها، ثم ينشرون تلك الواقعة في أنحاء البلاد، بهدف التشهير بالإمام والإيحاء بعجزه؛ وغايتهم: ( أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(21).
وبعد إجراء أي اختبار علمي كانت السلطة الحاكمة تحاول التعتيم عليه خشية أن يستفيد أتباع أهل البيت -عليهم السلام- من هذه الفرص التي تكشف ضعفها أمام علم أهل البيت -عليهم السلام-، ومع ذلك حفظت المصادر التاريخية نصوص هذه الاختبارات، التي تبرز الردود الحاسمة من أهل البيت -عليهم السلام- على جميع المشاكل العلمية، وتؤكد انتصارهم في هذا المجال، مما أثبت وأعاد لهم مرجعيتهم الدينية في الأمة الإسلامية (22).
الوسيلة الرابعة: التَّوسع في نظام الوكالة
كان الوكلاء يتولون تنظيم عملية الاتصال بين الإمام -عليه السلام- وشيعته، خصوصاً في استلام الخمس من الشيعة وإيصاله إلى الإمام -عليه السلام-، والإجابة على المسائل الفقهية والعقائدية، والتَّعريف بالإمام -عليه السلام- وتمهيد الأرضية له في المجتمع؛ وكان ارتباط هؤلاء الوكلاء بالإمام -عليه السلام- يتم غالباً من خلال رسائل مكتوبة يرسلونها إليه مع مَنْ يوثق به من الأشخاص؛ وقد نظَّم الإمام -عليه السلام- العلاقة بين الوكلاء أنفسهم بحيث يبقى كلُّ وكيل ضمن دائرة عمله الخاصة، مع ضمان عدم التداخل في مهام الآخرين، كما نظم العلاقة بين الوكلاء والشيعة في مناطقهم، موجهًا إيَّاهم في كيفية التعامل مع قضاياهم المختلفة.
لقد كانت هذه المنظومة بمثابة حلقة وصل فعَّالة بين الإمام -عليه السلام- وشيعته، مما أتاح للإمام -عليه السلام- أن يحافظ على استقرار الوضع الداخلي للشيعة، ويضمن استمرار تبليغ رسالته في ظل ظروف سياسية قاسية؛ وعن طريق هذه المحاور، استطاع الإمام -عليه السلام- أن يحفظ شريعة جده المصطفى -صلى الله عليه وآله- من الانحراف، ويواصل تربية الشَّخصيات التي تحمل على عاتقها نشر الرسالة الإسلامية، مقدمةً التضحيات المستمرة حتَّى تمر عبر الأجيال التَّالية.
اضف تعليق