هناك مؤشرات على إن القارة السمراء باتت تشكل بيئة خصبة لإرهابين أكثر أجراما واحترافا بعد وصول المد الداعشي الى شمال افريقيا على نحو مضطرد في الاونة الاخيرة، إذ يبذل تنظيم داعش الارهابي محاولات لإيجاد موطئ قدم له في بلدان على غرار ليبيا ومصر وتونس، إذ يوفر المناخ الأمني المضطرب في اغلب هذه الدول أرضا خصبة محتملة لتسلل المتطرفين الارهابيين بسبب حدودها المليئة بالثغرات واحتدم القتال بين قوات موالية لحكومتين متنافستين تتحالف كل منهما مع جماعات مسلحة في ليبيا، في حين يشكل التمرد الاسلامي والاضطراب الامني في سيناء خطرا داهما على امن مصر، إذ يرى بعض المحللين ان قتل المصريين ونشر فيديو ذبحهم عبر موقع رسمي تابع لتنظيم داعش الارهابي ونقل مقتبسات من مجلة التنظيم بشأن الرهائن وعمليات الاعدام تظهر وجود علاقة بقيادة التنظيم ورغبتهم في المزيد من التمدد الجغرافي.
في وقت سابق تبنى جهاديون انضموا الى تنظيم داعش، في تسجيل فيديو نشر الخميس على الانترنت، اغتيال المعارضين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في 2013، وهو ما يثير القلق في وصول داعش الى تونس بطريقة او اخرى، كما تبنت الجماعة المتطرفة ما يسمى بـ جند الخلافة في ارض الجزائر خطف وقتل الفرنسي ايرفي غورديل (55 سنة) في جبال جرجرة حيث كان يقوم بجولة مع خمسة جزائريين اطلق الخاطفون سراحهم.
جل هذه التطورات الامنية والاحداث الارهابية تثير قلقا شديدا من توسع تنظيم داعش الارهابي الذي يستغل الاضطرابات السياسية والانتكاسات الامنية في هذا الدول الافريقية لوضع موطئ قدم فيها.
في حين يعتمد محللون آخرون على بعض الأحداث الأمنية وتدخل بعض الدول الاقليمية والدولية الداعمة للارهاب بصورة خاصة في أفريقا ومنطقة المغرب العربي، كي يشيروا الى ان بعض الحركات المتطرفة أقامت علاقات وثيقة مع جماعات متطرفة أجنبية على غرار تنظيم داعش، مما يجعلها تشكل خطرا على مستوى العمليات الإرهابية يهدد امن افريقا برمتها.
ويبدو أن ليبيا هي الخطوة الأكثر نجاحا لتنظيم الدولة الاسلامية خارج معقله في الشرق الأوسط حيث يجذب المزيد من الأتباع ويزيد مخاوف الغرب من وجود قاعدة جديدة للمقاتلين الجهاديين في شمال افريقيا.
وعلى الرغم من ازدهارهم وسط حالة الفوضى في ليبيا إلا أن المتعاطفين مع تنظيم الدولة الاسلامية لابد أن ينخرطوا في الصراع والاقتتال بين الفصائل الأمر الذي يجعل من تأمين المكاسب الميدانية على غرار ما حققه التنظيم في العراق وسوريا أمرا أكثر تعقيدا.
ويستخدم المتعاطفون مع تنظيم داعش الارهابي وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار قوتهم واستعراض رجالهم المسلحين والمطالبة بتطبيق الشريعة في مدينة درنة بشرق البلاد التي تعد معقلا للتشدد الاسلامي.
لكن هذا العام صعّد متشددو الدولة الاسلامية في ليبيا عملياتهم. فأعلنوا الشهر الماضي المسؤولية عن هجوم على فندق كورنثيا في طرابلس أدى الى مقتل تسعة اشخاص، وهاجم مسلحو التنظيم أيضا حقل نفط المبروك في ليبيا حيث تمتلك شركة توتال الفرنسية حصة وقطع المهاجمون رؤوس بعض الضحايا.
في ديسمبر كانون الأول قال الجنرال ديفيد رودريجيز قائد القيادة الأمريكية في افريقيا إن بضع مئات من المتشددين يوجدون في مراكز تدريب في شرق ليبيا ترسل على الأرجح مقاتلين إلى سوريا، الآن يقتل الأجانب وهم يقاتلون في صفوف جماعات إسلامية في ليبيا. وحملت صحف تونسية إشارات عن مقتل جهاديين لقوا حتفهم ليس فقط في سوريا والعراق لكن أيضا في مدن ليبية مثل بنغازي.
وبالنسبة لمصر فإن صعود الدولة الاسلامية وتمددها على حدودها الغربية أمر مزعج. ويرى مسؤولون مصريون أن هناك علاقات بين الاسلاميين في ليبيا والمتشددين في سيناء، وتوجد في ليبيا أيضا جماعة أنصار الشريعة -التي تحملها واشنطن مسؤولية الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي مما أدى الى مقتل السفير الأمريكي- فضلا عن جماعات متصلة بتنظيم القاعدة وفصائل إسلامية أصغر حجما تعمل بدوافع محلية أكثر من كونها عالمية، هذا الوضع سيحد من قدرة تنظيم الدولة الاسلامية على التماسك في ليبيا.
ويظهر تنظيم الدولة الاسلامية مهارة في الدعاية التي غالبا ما تبالغ في الانتصارات ومن الصعب التحقق مما ينشر على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي. لكن في واحدة من هذه الصور استعرض متشددو الدولة الاسلامية قوتهم في طابور طويل من عربات الجيب ماركة تويوتا قرب سرت. وتظهر صورة أخرى في درنة أنصار الدولة الاسلامية وهم يقودون عربات دفع رباعي بيضاء وقد كتب عليها عبارة "الشرطة الاسلامية" باللون الأسود.
ويخشى السكان والنشطاء في درنة من الحديث عن المتشددين الذين نفذوا عمليات اغتيال هناك. ويقولون إن يمنيا يعتقد أن اسمه ابو البراء الأزدي وصل إلى درنة أواخر العام الماضي ممثلا للدولة الاسلامية.
ويحشد تنظيم الدولة الاسلامية الدعم المحلي في درنة من خلال جماعة ليبية تسمى مجلس شورى الشباب المسلم. وحتى هناك في قاعدته الرئيسية في ليبيا يقول محللون وسكان إنه لا يسيطر تماما على الوضع ويواجه مقاومة من جماعات إسلامية منافسة.
داعش وموطئ القدم بشمال إفريقيا
في سياق متصل بدت الصور مطابقة لأبشع فظائع تنظيم داعش.. مقاتلون يتشحون بالسواد وجهادي يتحدث الانجليزية يخاطب الغرب بلغة تمزج بين السخرية والاحتقار قبل أن يقوم الرجال بنحر ضحاياهم الذين ارتدوا ملابس برتقالية على الساحل الليبي.
وقد ولّى زعيم المقاتلين الملثم وجهه شطر البحر المتوسط ولوح بسكين ملطخ بالدم نحو أوروبا وهو يتوعد "سنفتح روما إن شاء الله"، كان إعدام 21 قبطيا مصريا على ايدي متشددين في ليبيا بايعوا تنظيم داعش إعلانا بأن التنظيم تمدد من سوريا والعراق إلى ليبيا. وانتهز المتشددون حالة الفوضى لإيجاد موطئ قدم لهم في شمال افريقيا على مبعدة رحلة بالقارب من سواحل إيطاليا، جاء الرد الدولي سريعا. قصفت طائرات مصرية مواقع يشتبه بأنها تابعة للمتشددين في ليبيا وانضمت باريس إلى القاهرة في المطالبة بتحرك الأمم المتحدة لوقف تمدد المتشددين، وقال الكاتب حسن حسن الذي شارك في تأليف كتاب الدولة الاسلامية "البيان (الذي تلاه الملثم) في ليبيا بيان مفعم بالتحدي.. من خلال قتل مدنيين مسيحيين يرسل المتشددون رسالة مفادها إنهم يتوسعون"، لم يكن صعود تنظيم الدولة الاسلامية مفاجئا. إذ تشهد ليبيا اقتتالا بين فصائل متناحرة مما دفع البلاد إلى حالة من انعدام القانون تقريبا بعد أربع سنوات من سقوط معمر القذافي، وتتنافس حكومتان من أجل السيطرة والنفوذ تدعم كل منها فصائل مسلحة. وغادر الدبلوماسيون هذا البلد وتعرض مطار طرابلس للدمار في حين يتعثر تدفق النفط مع تبادل القصف بين المتحاربين بالصواريخ والغارات الجوية.
وقال مصدر بالحكومة الأمريكية إن مسؤولين أمريكيين لا يعرفون حتى الآن عدد الهجمات التي نفذها أتباع الدولة الاسلامية المرتبطة بصورة مباشرة بالتنظيم المركزي أو تلك التي لا تعدو عن كونها مجرد مزاعم. بحسب رويترز.
وقال مصدر أمني مصري رفيع لرويترز "لديك دولة تسودها الفوضى ينشط فيها على حدودك (تنظيم) الدولة الاسلامية وجماعات متشددة أخرى.. هدفنا ليس احتواء الارهابيين بالغارات الجوية.. هدفنا هو القضاء على الارهاب في ليبيا"، وقال جيف بورتر المتخصص في شؤون شمال افريقيا والأستاذ المساعد بمركز مكافحة الارهاب في ويست بوينت "سينتهي به المطاف إلى ضربات متفرقة مثل الهجوم على (فندق) كورنثيا... هذا الأمر مختلف عن السيطرة على أراض وجمع ضرائب وتوفير خدمات الدولة".
لكن في درنة وهي مدينة محافظة كانت يوما مسرحا لمقاومة الاسلاميين المتشددين للقذافي يقول سكان إن أنصار تنظيم الدولة الاسلامية يمارسون نفوذا أكبر ويشنون حملة على التدخين في الأماكن العامة والمقاهي التي تقدم النرجيلة لروادها.
ويقول توماس جوسيلين الذي يتابع أخبار الحركات الجهادية لحساب صحيفة لونج وور جورنال إن التنظيم- مع ذلك- قد ينتزع مؤيدين من حركات أخرى وخاصة بين المقاتلين الشبان الذين تجذبهم رسالته القوية وشهرته العالمية.
وقال سكان عديدون ان تنظيم الدولة الاسلامية احتجز الرهائن الأقباط المصريين في درنة لكنهم شاهدوهم وهم ينقلون الى خارج المدينة قبل اسبوعين. وكان معهم طاقم مصورين، وقال سكان بعد نشر الفيديو ان أعضاء تنظيم الدولة الاسلامية شددوا إجراءات الأمن واختبأ بعض قادته، وقالت هارلين جامبير من معهد دراسات الحرب "هناك جماعة ناشئة من المقاتلين المتمرسين الذين قاتلوا مع الدولة الاسلامية في العراق والشام ... (داعش) تفرض سيطرتها على درنة. ولديها الآن مجال عمليات للتخطيط لشن هجمات أكبر".
التنظيم الارهابي وليبيا
من جهة اخرى قالت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إن أنصار الدولة الإسلامية -التنظيم المتشدد الذي اجتاح مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق- قتلوا 14 جنديا ليبيا في جنوب البلاد، وفي هجوم منفصل شنت القوات الموالية للحكومة غارات جوية على ميناء مدينة مصراتة الواقعة بغرب ليبيا والمتحالفة مع جماعة تسيطر على العاصمة طرابلس. بحسب رويترز.
وقالت حكومة عبد الله الثني المعترف بها دوليا إن الدولة الإسلامية اعدمت 14 جنديا على طريق يقع إلى الشمال من سبها المدينة الرئيسية في الجنوب. واضطرت حكومة الثني للانتقال إلى شرق البلاد لآداء مهامها منذ استيلاء جماعة تعرف باسم فجر ليبيا تتحالف مع مصراتة على العاصمة طرابلس في أغسطس آب الماضي.
وأضافت الحكومة في بيان إن أفرادا من الدولة الإسلامية شنوا هجوما أعدموا خلاله 14 جنديا من الجيش الليبي ينتمون إلى كتيبة المشاة 168. ودعت الحكومة المجتمع الدولي إلى رفع حظر مفروض على واردات السلاح كي تتمكن من قتال من وصفتهم بالارهابيين.
وأعلن موقع على الانترنت باسم الدولة الإسلامية في ليبيا المسؤولية عن قتل 12 جنديا في نفس الموقع ونشر صورة تظهر فيما يبدو إعدام أحد الجنود، وقالت وكالة أنباء مقرها طرابلس إن المجلس الوطني وهو البرلمان المنافس الموجود في طرابلس ندد بقتل الجنود.
وقال قائد القوات الأمريكية في افريقيا الشهر الماضي إن الجيش الأمريكي يراقب جهود الدولة الإسلامية لتدريب بضع مئات من المقاتلين في شرق ليبيا، ويتهم الثني حكومة طرابلس بالاعتماد على الإسلاميين. وتنفي حكومة طرابلس ذلك وتقول إن الثني مدعوم من ضباط سابقين في جيش القذافي.
وقال صقر الجروشي وهو قائد وحدة للقوات الجوية موالية لحكومة الثني إن طائرات حربية قصفت ميناء مصراتة وكلية للقوات الجوية تقع في غرب المدينة، وأكدت وكالة أنباء ليبية موالية للحكومة المنافسة في طرابلس الضربات الجوية قائلة إن شخصين جرحا عندما أصابت عدة صواريخ مبنى الميناء بالمدينة الواقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، وقالت قوات موالية للثني في تصريحات منفصلة إنها هاجمت قوة منافسة حاولت قبل ثلاثة أسابيع السيطرة على ميناء السدر أكبر موانئ تصدير النفط في البلاد. وأُغلق ميناء السدر وميناء رأس لانوف النفطيين منذ بدء الاشتباكات.
تونس: متطرفون تكفيريون يذبحون شرطيا
على صعيد ذي صلة أفادت وزارة الداخلية التونسية بأن شرطيا تعرض للقتل ذبحا على أيدي مجموعة "متطرفة تكفيرية" في مدينة الفحص، حين كان عائدا من عمله. وقامت قوات الأمن بحملة اعتقالات في الجهة طالت مشتبها بهم في التورط بهذه العملية. بحسب فرانس برس.
قالت وزارة الداخلية التونسية اليوم الأحد إن مجموعة وصفتها بأنها "متطرفة تكفيرية" قتلت رجل أمن ذبحا وطعنا الليلة الماضية في معتمدية الفحص التابعة لمحافظة زغوان الواقعة على بعد 51 كيلومترا من العاصمة تونس.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن "أحد أعوان الأمن الوطني تعرض ليلة البارحة إلى عملية قتل تمثلت في ذبحه والاعتداء عليه بالطعن على مستوى القلب بجهة الغريفات من معتمدية الفحص بولاية زغوان حين كان عائدا من عمله بالعاصمة على أيدي مجموعة متطرفة تكفيرية حسب الأبحاث والمعاينات الأولية"، وأضاف البيان " بادرت وحدات الحرس الوطني إثر ذلك بعمليات تفتيش ومداهمات للعديد من العناصر المتطرفة أصيلي الجهة أسفرت عن القبض على تسعة من المشتبه في ضلوعهم في هذه العملية وجاري التحقيق معهم كما تواصل الوحدات الأمنية البحث للقبض على كل من له علاقة بعملية القتل".
وهذه هي المرة الثانية التي يذبح فيها رجل أمن خلال شهر تقريبا بعد أن خطف مسلحون عنصرا من الحرس الوطني عندما كان عائدا من العمل إلى منزله وقطعوا رأسه في محافظة الكاف الحدودية مع الجزائر.
وقتل العشرات من رجال الأمن والجيش في عمليات هجومية أو كمائن لمتشددين في تونس منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي عام 2011 وتحاصر قوات الجيش مسلحين احتموا بجبال محافظات القصرين والكاف وجندوبة الواقعة على الشريط الحدودي مع الجزائر، وقال ابو مقاتل "نعم يا طواغيت، نحن من اغتلنا شكري بلعيد ومحمد البراهمي". وابو مقاتل جهادي مطلوب لدى السلطات التونسية بتهمة الضلوع في الهجوم في شباط/فبراير وتموز/يوليو 2013 على المعارضين.
الجزائر وجماعة جند الخلافة
الى ذلك اعلنت قناة تلفزيونية جزائرية ان الجيش الجزائري قتل زعيم جماعة جند الخلافة التي تبنت خطف وقتل السائح الفرنسي ايرفيه غورديل الفرنسي في ايلول/سبتمبر الماضي، ولم يتم الحصول على تأكيد من اي مصدر رسمي حتى الان، وقالت قناة النهار ان الجيش قتل عبد المالك غوري زعيم الجماعة التي اعلنت ولائها لتنظيم "الدولة الاسلامية" مع جهاديين اثنين اخرين في منطقة سيدي داود التي تبعد 80 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية في بومرداس. واضافت القناة ان قوات الامن الجزائرية تعرفت على جثته. بحسب فرانس برس.
وكان الجيش الجزائري اعلن السبت انه قتل ثلاثة مسلحين اسلاميين في منطقة بومرداس على بعد نحو 50 كلم شرق العاصمة، بحسب ما افادت وزارة الدفاع. وقالت الوزارة ان من بين القتلى رجلا وصفته بانه "مجرم خطر" فار منذ 1995 خلال الحرب الاهلية في الجزائر التي قتل فيها 200 الف شخص خلال عشرة اعوام.
وتم مصادرة متفجرات وبنادق وكمية كبيرة من الذخيرة، بحسب الوزارة، وكان وزير العدل الطيب لوح اعلن في 11 من كانون الاول/ديسمبر الماضي ان الجيش قتل في تشرين الاول/اكتوبر احد خاطفي غورديل، وعبد المالك غوري او خالد ابو سليمان كان احد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد المالك دروكدال قبل ان ينشق عنه. وهو يقف وراء هجمات انتحارية على قصر الحكومة ومقر الامم المتحدة في العاصمة الجزائرية في 2007، ويقف ابو سليمان ايضا خلف هجوم قتل فيه 11 جنديا جزائريا في نيسان/ابريل الماضي في قرية بودرارن على بعد 40 كيلومترا من تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية.
دارفور توفر أرضا خصبة للإرهابين
فيما حذر خبراء الأمم المتحدة من أن الأراضي النائية في غرب السودان قد تصبح مرتعا للإسلاميين المتشددين مع احتدام العنف في إقليم دارفور الذي يمزقه الصراع إلى حد مثير للقلق، ويشهد إقليم دارفور صراعا منذ أن حملت قبائل غير عربية بشكل أساسي السلاح في 2003 ضد الحكومة التي يقودها العرب في الخرطوم متهمين إياها بالتفرقة. وتقول الأمم المتحدة إن 300 ألف شخص قتلوا كما شرد الملايين بسبب هذا الصراع.
وقال أحدث تقرير للجنة الأمم المتحدة للخبراء بشأن السودان وزع الجمعة إن إجمالي عدد الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية السودانية قل، ولكنه وصف "نمطا من الاستهداف المتعمد أو الهجمات العشوائية على المدنيين الموالين بشكل فعلي أو متصور لجماعات المعارضة المسلحة."بالإضافة إلى هجمات متفرقة من قبل قوات المتمردين على الذين يعتقد أنهم يدعمون الحكومة. بحسب رويترز.
وقال التقرير إن "آثار ذلك أسفرت عن تدمير 3324 قرية في دافور خلال فترة الخمسة أشهر التي قامت بمسحها سلطة دارفور الاقليمية من ديسمبر 2013 إلى ابريل نيسان 2014"، وأشار التقرير أيضا إلى تشرد عدد كبير من الناس في المنطقة. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو نصف مليون شخص أصبحوا مشردين جددا العام الماضي في دافور.
اضف تعليق