كلاهما تجسيد لهمجية داعش وشرورها الذي لايستثني أحدا. الزورق كان يشق الموج وسط النهر، وبينما كان الناس ينتظرون على الضفة الآمنة وصول الزورق والأطفال والنساء الذين فيه، كان رجال داعش على الضفة الأخرى يصوبون بنادق حقدهم التي إخترقت الزورق وأغرقته بمن فيه لتطفوا الجثث ومن بينها جثة طفل مايزال للتو ينطق بإسم والده، بابا بابا.
مع بدء أول يوم من الصيام في شهر رمضان المبارك، شهدت كربلاء تفجيرا إرهابيا قام به عناصر إرهابيون يتبعون لتنظيم داعش الشرير، راح ضحيته العديد من المواطنين من بينهم شقيقين بعمر الورود وهما مقاربان في العمر للطفل الغريق في نهر الفرات، ولأن داعش تنظيم شرير هدفه تشويه صورة الإسلام فهو لايهتم على الإطلاق بنوع الجرائم التي يرتكبها، ولا بالناس الذين يقتلهم، ولا بالحياة التي يدمرها بشروره وهمجيته البالغة التي حيرت العالم، وأدهشت العقول، فليس من دين ولافكر يرضى بما يفعله عناصر التنظيم الذي لايبدو أن تعاليمه ترتبط بدين سماوي، ولابدين وضعي، ولابفكر مهما كانت وجهته، فحتى الصهاينة الذين يجيزون تدمير الروح والإنسان والحيوان والزرع والحياة لأجل هدف توراتي بغيض لم يصلوا بأفعالهم الى همجية داعش ونوع الدمار الذي يلحقه بالحياة والناس.
الجرائم البشعة للتنظيم حول العالم تتيح فرصا متوازنة للبشرية لتفهم نوع الصراع وطبيعة المعركة المقبلة ضد الشر، وتدفع الى ضرورة التوحد من أجل القضاء على الشر ومواجهته بالأسلحة الممكنة سواء كانت أسلحة الفكر والتنوير، أو سلاح المعركة الذي يؤدي الى تدمير الشرور ومعتنقي فكر الضلالة والغدر، فداعش يستهدف المسلمين والمسيحيين واليهود واتباع الديانات الوضعية وكل مايتحرك على الأرض لأن هدفه وغايته النهائية تنفيذ مخططات غير عادية وغير مألوفة لمنظمات عالمية ودول تريد السيطرة على الأرض بفعل التهديد والقتل والخراب، ولايستبعد أن تكون تلك المنظمات مرتبطة بالصهيونية العالمية مستغلة شقاق المسلمين فيما بينهم وعداء متأصل بين المتطرفين وأتباع الديانات الأخرى لكي يحكم الصهاينة سيطرتهم النهائية.
القضاء على داعش والعنف والإرهاب الذي تمثله هو إنتصار على الصهيونية العالمية التي تتكسب بجنون وتطرف بعض الجماعات المسلمة المارقة.
اضف تعليق