هناك سر ما يقف وراء انجذاب بعض الفتيات الصغيرات نحو الرجال الذين يميلون الى العنف، او يحملون علامات العنف في سلوكهم وحتى في وجوههم، فقد أرجع بعض المختصين بعلم النفس والاجتماع والعنف هذه الحالة التي ظهرت بين اوساط نسائية في اوربا مؤخرا، الى مشاكل نفسية، تدفع الفتاة الصغير للتعلق برجل عنيف الشكل والهيئة والسلوك، وبدلا من أن تكون هذه السمات دافعا لابتعاد الفتاة الصغيرة الناعمة، يحدث العكس فتكون اكثر قربا من رموز العنف، بسبب عقد نفسية ربما تكون مستعصية في بعض الحالات، فضلا عن الاساليب المخاتلة التي تعتمدها التنظيمات الارهابية، لكي تستدرج النساء عموما والفتيات الصغيرات ايضا، وكلنا نتذكر (موجة جهاد النكاح)، وكيف روجت له تنظيمات داعش، وكيف تم التغرير بنساء وفتيات، من اجل تحقيق الرغبات الجنسية تحت إلحاح الهوس الجنسي لأفراد التنظيمات الارهابية، كما تؤكد ذلك شواهد كثيرة من بينها عناصر ارهابيون ادلوا بمثل هذه المعلومات لوسائل اعلام مختلفة.
وفي هذا السياق لا تزال قضية الفتيات الثلاث اللواتي غادرن بريطانيا بهدف الانضمام إلى تنظيم داعش تشغل الصحافة البريطانية. ففي صحيفة الإندبندنت نطالع تحليلا لسبب انجذاب النساء للرجال الذي يمثلون رمزا للعنف، من تشي غيفارا وموسوليني إلى رجال داعش. إذ تقول كاتبة المقال ياسمين البهائي براون إن بعض الفتيات الصغار ينجذبن إلى القضية التي يمثلها رجال يتبنون مبدأ العنف، وتورد الكاتبة بعض الأمثلة عن فتيات التحقن بالمقاتلين في فيتنام للدفاع عن بلادهن في الحروب التي اجتاحتها، وكذلك فتيات صغار السن التحقن بالثوار في كوبا. بحسب البي بي سي. وتتساءل الكاتبة فيما إذا كانت تلك الفتيات يدركن جوهر القضية التي قدمن حياتهن من أجلها. وتنسب الى الكاتبة كارين كامبويرث في كتابها "النساء والحركات الفدائية" القول إن الفتيات ربما كن يبحثن عن عائلات بديلة مختلفة وبدء حياة جديدة.
كذلك هناك بعض الفتيات ممن ينجذبن إلى السياسة المتطرفة والرجال العنيفين، حيث أن الروح الجماعية والجاذبية المغناطيسية لنمط من الرجال تثير الهرمونات الأنثوية، وتستشهد الكاتبة بقصيدة لسيلفيا بلاث بعنوان "أبي " موجهة لوالدها الألماني تقول فيها "كل امرأة تعشق فاشيا، الحذاء في الوجه، والقلب المتوحش لوحش مثلك".
رموز العنف التاريخيين
وفي بريطانيا كان الفاشي أوزوولد موسلي في ثلاثينيات القرن الماضي شخصية ذات سطوة، وكتبت الشاعرة جون بوند قصيدة تمجده، ثم تزوج فتاة أرستقراطية، وأقيم حفل الزفاف في صالون جوزيف غوبلز، وكان أدولف هتلر الضيف الثاني.
وكان لموسوليني عدد كبير من العشيقات، كان بعضهن يصف بفخر الألم الذي كن يتعرضن له معه، كذلك كان الكثير من الفتيات الصغيرات يلتحقن بمعسكرات فاشية ونازية، وحين النظر الى صورهن البريئة وملامح التفاؤل التي تشع من وجوههن يستغرب المرء كيف يتورطن في هذا، وهو نفس الشعور الذي يخالجنا حين نتأمل في صور الفتيات الصغيرات اللواتي يلتحقن بتنظيم داعش.
تناقش افتتاحية صحيفة الديلي تلغراف التي تحمل العنوان أعلاه دور جهاز الأمن البريطاني MI5 في إمكانية الحيلولة دون سفر فتيات بريطانيات إلى سوريا للالتحاق بتنظيم داعش.
تقول الصحيفة إن الفتيات البريطانيات الثلاث اللواتي سافرن مؤخرا واللواتي تشغل قضية سفرهن عائلاتهن والرأي العام كن على صلة مع صديقة تدعى أقصى محمود، كانت قد سبقتهن بالالتحاق بتنظيم الدولة.
ويتضح من الافتتاحية أن عائلة الفتاة ابلغت الشرطة بنشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن محامي العائلة أوضح أن جهاز الأمن البريطاني MI5 كان يراقب نشاطاتها، وإذا كان هذا هو الحال فمن الصعب فهم كيف لم يتمكن من إعاقة تنظيمها لثلاث فتيات أخريات.
وتقول الصحيفة إنه من الصعب الاقتناع بأن أجهزة الأمن لم تراقب رسائل الفتاة التي تقوم بنشاط مرتبط بتنظيم إرهابي.
هناك حاجة لتفويض قانوني لأجهزة الأمن لمراقبة الرسائل الإلكترونية ونشاطات الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن في حال تعاون الأهل مع الجهاز وإبلاغ الأجهزة عن نشاط ابنتهم، فكيف يعقل أنها استطاعت إقناع ثلاث فتيات بالالتحاق التنظيم؟ أين كان جهاز الأمن؟ تتساءل الصحيفة في افتتاحيتها.
عناصر داعش والجنس
قال أبو ابراهيم الرقاوي، الناشط الذي ساعد بتأسيس مجموعة "الرقة تذبح بصمت،" التي تعنى بتسجيل تجاوزات تنظيم داعش في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" في المدينة، إن عناصر التنظيم مهووسون بالجنس.
وتابع الرقاوي في تصريح حصري لـCNN: "بعض عناصر داعش لديه زوجتان أو أكثر ومع ذلك يحاول البحث وإيجاد عبيد من فتيات الطائفة الأيزيدية."
وأضاف: "إن الرقة أشبه بسجن كبير، النساء دون سن الـ45 لا يُسمح لهن بمغادرة المدينة.. في الوقت الذي تم تسجيل 270 حالة زواج قسري أجبرت فيه فتيات بالزواج من عناصر التنظيم."
وأشار الناشط: "خسرت حياتي، لا مستقبل لي، لا أملك شيئا ولا أريد ذلك لي أو لمدينتي، والظروف تدفعني للقيام بذلك.. أنا لا أريد الشهرة، ونحن نحاول إنقاذ مدينتنا.. خلال الشهرين الماضيين قُتل 40 شخصا على الأقل في الرقة على خلفية تهم مثل القتال بصفوف الجيش السوري الحر أو لكون الشخص مثلي الجنس أو اتهامات بقتل الآخرين.. إن كنت ناشطا في مدينة الرقة فإن ذلك سيقودك إلى الموت."
حياة بومدين.. رمز جديد
حياة بومدين، زوجة الإرهابي أحمدي كوليبالي الذي ارتكب جريمة المتجر اليهودي في باريس في كانون الثاني/ يناير الفائت، تخرج عن صمتها وتجري مقابلة بالفرنسية مع مجلة يعتقد أنها تابعة لتنظيم "داعش".
المطلوبة رقم واحد بالنسبة للشرطة الفرنسية، حياة بومدين، زوجة الإرهابي أحمدي كوليبالي الذي قتل في عملية المتجر اليهودي في باريس في التاسع من كانون الثاني/ يناير 2015، تخرج عن صمتها وتعطي مقابلة لمجلة "دار الإسلام" الناطقة بالفرنسية والتابعة بشكل شبه رسمي لتنظيم داعش. بحسب فرانس برس.
حياة بومدين، المشتبه بسفرها من فرنسا إلى سوريا قبل أيام من الاعتداءات التي هزت العاصمة الفرنسية الشهر الماضي، شغلت مقابلتها صفحتين من صفحات المجلة الجهادية الإلكترونية.
المقابلة لم تشر مرة واحدة إلى حياة بومدين باسمها، فهي الأخت زوجة "الأخ أبو بصير عبد الله الأفريقي"، الاسم الحركي لأحمدي كوليباني المسؤول عن جريمة المتجر اليهودي في باريس التي "باركها" تنظيم داعش.
نشرت مجلة يديرها تنظيم داعش مقابلة مع فرنسية قالت إنها أرملة أحمدي كوليبالي الذي احتجز رهائن في باريس قبل مقتله وذلك في أول اعتراف رسمي بأن الفرنسية حياة بومدين توجد في منطقة يسيطر عليها التنظيم الذي هيمن على مناطق واسعة في سوريا والعراق. بحسب رويترز.
وبدأت فرنسا عملية بحث عن بومدين (26 عاما) بعد أن اقتحمت الشرطة متجرا يهوديا احتجز
الشرطة البريطانية تبحث عن ثلاث فتيات توجهن إلى سوريا
أطلقت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا اليوم الجمعة، نداء تطلب فيه المساعدة لإيجاد ثلاث فتيات، اثنتان منهما دون سن 16 عاما، يمكن أن يكن قد ذهبن إلى سوريا للجهاد.
أطلقت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية الجمعة، نداء غير مسبوق للعثور على ثلاث فتيات يعتقد أنهن توجهن إلى سوريا للانضمام إلى الجهاديين في إطار ما قالت الشرطة إنه "توجه آخذ في الازدياد". بحسب فرانس برس.
وقال ريتشارد والتون رئيس قيادة شرطة مكافحة الإرهاب إنه "قلق بشدة" حيال مصير الفتيات، وكانت شميما بيغوم (15 عاما) وخديجة سلطانة (17 عاما) وفتاة ثالثة (15 عاما) لم يكشف عن إسمها بناء على طلب عائلتها، غادرن منازلهن في لندن الثلاثاء وتوجهن بالطائرة إلى إسطنبول.
وتعتقد الشرطة أن الفتيات، وهن صديقات مقربات، يدرسن في أكاديمية بيثنال غرين في شرق لندن، فعلن مثلما فعلت إحدى صديقاتهن التي فرت للانضمام إلى تنظيم داعش في كانون الأول/ديسمبر.
وقال والتون إن "العديد من الجماعات في سوريا تشجع الشباب والشبان والفتيات للانضمام إليها"، وأضاف "بشكل عام فإن الفئات الأضعف هي التي يتم إغواؤها ولكن من الواضح أن هؤلاء الفتيات لم يكن من الفئات الضعيفة.. حدث شيء ما أدى إلى اعتقادهن أن التوجه إلى سوريا فكرة جيدة".
وتعتقد الشرطة أن الفتيات الثلاث حصلن على الدعم في التخطيط للرحلة لكنها لا تعرف مقدار ذلك الدعم وما إذا كن حصلن على التمويل، ويعتقد أن نحو 550 امرأة غربية توجهن إلى العراق وسوريا للانضمام إلى الجهاديين.
وأظهرت دراسة أجريت الشهر الماضي أنه رغم منع الفتيات من المشاركة في القتال إلا أنهن ناشطات في الدعاية الإعلامية لقضية الجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي ويتولين التجنيد ويشجعن حتى على شن هجمات في الخارج.
تفكيك شبكة في اسبانيا
اعلنت اسبانيا تفكيك شبكة لتجنيد شابات لحساب تنظيم داعش خصوصا عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك واوقفت اربعة اشخاص بينهم اثنان في جيب مليلية الاسباني في المغرب، واكدت وزارة الداخلية في بيان ان الشخصين الموقوفين في مليلية "هما المسؤولان عن انشاء وادارة منصات عدة على الانترنت تستخدم لبث كل انواع المواد الدعائية" وخصوصا لتنظيم داعش. بحسب فرانس برس.
واضافت الوزارة في بيانها "هم يركزون ضمن استراتيجية المجموعة الارهابية داعش (تنظيم داعش) على تجنيد نساء ينتهي بهن المطاف بعد عملية اعدادهن بالانضمام الى هذه المجموعة الارهابية في مناطق النزاع".
وتابعت ان الذين يقومون بعمليات التجنيد كانوا ينظمون ايضا "اجتماعات خاصة في منازل" لتجنيد متطوعين، مضيفا ان "بعض هؤلاء الشبان بدأوا الاستعدادات" للتوجه الى مناطق نزاع لكن بدون ان تذكر عددهم.
وقال المصدر نفسه ان "احد الموقوفين كان يدير مجموعة افتراضية تحرر مواد دعائية" للدولة الاسلامية وكان لديه "اكثر من الف مشترك وتأثير كبير في بعض مناطق اسبانيا حيث يوجد نسبة كبيرة من المتشددين".
وتابع انه "كان لديه على فيسبوك ايضا عددا كبيرا من المشتركين خارج اسبانيا وبالتحديد في اميركا اللاتينية ودول اخرى مثل بلجيكا وفرنسا وباكستان والمغرب والسعودية والولايات المتحدة وتركيا وتونس".
ويحاول الحرس المدني تحديد العلاقة التي تربط بين هذين الشخصين وموقوفين آخرين اثنين في منطقتي جيرونا وبرشلونة شمال شرق البلاد.
وقال البيان ان احد هذين المشبوهين "كان وصف نفسه في ريبورتاج لشبكة سي ان ان بالمتعاطف مع داعش"، معتبرا انه "يشكل نموذجا ماليا للذين يتحركون بمفردهم بعد انتقاله من هضم الدعاية المؤيدة للارهاب الى النشاط الدعوي المكثف".
وقد فككت اسبانيا شبكات عدة من هذا النوع في الاشهر الاخيرة بخاصة في جيبي مليلية وسبتة الاسبانيين في المغرب، اللذين يعتبران الحدود البرية الوحيدة بين اوروبا وافريقيا.
وتقدر السلطات بنحو مئة عدد الاسبان الذين انضموا الى صفوف "الميليشيات الجهادية" في العراق او في سوريا، وهو عدد ضئيل نسبيا قياسا الى مئات الفرنسيين والبريطانيين والالمان الذين ذهبوا للقتال في صفوف الجهاديين.
اما المغرب الذي عزز تشريعه لمكافحة الارهاب في الاونة الاخيرة، فلا يخفي قلقه ازاء الظاهرة فيما انضم اكثر من الفي مغربي بمن فيهم الذين يحملون جنسيتين الى جماعات مثل تنظيم داعش.
"الجهاد الأنثوي" سلاح "بوكو حرام" الجديد
باتت الهجمات الانتحارية التي تنفذها الفتيات في شمال نيجيريا ظاهرة آخذة في الازدياد. ورغم أنه لا تتبناها أي جهة في غالب الأحيان، فهي تحمل توقيع جماعة "بوكو حرام" المتطرفة. ففي 22 من الشهر الحالي، فجرت طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات نفسها فقتلت سبعة أشخاص بمدينة بوتيسكوم، شمال شرق نيجيريا. وقبلها بأسبوع، نفذت انتحارية عملية أخرى مماثلة في محطة حافلات في داماتورو، الواقعة أيضا في الشمال، وكانت حصيلتها سبعة قتلى وعشرات الجرحى. وفي 10 كانون الثاني/ يناير، فجرت فتاة تبلغ 10 أعوام نفسها بسوق بمدينة داماتورو وأوقعت 20 قتيلا و18 جريحا. بحسب فرانس برس.
وتبدو هذه القائمة مرشحة لأن تطول، فقد صارت النساء سلاح الحرب الجديد لجماعة بوكو حرام. كل أسبوع تقريبا تقوم نساء، وأغلبهن في سن الطفولة أو المراهقة، بزرع الموت، ويعود أول هجوم نفذته امرأة إلى 8 حزيران/يونيو 2014 في ولاية غومبي وتضاعف منذ ذلك الوقت عدد الهجمات من هذا النوع والتي يبدو أنها صارت الإستراتيجية الجديدة للجماعة المتطرفة.
يقول إيمانويل إيغاه، مدير شركة "فوبوس إنترناشيونال" الاستشارية والمختص في نيجيريا "كنا نتوقع أن يكون استخدام النساء في القتال مؤقتا لكنه أصبح إستراتيجية لدى جماعة بوكو حرام لزعزعة الأمن" ويضيف "فالنساء على ما يبدو لا يجلبن انتباه الجيش ورجال الأمن".
النساء يرتدين الحجاب في أغلب ولايات شمال نيجيريا حيث يتم تطبيق الشريعة الإسلامية، وبالتالي يمكن أن يخفين بسهولة القنابل، ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قتلت امرأتان 45 شخصا في سوق مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو. وكانت إحداهما، وهي تبلغ من العمر 20 عاما، أخفت القنبلة في ظهرها متظاهرة بأنها تحمل طفلا، كما هي العادة في نيجيريا.
إن كانت ظاهرة مشاركة المرأة في القتال ليست جديدة، فإن استخدامها كقنابل بشرية تعتبر ظاهرة فريدة. فتواجدت انتحاريات في صفوف "نمور التاميل" في سيرلنكا وفي معارك الانفصاليين من حزب العمال الكردستاني في تركيا وفي النزاع في الشيشان حيث هاجمت "الأرامل السود" المصالح الروسية في القوقاز انتقاما لموت أفراد من أسرهن. لكن يبقى الهجوم الانتحاري في أغلب الأحيان من فعل الرجال.
أما "في أفريقيا فهي ظاهرة فريدة "، هذا ما تؤكده فاطمة لاحنيت، الباحثة في معهد "فن الحكم" وصاحبة تقرير"النساء الانتحاريات أو الجهاد الأنثوي"، والتي شاركت النساء في الحملة التي قامت بها جبة التحرير الوطني خلال معركة الجزائر سنة 1950.
وفي أوغندا وجنوب أفريقيا وسيراليون وقع استخدام النساء أيضا كأدوات للترهيب، إلا أنهن كن مقاتلات خططن لمعارك تهدف للتحرير، ما هو مختلف في نيجيريا.
كيف يمكن أن نتخيل أن طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات لم تكن مجبرة على تفجير نفسها، أو أنه لم يقع تفجيرها عن بعد؟، بين هذه القنابل البشرية يوجد الكثير من أطفال الشوارع، يتابع إيمانويل إيغاه "إلى جانب الفقر وتعدد الزوجات، يوجد في شمال نيجيريا الكثير من الأطفال الذين لا تستطيع أسرهم رعايتهم. تستقطب هذه الجماعة العديد منهم وتطلب منهم مقابل السكن والأكل مهمات معينة".
شهادات بعض الناجين تفيد من جهة أخرى باحتجاز النساء واستخدامهن قسرا في المعارك. تقول فتاة تبلغ 19 عاما احتجزتها بوكو حرام لثلاثة أشهر عام 2013، وفقا لهيومن رايتس ووتش "لقد طلبوا مني أن أحمل الذخيرة وأستلقي على العشب وسط المعركة، فكانوا يتزودون بالذخائر فيما كان القتال مستمرا". وقد روت هذه الرهينة السابقة أنها تلقت أوامر بذبح أحد عناصر مليشيا أخرى "كنت أرتجف، لم أقدر على فعل ذلك، لكن زوجة قائد المعسكر أخذت مني السكين وقتلته."
في تموز/ يوليو أعلن المتحدث باسم الجيش النيجيري أن جماعة "بوكو حرام" أنشأت فرعا نسائيا يضم المئات. ولهؤلاء الأعضاء حسب إيمانويل إيغاه مهمتان: التجسس واستقطاب زوجات للمقاتلين.
ويمكن اعتبار الدوافع وراء العمليات الانتحارية متعددة، فهناك من النساء من يعتنقن الفكر المتطرف، وهناك أرامل المقاتلين مقتنعات بمبدأ الشهادة في "سبيل الله"، أما أرامل المدنيين فتدفعهن الرغبة في الانتقام والتهرب من العار وضغط المجتمع أو بكل بساطة الخصاصة "وبالتالي يجدن في الانضمام لجماعة بوكو حرام المقابل المالي ليغطين هذه الاحتياجات"، وفق إيمانويل ديغاه الذي يتابع أن أول انتحاري هاجم مقر قيادة الشرطة في أبوجا عام 2011 تلقى مقابل ذلك نحو 2400 دولار.
يخشى مراقبون أن تستمر هذه الممارسات، "فطالما استمر الصراع الاقتصادي والإقليمي في شمال نيجيريا ستستمر هذه الظاهرة" حسب فاطمة لاحنيت. وتضيف الباحثة أن "بوكو حرام تسعى إلى ارتكاب عمليات إرهابية تبث الرعب وتخلق الصدمة. إذ يوجد تناقض في أن تقوم منابع الحياة بزرع الموت" مذكرة بأن النساء في المجتمعات المسلمة لا تزلن رمزا للأمومة ويدين لهن الرجال بالحياة وبالاحترام.
اضف تعليق