عالم يزداد تسارعًا وتعقيدًا، حيث تُختزل الطفولة أحيانًا بين ضغوط التحصيل الأكاديمي وسيل الأنشطة المُنظمة، يبرز اليوم الدولي للعب 2025 تحت شعار "اختر اللعب – كل يوم" كصرخة تذكير بأهمية اللعب كحقٍّ إنساني أساسي، وليس ترفًا. فاللعب هو الفضاء الذي يُحرر فيه الأطفالُ طاقاتهم، ويبنون فيه عالمهم بكل براءة وإبداع، وهو اللبنة الأولى لاكتشاف الذات وتشكيل الهوية...
في عالم يزداد تسارعًا وتعقيدًا، حيث تُختزل الطفولة أحيانًا بين ضغوط التحصيل الأكاديمي وسيل الأنشطة المُنظمة، يبرز اليوم الدولي للعب 2025 تحت شعار "اختر اللعب – كل يوم" كصرخة تذكير بأهمية اللعب كحقٍّ إنساني أساسي، وليس ترفًا. فاللعب هو الفضاء الذي يُحرر فيه الأطفالُ طاقاتهم، ويبنون فيه عالمهم بكل براءة وإبداع، وهو اللبنة الأولى لاكتشاف الذات وتشكيل الهوية.
تشير الأبحاث إلى أن اللعب الحر ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو أداة التعلُّم الأقوى التي صممتها الطبيعة نفسها لتطوير العقول الصغيرة. فخلال اللعب، تُنسج الروابط العصبية، وتُختبر المشاعر، وتُبنى المهارات الاجتماعية، وتتفتح القدرات الإبداعية. بل إن الدراسات تُظهر أن حرمان الطفل من اللعب يُعادل حرمانه من عنصر حيوي لنموه العقلي والعاطفي، تمامًا كحرمانه من الغذاء أو الدفء.
في هذا التقرير، نستعرض كيف يُشكِّل اللعب حصنًا منيعًا لحماية الصحة النفسية للأطفال، وكيف يصبح جسرًا للتواصل مع العالم من حولهم. ففي اللعب يتعلم الطفل الصمودَ أمام الفشل، ويجرّب قيادةَ المغامرة، ويُمارس فنَّ التفاوض، ويُعبّر عن مشاعره بلا كلمات. إنه العالم الموازي الذي يُهيئه لمواجهة الحياة الحقيقية بكل تحدياتها.
اليوم، بينما تُعلن منظمة اليونيسف أن "اللعب هو عمل الطفل الجاد"، يتحتم على الحكومات والمربين والمجتمعات كسر القيود التي تحبس اللعب داخل زوايا ضيقة، وإعادة الاعتبار له كأولوية في سياسات الطفولة. لأن مستقبلًا يُبنى بلا لعب، هو مستقبل يخسر فيه المجتمعُ أهم موارده: البراءة، والإبداع، والإنسانية.
أهمية اللعب عند الأطفال
1.تعزيز المهارات الاجتماعية
يساعد اللعب الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية مع الآخرين، من خلال الاستماع والانتباه ومشاركة تجاربهم مع الأطفال الآخرين، واستكشاف مشاعرهم.
2.النمو المعرفي
يعد اللعب ضروريًا لنمو دماغ الطفل، خاصة اللعب غير المنظم؛ لأن الأطفال يقومون باللعب وفقًا لخيالهم وإبداعهم، فهم غير ملتزمين بجداول زمنية.
يساعد اللعب عقل الطفل على التطور بطرق إيجابية؛ وذلك لأنه يعمل على تقوية وزيادة التوصيلات العصبية في الدماغ، وخاصة في الألعاب التي تحتاج إلى تفكير.
ويساعد اللعب غير المنظم في الوقت نفسه على بناء وتقوية قشرة الفص الجبهي للدماغ، حيث تؤثر هذه المنطقة على طريقة تعلم الطفل وقدرته على حل المشكلات، واكتساب المعرفة عن البيئة من حوله.
3.فوائد عاطفية وسلوكية
يساعد اللعب اليومي المتكرر في تقليل القلق والتوتر لدى الطفل، وتعزيز المزاج الجيد واحترام الذات، ومن خلال اللعب أيضًا، يتعلم الأطفال كيفية العمل في مجموعات، ويتعلمون المشاركة والتفاوض وحل النزاعات والتحدث عن أنفسهم.
يمكن للبالغين الذين يراقبون الأطفال أثناء اللعب مساعدة الطفل على فهم مشاعره بشكل أفضل، من خلال تسميتها. على سبيل المثال، “يبدو أنك متوتر بشأن الذهاب إلى المدرسة غدًا”
يجب على الآباء الانتباه إلى أن الاستماع وطرح الأسئلة للأطفال، يمنح الأطفال الثقة وفهم أن مشاعرهم وتجاربهم مهمة للكبار.
4.تحسين مهارات القراءة والكتابة
يولد الأطفال مهيئين لتعلم اللغة بدءًا من الولادة، ويقومون ببناء مهارات اللغة والقراءة والكتابة من خلال اللعب، فقد يتعلم الأطفال الرضع والصغار كلمات جديدة، عندما يصف الكبار ما يرونه ويسمعونه ويفعلونه، فمن خلال اللعب يتعلم الأطفال أيضًا كيفية التواصل والتدرب على المحادثة، حتى لو كانوا لا يستطيعون التحدث.
يساعد اللعب أيضًا الطفل على بناء العضلات الصغيرة في اليدين، وتطوير مهارات الكتابة.
كما تعمل بعض الألعاب التي تحتاج إلى التركيز على تطوير القدرة على الملاحظة، والحفاظ على الانتباه وتدعم هذه المهارات أيضًا مساعدة الأطفال على فهم وتطبيق ما يقرأونه.
مع دخول الأطفال إلى المدرسة، يظل اللعب مهمًا، تظهر الأبحاث أن الطلاب يولون المزيد من الاهتمام والتركيز للمذاكرة بعد اللعب غير المنظم؛ لأن اللعب يعزز الفضول والاستعداد للتعلم وتلقي المعلومات.
5.يشجع على المزيد من الاستقلالية
يشجع اللعب الأطفال على المزيد من الاستقلالية، ووضع القواعد الخاصة بهم، وأن يكونوا أصحاب السلطة، كما أن اللعب الانفرادي (المستقل) لا يقل أهمية عن تعلم كيفية اللعب مع الآخرين.
يساعد اللعب الأطفال على تطوير شعور أقوى بالاستقلال، كما يشعر الأطفال الذين يشعرون بالارتياح تجاه اللعب الانفرادي بأنهم أكثر قدرة على التعامل مع المهام الأخرى بمفردهم، ومعرفة مدى ملاءمتها لهم، كما أن تطوير هذه المهارات يساهم في التنشئة الاجتماعية المستقبلية داخل المجتمع.
يتيح اللعب الانفرادي للأطفال تجربة إبداعاتهم وأفكارهم، فعندما يكون الأطفال بمفردهم، فإن أدمغتهم تقبل التحدي، ويجدون طرقًا جديدة ومثيرة لتحفيز أنفسهم.
6.يعزز اللياقة البدنية
أجسام الأطفال مبرمجة لتكون نشطة، فقد تساعد بعض الألعاب الحركية، مثل الجري والقفز وركوب الدراجة، الأطفال على منح الأطفال اللياقة البدنية وقوة التحمل، بالإضافة إلى ذلك يعد الأطفال لديهم حاجة قوية جدًا للعب الجسدي، وهو أي نوع من اللعب يحفزهم على الحركة. بحسب ما نشره (موقع الوفاق).
دعوا أطفالكم يلعبون بالتراب!
أظهرت دراسة علمية أجريت في فنلندا أن لعب الأطفال بالتراب يعزز جهاز المناعة لديهم ويحميهم من بعض الأمراض.
وتبعا لموقع Live Science فإن الدراسة الجديدة كان هدفها معرفة إمكانية تعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال من خلال اللعب بالعشب والتراب في الطبيعة، واكتشف الباحثون أنه وفي غضون شهر، كان لدى الأطفال الذين لعبوا في التراب مجموعة أكثر تنوعا من البكتيريا غير الضارة على جلدهم وخلايا تنظيم المناعة في دمائهم أكثر من أولئك الذين لعبوا في ملاعب الحصى والرمل الاصطناعية الموجودة في المدن.
وبينت نتائج الدراسة أن التعرض للبكتيريا الموجودة في التراب يمكن أن يساعد الجهاز المناعي لدى الطفل بالنضوج، الأمر الذي يعزز المناعة في جسمه ويحميه من الأمراض المناعية ومخاطر الإصابة ببعض أنواع الحساسية.
ومن جهة أخرى أظهرت نتائج دراسة سويدية، نشرت عام 2024، أن الأطفال الذين نشأوا في مزارع أو لديهم حيوانات لديهم معدلات أقل من الحساسية مقارنة بباقي الأطفال، كما يوجد في أمعائهم عدد أكبر من البكتيريا النافعة التي تعتبر مهمة لدعم جهاز المناعة في الجسم.
وتؤكد هذه الدراسات النظرية التي طرحها البروفيسور غراهام روك عام 2003، والتي تسمى نظرية "الأصدقاء القدامي"، إذ ترجح النظرية أن التعرض لمجموعة متنوعة من البكتيريا في سن مبكرة يعزز تكون البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تلعب دورا مهما في تعزيز جهاز المناعة، كما أن التعرض لمجموعة متنوعة من البكتيريا ومسببات الامراض يساعد في تكوين الأجسام المناعية في الدم.
وينصح خبراء الصحة بإتاحة الفرصة للطفل باللعب في الطبيعة والتراب شريطة أن يكون المكان الذي يلعب فيه الطفل خاليا من المواد السامة والضارة، كما يحذر الأطباء من أن تناول التراب أو استنشاقه قد يعرض الطفل أحيانا لخطر بعض الطفيليات والمواد الخطرة على الصحة. بحسب ما نشره (موقع (RT.
اللعب واللهو والفوضى
قد يتفاجأ الكثير من الآباء والأمهات بأن تخصيص وقت أطول لأطفالهم من أجل اللعب واللهو والفوضى وعدم الانتظام هو أفضل بكثير من إلزامهم بالدراسة والهدوء والتفكير والحفاظ على المنزل وحماية الأشياء من حولهم من التلف والتخريب.
وبحسب مقال نشرته الخبيرة التربوية والنفسية الأميركية، آمي مورين، في موقع "بيسايكولوجي توداي"، فإن الأطفال يحتاجون لــ"وقت اللعب غير المنظم" وذلك من أجل الحفاظ على نموهم الصحيح.
وتضيف مورين، في المقال الذي اطلعت عليه "العربية.نت": "الأطفال يحتاجون إلى الوقت والفرصة للركض في العشب وبناء الحصون واللعب بالتنكر، اللعب ليس مجرد تسلية، وإنما هو أداة أساسية تعزز القوة العقلية والرفاهية العاطفية".
وتقول إن تربية الأطفال الأقوياء تنتج أحياناً عن اهتمام أقل بهم وليس عبر الاهتمام الأكبر كما يسود الاعتقاد في أوساط الآباء والأمهات،
وتؤكد أن "السماح لهم باللعب هو مجرد إحدى تلك الطرق التي يمكننا من خلالها التراجع ومنحهم الفرصة للتعرف على أنفسهم وبيئتهم والأشخاص الآخرين".
وتظهر الأبحاث أن اللعب أداة تعليمية، وعندما يلعب الطفل بالمكعبات أو ينشئ بعض الأعمال الفنية، فهذا في الواقع قد يؤدي الى طرح الأسئلة أو يصرون على قيامهم بالأشياء بما يؤدي بهم الى مزيد من التعلم.
وأظهرت الدراسات أن التعلم القائم على اللعب يمكن أن يحسن الذاكرة ومهارات اللغة والتنظيم العاطفي، كما أن اللعب هو وسيلة طبيعية وفعالة للأطفال لمعالجة تجاربهم وعواطفهم لدرجة أن العديد من المعالجين يستخدمون العلاج باللعب لمساعدة الأطفال على حل المشكلات، ومن خلال اللعب، يكتسب الأطفال شعوراً بالسيطرة والسيطرة على بيئتهم، وهو أمر أساسي للقوة العقلية.
ويوضح المقال أيضاً أن "اللعب الخيالي يطلق العنان للإبداع وحل المشكلات، وهذا اللعب هو المعروف أيضاً باسم اللعب التظاهري، ويمنح الأطفال الفرصة لاستكشاف سيناريوهات وأدوار وإمكانيات مختلفة".
ويتابع: "سواء كانوا يتصرفون كأبطال خارقين أو أطباء أو مستكشفين، يستخدم الأطفال خيالهم للتنقل في المواقف المعقدة، ما يعزز مهارات حل المشكلات لديهم. وقد يحتاجون إلى التغلب على تحديات حقيقية، مثل كيفية بناء قلعة من الوسائد، أو قد يتعاملون مع تحديات التظاهر، مثل كيفية إنقاذ مدينة من الوحش".
وعن "اللعب الجسدي" مثل الجري والقفز والتسلق، ذكرت الخبيرة الأميركية أنه "يبني الثقة ويخفف التوتر"، ويساعد الأطفال على إطلاق الطاقة المكبوتة والتوتر، وتعزيز الاسترخاء وتنظيم الحالة المزاجية بشكل أفضل.
وعلى عكس المدرسة أو النادي حيث يعطي المدرب أو المعلم توجيهات للأطفال حول كيفية إكمال مهمة، فإن اللعب غير المنظم يمنح الأطفال الفرصة للفشل والتعلم من أخطائهم.
وتنتقل الثقة المكتسبة من إتقان المهارات الجسدية إلى مجالات أخرى من الحياة أيضاً، حيث يطور الأطفال الذين لديهم فرص متكررة وحرية للمشاركة في اللعب الجسدي إيماناً أقوى بقدرتهم على التغلب على التحديات. بحسب ما نشره (موقع العربية نت).
اللعب وتطور الطفل
أوضح الدكتور وائل الدكروري أن أكثر النشاطات الطبيعية للطفل هي اللعب، وقد أثبتت الأبحاث أن للعب دوراً فعالاً في تطوير وبناء ودعم معظم القدرات التطويرية لدى الطفل مثل مهارات التواصل واللغة والمهارات الاجتماعية والعاطفية.
إن للعب دوراً مهماً في تطوير مهارات الفهم اللغوي واللفظي لدى الأطفال فمثلا وجد العالمان ديبرا ولاموري علاقة قوية بين اللعب وتطور اللغة الاستقبالية (الفهم) والتعبيرية. كما أقترح العالمان فيلدز وهيلسيد بأن اللعب الاجتماعي/ المسرحي له دور في تطوير مهارات الطفل اللغوية اللفظية. وأكد العالم الشهير إيزنبرج بأن اللعب التخيلي يطور مهارات التواصل الكلية وكذلك الصيغ النحوية واستخدام اللغة وكذلك التفاعل اللفظي لدى الطفل. كما أكد بيرك بأن الأطفال يقومون أثناء اللعب التخيلي باستخدام ومشاركة الأطفال الآخرين بالكلمات التي يستخدمونها ويسمعونها في محيط المنزل مما يؤدي بالتالي إلى تطوير المفردات لدى الأطفال. وأخيرا أكد بيرجن أن التعبير والقدرة على استرجاع القصص تتطور من خلال اللعب التخيلي.
وأضاف الدكتور وائل بأن للعب دوراً مهماً أيضاً في تطوير المهارات الاجتماعية لدى الأطفال حيث إنهم يتعلمون كيفية تبادل الأدوار أثناء اللعب وكيفية الحفاظ على مشاعر الغير باستخدام التواصل اللفظي وغير اللفظي ويتعلمون أيضاً انتظار دورهم وكيفية البدء باللعب.
للعب دور مهم أيضاً في تطوير المهارات التعليمية لدى الأطفال فمثلاً أثناء اللعب في ركن اللعب الاجتماعي التخيلي في الروضة يقوم الأطفال بمحاولاتهم الأولى للقراءة والكتابة وذلك أثناء قراءتهم للوحات المكتوبة أو كتابة أوراق للطلبات التي سيقومون بشرائها من السوق، وأثناء لعبهم دور المعلمة.
وعن استراتيجيات لعب الوالدين مع الأطفال، أكد الدكتور وائل الدكروري على ضرورة اتباع خطوات علمية مدروسة أثناء اللعب مع الأطفال بشكل عام، وهي:
- أخذ الطفل حيثما يريد وليس القيام بأخذه إلى المكان الذي تختاره الأم، ويجب ترك الحرية للأطفال لاختيار الألعاب التي يفضلونها.
- الاستجابة للحوار والتواصل عن طريق استخدام الحركات مع اللفظ.
- التحدث ووصف ما يحدث بينهما في ذلك الوقت.
- عدم توقع احتياجات الطفل مسبقاً حيث إن هذا يقلل من محاولاته للتواصل.
- محاولة ترجمة جمل الطفل ومحاولاته التواصلية بشكل ناجح.
- مهارات لغوية
وحول الطرق والأساليب ذات العلاقة المباشرة بتطور المفردات والجمل لدى الأطفال، فتشمل:
- تشجيع الأطفال على التواصل من خلال تشجيعهم على النظر لوجه الأم أثناء التحاور.
- التسمية الجماعية مع الطفل.
- توقيت الاستجابة مع سؤال الطفل أو إشارته للأشياء والنظر إلى الأم/ الاختصاصي.
- النزول إلى مستوى نظر الطفل ثم التحدث معه.
- استخدام جمل قصيرة.
- استخدام جمل بسيطة.
- تكرار الجمل باستمرار.
- تكرار الجمل وتغييرها (ارم الكرة، ارمها).
- استخدام نبرة صوت مبالغ فيها أثناء التحدث عن الأشياء المختلفة وليس رفع الصوت.
- التأكيد على الكلمات المهمة.
- عدم التحدث بكثرة بحيث تغلب على الحوار.
- التحدث بسرعة أقل من الطبيعي.
كما توجد استراتيجيات، أثناء اللعب مع الأطفال، ذات علاقة مباشرة بتطور اللغة تشمل:
- الحديث المتوازي. وهو عبارة عن تعليقات الشخص أو وصفه لما يقوم به أثناء انشغاله باللعب مثل (أنت تبني البيت)، (أنت فتحت الباب).
- الحديث الذاتي: وهو وصف الشخص لما يقوم به أثناء اللعب مع الطفل، مثل (أنا أبني البيت)، (أنا أبني).
- التطوير: وهو تطوير الشخص لجمل الطفل الناقصة أو غير الصحيحة لغوياً لجمل أكثر صحة لغوياً. مثل إذا قال الطفل (بيبي ننا) أو (بيبي أكل) يمكن للأم أن تقول (البيبي يأكل) أو (البيبي يبغي يأكل).
- التضخيم. وهي الملاحظات التي يضيفها الشخص على كلام الطفل، فمثلاً إذا قال الطفل (بيبي أكل) يمكن للأم أن تقول (البيبي جيعان يبغي يأكل).
- تغيير الجمل. وهو قيام الشخص بتطوير نوع الجملة التي يستخدمها الطفل إلى نوع آخر فمثلاً إذا قال الطفل (عباية ماما) يمكن للأم أن تطور جملة الطفل إلى سؤال وتقول (هذه عباية ماما؟) أو إلى صيغة نفي بحيث تقول (لا هذه ليست عباية ماما). بحسب ما نشرته (صحيفة الشرق الأوسط).
يقلل من خطر المشكلات العقلية
توصلت دراسة من جامعة كامبريدج إلى أن اللعب مع الأصدقاء في مرحلة ما قبل المدرسة يقلل من مخاطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية لاحقا.
وبحسب مركز أبحاث بيدال في جامعة كامبريدج، تبني لعبة الأقران الناجحة المهارات المعرفية الأساسية في المجالات الاجتماعية والتنظيم الذاتي، والتي بدورها تساعد الأطفال على تكوين شبكات علاقات عالية الجودة بين الأقران.
أظهر بحث جديد أن الأطفال الذين يتعلمون اللعب بشكل جيد مع الآخرين في سن ما قبل المدرسة يميلون إلى التمتع بصحة نفسية أفضل مع تقدمهم في السن، وتقدم النتائج أول دليل واضح على أن "القدرة على اللعب بين الأقران" ، والقدرة على اللعب بنجاح مع الأطفال الآخرين ، لها تأثير وقائي على الصحة العقلية.
قام الباحثون في جامعة كامبريدج بتحليل البيانات من حوالي 1700 طفل، تم جمعها عندما كانوا في سن الثالثة والسابعة، أولئك الذين يتمتعون بقدرة أفضل على لعب الأقران في سن الثالثة أظهروا باستمرار علامات أقل على ضعف الصحة العقلية بعد أربع سنوات، وكانوا يميلون إلى انخفاض النشاط المفرط وأبلغ الآباء والمعلمون عن مشاكل سلوكية وعاطفية أقل وكانوا أقل عرضة للدخول في شجار أو خلافات مع الأطفال الآخرين.
وبحسب البحث كان الارتباط صحيحا بشكل عام حتى عندما ركز الباحثون على مجموعات فرعية من الأطفال الذين كانوا معرضين بشكل خاص لخطر مشاكل الصحة العقلية، كما تم تطبيقه عند التفكير في عوامل الخطر الأخرى للصحة العقلية مثل مستويات الفقر أو الحالات التي عانت فيها الأم من ضغوط نفسية خطيرة أثناء الحمل أو بعده مباشرة.
تشير النتائج إلى أن منح الأطفال الصغار الذين قد يكونون عرضة لمشاكل الصحة العقلية الوصول إلى فرص مدعومة جيدا للعب مع أقرانهم، على سبيل المثال، في مجموعات اللعب التي يديرها متخصصون في السنوات الأولى، يمكن أن يكون وسيلة لفائدة صحتهم العقلية على المدى الطويل بشكل كبير.
قالت الدكتورة جيني جيبسون، من مركز اللعب في التعليم والتنمية والتعلم (PEDAL) في كلية التربية بجامعة كامبريدج: "نعتقد أن هذا الاتصال موجود لأنه من خلال اللعب مع الآخرين، يكتسب الأطفال المهارات اللازمة لبناء صداقات قوية مع تقدمهم في السن وبدء المدرسة، حتى لو كانوا معرضين لخطر الإصابة بسوء الصحة العقلية، فإن شبكات الصداقة هذه ستنجح في كثير من الأحيان ".
أضاف الطالب في PEDAL والمؤلف الأول في الدراسة الدكتور فيكي ييران جاو: "ما يهم هو جودة لعب الأقران، وليس كميته الألعاب مع الأقران التي تشجع الأطفال على التعاون، أو الأنشطة التي تعزز المشاركة، سيكون لها تأثير إيجابي كبير".
واستخدم الباحثون بيانات من 1676 طفلا في دراسة النمو في أستراليا، والتي تتتبع تطور الأطفال المولودين في أستراليا بين مارس 2003 وفبراير 2004، وتتضمن سجلا قدمه الآباء ومقدمو الرعاية، عن مدى جودة لعب الأطفال في سن الثالثة.
شمل ذلك أنواعا مختلفة من لعب الأقران، بما في ذلك الألعاب البسيطة، ومسرحية تخيلية الأنشطة الموجهة نحو الهدف والألعاب التعاونية مثل لعبة الغميضة.
تم استخدام مؤشرات لعب الأقران الأربعة هذه لإنشاء مقياس "قدرة لعب الأقران" القدرة الأساسية للطفل على التعامل مع أقرانه بطريقة مرحة.
قام الباحثون بحساب قوة العلاقة بين هذا المقياس والأعراض المبلغ عنها لمشاكل الصحة العقلية المحتملة فرط النشاط، والسلوك، والمشاكل العاطفية ومشاكل الأقران في سن السابعة.
ثم قامت الدراسة بتحليل مجموعتين فرعيتين من الأطفال ضمن المجموعة الكلية، كان هؤلاء الأطفال ذوي "التفاعلية" العالية (الأطفال الذين يكون من السهل جدا عليهم الانزعاج ويصعب تهدئتهم في مرحلة الطفولة)، والأطفال الذين يعانون من "المثابرة" المنخفضة (الأطفال الذين كافحوا من أجل المثابرة عند مواجهة مهمة صعبة) وبحسب الدراسة ارتبطت هاتان السمتان بضعف نتائج الصحة العقلية.
وعبر مجموعة البيانات بأكملها، أظهر الأطفال الذين يتمتعون بقدرة أعلى على لعب الأقران في سن الثالثة باستمرار علامات أقل على صعوبات الصحة العقلية في سن السابعة. لكل وحدة زيادة في قدرة اللعب مع الأقران في سن الثالثة، انخفضت النتيجة المُقاسة للأطفال لمشكلات فرط النشاط في سن السابعة بنسبة 8.4٪ ، ومشكلات السلوك بنسبة 8٪ ، والمشكلات العاطفية بنسبة 9.8٪ ، ومشكلات الأقران بنسبة 14٪. تم تطبيق هذا بغض النظر عن العوامل المربكة المحتملة مثل مستويات الفقر وضيق الأم، وما إذا كان لديهم فرص وفيرة للعب مع الأشقاء والآباء أم لا.
وبحسب النتائج ربما يكون الرابط الثابت بين لعب الأقران والصحة العقلية موجودا لأن اللعب مع الآخرين يدعم تطوير ضبط النفس العاطفي والمهارات الاجتماعية المعرفية، مثل القدرة على فهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها، وهي أمور أساسية لبناء صداقات مستقرة ومتبادلة،
وتشير الدراسات بشكل عام إلى أنه كلما كانت الروابط الاجتماعية للشخص أفضل كانت صحته العقلية أفضل، وبالنسبة للأطفال يؤدي المزيد من الروابط الاجتماعية أيضا إلى إنشاء حلقة حميدة، حيث تؤدي عادة إلى المزيد من الفرص للعب بين الأقران.
واقترحت الدكتورة جيبسون التركيز على منح الاطفال فرصا أفضل للقاء أقرانهم واللعب معهم، وحث الوالدين على الاهتمام بهذه التفاصيل. نقلًا عن (موقع RT).
صحة الطفل العاطفية
يُتيح اللَّعِب للأطفال فرصة التعبير عن مشاعرهم بحُرِّيّة وإدارتها بشكل أفضل، إلى جانب التعرُّف إلى مشاعر الآخرين، ممّا يساعدهم على فهمها والتعامل معها؛ باللَّعِب التخيُّلي؛ كأن يلعب الطفل دور البطل للتعبير عن شعوره بالقوَّة، أو دور الشخصيات الضعيفة لتجسيد مشاعر الخوف، أو من خلال الألعاب الجماعية مع الأقران التي تُعلِّم الطفل كيفيَّة التفاعل مع مشاعر الآخرين، ومشاركتهم مشاعرهم، مثل الفرح في الفوز، أو الحزن في الخسارة، أو التعرُّف إلى وجهات النَّظر من حوله وتقديرها.
بالإضافة إلى أنَّ اللَّعِب يساعد الطفل على التخلُّص من المشاعر السلبيَّة، مثل: التوتُّر، والخوف، والقلق، ويُشعِره بالحُبّ، والسَّعادة، والأمان، والثِّقة بالنفس. بحسب موقع (الشارقة 24).
أفكار لمساعدة الطفل على فهم مشاعره والتعبير عنها
اللعب معك ومع أطفال آخرين يساعد الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة على استكشاف مشاعرهم وفهمها، إليك بعض نصائح اللعب لك ولطفلك:
-امنح طفلك فرصاً للعب الفوضوي الحسي، مثل اللعب بالرمل أو الطين أو السلايم والمعجون وألوان الأصابع. هذه الطرق رائعة لمساعدة الطفل على التعبير عن مشاعر السعادة أو تفريغ مشاعر الحزن والتعامل معها.
-استخدم اللعب التخيلي بتبادل الأدوار أو باستخدام الدمى. اللعب التخيلي هو وسيلة مهمة تساعد الأطفال على التحدث عن مشاعرهم بشكل غير مباشر، والتعبير عما يدور في ذهنهم أو يقلقهم، ليس فقط بالكلمات ولكن من خلال طريقة اللعب وردود أفعالهم.
-يوفر استخدام الخيال مجموعة من الفوائد لنمو الطفل، بما في ذلك القدرة على التعبير عن مشاعرهم في مكان آمن خارج العالم الحقيقي. كما أنهم يتعلمون التعاطف، لأنه يتعين عليهم وضع أنفسهم في مكان شخص آخر وتخيل مشاعر الآخرين للعب شخصية.
-اصطحِب طفلك إلى الخارج ليلعب في حديقة أو منطقة مفتوحة بها مساحة للجري واللعب الحر والدحرجة. هذه الأنشطة يمكن أن تساعد طفلك على إخراج المشاعر السلبية وتفريغها.
-شجِّع طفلك على الرسم كوسيلة للتعبير عن المشاعر، يمكن للرسم أن يهدّئ طفلك إذا كان محبطاً أو حزيناً.
-شجِّع طفلك على القفز والتمثيل بالموسيقى أو تأليف الموسيقى بأدوات بسيطة للتعبير عن مشاعره وتهدئة نفسه.
-امنح طفلك فرصاً للعب مع الأطفال من جميع الأعمار والقدرات. من خلال اللعب مع الأطفال الآخرين يمكن لطفلك تعلم كيفية فهم وإدارة العواطف. بحسب ما نشره موقع (عربي بوست).
اضف تعليق