داعش على اعتاب الخليج، هكذا يبدو موقع هذا التنظيم الارهابي في المستقبل القريب، نظرا للتطورات الامنية المتلاحقة التي حدثت في الآونة الاخيرة من تفجير مساجد للمسلمين وخاصة الشيعة منهم، فضلا عن توفر البيئة الخصبة من المتشددين نتيجة غزارة الخطابات الدينية المؤدلجة بالفكر التكفيري المتطرف داخل معظم دول الخليج وخاصة السعودية والكويت.
إذ يرى بعض المحللين أن تنظيم داعش يحاول التوسع نحو دول الخليج، والبحث عن ملاذات جديدة له، سيما وان التوجه صوب الخليج قد يشكل انطلاقة جديدة تسهم في كسب المزيد من المقاتلين المتشددين لصالحه، الى جانب الاهداف الاقتصادية لداعش بجمع المال من خلال الاستيلاء على الثروة النفطية في الخليج, ولا يوجد اثرى من اراضي الخليج بإنتاج النفط الذي تذوقت داعش ماله بعد ان سيطرت على بعض المنابع في العراق وسوريا، لذا امر دعا اليه زعيم التنظيم الاجرامي، ابو بكر البغدادي، بالتوجه نحو السعودية، كمحطة رئيسية، بعد ان تعرض التنظيم الى ضربات قاسية في العراق وسوريا، لذا يجمع اغلب المحللين ان السعودية والخليج باتت الهدف التالي لداعش.
فيما يرى بعض المحللين ان هجوم الاخير على مسجد في الكويت يكشف نقاط ضعف استغلها تنظيم داعش الارهابي، وان مهارة التنظيم في استغلال نقاط الضعف برسائله العنيفة المتشددة واستقطاب المتطرفين التكفيريين ولا سيما الشباب من السعودية كما هو الحال مع منفذ التفجير في جامعة الامام الصادق مؤخرا الذي كان من الجنسية السعودية، وأثار هذا التفجير الاجرامي المخاوف بشأن عدد الشبان السعوديين الراغبين في السفر لمهاجمة الشيعة في الدول الخليجية الصغيرة وتنفيذ تهديد داعش بتصعيد العنف في شهر رمضان.
ويخشى المراقبون أن يكون هذا نموذجا لتفجيرات في المستقبل في الدول الخليجية الغنية بموارد الطاقة الخلايا التي تشكل ملاذا للإرهابين الى جانب تجنيد المتطرفين منهم التي غسلت ادمغتهم بالخطابات الطائفية التكفيرية، ومن بين الهجمات الثلاثة اثنان في السعودية وواحد في الكويت يبدو أن هجوم الكويت كان أكثر الهجمات تنسيقا وتوجيها من قبل شبكة المتشددين قياسا بسرعة داعش في تأكيد دورها وربما بصلات الأفراد الذين قيل إن لهم دورا فيه.
بينما يقول محللون آخرون تبين هجمات متطورة دبرها فرع لتنظيم داعش الارهابي في السعودية أن وجود التنظيم في المملكة أكثر رسوخا من التقديرات السابقة وأن مشكلة التشدد الارهابي التي تواجهها الرياض باقية.
وإذا تحول الأمر إلى حملة متواصلة من جانب المتشددين فقد يقوض ذلك الاستقرار في السعودية أكبر دول العالم تصديرا للنفط ومهد الاسلام وهي من الدول العربية الكبرى القليلة التي تجنبت ما هز المنطقة من اضطرابات سياسية وهجمات ارهابية.
ويرى بعض الخبراء في شؤون الارهاب انه على الرغم من أن مشكلة التشدد في السعودية أبعد ما تكون عن التفرد -إذ انضم الشبان من دول من مختلف أنحاء العالم إلى صفوف المتشددين- فالمملكة تحظى بقدر أكبر من الاهتمام من أي دولة أخرى لأنها مركز للفكر الإسلامي المحافظ، فقد لعب السعوديون دورا بارزا في ظهور الحركات الجهادية الحديثة فكان منهم رجال الدين والمقاتلين والممولين للجماعات الاسلامية حول العالم، وينحدر بعض قادة التنظيم المتشدد من الخليج. ودعت ولاية نجد فرع التنظيم في السعودية إلى إخلاء شبه الجزيرة العربية خاصة السعودية كبرى دول المنطقة من الشيعة.
لذا بات وجود داعش في بلدان الخليج التي حولت خطاباتها الدينية المؤدلجة قاطنيها الى متطرفين اسلاميين يماثلون داعش في الفكر جعلها منبع تجنيد مهم وربما مستقر لها ايضا, فداعش تأمل بالحصول على قاعدة ارضية ذو طبيعة متعاطفة معها وقابلة لوجودها, ولا يوجد افضل من المجتمعات التي مثلت منبع للفكر الذي اقيمت داعش على اساسه.
لذا بات خطر داعش يشكل أهمية كبرى لدى دول الخليج، وذلك اثر الهجمات الاخيرة، فضلا عن التطرف المحلي، فداعش بلا شك اصبحت اول منظمة ارهابية تهدف الى مسك ارض، وما تتعرض له من تزلزل لسلطانها على ما سيطرت عليه في العراق وسوريا جعلها ربما تفكر في توسعة نفوذها نحو اراض اخرى.
وعليه تظهر المعطيات انفة الذكر ان تتوجه ماكنة داعش الارهابية نحو السعودية ودول الخليج نظرا لفعالية الارهاب ورغبة تمدده اليها، فربما تشهد الأوضاع السياسية والأمنية السعودية والخليج هجمات جديدة، قد تزعزعها داخليا وخارجيا، خصوصا وان تنظيم داعش اثبت ان تصرفاته غير متوقعة ومتعددة الاجندة.
بؤر داعش في الخليج
في سياق متصل حينما وصل رجل سعودي إلى الكويت لتنفيذ أخطر هجوم للمتشددين في هذا البلد كانت تنتظره سترة ناسفة وملابس عربية على النمط الكويتي ومكان للتحضير وسيارة وسائق لنقله إلى هدفه، ومصدر أمني ووسائل الإعلام الكويتية إنه كان بين الذين اتصل بهم فهد سليمان عبد المحسن القباع حينما حطت الطائرة التي تقله بعد رحلة ليلية مرت خلالها بالبحرين شخص له صلة عائلية بتنظيم الدولة الإسلامية وآخر له صلات بهجمات القاعدة في الكويت قبل ذلك بعشرة أعوام.
وبعد ذلك بساعات سجَّلت كاميرات المراقبة الشاب وهو يدخل مسجد الإمام الصادق وقد انتفخ جسمه بسبب السترة الناسفة المخبأة تحت ملابسه، وتوقف قليلا ليتأمل الرجال الشيعة الألفين وهم سجود في الصلاة ثم فجر عبوته.
وكان توقيت دخوله المسجد علامة أخرى على الاهتمام بالتفاصيل والدقائق من جانب الفريق الداعم للهجوم والذي نسق فيما يبدو الدعاية حول الهجوم، وكان مقتل 27 شخصا أكثر هجمات المتشددين دموية في الكويت وأشد الهجمات فتكا في أي من الدول الست أعضاء مجلس التعاون الخليج منذ التفجيرات التي وقعت في الرياض وأودت بحياة 35 شخصا في بداية حملة تنظيم القاعدة في السعودية في مايو آيار عام 2003. بحسب رويترز.
قال أيمن دين العضو السابق في تنظيم القاعدة الذي يدير الآن شركة للاستشارات الأمنية مقرها الخليج إن خلايا الدولة الإسلامية تشكل "خطرا أكثر مرونة" سيكون تعقبها أصعب من تعقب الذين نشرهم تنظيم القاعدة في حملة بين عامي 2003 و2006.
ويرجع هذا في جانب منه إلى انتشار نظم الرسائل المشفرة وهو ما يمكن المجموعات المتفرقة للمتشددين من توجيههم من الخارج أما القاعدة في السعودية في الأعوام 2003-2006 فكانت تدار بشكل مركزي ولذلك كان من السهل اختراقها، وكان تفجير واحدا من ثلاث هجمات على المدنيين في ثلاث قارات في ذلك اليوم لاقت إدانة من شتى أنحاء العالم وكان الهجومان الآخران في تونس وفرنسا ووقع بعد مرور عام على اليوم الذي أعلن فيه تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة الخلافة.
وقال مصدر مطلع على التحقيقات الأمريكية في الهجوم إن القباع ينظر إليه على أنها عضو خطير في الفرع السعودي لتنظيم الدولة الإسلامية، ويفحص المسؤولون الكويتيون لقطات كاميرات المراقبة في مخفر النويصيب الحدودي الذي أُحضِرت من خلاله السترة الناسفة من المملكة، وبعد ساعات من الهجوم أعلنت "ولاية نجد" فرع التنظيم المتشدد مسؤوليتها وبعد ذلك بوقت قصير أذيع تسجيل صوتي للقباع بعد مقتله. وأعلنت ولاية نجد أيضا مسؤوليتها عن تفجيرين لاثنين من مساجد الشيعة في السعودية.
وترسم مقالة عن القباع من منطقة القصيم في نجد نشرتها صحيفة الحياة المملوكة لسعوديين صورة لشاب تسرب من الكلية ووحيد يدافع عن قضايا المتشددين، وقالت الحياة في تقرير لم يمكن التأكد من صحته من مصدر مستقل إن القباع شارك في مظاهرات تطالب بالإفراج عن أشخاص يشتبه بأنهم متشددون يحتجزهم أمن الدولة وهي احتجاجات نادرة في المملكة، وقالت الحياة إن مشاركا آخر في مثل هذه التجمعات هو صالح القشعمي وهو شاب عمره 20 عاما مسؤول عن تفجير انتحاري أودى بحياة 21 شخصا في الطائف الشهر الماضي، وللرجلين كليهما أقارب في السجون السعودية متهمون بالإرهاب والتحريض.
وأضافت صحيفة الحياة قولها إن القباع قام بمحاولات فاشلة للسفر للانضمام إلى جماعات متشددة في العراق وسوريا وفقا لروايات أقاربه الذين تحدثوا إلى الصحيفة. وقالت انه ليس له أصدقاء كثيرون وكان من عادته قضاء ساعات طوال أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به، وقالت صحيفة القبس الكويتية إن خمسة أشخاص يشتبه بتورطهم في الهجوم أحيلوا إلى المدعي العام. واضافت ان الخمسة اعترفوا بتلقي تمويل من الخارج لشن هجمات على أماكن العبادة.
الخطر ينبع من السعودية
من جهته قال توماس هيجهامر مؤلف كتاب (الجهاد في السعودية) "أي دولة تشهد تفجيرين كبيرين متعاقبين تواجه مشكلة. فليس من المفترض أن يحدث هذا ولذلك فمن الواضح أن هناك شبكة جديدة لا تسيطر عليها أجهزة المخابرات بالكامل"، وقد استهدفت الهجمات أعضاء من الأقلية الشيعية ورجال شرطة ووافدين غربيين وهي تمثل أخطر تهديد من جانب المتشددين داخل المملكة منذ وضعت حدا لحملة شنها تنظيم القاعدة بين عامي 2003 و2006.
وقبل شهر قالت وزارة الداخلية التي يتولاها الأمير محمد إنها أحبطت محاولة لتهريب مواد شديدة الانفجار إلى السعودية من البحرين. لكن دبلوماسيا في الخليج قال إن هذا الاكتشاف تم عن طريق الصدفة موحيا بأن شحنات أخرى ربما تكون قد وجدت طريقها إلى داخل البلاد.
ويختلف المذهب الوهابي السائد في السعودية اليوم عن فكر تنظيم الدولة الاسلامية في تحريم الخروج على الحاكم في الحكومات التي تعتبرها مشروعة وفي معارضة الاعتداء على غير المسلمين في أغلب الظروف.
وقد ندد كبار رجال الدين في السعودية بالمتشددين ووصفوهم بأنهم ضلوا السبيل لكنهم مازالوا يرفضون الاعتراف بأن أغلب الشيعة من المسلمين أو يتبرأون من تعاليم أصحاب الفكر الوهابي السابقين الذين ينادون بالجهاد الدائم ضد الكفار والمشركين.
وأعلن تنظيم يسمي نفسه ولاية نجد - أي فرع تنظيم الدولة الاسلامية - المسؤولية عن الهجمات على مساجد شيعية في المنطقة الشرقية يومي 22 و29 مايو ايار.
ورغم أن عددا من المعتقلين من نجد بمن فيهم قائد في تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الزلفي حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية فإن قائمة 16 مشتبها في التفجيرات نشرتها وزارة الداخلية تضمنت أسماء تنتمي لقبائل من مختلف أنحاء المملكة.
وامتنعت الوزارة عن إصدار تعليقات لهذا التقرير لكنها تصف المتشددين بأنهم يمثلون تهديدا للمملكة وأعلنت تفاصيل جهودها للتصدي للفكر الجهادي بالإضافة إلى احتجاز من تحوم شبهات التشدد حوله.
وقد اعتقلت قوات الأمن مئات المشتبه بهم في السنوات الأخيرة كان كثيرون منهم يعتزمون السفر إلى العراق وسوريا للجهاد أو لتشجيع آخرين ومساعدتهم على السفر من أجل الجهاد، وقال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز في مارس آذار إن 2284 سعوديا انضموا لجماعات متشددة في سوريا منذ بدء الصراع عام 2011 من بينهم 645 شخصا عادوا للمملكة ونحو 570 قضوا نحبهم، وأضاف أن عدد السعوديين المسافرين إلى سوريا انخفض فيما يبدو بعد صدور مرسوم ملكي في مارس آذار عام 2014 يقضي بعقوبات بالسجن لفترات طويلة على من يحاول القتال في الخارج.
غير أن أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة على رأس الدولة الاسلامية حث السعوديين في سبتمبر ايلول الماضي على عدم السفر للانضمام إلى صفوف المقاتلين في سوريا والعراق وطالبهم بدلا من ذلك بالبقاء في بلادهم والقتال في سبيل الدولة الاسلامية. ويبدو أن أنصاره قد فعلوا ذلك.
مسؤول روسي يدعو الرياض لـ"الصلاة" من أجل بقاء الأسد
من جهة أخرى دعا نائب أمين مجلس الأمن الروسي، يفغيني لوكيانوف، السعودية وباقي دول الخليج إلى إدراك أنها ستكون الهدف التالي للمجموعات الإرهابية في حال انهيار الدولة في سوريا، وطالبها بـ"الصلاة" لأجل بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في منصبه.
وقال لوكيانوف، في تصريح للصحفيين خلال زيارته مدينة أولان أودي الروسية إنه "ينبغي على دول منطقة الخليج وخاصة السعودية أن تصلي من أجل الرئيس بشار الأسد لأن سوريا باتت المعقل الأخير الذي يحمي أمنهم وسلامتهم وإذا ما انهارت الدولة فيها فستكون السعودية ودول الخليج الأخرى الهدف التالي لتنظيم داعش الإرهابي". بحسب السي ان ان.
وأضاف لوكيانوف، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية عن وسائل إعلام روسية، إن عدد السعوديين في تنظيم داعش يقترب من خمسة آلاف شخص مضيفا: "عندما ستنتهي المرحلة النشطة من المواجهة سيعودون بالطبع إلى بلدانهم ويفعلون الأمر الوحيد الذي يعرفونه وهو قتل الناس"، وأوضح لوكيانوف أن تنظيم داعش يتصرف بطريقة مختلفة عن تنظيم القاعدة فهو لا يقوم بمجرد أعمال إرهابية ويفجر عبوات ويهرب بل يحتل أراض ويبني فيها هياكل سلطوية، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك اي بلد في مأمن من الأعمال الإرهابية التي ينفذها التنظيم، وأكد لوكيانوف حرص روسيا على تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة مع سوريا بشأن توريد الأسلحة إليها وقال "إننا نورد هذه الأسلحة بموجب ما تم توقيعه في وقت سابق من عقود" على حد تعبيره.
الخليجيون العرب يتزايدون في صفوف داعش
وفيما يلي تفاصيل عن مقاتلين من دول خليجية عربية في التنظيم وهجمات أعلن مسؤوليته عنها في الآونة الأخيرة بشبه الجزيرة العربية وملحوظة بشأن تمويل المتشددين. بحسب رويترز.
* خليجيون عرب في قيادات التنظيم
تركي البنعلي: هو من مملكة البحرين التي يحكمها السنة وهو منظر بارز لفكر الدولة الإسلامية وله دور نشط في عملية التجنيد. وهو يشجب بقوة منتقدي التنظيم من المسلمين ويدافع عنه كدولة. وبعد قليل من إعلان التنظيم قيام "خلافة" مقرها العراق وسوريا قبل عام أصدر مكتوبا يحث فيه المسلمين على مناصرة القضية. وجاء في سيرة عن حياته كتبها أحد مريديه أن البنعلي -وهو في الثلاثين من العمر تقريبا- ممنوع من دخول عدة دول خليجية وكذلك مصر.
محمد إموازي: يقول مسؤولون غربيون إنه "جون الجهادي" منفذ الإعدامات الأشهر في التنظيم. ولد في الكويت لكنه انتقل إلى بريطانيا عندما كان في السادسة من عمره ونال فيما بعد درجة علمية في برمجة الكمبيوتر من جامعة وستمينستر. يقال إنه الملثم المسلح بسكين مسلط على رقاب رهائن غربيين مثل جيمس فولي وستيفن سوتلوف. وينتمي إموازي إلى فئة البدون في الكويت أي الذين لا يحملون جنسية ويصل عددهم إلى عشرات الآلاف في البلاد. وقال محام وكله والد إموازي إن المسؤولين الغربيين لم يقدموا دليلا يثبت أنه هو "جون الجهادي".
بندر الشعلان: ضابط سابق في أجهزة الأمن السعودية وساعد في هيكلة التنظيم وتشجيع علماء الدين على تأييده. وتشير سلسلة تسريبات أطلقها شخص يقول إنه يقاتل في صفوف التنظيم في سوريا على موقع تويتر ولم يتم التحقق منها إلى قيام الشعلان بدور مهم عندما تفرقت السبل بين الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا إذ حث شخصيات جهادية في الخليج على مبايعة الدولة الإسلامية والتبرع لها.
عمر "أبو بكر" القحطاني: داعية سعودي اختير ليكون أحد قيادات التنظيم الثلاثة الرئيسية المسؤولة عن الأمور الشرعية.
عثمان آل نازح العسيري: سعودي سافر للقتال في سوريا عام 2013 وهو من الأصوات البارزة التي دافعت عن الانضمام إلى الدولة الإسلامية أثناء خلافها مع جبهة النصرة. وردت أنباء بأنه قتل في سوريا في يناير كانون الثاني.
قال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية لرويترز في مارس آذار إن 2284 سعوديا في المجمل انضموا إلى جماعات متشددة في سوريا منذ بدء الصراع عام 2011 وإن 645 منهم عادوا إلى المملكة وقتل نحو 570 آخرين.
* تمويل المتشددين
تشتبه الولايات المتحدة بأن جانبا من تمويل تنظيم الدولة الإسلامية يأتي من تبرعات خاصة من أثرياء خليجيين. وقال ديفيد كوهين وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية في كلمة ألقاها في مارس آذار 2014 إن الكويت "هي مركز جمع التبرعات للجماعات الإرهابية في سوريا." وقال في كلمة ألقاها في أكتوبر تشرين الأول 2014 إن تنظيم الدولة الإسلامية لا يعتمد كثيرا على شبكات التبرعات الخارجية لكنه "يحتفظ بصلات مهمة مع ممولين في الخليج".
* الأيديولوجية
تختلف المدرسة الوهابية السنية المتشددة في السعودية عن فكر الدولة الإسلامية إذ أنها تحرم التمرد على الحكومات التي تعتبرها شرعية وتعارض شن هجمات على غير المسلمين في معظم الظروف. ويصف كبار رجال الدين في السعودية المتشددين بأنهم "أصحاب فكر ضال" لكن معظمهم لا يعتبرون الشيعة مسلمين بحق كما يرفضون نبذ أفكار الوهابيين الأوائل التي تدعو للجهاد ضد الزنادقة والكفار.
* هجمات في السعودية
استهدفت الهجمات أبناء الأقلية الشيعية ورجال الشرطة وغربيين في المملكة وتمثل أخطر تهديد للمتشددين في السعودية منذ أنهت البلاد حملة على تنظيم القاعدة استمرت من عام 2003 إلى عام 2006.
وقتل 24 شخصا في تفجيرين انتحاريين على مسجدين للشيعة بالمنطقة الشرقية في السعودية في مايو أيار. ونفذ التفجيرين متشددان سعوديان وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنهما.
وقع التفجير الأول في قرية القديح يوم 22 مايو أيار وقتل فيه 21 مصليا وأصيب قرابة مئة في أدمى هجمات المتشددين في المملكة منذ سنوات.
وفي يوم الجمعة التالي فجر انتحاري إسلامي يرتدي نقابا نفسه داخل مسجد للشيعة بمدينة الدمام فقتل معه ثلاثة آخرين، وقالت وزارة الداخلية إن هناك ما يدل على وجود صلة بين زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي وخلية للمتشددين في السعودية كان مفجر القديح ينتمي إليها.
وقال المتحدث باسم الداخلية السعودية بسام عطية في مايو أيار إن أحد أتباع البغدادي نسق مع خمسة سعوديين محتجزين الآن في السعودية وينتمون إلى نفس الخلية التي ينتمي إليها المفجر الانتحاري صالح بن عبد الرحمن صالح القشعمي.
* هجمات في الكويت
قتل انتحاري 27 شخصا عندما فجر نفسه داخل مسجد للشيعة في مدينة الكويت يوم 26 يونيو حزيران في أعنف هجوم يشنه المتشددون في هذه الدولة الخليجية، وقالت الكويت إن منفذ التفجير سعودي يدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع.
وذكر تقرير سنوي لوزارة الخارجية الأمريكية بشأن الإرهاب صدر هذا الشهر أن الكويت أحبطت عدة محاولات قامت بها الدولة الإسلامية لتنفيذ تفجيرات في 2014 وعززت دفاعاتها الحدودية في مواجهة تسلل متشددين في العراق.
وفي ديسمبر كانون الأول 2014 اعتقلت الكويت خلية من 12 شخصا بينهم ضابطا شرطة سابقان بتهمة التخطيط لتفجيرات تستهدف مدنيين وأهدافا حكومية، وقالت وزارة الداخلية الكويتية في مايو أيار إن سبعة أفراد في خلية مرتبطة بالدولة الإسلامية اعتقلوا في مايو أيار لسعيهم لتنفيذ هجمات طائفية.
اضف تعليق