مازال البعض ممن يدعي الإنتماء للرسالة الإسلامية يرتكب جرائم فادحة باسم الدين والرسول والدين والنبي الأكرم بريء من تلك الأعمال البعيدة عن رسالة المحبة والتسامح والأعمار. رغم أن أعداء الرسالة الإسلامية استغلوا تلك الأخطاء لشن حرب إساءة إلى النبي الكريم وللرسالة الإسلامية، وكل ذلك بسبب تكرار الممارسات الخاطئة...
شهادة الرسول الأعظم خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ذكرى مؤلمة وخسارة فادحة لغاية اليوم، فهو نور الأكوان وسيد الخلق وأفضل البشر وحبيب الله وخاتم الأنبياء والمرسلين ورحمة العالمين، وهو نور وهداية واختبار للجميع وبالخصوص من ينتمي لرسالته ويدعي محبته على الإلتزام والتمسك بفكره ومنهجه وأخلاقه..، وقد بدأ مسلسل من الانحراف والانقلاب والاعتداءات والانتهاكات.. ومخالفة رسالته السماوية السامية من قبل البعض، لدرجة الاعتداء على بضعته السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام-.. وقتل حفيده وريحانته الإمام الحسين -عليه السلام- وأهل بيته وأصحابه بطريقة بشعة ووحشية، لأن الإمام الحسين (ع) أراد الإصلاح والمحافظة على الرسالة الحقيقية لرسالة جده، ويفضح الحكومات التي تدعي الحكم باسم الإسلام وهي تشوه الدين.
للأسف مازال البعض ممن يدعي الإنتماء للرسالة الإسلامية يرتكب جرائم فادحة باسم الدين والرسول (ص)، والدين والنبي الأكرم (ص) بريء من تلك الأعمال البعيدة عن رسالة المحبة والتسامح والأعمار.. رغم أن أعداء الرسالة الإسلامية استغلوا تلك الأخطاء لشن حرب إساءة إلى النبي الكريم (ص) وللرسالة الإسلامية، وكل ذلك بسبب تكرار الممارسات الخاطئة من قبل بعض ممن ينتمون لاسم الإسلام وللقشور، وهم في الحقيقة بلا إيمان وأفكار ولا أخلاق محمدية حقيقية: محبة وتسامح..، وقد استغل الأعداء ذلك بفكر شيطاني.
وقد ظهر الانحراف التدميري بعد شهادة رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- من قبل.. إلا القليل بمن تمسك وطبق أوامره ووصيته الذي قال (ص): "إني أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب، وإني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين، كتابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعِتْرَتي، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أَهْلُ بيتي، وإن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض، فَانْظُرُوني بِمَ تَخلُفُونِي فيهما".
فعدم الالتزام بكلام وفكر ومنهج ووصية نبي الرحمة ورسول التسامح ومنفذ البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم أدى إلى مآسي كبيرة على المسلمين، وما يحدث حاليا من وصف الدين بالعنف والإرهاب والإساءة للرسول الأعظم (ص) عبر الرسومات المسيئة وغيره جزء منها.
النبي محمد خير أسوة
جاء في القران الكريم ".. لكم في رسول الله أسوة حسنة" أراد الخالق عز وجل من خلال هذه الآية الكريمة تقديم نموذجا بشريا للبشر من جميع الأديان والعروق، لما للنموذج من تأثير على تكوين الشخصية، وأراد الخالق أن تكون شخصية خاتم الأنبياء والمرسلين حبيبه الرسول محمد "ص" هي الشخصية النموذجية الحسنة لكل أبناء البشر، ولكل من يسعى إلى السعادة في الدارين الدنيا والآخرة حسب مواصفات الخالق؛ وللمحافظة على النموذج من الخدش والتقصير والإساءة قال الله جل وعلا (وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى) تأكيدا على العصمة والنزاهة، كما طالب الله من الذين امنوا به أن يصلوا ويسلموا عليه (يأيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).
فشخصية الرسول الأعظم محمد "ص" شخصية نموذجية عملاقة مميزة منذ أن بزغ نوره أي قبل أن يكلف بتبليغ الرسالة بشكل رسمي، واستطاع أن يؤثر على الآخرين، ويستقطب احترام الجميع، ومنهم من أساء إليه في حياته من سادة قريش.. ويلقب بالصادق الأمين، فرض شخصيته واحترامه من خلال ممارسته العملية الأخلاقية والتعامل النبيل، وأن يتغلب على جميع المشاكل وان يجد الحلول لكل مشكلة، وان يجعل العالم الذي حوله يعيش في حضارة وبحبوحة من الأمن والأمان والسلام والسعادة..، وان يقضي على الفوضى والاعتداءات والحروب وسفك الدماء واستعباد البشر، ووأد النساء... بفضل ما يتمتع به من أخلاقيات فاضلة ومعاملة حسنة.
نموذج عملي لا يموت لقد حرص الرسول الأعظم محمد "ص" طوال مسيرته المباركة أن يكون نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، وشخصية عملية حية لجميع البشر وبالذات لأبناء الأمة الإسلامية ـ الذين يدعون محبته والسير على منهجه ـ، من خلال حركاته وسكناته وأفعاله وأقواله وتقاريره.. التي تعتبر حجة ودليلا شرعيا.
وحرص النبي محمد (ص) أن تكون شخصيته نموذجا حيا لا تموت من خلال تمسك محبيه بسنته الحقيقية في تعاملاتهم وسلوكياتهم العملية بالأخلاق الفاضلة..، لعلمه بفائدة وآثار تلك الأخلاقيات والتصرفات على المجتمع الإنساني من مسلمين وغيرهم، وعلى سمعة الدين الإسلامي، وبناء العلاقات المحترمة مع غير المسلمين عبر احترام معتقداتهم وأفكارهم (لكم دينكم ولي دين) و(لا اكره في الدين).
ولكي تكون شخصية الرسول محمد "ص" شخصية نموذجية عالمية محببة لجميع البشر.. ـ لان الصفات الاخلاقية التي يتصف بها الرسول الاعظم "ص" (الايثار والتسامح والتواضع والاحترام والصدق والاخلاص والحياء.. وغير ذلك) صفات اخلاقية يحتاج اليها الجميع ـ. لا بد من نشر سيرته الحسنة الخارقة والساحرة بطرق حضارية، وتحلي محبيه بأخلاقه الفاضلة، والابتعاد عن كل ما يسئ، والابتعاد عن كل ما يساهم في تحول اسم النبي محمد "ص" إلى مجرد اسم للتعصب والتقديس، وقشور بدون محتوى، وشعار يتكرر على الألسن فقط بدون مبادئ وقيم وآثار إيجابية على الشخصية المحبة!.
أخلاق الرسول الأعظم (ص)
جاء على لسان النبي: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، و"أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا"، "لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم"، وجاء على لسان حفيده الإمام جعفر الصادق بأهمية التطبيق العملي والفعلي للأخلاق المحمدية وليس فقط باللسان: "كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم"، وقال "كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا".
كما إن شخصية الرسول محمد "ص" شخصية نموذجية فريدة قادرة على فرض ذاتها واحترامها على كل من يقابلها أو يطلع عليها بحيادية، يقول الأديب الفرنسي الكبير الفونس لامارتين: إن محمدا اقل من الإله وأعظم من الإنسان العادي أي نبي.
هل أخلاق مليار ونصف مسلم في عالم اليوم تتفق مع أخلاق الرسول محمد "ص"؟.
وهل ساهم المسلمون بعدم اتخاذ الرسول قدوة حسنة ونموذج في سلوكياتهم العملية، وعدم احترامهم لخصوصية الطرف الآخر وغياب الحرية والتعددية والتعايش مع الأديان كما طالب الرسول في حياته، بالإضافة إلى غياب الإعلام المؤثر والكتب التي تتحدث عن شخصية الرسول ك رحمة للعالمين ورسول تسامح ومنقذ البشرية بفضل أخلاقه، في الإساءة وتشويه صورة سمعة الرسول محمد "ص"؟.
الإساءة إلى خاتم الأنبياء والمرسلين
مسلسل الإساءة للرسول الكريم "ص" ليست جديدة...، قد بدأت منذ حمل عليه الصلاة والسلام راية إصلاح المجتمع، وتبليغ رسالة الإسلام، إذ تحمل جميع أصناف الإساءة والاضطهاد والظلم والأذى حيث قال: (ما أذي نبي مثل ما آذيت)، فهناك من أساءوا إليه عندما وجدوا أن سيادتهم ومكانتهم ونفوذهم وسلطتهم وظلمهم وأهوائهم تتبخر مع انتشار قيم مبادئ رسالة العدالة والمساواة والمحبة والسلام (الدين الإسلامي)، وهناك من أساءوا إلى النبي لأسباب قبلية وطبقية ونفسية ـ الغيرة والحسد ـ، ومن القريب قبل البعيد ـ، كما هناك من أساءوا إلى النبي ممن عاشوا في عصره الذين لم يستطيعوا أن يذوبوا في شخصيته ومبادئه، ويغرفوا من منابع علمه وحكمته وأخلاقه، والاستفادة بشكل صحيح من وجوده بينهم؛ وإنما تعاملوا معه من باب المصلحة والاستغلال للصحبة والمحبة...
وهناك صور كثيرة في تراثنا الإسلامي تتحدث عن ذلك، والتي أصبحت بارزة وظاهرة بعد وفاته، وما حدث من تمزق بين أبناء الدين والأصحاب إلا دليل على ذلك! ومازالت الإساءة من قبل ممن يدعون محبة الرسول (ص) تحدث في عصرنا الحالي، حيث زادوا في تشويه صورة الإسلام وأساءوا لسمعة الرسول محمد (ص) "بسبب أفكارهم المتشددة والمتطرفة، وتعاملهم مع من يختلف معهم في الدين والمذهب والفكر بالعنف والتكفير والقتل، وابتعادهم عن الأخلاق المحمدية (الرحمة والمحبة والتسامح والرأفة والدعوة بالتي هي أحسن..) ونسوا أن الدين هو المعاملة الحسنة، كما ان هناك فئة تريد أن تستغل الهجمة المسعورة والإساءة الكبيرة لتحقيق مآرب شخصية ومنافع مالية!.
الرسالة المحمدية هي الحل
أفضل حل لأزمة الإساءة للرسول الأعظم محمد "ص"، ورد الاعتبار له صلى الله عليه واله يتم من خلال الرجوع إلى منابع الرسالة المحمدية واستنهاض الفكر المحمدي الأصيل، والذوبان في بحر علمه وأخلاقه وفكره، وتفعيل شخصيته واتخاذها قدوة وأسوة حسنة، ونموذجا عمليا في الحياة العامة، وتحويل أخلاق وقيم الرسول إلى تطبيق عملي في العلاقة مع الآخرين من مسلمين وغيرهم.
فالديانة الإسلامية هي خاتمة الرسالات وهي قادرة على استيعاب جميع الأديان والملل والثقافات لأنها تعترف بجميع الأديان السماوية ـ دين المحبة والسلام والأمن والعدالة والاحترام والتسامح والانفتاح ـ، وان محمد "ص" خاتم النبيين والمرسلين هو رسول رحمة للعالمين لجميع الشعوب ومنقذ البشرية.
كما ينبغي إعادة النظر في كتب التراث الإسلامية، والبعد عن كل التفاسير والتأويل التي لا تخدم الدين، وتسيء إلى سمعة الرسول، وضرورة تربية أبناء الأمة الإسلامية من المنزل والمدرسة والمجتمع على التخلق بالأخلاقيات المحمدية الأصيلة.. الأخلاق التي تدعو للمعاملة الحسنة، والاعتراف بخصوصية الاخر واحترام حريته ومعتقده، والتعامل مع من يختلف في العقيدة والفكر ومن يسيء كما تعامل الرسول محمد. (لكم دينكم ولي دين) و(لا اكراه في الدين) و(الدين حسن المعاملة).
لقد فقد المسلمون الهيبة عندما تخلوا عن البوصلة الحقيقية لمعرفة شخصية الرسول محمد "ص" لأنهم اخذوا بالقشور لشخصيته وتخلوا عن اللب..، ولو كان المسلمون يتعاملون بالأخلاق المحمدية الحقيقية العالية السامية كما هي لحدث غير الذي حدث، ولقال الآخرون من أتباع الملل الأخرى نعم ما رباكم وعلمكم رسولكم، وتأثروا برسالة الإسلام.
لقد تجرأ هؤلاء على النبي الأعظم وعلى الإسلام والمسلمين نتيجة استهتار بعض المسلمين بالأخلاق والفكر المحمدي الأصيل، ومحاربة البعض للمناسبات التي تحيي وتمجد ذكرى محمد وال محمد كمناسبات المولد المبارك ومحاربة ذكرى شهادته وكل ما يتعلق به وأهل بيته الاخيار الأبرار.
علاج المشكلة
المشكلة الحقيقة التي تجعل أكثر من مليار ونصف مسلم عاجزين عن إيقاف الإساءة للرسول محمد "ص"، وإصلاح أوضاعهم وتخلفهم وتشرذمهم...، غيابهم عن مدرسة الفكر المحمدي الرسالي، والاخلاق الإنسانية النبيلة، وعدم التزود من نفحاته الإيمانية الطاهرة.
وحان الوقت للعودة إلى منابع هذه المدرسة الخالدة، وجعلها نموذجا عمليا، لتعريف العالم بشكل عملي بحقيقة شخصية الرسول في ظل التشويه من قبل أعداء الرسالات السماوية والقيم الإنسانية؛ وتطبيق وصية رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- الذي قال : "إني أُوشكُ أن أُدعى فأُجيب، وإني تاركٌ فيكم الثَّقَلَين، كتابَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعِتْرَتي، كتاب الله حَبلٌ ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أَهْلُ بيتي، وإن اللطيف الخبير أَخبرني أَنهما لَن يفترقا حتى يَرِدا عليّ الحوض، فَانْظُرُوني بِمَ تَخلُفُونِي فيهما".
اضف تعليق