ان على الدول المجاورة لسوريا السعي لتثبيت الاستقرار لان ذلك يخدم مصالحها وهو جزء مهم لامنها القومي لهذا طغت الأحداث الجارية في الساحل السوري على أجندة اجتماع دول جوار سوريا الذي استضافته عمان، الأحد الماضي، لبحث آليات التعاون في مجالات محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى...

رحبت الكثير من الأطراف الدولية والإقليمية بسقوط بشار الأسد وهروبه خارج سوريا، لكن بقِيَ هذا الترحيب ناقصا وغير مكتمل لعدم وضوح توجهات من استلم السلطة خلفا له رغم الترحيب الداخلي بهذا التغيير.

المجتمع السوري الذي يسوده التنوع الديني والقومي وفي فئات واسعة منه عاش حالة الشك والريبة بالماسكين بالسلطة، سلطة الامر الواقع والتي لم تفصح بشكل جلي وصريح عن توجهاتها وتجاهلها للتنوع واهمية بث الطمأنينة له.

لكن سلطة الأمر الواقع استفردت بكل شيء، اذ فرض أحمد الشرع (الجولاني) نفسه قائدا لسوريا من خلال اتباع مبدأ المغالبة بعيدا عن مبدأ المشاركة وهي عملية فرض أمر واقع بعيدا عن الإرادة الشعبية ودون تشاور مع النخب السورية وأطراف المعارضة المعروفة محليا واقليميا ودوليا.. ولم يشرك أحداً بحجة الابتعاد عن المحاصصة متجاهلاً أهمية المشاركة بوصفها احد اهم ستراتيجيات إدارة التنوع.

ولكن ركزت سلطة الامر الواقع على الاهتمام بالشأنين الإقليمي والدولي لتسويق نفسها متجاهلة الواقع الداخلي ومتطلباته. فضلا عن تجاهلها للفواعل السياسية والاجتماعية المهمة في الواقع السوري .

لهذا كانت أحداث سوريا التي تابعها العالم بحزن لما يحدث وبخاصة عمليات القتل على الهوية بحجة وجود فلول النظام السابق، فيما يتابع النصف الآخر مايحدث بفرح وتشفي خاصة أعداء سوريا وشعبها. سوريا امام كارثة تسير نحوها بسرعة يدفعها سدنة الموت والكراهية والتكفير عشاق العنف و الدماء والقتل ( حين ترتدي الدولة رداء الدين او الطائفة فقد وضعت نفسها على سلم السقوط نحو الهاوية).....مايحدث في سوريا حدث مفصلي سيقرر مستقبلها ووحدتها وليس حدثا عابرا.

الأوضاع في الساحل وأحداثها مركبة لأن الفاعلين فيها ليس طرفا واحدا او طرفين بل عدة اطراف محلية واقليمية ودولية. يوما بعد آخر تتسع الهوة ويصبح الحل اكثر صعوبة ،وكما ذكرنا فإن تعدد الفاعلين يجعل الأوراق تتداخل وتختلط نتجية لتعدد الأهداف والغايات إذ لكل طرف هدفه وغايته ومراميه سواء اكان هذا الطرف محليا او اقليميا او دوليا..

في سوريا ثلاث لاعبين اقليميين لهم دور فيما حصل هم ايران وإسرائيل وروسيا.اذ ان من خسر موقعه في سوريا بعد سقوط الأسد هم ثلاث اطراف ايران وحزب الله وروسيا فضلا عن إسرائيل التي تريد سوريا دولة هشه تستطيع اختراق تنوعها واللعب بنسيجه الاجتماعي.

.الجهات التي فقدت النفوذ على الارض تفكر الان باستعادة النفوذ في ظل جهل السلطة للواقع الاجتماعي والسياسي وتجاهلها للتحديات المحلية والاقليمية او الاستخفاف بها.

تقصير الادارة الجديدة اوصل الأمور إلى ماوصلت اليه في سوريا. بل ان اهم مظاهر الجهل والتقصير من قبل الحكومة الجديدة هو حل الجيش السوري وهذا متأتي من عدم قراءة المشهد قراءة صحيحة جدية.قد يقول قائل ان الجيش السوري ارتبط بذاك.رة ومخيلة الشعب السوري بالدمار والخراب والقتل حين تحول إلى أداة بيد النظام لقمع المعارضين .فيرون ان عملية الفرز بين من تورط بالدمار والقتل والابرياء عملية معقدة وصعبة وتحتاج الى وقت طويل لهذا تم حل الجيش نعم هناك من ارتكب جرائم حرب فضلا عن ان النظام الطائفي للجيش هو السائد لهذا كانت آلية الانتقام في التعامل مع هذه المؤسسة المهمة هي المرجحة ربما يرى البعض أن ملف الفلول وتحدياته هو اقل التحديات قوة في ظل تعدد مراكز القوة في الواقع السوري .

للأسف ان اغلب من قتلوا هم من المدنيين الأبرياء وليس من الفلول.

لهذا نرى ان سوريا بحاجة الى بناء الجسور بين المكونات وليس إقامة الجدران العازلة وإزالة عوامل الشك والريبة بين المكونات والسلطة الحاكمة وهذا لايحدث الا من خلال عوامل الانفتاح.

البعض يقول ان مؤتمر الحوار كان حوار السلطة مع نفسها مع كل هذا الحشد الهائل من الحضور الذي تجاوز 500 شخصية ولكنه مع هذا لم يكن حوارا جديا وممثلا للتنوع المجتمعي .لهذا نقول ان فقدان الثقة هي من انتجت الاحداث الدولة الوطنية في سوريا ليس لصالح ايران واهدافها وضد مصالح وأمن اسرائيل فهاتان الدولتان تسعيان لإقامة دولة هشة سهلة الاختراق.

نرى ان على الدول المجاورة لسوريا السعي لتثبيت الاستقرار لان ذلك يخدم مصالحها وهو جزء مهم لامنها القومي لهذا طغت الأحداث الجارية في الساحل السوري على أجندة اجتماع دول جوار سوريا الذي استضافته عمان، الأحد الماضي، لبحث آليات التعاون في مجالات محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى.

الفصائل التي هي جزء من المنظومة السياسية والتي قيل انها تم حلها ودمجها مع الجيش والقوى الامنية لم يتم حلها ولم تدمج وهي من مارست الانتهاكات والجرائم والقتل على الهوية في الساحل السوري..

انشاء جيش جديد مسألة فيها نظر وتحدي كبير يصعب تحقيقه..للاسف حتى الضباط الذين انشقوا عن جيش النظام السابق تنظر لهم الدولة الجديد بريبة وشك لهذا لم تستفد منهم ولم تتواصل معهم للاستفادة من خبراتهم في بناء الجيش الجديد.،بل اعتمدت في بناء الجيش على افراد الفصائل المسلحة وجلهم من من المسجلين على قوائم الإرهاب وبخاصة قادة تلك الفصائل التي تنسب لهم عشرات الجرائم الإرهابية.

اضف تعليق