q
لم يعد استخدام السم في الاغتيال السياسي أو في تصفية المعارضين مجرد اغتيال، وإنما جزء من حرب بالسلاح البيولوجي، ويوضح البروفيسور (مانفريد غرين)، مدير مركز الإرهاب البيولوجي، أن \"بالإمكان أحداث تأثير واسع جداً حتى إن جرت إصابة عدد محدود من الناس، فالرعب يسيطر على الناس بسبب انعدام اليقين والخشية من إمكانية أن يتعرضوا هم أنفسهم للعدوى بالمرض القاتل\"...

لم يعد استخدام السم في الاغتيال السياسي أو في تصفية المعارضين مجرد اغتيال، وإنما جزء من حرب بالسلاح البيولوجي، ويوضح البروفيسور (مانفريد غرين)، مدير مركز الإرهاب البيولوجي، أن "بالإمكان أحداث تأثير واسع جداً حتى إن جرت إصابة عدد محدود من الناس، فالرعب يسيطر على الناس بسبب انعدام اليقين والخشية من إمكانية أن يتعرضوا هم أنفسهم للعدوى بالمرض القاتل"، وحسب البروفيسور (غرين)، فان السموم يمكنها أن تكون مواد كيماوية أو مواد بيولوجية جرثومية تلوثية ووبائية مثل: الجمرة الخبيثة، الابولا، الجدري، الكوليرا أو السموم التي تبث عبر مصادر المياه والجو، وفي معظم الدول فإن المسؤولية عن إنتاج السموم المستخدمة كأسلحة كيماوية أو بيولوجية تقع على أجهزة الأمن أو وزارة الدفاع.

في 15 يناير 1959 استخدم الروس الخبرات والمواد التي أنتجها مشروع (بيوفرفرات) الروسي لتصفية المعارضين السياسيين ومنهم المنشق الأوكراني (ستيفان باندرا) الذي وجد أمام بيته في ميونيخ يتخبط في بركة دم، وبعد عامين فرّ القاتل إلى الغرب واعترف انه نفّذ عملية القتل بأمر من المخابرات السوفيتية، معترفاً أنه رش على وجه (باندرا) "حمض بروسي" يطلق سموما تنتج السيانيد.

وقد انتج هذا السم المختبر رقم (12) الذي تأسس في العشرينيات، وبعد الحرب العالمية الثانية تحوّل المختبر إلى إنتاج سمّ من اجل اغتيال (جوزيف تيتو) الزعيم اليوغسلافي، وبالفعل جرى إنتاج بودرة بهدف رشها على (تيتو)، ولكن في اللحظة الأخيرة لم يصادق (ستالين) على العملية، كما انتج هذا المختبر عام 1978 مادة (الريتسين) وقد جرى استخدام هذه المادة في تسميم (جورجي ماركوف) في سبتمبر 1978 في لندن، ورغم الفحوصات التي أُجريت له قبل موته لم يكتشف الأطباء السموم، ولكنه أبلغ عن أن أحداً كان قد أصابه بطريق الخطأ بطرف مظلته، كذلك لم يكتشف الأطباء في باريس سبب موت منشق بلغاري روى هو الآخر أن أحداً طعنه بمظلة، وبعد فحص ثانٍ تبين وجود بقايا سم (ريتسين) في جسده.

وفي الولايات المتحدة هناك وحدة تعمل بإمرة وكالة الاستخبارات المركزية وقاد هذه الوحدة (ويليام باتريك)، وضمت الوحدة اكثر من (100) مهندس وفني وعالم بهدف تحويل فطريات وبكتيريا وأمراض وسموم إلى أسلحة، وفي مقابلة مع (هآرتس) عام 1998 قال (باتريك): إنه شارك ضمن الأبحاث في الإشراف على ومراقبة اختبار جرى في المحيط الهادي، حيث ألقيت قنبلة بيولوجية على زوارق تحمل قروداً وحيوانات اختبار أخرى، وكانت النتيجة مريعة؛ إذ إن نصف الحيوانات التي أُصيبت في القصف ماتت بعد آلام مضنية، مضيفاً: "حسبنا حينها أننا أنجزنا عملاً وطنياً" ومثل البرنامج السوفيتي سعى البرنامج الأميركي لتطوير سلاح بيولوجي قادر على التدمير الشامل، وعلى قتل إنسان بمفرده وفي عام 1969 أمر الرئيس (ريتشارد نيكسون) بوقف المشروع الأميركي.

أشهر انواع السموم

1-البوتوكس

أحد المواد التجميلية التي أصبحت مستخدمة بكثرة الآن، وهي حقن تحتوي على مادة تسمى البوتوكس ويتم من خلالها حقن الشفاه، أو حقن الوجه ورفع الخدود وإزالة التجاعيد من الجسم، ويستخدمها النجوم بكثرة لإزالة آثار العجز والتجاعيد، ويمكن أن يسبب البوتوكس أضرار بالغة وتسمم بعد تناول اللحوم وقتها يحدث للإنسان تسمم ويبدأ تدريجيا في آلام شديدة وعدم القدرة على التنفس.

2-غاز أول أكسيد الكربون

من الغازات المستخدمة بكثرة في الثورات والحروب، والتي تسبب اختناق وعدم القدرة على الرؤية والتعب والألم الشديد، وهي مادة سامة خانقة تضر بالإنسان بشدة وقد تسبب عمى أو تسبب موت الإنسان نتيجة الاختناق إذا لم يبتعد عنها في الحال.

3-السيانيد

من السموم التي تضر بالإنسان كثيرا وهي أحد الغازات التي تنتقل إلى الإنسان من خلال تواجدها في بعض الأطعمة وخاصتا الفواكه، حيث أنها تسبب ضعف عضلة القلب وعدم القدرة على التنفس بسبب قيامه بالدخول عبر الدم ومنع وصول الأكسجين للقلب والجسم كله، مما يتسبب في تسمم الإنسان وموته في الحال.

4-الريسين

أحد المواد التي توجد في زيت الخروع والتي تدمر الإنسان، وتتسبب في موته إذا تم استنشاقه، لذلك يجب البعد عنه تماما فقد يكون زيت الخروع مفيد جدا، ولكن هذه المادة يستخدمها بعض الأشخاص في جرائم القتل وأصبحت منتشرة بكثرة في الوقت الحالي نتيجة لتعدد أشكال الإجرام، وهو من المواد الخطيرة التي تسبب أضرار بالغة للإنسان أولها القيء والإسهال وعدم القدرة على الحركة وآلام في المعدة والبطن بشدة.

5-الزرنيخ

أحد السموم التي يمكن استخدامها في قتل الضحايا والتي بالفعل تم استخدامها بكثرة، وهو ينتشر في العديد من الأطعمة، وطعمه مر ولكن لا يمكن تميز طعمه وسط الطعام أو الشراب، ويتم حدوث العديد من الأعراض كالإسهال والقيء وآلام شديدة في الجسم بأكمله ثم الاختناق في النهاية نتيجة لهذه المادة السامة.

6-فطر الذباب

هو نوع أيضا من السموم التي تدمر الإنسان وتدمر الكلى والكبد، فقد لا يموت الإنسان ولكنه يعيش في آلام شديدة جدا ويظل طوال حياته يتألم إلى أن يجد علاجا له.

7-فطر مخدر

من المواد السامة التي تستخدم لتخدير الإنسان لبعض الوقت، وقد يدخل في بعض الأحيان في أدوية المهدئات، وهو من المواد الخطيرة التي تحتوي على إحدى المواد السامة التي تضر بالإنسان، وهو يعتبر من المخدرات التي غير مصرح بزراعتها وقد استخدم في الشاي كمهدئ ولكنه سام جدا.

8-الحمض الأزرق

أحد النباتات التي يتم زراعتها والتي أثبتت فاعليته وقدرته على قتل العديد من الأشخاص بأقل كمية منه، فهو من المواد السامة جدا والتي يجب منع زراعتها، كما أن هناك الكثير من الفواكه التي تدخل فيها هذه الأحماض، وهو يعتبر من المواد الهامة التي تنتقل إلى دم الإنسان وتسبب مشاكل كثيرة به وتسبب ضيق التنفس وأضرار كثيرة بالإنسان وتسمم في النهاية.

9-أكونتين

هذه المادة تعتبر من أهم المواد السامة جدا والتي تسبب أضرار كثيرة جدا وهو يسبب ضيق في التنفس ويسبب أيضا شلل في الجهاز التنفسي، كما أنها تسبب قيء وآلام وأضرار خطيرة جدا، وهي من المواد التي تسبب ضعف الجهاز التنفسي.

10-البولونيوم

من المواد التي تعتبر مشعة جدا، وهي تضر بالإنسان بشدة نتيجة استنشاقها، وتعتبر هذه المواد التي وجدت في الأعماق والتي تم أكتشافها بالصدفة أثناء الحفر، وهي تعتبر من الصخور التي تم إيجادها وأكتشف العلماء أنها عملت على إصابة البعض بتساقط في الشعر وتدمير جميع وظائف الكلى والجهاز الهضمي والتسبب في موت الإنسان بعد ذلك.

11-أتروبين

هي إحدى النباتات السامة التي تم إيجادها وهي ضارة جدا بالإنسان، على الرغم من جمالها، وهي تشبه الزهرة إلا أنها إحدى المواد المخدرة التي يقوم بعض المدمنين بتناولها، ويقوم بعض المجرمين باستخدامها لتكون إحدى النباتات المخدرة التي يتعاطاها المجرمين لتكون مخدرة لهم، ويعيشون في جو مختلف تماما عن الذي يعيشون فيه، وهي تسبب لهم هلوسة ورعشة، وهي مثل باقي المخدرات إذا تم تناول كمية كبيرة منها فهي تسبب الموت في الحال.

12-الأكونيت

أعراضه تكون حمرة اللسان والفم والحلق وارتعاشات للشفتين والعضلات المحيطة بها وزيادة إفراز اللعاب وانتقال الرعشة إلى الأطراف، ويأتي الموت بعد تناوله من نصف ساعة إلى ست ساعات، وفى مذكراته شهادتي للأجيال يقول الوزير الأسبق حلمي السعيد الذى كلفه الرئيس جمال عبدالناصر في التحقيق في قضية انحرافات المخابرات، أنه سأل صلاح نصر رئيس المخابرات عن استيراد الجهاز لسم "الأكونيت" الذى يستخرج من نبات اسمه "خانق الذئب"، فأجاب أنه تم استيراده لكبار القيادات في حالة الهزيمة لأنها تحدث قتلا فوريا وبدون ألم، ورد الرئيس عبدالناصر بغضب (مش أنا اللي أنتحر)، لكن المشير عامر أخذ واحدة منها ووجدوا مكان لصقها على فخديه.

13-الديوكس

استخدمته الكتلة الشرقية قبل انهيارها ويفقد ضحيته الإحساس، ويستخدم في العمليات التي لا يريد أصحابها الكشف عنها جنائيا.

أخطر أنواع السموم للقتل البطيء

تراب الماس

إحدى أنواع السموم التي اشتهرت في الكثير من الروايات والقصص القديمة، ذلك النوع من السم الذي يعد من أخطر الأنواع على وجه الإطلاق، فقد أثبتت الدراسات العلمية التي تدور حول تراب الماس بأن جرام واحد منه يكفي لأن يقضي على حياة الشخص، وتعد من أهم مواصفاته كونه لا يشتمل على رائحة، بالإضافة إلى كونه عديم في لونه وأيضا فالأعراض التي ترتبط به تعد معروفة ولكنها لا تظهر على الشخص المسمم بشكل سريع بل تظهر بعد فترة وذلك حسب ما تم ذكره في الروايات التي اختصت بتراب الماس، فتشكل خطورة تراب الماس بأن ابتلاعه يؤدي إلى تكوين شظايا نارية تكونت بفعل القناة الهضمية، تلك التي يصل تأثيرها إلى العمود الفقري مما يودي بحياة الشخص كما أنه يشعر بالآلم شديدة للغاية.

فعلى الرغم من أن تراب الماس لم يقوم بالقضاء على الشخص بشكل مباشر إلا بعد فترة تصل إلى ستة أشهر وأيضا فيظهر على الشخص المصاب بالتسمم بعض من الأعراض إلا أن تلك الأعراض لم يستطيع الأطباء تحديد السبب الرئيسي لها، بالإضافة إلى عدم تمكنهم من إنقاذ حياة الشخص، فقد تكون العمليات الجراحية من ضمن الأمور الرئيسية التي تتمكن الاستعانة بها لإنقاذ حياة الأشخاص في حالت أصابتهم بأمراض عدة إلا في تلك الحالة فتلك الشظايا النارية التي تصيب الشخص لم تتمكن من التخلص منها من خلال تلك العمليات فكل تلك الأمور وأكثر من ذلك تدل على شدة الخطورة التي اشتمل عليها تراب الماس مما جعل الكثيرين يستعينوا به في عصور النهضة الأوربية لتخلص من الأعداء من خلال عمليات الاغتيال، وذلك ما ذكره التاريخ بشكل موضح.

السم القاتل سجل روسيا في اغتيال المنشقين

قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية: يبدو أن أجهزة الاستخبارات الروسية تنشط بشكل متزايد في استهداف السياسيين والجواسيس المنشقين بالقتل بالمواد السامة، وإن محاولة اغتيال الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال بلندن كانت آخر حلقة في مسلسل الاغتيالات.

وأوضحت أن استخدام أحد العوامل العصبية عالي السمية لا يمكن أن يتم إلا من قبل أجهزة أمن الدول، وأن روسيا ليست وحدها التي تستخدمه ضد أعدائها؛ ففي العام الماضي اغتال عملاء كوريا الشمالية الأخ غير الشقيق للرئيس الكوري الشمالي كيم أونغ-أون بعنصر "في أكس"، وفي 1997 حاول الإسرائيليون اغتيال المسؤول السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان بجرعة قاتلة من الفينتالين ومع ذلك، فإن قائمة الرجال والنساء الذين استهدفتهم الاستخبارات الروسية تضم عددا أكبر من أي دولة أخرى.

أشهر المغتالين

1-الجاسوس الروسي المنشق أليكساندر ليتفينينكو ببريطانيا عام 2006، عندما دُس له البولونيوم-210 عالي الإشعاع في الشاي.

2-هرب ليتفينينكو من روسيا عام 2000، بعد أن أصبح أحد أبرز منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجهزة الاستخبارات الروسية، وألف كتابا يتهم الاستخبارات الروسية بالتآمر في تفجير الشقق الذي حمّل بوتين مسؤوليته للمعارضين الشيشانيين.

3-ونجا المنشق السياسي فلاديمير كارا-مرزا من محاولتي اغتيال: الأولى عندما سقط مريضا فجأة عام 2015 خلال اجتماع وأُصيب بتسارع في نبضه وتعرق وقيء وفقدان للوعي، وأبلغه الأطباء بأنه سُمم. وفي 2017 حدث الشيء نفسه وبالطريقة نفسها، وأبلغه الأطباء بأنه لن ينجو إذا حدثت محاولة ثالثة.

4-في سبتمبر/أيلول 1978 كان السياسي البلغاري المنشق جورجي ماركوف ينتظر الحافلة بالقرب من جسر ووترلو بلندن عندما وخزه رجل بمظلة شمسية في رجله وسقط لتوه مريضا وأُدخل المستشفى ورأس هذه المظلة كان يحمل حبيبات محشوة بسم الريسين، الذي يوصف بأنه "جد السموم الروسية".

5-ماركوف انشق في 1968 وبدأ يعمل في إذاعة غربية، وكان في طريقه إلى مكتبه بمقر هيئة الإذاعة البريطانية عندما قتله عميل يُعتقد بأنه يعمل لصالح المخابرات السرية البلغارية بمساعدة من الاستخبارات الروسية آنذاك.

6-في 2002، فتح المقاتل العربي بالشيشان سمير صالح عبد الله الملقب "بخطاب" رسالة تحتوي على جرعة قاتلة من غاز السارين أو أحد مشتقاته يُرجح أنها وضعت بواسطة عملاء الكرملين ، لأن الاستخبارات الروسية أعلنت عقب وقت قصير من اغتياله أن "خطاب" قُتل في عملية خاصة.

7-في ذروة الانتخابات الرئاسية بأوكرانيا عام 2004، شعر المرشح الأبرز فيكتور ياشينكو الموالي للغرب فجأة بأنه مريض واختفى من المنافسة الانتخابية، وعندما ظهر من جديد كان وجهه مشوها نتيجة لما وصفه أطباؤه بأنها جرعة شبه قاتلة من مادة الديوكسين وكانت أصابع الاتهام ولا تزال تشير إلى الاستخبارات الروسية والأوكرانية.

8-في لندن نوفمبر/تشرين الثاني 2012، بدأ رجل الأعمال الروسي أليكساندر بيريبيليشني يركض كالعادة بفناء مسكنه المترف طلبا للرياضة، وبعد أن ركض لأقل من مئة متر سقط ميتا.

9-بيريبيليشني سلم محققين سويسريين في قضية تزوير كبيرة في صندوق استثمار متورطة بها السلطات الروسية دليلا يثبت التهم على بعض المتهمين، وبينما ظلت ملابسات القتل غير واضحة، فإن محققين عثروا على بقايا من زهرة الياسمين الأصفر السامة النادرة "جلسيميوم" في معدة بيريبيليشني.

10-المحامية الروسية المدافعة عن حقوق الإنسان كارينا موسكالينكو في 2008 من ستراسبورغ لحضور تجربة لاختبار اغتيال أحد عملائها الشهيرين، وهي الصحفية آنا بوليتكوفسكايا وتأجل سفر المحامية إلى موسكو بعد أن شعرت بصداع حاد ودوار غريب، وعثرت المحامية وزوجها سريعا بعد ذلك على حبيبات من سائل معدني "يُرجح أنه زئبق" أسفل أحد مقاعد السيارة.

أشهر الاغتيالات بغاز الأعصاب

أثارت إصابة الجاسوس البريطاني سيرجي سكريبال (66 عاما)، بغازٍ سام ردودَ أفعالٍ واسعة على المستوي الدولي، في محاولة هي الاولي لاستخدام السلاح الكيماوي في شوارع بريطانيا

كان يُعتقد أن سيرجي سكريبال، عميل مزدوج، لكنه أُدين في روسيا عام 2006، بتهمة كشف أسرار الدولة الروسية لبريطانيا، ثم لجأ إلى بريطانيا في صفقة تبادل الجواسيس، وهو ما يعزز أن تكون روسيا من أمرت باغتياله.

وأكد "مارك رولي" رئيس التحقيقات في مكافحة الإرهاب البريطاني، أن الخبراء حددوا غاز الأعصاب المستخدم والذي سيساعد في كشف مصدر عملية الإغتيال، لكن الشرطة البريطانية تُخفي الكثير من المعلومات حول القضية لتجنب إبعاد المشتبهين المحتملين بحسب ترجيح صحيفة "ميرور" البريطانية.

خطورة غاز الأعصاب

تتداخل سموم الغاز مع الجهاز العصبي المركزي، مما تسبب في أن يصبح الجسم أثقل من اللازم، وتطورت تركيبات الغاز لكنها في الغالب تعمل بنفس الطريقة، وتتداخل مع نقل النبضات العصبية بحسب الدكتور سيمون كوتون من جامعة برمنغهام وتؤدي الإصابة بغازات الأعصاب لتشنجات وتوقف لعضلة القلب وصعوبة التنفس، ويظهر المصاب تماماً كالحشرات المصابة بمبيد حشري غازات الأعصاب شديدة السمية، ولا تتطلب سوي كمية ضئيلة جداً لعملية اغتيال ناجحة، وفي ثوانٍ لا تتخطي 60 ثانية.

اغتيالات بغاز الأعصاب

كان هجوم مترو الانفاق في طوكيو عام 1995، من أشهر الإغتيالات بغاز الأعصاب، والذي راح ضحيته 12 قتيلاً واتهمت الولايات المتحدة الأمريكية كوريا الشمالية باغتيال "كيم جونغ نام" الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي "كيم كونج اون" في مطار كوالا لامبور العام الماضي.

وقُتل أكثر من 75 شخصاً، بينهم 20 طفلاً، في سوريا العام الماضي بقنبلة كيماوية في ريف "إدلب"، بغاز الأعصاب السام "السارين" عديم اللون والرائحة، بحسب الصحيفة.

وتختلف طرق الإغتيال، فيمكن الإصابة بجرعات الغاز عبر الرذاذ في الهواء وعندها يصبح الأمر كارثة، وفي هجوم طوكيو تم استخدام اكياس بلاسيكية محكمة الغلق، ليتم ثقبها وتسريب الغاز داخل قطار مترو الانفاق، أما في حالة الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، فتم استخدام قطعة من القماش ملوثة بالغاز.

جنوب أفريقيا وتصفية المعارضين

تفوقت جنوب أفريقيا على الولايات المتحدة في تطوير السموم في الثمانينيات، وزاد نظام التفرقة في جنوب أفريقيا من استخدام السموم من دون قيود، ووصلت معظم هذه العمليات حدّ الجنون، ووقعت من دون ريب تحت وصف "جرائم ضد البشرية"، ولم يتم الكشف عن أبعاد هذه الخطة إلا بعد انهيار نظام الأبرتهايد، وقد حظي الدكتور (ووتر باسون) بلقب "الدكتور موت" الذي أشرف في مطلع الثمانينيات على خطة بيولوجية سرية تهدف إلى إنتاج سموم، جراثيم وأمراض لإزالة معارضي النظام.

في الميدان السياسي اعتبرت هذه الخطة وسيلة للحفاظ على النظام، وأُضيفت إلى ذلك مبررات أخلاقية ذات صبغة دينية، كما أثبتت الوقائع لا حقاً أن النظام العنصري تآمر لتصفية معارضيه باستخدام شوكولا مسمومة وسموم مسكرة وتحت إشراف "الدكتور موت" كما أنتج "أدوية" لتقليل خصوبة النساء السود لتقليص التكاثر.

إسرائيل الرائدة

أحد اقتراحات تنفيذ حرب بيولوجية قبل قيام الدولة العبرية وهي مرتبطة بمحاولة الشاعر المحارب ضد النازية (أبا كوفنر) الانتقام من الألمان، وطرح (كوفنر) فكرة لتسميم مصادر المياه في عدد من المدن الألمانية والتسبب بمقتل ستة ملايين ألماني، وكتبت البروفيسورة (دينا بورات) في كتابها البيوغرافي عن (كوفنر) أنه تسلم السّم من أعضاء في منظمة الهاجاناه، الأخوين (إفرايم وأهرون كتسير) اللذين كانا طالبين في قسم علم الميكروبات في الجامعة العبرية في القدس، وروى (كوفنر) لهما أنه بحاجة إلى السم من أجل تسميم رجال (إس إس) المعتقلين في معسكرات الأسرى، وأخفى عنهما خطته الأصلية.

والأخوان (كاتسير) غدوا بعد سنوات قليلة من أبرز علماء معهد زيف الذي تحول إلى معهد وايزمان وسلاح العلوم في الجيش الإسرائيلي، ذهبا إلى مخزن القسم وأخذا من هناك كمية من السم، أما منظمة الهاجاناه، التي كانت على علم بالخطة، فقد وفرت (لكوفنر) وثائق مزورة لجندي في اللواء اليهودي، وسافر من ميناء حيفا على متن سفينة بريطانية حملت جنوداً لقضاء إجازاتهم، وعند اقتراب السفينة من الرسو في ميناء طولون في فرنسا ارتاب البريطانيون في (كوفنر)، واكتشفوا أن الوثائق التي يحملها مزورة، وتمكن قبل اعتقاله من إلقاء السم الذي كان موضوعاً في معجون أسنان وعلب طعام محفوظ في البحر.

وشكل معهد زيف وسلاح العلوم المكان الأول لتنشئة وتطوير أقسام واسعة من البنية العلمية والتكنولوجية لإسرائيل، والتي عملت جزئياً في خدمة المؤسسة الأمنية، وبحسب ما نشر فإن مركز الأبحاث في ميادين الحرب الكيماوية والبيولوجية يقع في المعهد البيولوجي في (نيس تسيونا)، وهذا المعهد هو أحد المؤسسات الأشد سرية في إسرائيل، ويتبع مباشرة لرئاسة الحكومة وليس لوزارة الصحة.

وكانت الخشية من كشف الأبحاث السرية التي تجري في المعهد أحد الأسباب للحظر الشامل الذي فرضه المسؤولون عن الأمن في (الشاباك) بتأييد من المحكمة التي حظرت نشر أي نبأ عن محاكمة للبروفيسور (ابراهام ماركوس كلينغبرغ) الذي كان نائباً للمدير العام في المعهد، واعتقل عام 1983، وأُدين بتهمة التجسس لمصلحة الاتحاد السوفيتي.

وقام علماء المعهد البيولوجي وبينهم (كلينغبرغ)، في الخمسينيات بأبحاث حول وسائل منع انتشار أمراض معدية مثل القوباء الحلقية والسل، وفي السنوات الأخيرة أُجريت في المعهد أبحاث تأسست بناء عليها نظرية الحماية التي تستخدمها إسرائيل في مواجهة الحرب البيولوجية والكيماوية.

مركز النبأ الوثائقي يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية
للاشتراك والاتصال [email protected]
او عبر صفحتنا في الفيسبوك (مركز النبأ لوثائقي)

........................................
المصادر
-موقع نوافذ
-فورين بوليسي
-موقع مجهول
-بوابة فيتو
-اليوم السابع
-جريدة اللواء
-موقع مصراوي

اضف تعليق