من السابق للأوان الآن الجزم بما إذا كانت حركة طالبان لتعود إلى أساليبها القديمة، لتعمل مرة أخرى على تمكين الإرهاب، وما إذا كان الإرهابيون في كل مكان ليتلقوا دَفعة قوية من انتصارهم على الولايات المتحدة وحلفائها. لكن ما نعلمه على وجه اليقين هو أن الإرهاب سيظل سِـمة من سمات عالمنا...
بقلم: ريتشارد هاس
نيويورك ــ يصادف هذا الأسبوع الذكري السنوية العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية التي استهدفت الولايات المتحدة. في ذلك اليوم، سيطر تسعة عشر إرهابيا على أربع طائرات مدنية، فقادوا اثنتين منها لتصدما ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وضربوا بالثالثة مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، وأسقطوا الرابعة على حقل في بنسلفانيا بعد أن منع الركاب جسديا الإرهابيين من الوصول إلى هدفهم، الذي يُـعـتَـقَـد أنه كان في الأغلب البيت الأبيض أو مبنى حكومي أميركي آخر في العاصمة واشنطن.
كان كل الخاطفين من الشرق الأوسط، خمسة عشر من المملكة العربية السعودية وحدها. جميعهم تلقوا تدريبهم في أفغانستان، وأربعة منهم في مدارس طيران أميركية، كجزء من عملية خطط لها ونظمها ونفذها تنظيم القاعدة، الجماعة الإرهابية التي تزعمها أسامة بن لادن. بحلول نهاية اليوم، بلغ عدد القتلى 2977 من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، وتجاوز عدد المصابين 6000 شخص. كان أغلب القتلى والمصابين من الأميركيين، وإن كان مواطنون من أكثر من مائة دولة أخرى فقدوا حياتهم أيضا.
في ذلك الوقت، كان كثيرون يخشون أن تكون أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول إيذانا ببدء عصر يتسم بالإرهاب العالمي. وتأكيدا لهذه المخاوف، تبع ذلك هجمات أخرى دبرها تنظيم القاعدة، بما في ذلك تفجيرات القطارات في مدريد في مارس/آذار 2004، والهجوم على شبكة النقل العام في لندن في يوليو/تموز 2005. علاوة على ذلك، قَـتَـلَ إرهابيون ادعوا الولاء لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) 32 شخصا في مطار بروكسل في مارس/آذار 2016، وشنوا سلسلة من الهجمات الأصغر حجما (غالبا باستخدام مركبات لدهس المشاة). ولكن لم تتعرض الولايات المتحدة أو أي من حلفائها لهجوم آخر بحجم الحادي عشر من سبتمبر ــ أو يقترب منه. لذا، من الضروري أن نسأل: ما هو الفارق الذي أحدثته هجمات الحادي عشر من سبتمبر غير التكاليف المباشرة؟ وكيف تغير التاريخ، إن كان تغير على الإطلاق، نتيجة لهذا؟
قطع التيار عن الإرهاب
هناك العديد من التفسيرات لعدم نجاح الإرهابيين في تنفيذ هجمات كبرى إضافية. مع الغزو الأميركي لأفغانستان، خسر تنظيم القاعدة ملاذه. وطبقت كل حكومة تقريبا في مختلف أنحاء العالم إجراءات فحص وتدقيق جديدة تزيد من صعوبة اكتساب الإرهابيين المحتملين القدرة على الوصول إلى المطارات والطائرات. زادت الدول بشكل كبير من قدراتها الاستخباراتية، والشُـرَطية، والعسكرية المخصصة للحد من المخاطر والتصدي للتهديدات. كما زادت البلدان من التعاون فيما بينها؛ وتُـعَـد مكافحة الإرهاب من المجالات النادرة حيث تكون الحكومات المختلفة في الرأي والتوجهات غالبا راغبة في العمل معا وقادرة على ذلك بدرجة كبيرة.
الآن نشأ أيضا اتفاق واسع الانتشار على ما يشكل إرهابا ــ استخدام القوة المسلحة من جانب أفراد أو جماعات ضد المدنيين لتحقيق أغراض سياسية ــ ودرجة من الدعم لمبدأ مفاده أن الحكومات لا ينبغي لها أن تميز بين الإرهابيين وأولئك الذين يوفرون لهم الملاذ والدعم. لقد ولت في الغالب الأيام عندما كان من الممكن تصوير الأفراد والجماعات التي تمارس القتل من أجل قضيتهم في هيئة رومانسية على أنهم مقاتلون من أجل الحرية.
هذا لا يعني أن الإرهاب لم يستمر في حصد عشرات الآلاف من الأرواح كل عام، بل إن هذا يحدث بكل تأكيد. لكن معظم الهجمات تقريبا وقعت في الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب آسيا كجزء من صراعات مستمرة (أغلبها في العراق، وسوريا، وأفغانستان، وليبيا، والصومال، ونيجيريا، وباكستان، واليمن) في تباين مع أي هجوم منعزل بحجم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول ضد واحدة من القوى الكبرى. لقد أصبح الإرهاب محليا لا مركزيا على نحو متزايد. وهو يتسم الآن أيضا بالمرونة والقدرة على الصمود: فأسر أو قتل زعيم أي منظمة إرهابية لا يعني نهايتها بالضرورة. فقد نجا تنظيم القاعدة على سبيل المثال بعد مقتل بن لادن على يد قوات من العمليات الخاصة الأميركية في باكستان بعد ما يقرب من عشر سنوات من هجوم الحادي عشر من سبتمبر.
ليس من المستغرب إذن أن يستمر الإرهاب، بلا نهاية في الأفق. ولا يجوز استبعاد احتمال وقوع هجمة أخرى بحجم الحادي عشر من سبتمبر، حتى برغم أن حكومة الولايات المتحدة صرحت مؤخرا أن "التهديد الإرهابي الأكثر إلحاحا" الذي يواجه البلاد محلي. على حد تعبير الجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت بعد محاولته الفاشلة لاغتيال رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر في عام 1984، "اليوم لم يحالفنا الحظ، ولكن تذكروا أننا يكفي أن نكون محظوظين مرة واحدة. وأنتم يجب أن يكون الحظ حليفا لكم دائما". مكمن الخطر هنا أن اليوم سيأتي عندما يتمكن الإرهابيون من وضع أيديهم على مواد نووية أو التوصل إلى كيفية تصنيع وتسليم سلاح بيولوجي أو كيميائي. في هذه الحالة قد يصبح الإرهاب سِـمة العصر. ولكن لم يحدث ذلك في الوقت الحالي.
أميركا مُـطـلَـقة العنان
مع كل ذلك، شكلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر نقطة تحول تاريخية، وكان تأثيرها عميقا على السياسة الخارجية الأميركية في العقدين التاليين. ورغم أن الهجمات لم تؤذن حقا بقدوم عصر من الإرهاب العالمي، فإنها أفضت إلى اندلاع ما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب، التي أثرت بشكل عميق على ما فعلته الولايات المتحدة في العالم، وكيف أصبح العالم ينظر إلى الولايات المتحدة، وكيف أصبح العديد من الأميركيين يرون سياسة بلدهم الخارجية.
بدأت الملحمة في أفغانستان. بعد فترة وجيزة من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أعطت الولايات المتحدة حركة طالبان، التي كانت تسيطر على الحكومة الأفغانية في ذلك الوقت، الفرصة للاختيار: فإما أن تسلم قادة تنظيم القاعدة الذين كانوا يعيشون في أفغانستان والمسؤولين عن التخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، أو يعرضون حكمهم للخطر. عندما رفضت حركة طالبان تسليم قادة تنظيم القاعدة، تعاونت الاستخبارات والقوات المسلحة الأميركية مع اتحاد غير منظم من القبائل الأفغانية عُـرِفَ بمسمى التحالف الشمالي للإطاحة بحركة طالبان. وساعدت الولايات المتحدة في تشكيل الحكومة التي خلفت طالبان ونجحت في فرض سيطرتها على معظم أرجاء البلاد.
بيد أن السيطرة لم تكن كاملة أو بلا منازع. فقد فَـرَّ عدد كبير من الأفراد الموالين لحركة طالبان وتنظيم القاعدة إلى باكستان المجاورة، حيث أعادوا بناء قوتهم تدريجيا واستأنفوا العمليات العسكرية ضد الحكومة التي حلت محلهم. من جانبها، لم تفعل الولايات المتحدة ما يكفي لبناء جيش أفغاني، أو الحد من الفساد، أو حرمان حركة طالبان من الملاذ الآمن في باكستان. بدلا من ذلك، زادت من وجودها وعملياتها العسكرية في أفغانستان، وأصبحت في الأساس شريكة للحكومة في حربها الأهلية.
في ذروتها، شارك أكثر من 100 ألف جندي أميركي في الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة في أفغانستان. على مدار عقدين من الزمن، تجاوزت تكلفة العمليات الأميركية 2 تريليون دولار، وأكثر من 2300 أميركي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الأفغان الذين فقدوا حياتهم. كانت هذه الجهود أكبر مما ينبغي وغير كافية في ذات الوقت. فبرغم أن وجود الولايات المتحدة سلب الحكومة الأفغانية قسما كبيرا من شرعيتها وتسبب في توليد المعارضة في الولايات المتحدة، أثبتت حركة طالبان أنها تتمتع بقدرة أكبر على الاحتمال مقارنة بالولايات المتحدة، التي فقدت بحلول عام 2020 إرادة مواصلة القتال الذي كان من الواضح أنه لن يقود إلا إلى طريق مسدود.
كما قادت الحرب العالمية على الإرهاب الولايات المتحدة إلى شن حرب في العراق. السؤال المفتوح هنا هو ما إذا كان الرئيس جورج دبليو بوش ليبدأ تلك الحرب لولا الحادي عشر من سبتمبر. من المؤكد أن الهجمات زادت من ميله إلى الإشارة إلى العالم بأن الولايات المتحدة لم تكن، على حد تعبير الرئيس ريتشارد نيكسون أثناء حرب فيتنام، "عملاقا مثيرا للشفقة لا حول له ولا قوة". وقد جعلت بعض أفراد الإدارة الأميركية (وخاصة نائب الرئيس دِك تشيني) غير راغبين في المجازفة بالسماح بتمكين الإرهابيين من وضع أيديهم على أسلحة الدمار الشامل، التي كان من الـمُـعـتَـقَـد على نطاق واسع أن الزعيم العراقي صَـدّام حسين يمتلكها (وهو ما تبين أنه عار من الصحة). لكن آخرين كانوا راغبين في نشر الديمقراطية في العراق، ومن هناك إلى بقية الشرق الأوسط، على افتراض أن هذا لم يكن محتملا فحسب، بل ومن شأنه أن يقلل بدرجة كبيرة من احتمالية استمرار المنطقة في إنتاج الإرهابيين ودعم الإرهاب.
لم تَـسِـر الحرب، التي أطلقت في مارس/آذار من عام 2003، على النحو المنشود أو المتوقع من قِـبَـل إدارة بوش والعديد من أعضاء الكونجرس (ومنهم السيناتور جو بايدن آنذاك) وكثيرين في مختلف أنحاء البلاد الذين أيدوا الحرب. لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للكثير من الأحداث التالية. نجحت الانتصارات العسكرية الأولية في الإطاحة بالحكومة لكنها سرعان ما أفسحت المجال لاضطرابات عنيفة واسعة الانتشار وحرب أهلية. وتسببت قرارات مثل حل الجيش العراقي وتسريح أفراده واستبعاد العديد من العراقيين الذين كانوا مرتبطين بالنظام السابق من الوظائف الحكومية في تفاقم الوضع الذي كان فوضويا بالفعل. الأمر الأكثر أهمية أن العراق، مثله كمثل أفغانستان، أظهر حدود ما يمكن إنجازه بالقوة العسكرية بتكلفة معقولة في غضون فترة زمنية معقولة.
في النهاية، اضطرت الولايات المتحدة إلى زيادة وجودها العسكري إلى ما يقرب من 170 ألف جندي لدعم الحكومة المحاصرة في بغداد. وقد تحقق قدر من الاستقرار، ولكن بتكلفة باهظة. أنفقت الولايات المتحدة هناك قدر ما أنفقته في أفغانستان على الأقل، لكن بتكلفة بشرية أعلى: أكثر من 4000 جندي أميركي قتيل، وأضعاف هذا العدد من المصابين، ومعدلات انتحار متزايدة الارتفاع بين القوات الأميركية (في كل من العراق وأفغانستان). ولا يضم هذا المجموع المتعاقدين من القطاع الخاص والضحايا من العراقيين، الذين تتباين تقديرات أعدادهم بشكل كبير لكنها لا تقل بكل تأكيد عن عدة مئات من الآلاف.
كما أضعفت الحرب في العراق الولايات المتحدة بطرق أخرى. لم يظهر قَـط أي دليل على تورط العراق في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وقد تضررت سمعة أميركا بدرجة أكبر عندما تبين أن السبب المنطقي المعلن لشن حرب في غياب الدعم من جانب الأمم المتحدة ــ إزالة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها صَـدّام ــ لا أساس له في الواقع. ثم جاءت صور الجنود الأميركيين وهم يسيئون معاملة السجناء العراقيين لتزيد من تشويه سمعة البلاد. فضلا عن ذلك، كان انخراط العراق في حرب أهلية يعني تمكين إيران من الظهور كأقوى دولة في المنطقة (أو واحدة من اثنتين إذا أضفنا إسرائيل). منذ اندلعت الحرب زادت إيران من نفوذها على العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان.
كما تبين أن العراق وأفغانستان يمثلان مصدر تشتيت استراتيجي رئيسي. فبينما كانت الولايات المتحدة متورطة بشكل عميق في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، المنطقتين اللتين كانتا تفتقران إلى وجود أي قوة عظمى أو دينامية اقتصادية، تحرك التوازن الجيوسياسي ضد الولايات المتحدة في كل من أوروبا وشرق آسيا بفضل ظهور روسيا الأكثر عدوانية والصين الأكثر قدرة وحزما. لم تنجح الحرب العالمية على الإرهاب، ولم يكن بوسعها أن تنجح، في توفير بوصلة للكيفية التي ينبغي لسياسة الولايات المتحدة الخارجية أن تتعامل بها مع تنافس القوى العظمى المتجدد.
العالم بلا مَـرسى
خلفت الحروب التي دارت رُحاها في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر أيضا عواقب محلية كبيرة على الولايات المتحدة. فقد زعزعت ثقة الدولة التي خرجت من الحرب الباردة بتفوق غير مسبوق تاريخيا للقوة وحطمت الوحدة الوطنية التي ظهرت على السطح في أعقاب الهجمات مباشرة. علاوة على ذلك تسببت تكاليفها وإخفاقاتها في تحفيز معارضة الدور العالمي الأميركي الكبير المستمر، مما أدى إلى ظهور ميل جديد نحو الانعزالية. على نحو مماثل، تسبب الدفع باتجاه الحرب، جنبا إلى جنب مع الأزمة المالية العالمية في الفترة 2007-2009 وتداعياتها الاقتصادية، في تقويض إيمان الأميركيين بالنخب بقوة، الأمر الذي حفز صعود المشاعر الشعبوية، التي ساعدت بين أمور أخرى في تمهيد الطريق إلى رئاسة دونالد ترمب. لقد أصبحت الولايات المتحدة اليوم أشد انقساما من أي وقت مضى في الداخل ومتزايدة العزوف عن تنفيذ ذلك النوع من السياسة الخارجية النشطة التي كانت سمتها المميزة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي عادت بقدر عظيم من الفوائد، في مجمل الأمر، على الأميركيين وكثيرين غيرهم.
بالتأمل في أحداث الماضي، يمكننا الآن أن نرى بوضوح أن يوم الحادي عشر من سبتمبر حمل معه نذيرا بما سيأتي: انحسار عولمة الإرهاب وتَـعاظُـم إرهاب العولمة. نقلت الهجمات رسالة مفادها أن المسافات والحدود لا تشكل أهمية تُـذكَر في عصر العولمة. فالقليل يظل محليا لفترة طويلة، سواء كنا نتحدث عن إرهابيين ولِدوا في الشرق الأوسط وتلقوا تدريبهم في أفغانستان، أو التأثيرات المترتبة على الأزمة المالية العالمية التي تعود أصولها إلى سوء الإدارة المالية الأميركية. نحن الآن نعيش جميعا مع فيروس وبائي قتل ملايين البشر منذ ظهر في وسط الصين في ديسمبر/كانون الأول من عام 2019. ومن الواضح أن الحرائق، وموجات الجفاف، والفيضانات، والعواصف، وموجات الحر التي تجتاح قسما كبيرا من العالم هي في حقيقة الأمر نتيجة لتغير المناخ، الذي يُـعَـد في حد ذاته الأثر التراكمي لأنشطة بشرية تسببت في تركيز كميات لا يمكن احتمالها من غازات الانحباس الحراري الكوكبي التي تحتجز الحرارة داخل الغلاف الجوي.
لقد انتهى العصر الذي أطلقته الأحداث في أفغانستان إلى حيث بدأ، حيث يصادف الذكرى السنوية العشرين للأحداث في أفغانستان. قبل عشرين عاما، أطيح بطالبان من السلطة بسرعة؛ وفي الأسابيع الأخيرة استعادت السلطة بذات السرعة. من السابق للأوان الآن الجزم بما إذا كانت حركة طالبان لتعود إلى أساليبها القديمة، لتعمل مرة أخرى على تمكين الإرهاب، وما إذا كان الإرهابيون في كل مكان ليتلقوا دَفعة قوية من انتصارهم على الولايات المتحدة وحلفائها. لكن ما نعلمه على وجه اليقين هو أن الإرهاب سيظل سِـمة من سمات عالمنا. لن يحدد لنا الإرهاب هيئة المستقبل، لكنه سيظل يشكل جانبا مرئيا من جوانب العولمة.
اضف تعليق