فاطمة الزهراء (ع) لها مكانة سامية وعالية في الإيمان والتقوى والعلم والمعرفة، فهناك علوم خاصة لديها محفوظة تعرف باسم مصحف فاطمة، وهناك احاديث وروايات كثيرة قد صدرت بحقها بالإضافة إلى الآيات القرآنية الكريمة التي تدل على مكانتها عند الخالق -عز وجل- الذي يغضب لغضبها ويرضى لرضاها، ونتيجة كل...
يوجد أحداث ووقائع ومصائب ومظالم كثيرة في تاريخنا، مسكوت عنها ومن أعظم تلك المصائب والمظالم المسكوت عنها والممنوع التحدث عنها، هي مظلومية ومصيبة سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء -ع- بنت النبي الأكرم(ص) وعزيزته وحبيبته وقرة عينه وبضعته، من يفرح لفرحها ويرضى لرضاها ويغضب لغضبها، بل الله جل جلاله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها، لقد جاء في الحديث أن والدها الرسول الأعظم قال (ص): يا "فاطمة إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك".
وقد قال أيضا(ص) بحقها الكثير من الروايات منها: «فاطمة بضعة منّي من سرّها فقد سرّني ومن ساءها فقد ساءني، فاطمة أعزّ الناس عليّ».
وقال(ص): «فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها اُمناء ربّي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلّف عنه هوى».
حب فاطمة الزهراء نجاة
عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: حُبُّ فاطِمَةَ يَنْفَعُ في مِئَةٍ مِنَ الْمَواطِنِ، أيْسَرُ تِلْكَ المَواطِن: الْمَوْتُ، وَالْقَبْرُ، وَالْميزانُ، وَالْمَحْشَرُ، وَالصِّراطُ، وَالْمحاسَبَةُ.
وعن سبب تسميتها بفاطمة قال:(ص): «إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبّها من النار».
فاطمة باب ونور من أنوار الله
السيدة فاطمة الزهراء -ع- عالمة، وما العجب فهي باب ونور من أنوار الله، ولقد تعلمت وتربت في أحضان خاتم رسل الخالق عزّ وجلّ، كانت عالمةً غير معلمة، لديها مصحف باسم مصحف فاطمة حول الآيات والتفاسير والأحاديث والأعمال منها التسبيحات الخاصة، وكلمات وأدعية تقرب العباد للخالق سبحانه وتعالى، ومنها التسبيحات المشهورة باسم تسبيحات الزهراء التي المستحب قولها بعد كل فريضة، وكذلك الادعية ومنها دعاء النور: بِسمِ الله الرّحْمنِ الرَّحيمِ بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور من نور، بسم الله الذي هو مدبّر الأمور، بسم الله الذي خلق النور من النور، الحمد لله الذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطُور، في كتاب مَسطور في رَقٍّ منشور، بَقَدر مقدور، على نبيٍّ مَحبُور، الحمد لله الذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السَّرَّاء والضَّرَّاء مشكور، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
فاطمة حجة الله وباب شفاعة
السيدة فاطمة الزهراء (ع) لها مكانة سامية وعالية في الإيمان والتقوى والعلم والمعرفة، فهناك علوم خاصة لديها محفوظة تعرف باسم مصحف فاطمة، وهناك احاديث وروايات كثيرة قد صدرت بحقها بالإضافة إلى الآيات القرآنية الكريمة التي تدل على مكانتها عند الخالق -عز وجل- الذي يغضب لغضبها ويرضى لرضاها، ونتيجة كل ذلك فهي حجة ليس فقط على عامة الخلق وانما على الأئمة الأطهار جاء في الحديث عن الإمام الحسن العسكري-ع- في حق جدته فاطمة الزهراء (ع) والذي قال فيه: "نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا".
وحول ان السيدة فاطمة الزهراء (ع) لها مكانة خاصة عند الخالق سبحانه وتعالى اذ جعلها شفيعة في يوم القيامة، لقد جاء عن الإمام الباقر (ع) بقوله: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة تُقبِل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنّة وعن يمينها سبعون ألف ملك، وعن شمالها سبعون ألف ملك، وجبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته: غضّوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمّد. فلا يبقى يومئذ نبي ولا رسول ولا صدّيق ولا شهيد إلاَّ غضّوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة...وتقول: إلهي وسيّدي احكم بيني وبين مَن ظلمني، اللّهمّ احكم بيني وبين مَن قتل ولدي..فإذا النداء من قِبَل الله جلّ جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي سليني تُعطي، واشفعي تُشَفَّعي، فو عزتي وجلالي لا جازني ظلم ظالم.
فتقول: إلهي وسيّدي: ذريّتي وشيعتي وشيعة ذريّتي، ومحبييّ، ومحبيّ ذرّيتي.. فإذا النداء من قِبَل الله جلّ جلاله: أين ذرّية فاطمة وشيعتها ومحبّوها ومحبّو ذريّتها؟. فيُقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة، فتتقدمهم فاطمة(ع) حتى تدخلهم الجنة.
من يعرف فاطمة؟
هناك الكثير من الروايات التي تؤكد مكانة الصديقة الزهراء(ع)، عن مجاهد: خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيد فاطمة فقال: «من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبيّ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله».
وقال رسول اللّه (ص): (سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة).
وقال (ص): (أَفْضَلُ نِساءِ أَهْل الجَنَّةِ: مَرْيَمُ وآسيةُ وخَديجَةُ وفاطِمَة).
وقال ايض (ص): (أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ فاطِمَة). وقال (ص): (المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة).
وأيضا قا(ص): (إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطـــَمَ ابْنَتِي فاطِمَـــة ووُلدَهـــا ومَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة).
وقال (ص): (فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي).
قال رسول اللّه (ص): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، ويُؤذِيني ما آذاهَا).
وقال (ص): (فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي يَسُرُّنِي ما يَسُرُّها). وقال (ص): (فاطِمَة سِيِّدةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنِّة).
وقال أيضا (ص): (فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي).
لماذا الظلم والمظلومية بحق بضعة وحبيبة النبي(ص) السيدة فاطمة الزهراء(ع)؟.
هناك الكثير من الروايات والأحاديث والمواقف التي تؤكد على علو وسمو مكانة السيدة الزهراء -ع- عند والدها الرسول الأعظم محمد (ص) بل وعند الخالق -عز وجل-. تكفي لأن تكون السيدة فاطمة الزهراء(ع) خيرَ قدوة وأسوة حسنة وخاصةً للنساء أمهات وبنات.
ولكن من المؤلم أن كل هذه الآيات والتوصيات والكلمات التي تؤكد وترسخ مكانة السيدة الزهراء(ع)، لم تجد من يطبقها وينفذ وصايا النبي(ص) بأقرب الناس إليه بل ما حدث مع حبيبته وبضعته هو العكس تماما، بل اتفقوا على اذيتها فتعرضت لعكس ما كان يأمل الرسول(ص)، وذلك بعد شهادته مباشرة لدرجة الاعتداء عليها وغضبها ومرضها والتسبب بشهادتها، وبالتالي رفضت أن يحضر كل من شارك في اذيتها وغضبها..، عند قبرها، وتم دفنها ليلًا لئلا يعلم مكانها أحد منهم، إلاّ من تحب وترضى عنهم؛ كزوجها الإمام علي واولادها(ع) والموالين له.. وتبقى لغاية اليوم أعظم مظلومية لأن بضعة النبي (ص) وأقرب الناس إليه وامتداده النسبي والرسالي؛ تدفن دون تشييع عام، وتدفن في الليل، ويبقى قبرها مخفيا لغاية اليوم؟.
اضف تعليق