من غير المعتاد أن يقضي رئيس الدولة الكثير من الوقت في مهاجمة خصمه الانتخابي في خطابه السنوي، إذ وجه بايدن انتقادات متكررة إلى ترامب، مشيراً إليه فقط باسم «سلفي»، وبهذا المعنى، فإن خطاب حالة الاتحاد هذا العام يمثل واحداً من أكثر الأمثلة العلنية لرئيس يلقي...
في خطابه عن حالة الاتحاد الذي ألقاه مساء الخميس، شرع الرئيس جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً في نزع فتيل المخاوف العميقة لدى ملايين الأميركيين من أنه رجل مُسن لا يمكنه قضاء فترة ولاية ثانية بالبيت الأبيض.
ليس هناك ما هو أسوأ بالنسبة لرئيس دولة من أن يبدو ضعيفاً، لذا فإن كل كلمة وإيماءة ونكتة وعتاب في خطاب بايدن كانت تهدف إلى إظهاره قوياً، وعلى ما يبدو فقد نجح بايدن في أهم لحظة في حملته الانتخابية لعام 2024 حتى الآن، فقد أظهر حيوية وقوة، وكان صوته رناناً رغم خشونته في بعض الأحيان.
أعاد بايدن إحياء صورته التي ميزته لعقود من الزمن كسياسي مخضرم مشاغب من ذوي الياقات الزرقاء، هاجم بايدن الحزب الجمهوري لإفساده مشروع قانون الحدود الذي وافق عليه الحزبان، والذي يحتوي على العديد من السياسات التي كان الجمهوريون يدافعون عنها لسنوات على ما يبدو لأن دونالد ترامب أراد حرمانه من الفوز في انتخابات هذا العام.
وأشار الرئيس إلى أن العديد من الجمهوريين أيدوا هذا الإجراء في البداية، وكان رد فعله ساخراً على صيحات الاستهجان من الجمهوريين بقوله: «لا يعجبك مشروع القانون هذا، أليس كذلك؟» وكان يقصد ترامب بذلك.
وهذه ليست المرة الأولى في الخطاب التي يخاطب فيها بايدن ترامب بشكل مباشر، حيث قال قاصداً ترامب «بدلاً من ممارسة السياسة للضغط على أعضاء الكونغرس لعرقلة مشروع القانون، انضم إلي في مطالبة الكونغرس بتمريره، يمكننا أن نفعل ذلك معاً».
وانتقد بايدن الجمهوريين لنسيانهم صدمة الهجوم الغوغائي على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير كانون الثاني من عام 2021 من قِبل أنصار الرئيس السابق، وقال بايدن «سلفي (ترامب) وبعضكم هنا يسعون إلى دفن حقيقة السادس من يناير، لن أفعل ذلك».
ويبدو أن الرئيس أراد تذكير الناخبين بالتطرف الذي شهدته سنوات ترامب في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تزايد الحنين إلى رئاسته بين بعض الأميركيين، وافتقر بايدن لمثل هذه الحيوية نظراً لتقدمه في السن بشكل ملحوظ، وعليه مواصلة هذا النهج في الأشهر المقبلة للتغلب على معدلات التأييد المنخفضة التي عادة ما تقضي على الرؤساء في ولايتهم الأولى.
رد بايدن على ترامب.. مخاطرة سياسية
من غير المعتاد أن يقضي رئيس الدولة الكثير من الوقت في مهاجمة خصمه الانتخابي في خطابه السنوي، إذ وجه بايدن انتقادات متكررة إلى ترامب، مشيراً إليه فقط باسم «سلفي»، وبهذا المعنى، فإن خطاب حالة الاتحاد هذا العام يمثل واحداً من أكثر الأمثلة العلنية لرئيس يلقي خطاباً على غرار الحملة الانتخابية من منصة في مجلس النواب، بينما هتف الديمقراطيون «أربع سنوات أخرى».
ولسنوات كان ترامب يسخر من بايدن واصفه بأنه كبير في السن ومتعب وضعيف، وغالباً ما كان يقلده تقليداً لاذعاً في تجمعاته الانتخابية، كان أي خطأ من الرئيس ليلة الخميس كان سيضر صورته بتأكيد ما تعتقده الأغلبية في استطلاعات الرأي من أن بايدن أكبر سناً من أن يترشح لإعادة انتخابه.
واشتكى الجمهوريون من أن بايدن استغل مناسبة رسمية مهمة، وقال النائب دان كرينشو من ولاية تكساس لشبكة CNN «ربما كان من المفترض أن يكون هذا هو خطاب مؤتمر الحزب الديمقراطي، لقد كان إعلاناً هجومياً ضد الجمهوريين».
لقد كان استغلال الرئيس للخطاب السنوي الموجه إلى الأمة لمهاجمة خصمه في انتخابات 2024 بشكل متكرر مخاطرة سياسية، لأنه كان من الممكن أن يسيء إلى بعض الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم بعد.
اضف تعليق