q

الحروب في العالم كثيرة وتكثر يوما بعد يوم فهي آخر وسيلة لفض النزاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الدول، فيلجأون إلى إعلان الحرب والتفرقة. يستخدمون فيها كافة أنواع الاسلحة والمعدات لتدمير الطرف المقابل وإجباره على القبول بما هو مطلوب منه، وقد تنتهي الحروب باتفاق الأطراف المتنازعة سواء بوساطات من خارج الدولة أو باتفاق المتحاربين لحلول مقبولة لكليهما أو نتيجة لفرض السيطرة كنتيجة حتمية للانتصار، وهي على هذا الأساس لابد وأن تكون لها نهاية محددة مهما طالت تلك الحروب أينما تقع وفي أي وقت تكون آثارها المباشرة على المجتمع الذي تحصل فيه، وأقل منها شدة على المجتمعات المشاركة في حصولها وهي آثار تختلف من مجتمع إلى آخر، لتحضره وتماسكه، وطبيعة نظمه السياسية، وقيمه الاجتماعية، وعوامل أخرى.

ومن هذه الحروب التي يذكرها لنا التاريخ القديم هو الحروب العراقية على مرور الزمن بين المعارك والقتال هنالك أطفال تضيع طفولتهم وتختفي براءتهم مع رائحة البارود والرصاص، أطفال العراقيين هم من أكثر الأطفال مظلومية في العالم العربي جيل بعد جيل، والحروب مستمرة يفقدون الحضن الدافئ حضن الوطن وما يشعره الأطفال في أوطانهم من السعادة والفرح وحق الطفولة محفوظة عندهم.

الطفل العراقي حقوقه محفوظة في الحروب والأكثر حزنا أصبح يخلع ثوب الطفولة المبكرة ويرتدي الزي العسكري ليشارك مع أبيه في الجبهة إذا لم يرتدي ثوب التسول والتشرد. اطفال العراق مازالوا يعانون من آثار الحروب ودمارها الجسدي والنفسي. كما أكدت الدراسات أن هموم أطفال العراق كثيرة بسبب الواقع المؤلم الذي يعيشه البلد بشكل عام وإلى يومنا هذا أي منذ أول الحروب التي حصلت في العراق والطفولة في العراق جزء من هذا الواقع، فهي اليوم تكون تحت وطأة حروب الاحتلال والنزاعات الطائفية والسياسية فقد ضاعت الطفولة بين القتل والإعاقة الجسدية والأمراض النفسية بسبب الخوف والرعب الذي يعيشه يوميا.

وتشير كل التقارير الصادرة واحصائيات اليونيسيف إن حروب العالم قتلت مليون طفل ويتمت مثلهم، وأصابت 4.5 مليون بالإعاقة، وشردت 12 مليون، وعرَّضت 10 ملايين للاكتئاب والصدمات النفسية، الجزء الأكبر من هذه الأرقام يقع في بلدان العرب والمسلمين. أغلبهم أطفال فلسطين والعراق وسوريا واليمن.

إن مأساة إنسانية حرجة يعيشها أطفال العراق الضحايا المظلومين الذين ودعوا الطفولة مع وطنهم بات الحديث عن مطاليبهم حديث الغرباء مع أهل المدينة.

الحروب وآثارها السيئة على نفوس الأطفال، وهي جرائم في ضد الإنسانية، وتزداد بشاعتها عندما يكون أحد الضحايا الأطفال والمحزن انه يستخدمونهم كدروع بشرية هؤلاء الذين هم نوارس الوطن.

أضرار الحرب كثرة منها تهد الاقتصاد القومي وتدمر البنية التحتية للدولة، موت السياحة في الوطن، أضرار عامة في ممتلكات الدولة وخسائر قد لا تعوض. أما أكثر نتائجها تلك التي تلحق بنفوس الصغار وترافقهم طيلة حياتهم هي الحرب النفسية وتأثيرها على الاطفال.

وفي عالمنا العربي يقع الأطفال العراق ضحايا لهذه الحروب، فإن لم يستشهدوا فيها ويموتوا بدون ذنب فإنهم سيتجرعون كأس مراراتها من الحصار والفقدان وخوف الحرب يحفر في ذاكرتهم، ولن يستطيعوا نسيانها مدى أعمارهم، خاصة وهم يشاهدونها صوراً حية تمثل بشاعة القتل بأقسى صوره، خاصة لو طال الموت عزيزاً أو قريباً للطفل.

وإذا كان الكبار يتحملون الصدمات الحربية مع ألمها ومعاناتها، فإن الأطفال على العكس من ذلك، فيتحول المشهد المرعب والمفزع الذي رآه قبل سنوات في بلدة من صفارات الانذار والاسعافات والقذائف والدبابات والرصاص في كل مكان. فعادة نحن لا نعطي اهتماماً كبيراً بالرعاية النفسية والوسائل المطلوبة لاحتواء ردة فعل الصدمات على الأطفال في حين أن غالبية المختصين يؤكدون أن أخطر آثار الحروب هو ما يظهر بشكل ملموس لاحقاً في جيل كامل من الأطفال سيكبر من ينجو منهم وهو يعاني من مشاكل نفسية قد تتراوح خطورتها بقدر استيعاب ووعي الأهل لكيفية مساعدة الطفل على تجاوز المشاهد التي مرت به... ومن الممكن تفادي هذه الحالات فقط إذا تذكر أحدهم الجانب النفسي للطفل في هذه الأوقات العصيبة.

فحسب ما ورد على لسان أحد ممثلي الأمم المتحدة، أكثر من نصف مليون طفل عراقي من الأرجح أنهم سيكونوا بحاجة إلى علاج نفسي من جراء الصدمة النفسية التي تعرضوا لها خلال الحرب.

ويقول كاريل دي روي: "هناك 5.7 مليون طفل عراقي في المدارس الابتدائية ونتوقع أن يحتاج 10% على الأقل من هؤلاء الأطفال إلى علاج نفسي من الصدمات التي تعرضوا لها خلال الحرب".

وقد قام فريق من الخبراء الكنديين في مجالات الصحة والغذاء، وعلم النفس بزيارة للعراق قبيل الحرب لمعاينة أحوال الأطفال وخرجوا بتقرير يحمل عنوان (مسؤوليتنا المشتركة: تأثير الحرب القادمة على أطفال العراق) أوضحوا من خلاله أن أطفال العراق يعيشون حالة من الرعب والخوف من الحرب التي من المتوقع أن يصل عدد ضحاياها من الأطفال إلى عشرات أو مئات الآلاف حيث سيواجهون الموت إما جوعاً أو قتلاً أو يحملون معهم ذكرى الى مدى العمر.

كان الله بعونكم.. أطفال العراق يصرخون.. أطفال العراق يموتون.. العالم لا يسمع ولايرى ولا يتكلم لا نعلم لعلهم نائمون.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق


التعليقات

ورود حسين
كربلاء
صدقتي اطفال العراق من أكثر دول العالم مظلومين من الحرب إلى حرب أعجبني مقالكم شكرا لكم2015-08-27
حسين سالم
فعلا اطفال العراق يصرخون ولكن لااحد يسمع كلهم نائمون صبرا ياأهل العراق أيام وتمضي.احسنتي تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح2015-08-27