تعد حوادث الغرق من أكثر الحوادث القاتلة والمأساوية التي يمكن أن تحدث، سواء في البحار والمحيطات أو في البرك والأنهار، ولذلك، يأتي اليوم العالمي للوقاية من الغرق كفرصة للتوعية والتثقيف حول أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب وقوع حوادث الغرق...

في الخامس والعشرين من شهر تموز من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للوقاية من الغرق، وهو مناسبة تهدف إلى توعية الناس حول أهمية السلامة في المياه وكيفية الوقاية من حوادث الغرق التي تحدث بشكل يومي حول العالم.

تعد حوادث الغرق من أكثر الحوادث القاتلة والمأساوية التي يمكن أن تحدث، سواء في البحار والمحيطات أو في البرك والأنهار، ولذلك، يأتي اليوم العالمي للوقاية من الغرق كفرصة للتوعية والتثقيف حول أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب وقوع حوادث الغرق.

تشمل الإجراءات الوقائية العديد من النصائح والتوجيهات، مثل ارتداء ملابس السباحة المناسبة، وعدم السباحة وحده، والابتعاد عن المناطق الخطرة، وتعلم فنون السباحة بشكل صحيح، والابتعاد عن تناول الكحول قبل السباحة، والاحتراس من التيارات البحرية القوية.

إن الوقاية من الغرق ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تعاون وتوعية المجتمع بشكل عام. ومن خلال تعزيز الوعي والتثقيف حول أهمية السلامة في المياه، يمكننا تقليل حوادث الغرق وإنقاذ العديد من الأرواح.

لذا، في هذا اليوم العالمي، دعونا نلتزم باتباع الإرشادات والتوجيهات اللازمة للوقاية من الغرق، ونعمل معًا كمجتمع واحد لتحقيق بيئة آمنة وسالمة للجميع أثناء التواجد في المياه. فالوقاية خير من العلاج، والحفاظ على سلامتنا وسلامة أحبائنا يجب أن تكون أولويتنا القصوى.

هل تعرف شيئا عن الغرق الجاف والغرق الثانوي؟

الغرق الجاف هو حالة نادرة وخطيرة تحدث لدى الأطفال تتمثل في دخول الماء إلى الأنف والفم في حوادث المشارفة على الغرق مما يؤدي إلى انقباض في عضلات الجهاز التنفسي، وقد ينجم عنها أعراض مشابهة لأعراض الاختناق.

أما الغرق الثانوي فيتمثل في دخول الماء عبر الأنف والفم ووصوله إلى الرئتين في حوادث المشارفة على الغرق مما يؤدي إلى حدوث التهابات وتورّم فيها. وقد تظهر هذه الأعراض خلال فترة 24 ساعة من وقوع الحادث، لذا يتعيّن على أولياء الأمور الانتباه للأعراض المصاحبة لهذه الحالات لخطورتها على الأطفال والمبادرة إلى طلب العناية الطبية اللازمة.     

وأوضح الدكتور خالد الأنصاري المدير الطبي لخدمات طوارئ الأطفال في مؤسسة حمد الطبية، أن أعراض الغرق الثانوي تشمل الضيق في التنفس والسعال والشعور بالنعاس وانخفاض ملحوظ في مستوى الطاقة الجسدية، والتهيّج وألم في الصدر إضافة إلى التقيؤ.

ورغم أن الغرق الثانوي نادر الحدوث فإنه يمكن أن يشكل خطرا على الحياة، حيث يقول الأنصاري "ينبغي على أولياء الأمور معرفة أعراض الغرق خارج المياه. الغرق الجاف والغرق الثانوي لتجنّب الخلط بين هذه الأعراض وأعراض الإجهاد الناجم على النشاط البدني الذي يمارسه الطفل أثناء السباحة واللهو في الماء أو عن استنزاف طاقته الجسدية نتيجة تعرّضه لحادث المشارفة على الغرق، ورغم ندرة هذه الحالات فإن من الضروري إجراء الفحوصات الطبية للأطفال الذين يتعرّضون لمثل هذه الحالات.

وينبه الأنصاري إلى ضرورة أن تبقى الأولوية لدى الأهل هي العمل على حماية الأطفال من مخاطر الغرق في المقام الأول وذلك من خلال مراقبة الأطفال عن كثب أثناء السباحة واللهو في الماء وعدم السماح لهم بالسباحة إلا في المناطق التي يوجد فيها منقذون متخصصون، وعدم ترك الأطفال الصغار بمفردهم قرب المصادر المائية خارج المنازل وداخلها. بحسب ما نشره موقع "الجزيرة نت".

لا تثق بالمسلسلات.. هذه مفاهيم خاطئة حول الغرق والإنقاذ

لدى الكثير من الناس أفكار خاطئة حول الغرق، خصوصاً ما يتعلق بقدرة الشخص الذي يغرق على طلب المساعدة، أو كون الغرق يمس فقط الأشخاص غير القادرين على السباحة. فما الحقيقة؟

تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 236 ألف شخص يلقون حتفهم غرقا سنويا في أنحاء العالم. ويعد الغرق هو السبب الرئيسي لوفاة الأطفال ومن تتراوح أعمارهم ما بين عام و24 عاما على مستوى العالم، كما أنه ثالث سبب رئيسي للوفيات الناجمة عن الإصابات.

ولكن هناك بعض المفاهيم الخاطئة بشأن الغرق، وهذا ما وصفه بنجامين تايتش نائب رئيس قطاع الانقاذ المائي في بافاريا في ألمانيا بـ" متلازمة باي ووتش"، في إشارة إلى المسلسل الأمريكي الذي حظي بشهرة عالمية.

تدور قصة المسلسل حول أفراد الإنقاذ على الشواطئ، حيث ساهم المسلسل في الترويج للافتراض الشائع؛ وهو أن الشخص الذي يغرق سوف يتمكن من إثارة الانتباه من خلال محاولة النجاة وطلب المساعدة بصوت مرتفع.

وقال تايتش" في الواقع، الأمر يحدث بهدوء شديد للغاية"، وذكر أنه غالبا لا يتوفر الشخص الذي يغرق على الطاقة الكافية للتلويح بذراعه بقوة. 

ويشير فيليب بيجل رئيس فريق النشر بالمكتب الاتحادي لهيئة إنقاذ الحياة إلى أن " الذين يكونون على وشك الغرق تكون لديهم أمور أخرى يفعلونها غير محاولة جذب الانتباه لأنفسهم، فهم يكافحون من أجل حياتهم."

حتى السباحون قد يغرقون

ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة الأخرى، وفقا لبيجل، هي أن ضحايا الغرق يكونون من الذين لا يستطيعون السباحة". ويقول" سواء كان الشخص يستطيع السباحة أم لا فإن هذا لا يعتبر العامل الوحيد بأي حال من الأحوال."

وتُظهر الاحصاءات، على الأقل في ألمانيا، إلى أنه إذا كان المرء يعتقد أن معظم ضحايا الغرق من الأطفال وصغار السن، فإنه يكون مخطئا في اعتقاده.

وأشار بيجل إلى أن معظم الغرقى" ممن هم في منتصف العمر أو الأكبر سنا" مشيرا إلى أن الإهمال والافراط في تناول المشروبات الكحولية أو قصور الدورة الدموية المفاجئ يمكن أن يضع أكثر السباحين مهارة في خطر. 

ويمكن أن يكون سبب الغرق سوء تقدير قوة تيار النهر، أو السباحة بعيدا عن الشاطئ، أو السباحة في حالة سكر، أو انزلاق طفل وسقوط رأسه أولا في المياه.

وبغض النظر عن ملابسات الغرق، فإن الوفاة تحدث بسبب الافتقار للأكسجين بسبب عدم القدرة على التنفس أسفل المياه. ويشار إلى أن جميع أعضاء الجسم، خاصة المخ، يمكن أن تعمل فقط عندما يتم إمدادها بالأكسجين الكافي.

ما هي إشارات الخطر؟

وحول كيفية معرفة أن شخصا ما يغرق، يشير تايتش إلى أنه على الرغم من أن الأمر غير سهل لغير الخبراء، فإن هناك بعض الإشارات، إذ " تصبح حركات سباحة الشخص غير منتظمة. حيث أن رأسه ينزل تحت المياه سريعاً، مما يجعل التنفس أمرا مستحيلا". ويشير بيجل إلى إشارة أخرى، هى عندما تصبح حركات سباحة شخص ما أسرع كثيرا أو أبطأ كثيرا.

ويقول فيليب وولف، الطبيب بقطاع الانقاذ المائي في بافاريا إنه عندما يتعلق الأمر بالأطفال يكون مختلفا، وقال" عادة لا ترى رد فعل ينم عن فزع من الأطفال. فهم يصابون بالتصلب وينزلون تحت المياه."

وفي بعض الأحيان تفصل عدة ثوان بين اللعب بسعادة على الشاطئ والانغمار بالمياه الذي يهدد الحياة، لذلك لا يجب أن يدع الآباء أطفالهم يلعبون بجانب المياه بدون مراقبة. 

كيف يمكن إنقاذ الغرقى؟

وحول ما يجب فعله لدى رؤية شخص يغرق، يقول تايتش إنه كلما تم الاسراع في إخراج الشخص من المياه، كلما كانت فرص نجاته وعدم تعرضه لإصابة دائمة أفضل. وأضاف" لذلك بمجرد أن تشعر أن هناك أمرا خاطئا، لا تتردد في طلب الطوارئ المحلية."

من المهم أن تحدد موقعك بالتحديد، وتركز أين الشخص الذين يغرق. وفي حال وجود مركز قريب للإنقاذ به أفراد الانقاذ، قم بإخبارهم.

وإذا لم يتواجد رجال إنقاذ في الموقع، عليك أن تحدد ما الذي يمكنك أن تقوم به بمفردك. ربما حزام أمان أو يمكنك التجديف لموقع غرق الشخص بحيث يمكن لرجال الانقاذ رؤية مكانك. أو ربما تكون سباحا تتمتع بالمهارة الكافية لكي تحاول إنقاذ الشخص بنفسك.

ويؤكد تاتيش أنه " من المهم أن تقوم فقط بما تثق في إمكانك القيام به". وإلا فإنك سوف تعرض حياتك للخطر، لأن الشخص الذي يغرق يحاول بفزع التعلق بأي شخص أو أي شئ يقدم أملا في الإنقاذ.

وينصح بيجيل أنه إذا كان الشخص الذي يتعرض للغرق مستجيبا" يمكنك السباحة إليه وإخباره أنك قادم للمساعدة" هذا يمكن أن يكون له تأثير مهدئ.

وتنص القاعدة المعتادة على السباحة في التحرك نحو الشخص الذي يغرق من الوراء حتى لا يجذبك إلى أسفل المياه، ولكن بيجيل يرفض ذلك، ويقول " إذا كان الشخص مازال واعيا، فسوف يصاب بالذعر بصورة أكبر إذا قام شخص ما بجذبه من الوراء."

لذلك يوصى بالاقتراب وجها لوجه من خلال مسافة آمنة أولا، وتوضيح أنك سوف تسبح من الوراء وإمساك الشخص الذي يغرق من وراء ذراعيه.

وبشأن ما يجب القيام بعمله لدى إنقاذ الشخص، في حال كان غير واع، سوف تكون معرفة الاسعافات الأولية أمرا ضروريا، خاصة الضغط على الصدر لتمكين الأكسجين المتبقي في جسم الغريق من الدوران في أنحاء جسده.

ويتعين أن يصاحب ذلك إنعاش فم للأنف أو الفم للفم. ويجب الاستمرار في جهود الانعاش حتى وصول رجال الانقاذ وتولى مسؤولية عملية الإنقاذ. بحسب ما نشره موقع "دويتشه فيله".

مراجعات علمية لخطوات الوقاية والإسعاف

عرض باحثون أميركيون من «جامعة الخدمات الموحدة للعلوم الصحية» في بيثيسدا و«كلية ويسكونسن للطب»، مراجعة علمية حول مستجدات التعامل مع حالات الغرق، بعنوان: «الوقاية من الغرق والاستجابة الطارئة له»، ضمن عدد 6 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي من مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن الطبية. (NEJM)»

إحصاءات أميركية

وأكد الباحثون أن «الغرق مشكلة صحية عامة وعالمية، لم تتم دراستها جيداً». واستهلوا عرضهم بالقول: «ننمو كأجنة في بيئة مائية، وربما لهذا السبب يجد كثير منا صعوبة في اعتبار المياه خطرة (مقارنة بالنار أو المرتفعات الشاهقة). ومع ذلك، يموت آلاف الأميركيين كل عام بسبب الغرق». وذكروا تعريف «منظمة الصحة العالمية (WHO)» بقولها: «الغرق هو عملية تحصل فيها المعاناة من تدهور عمل الجهاز التنفسي نتيجة الغمر/ الغطس في سائل.»

ولخّص الباحثون نتائج الإحصاءات الطبية الحديثة حول الغرق، في النقاط التالية:

- في عام 2020، حصلت 5420 حالة غرق مُميت في الولايات المتحدة. ولم تشكل حالات الانتحار سوى 9 في المائة منها.

- من عام 2010 إلى 2019، تراجعت بشكل سنوي معدلات حالات الغرق المُميت في الولايات المتحدة بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، ولكنها ارتفعت بنسبة 17 في المائة في عام 2020 (عن عام 2019).

- حالات الغرق المُميت بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً كانت أعلى لدى الذين يعانون من الصرع Epilepsy، أو اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum .Disorder، أو عدم انتظام ضربات القلب Cardiac Arrhythmias

- في عام 2020، كانت معدلات الولايات المتحدة للغرق المُميت بين الذكور بالعموم، ضعف تلك التي بين الإناث في كل الأعمار. ولكن المعدلات بين المراهقين والشباب الذكور (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً) نحو 5 أضعاف المعدلات بين الفتيات المراهقات والشابات.

- الغرق حالياً هو السبب الرئيسي لوفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و4 سنوات، بعدما كان السبب الثاني قبل نحو 10 سنوات.

- على مستوى العالم، تحدث أكثر من 90 في المائة من حالات الغرق المُميت في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

وأفاد الباحثون بأن ظروف الغرق تختلف؛ ذلك أنه قد يحدث في مواقف متفاوتة، اعتماداً على مدى ضعف الشخص وبيئته. ومن المرجح حدوث معظم حالات الغرق المُميت في الولايات المتحدة في أحواض الاستحمام Bathtub بالحمام لدى كل من: الأشخاص المصابون بالصرع، والنساء الأكبر سناً، والأطفال الصغار جداً؛ أي الذين لا يستطيعون مغادرة منازلهم بمفردهم.

أما الأطفال الأكبر سناً والذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً، فمن المرجح أن يغرقوا في حمامات السباحة Swimming Pools، بينما يتعرض المراهقون الأكبر سناً والبالغون، إلى الغرق في المسطحات المائية الطبيعية، كالبحيرات والأنهار والبحر.

وأضاف الباحثون: «وفقاً لمراجعة البيانات من البلدان المختارة، ما بين 10 و30 في المائة من حالات الغرق المميت المرتبطة بالأنشطة المائية، تُعزى إلى تعاطي الكحول آنذاك. كما أن قطاع صيد الأسماك في الولايات المتحدة، شهد معدل وفيات مهنية يبلغ 29 ضعف المعدل الوطني بين جميع العمال، ومعظم الوفيات في هذه الصناعة ناتجة عن الغرق. ويتسبب الغرق أيضاً في معظم الوفيات المرتبطة بالأعاصير وأمواج التسونامي.»

الوقاية

وفي جانب الوقاية، أفاد الباحثون بأن «هناك تدابير قائمة على الأدلة، يمكن تطبيقها للوقاية. ونظراً إلى أن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للغرق، فإنه غالباً ما يتم التأكيد على ضرورة وجود إشراف من قبل مقدم الرعاية، بصفته المبدأ الأساسي في الوقاية. وأظهرت الدراسات وجود ارتباط بين الإشراف وخطر الإصابة». ولكنهم استدركوا بالقول: «مجرد نصح مقدمي الرعاية بمراقبة أطفالهم، غير كافٍ؛ لأن النصيحة لا تحدد مستوى الإشراف الذي تتطلبه الظروف المختلفة». وأوضحوا ذلك بقولهم: «الإشراف يتطلّب تحقيق مستوى (عالٍ ومتواصل) من اليقظة، وقد لا يكون من الواقعي افتراض قدرة مقدمي الرعاية على تقديمها (بالصفة المطلوبة) لفترات طويلة من الزمن». وذكروا؛ مثالاً على ذلك، حالات غرق الأطفال؛ إذ ينبغي عدم تصور أن المطلوب من «الإشراف» أن الشخص المشرف إما «حاضر» وإما «غائب»، عند استخدام الأطفال الحمام؛ بل يجب أن يكون الإشراف له 3 أبعاد؛ أي: «الانتباه، والقرب، والاستمرارية». كما أن ثمة بُعداً رابعاً في عملية الإشراف، عندما يكون الأطفال الصغار جداً بالقرب من الماء، وهو إشراف بـ«اللمس» أو القرب إلى أقل من «طول الذراع.»

ولذا أضاف الباحثون: «نظراً إلى عدم موثوقية الاعتماد على (تطبيق) الإشراف، يُوصى بوضع حواجز مادية حيثما أمكن، لفصل الأشخاص المعرضين للخطر عن مخاطر المياه. وفي أستراليا، على سبيل المثال، ثبت أن السياج ذا الجوانب الأربعة حول حمامات السباحة السكنية، يقلل من غرق الأطفال الصغار بنسبة 83 في المائة. كما تدعم الأدلة العلمية أيضاً جدوى تعليم الأطفال كفاءة التعامل مع المياه؛ بما في ذلك تعليمهم مهارات السباحة الأساسية.

الإسعافات

وفي جانب الاستجابة الطارئة للغرق، قال الباحثون: «من الضروري تعزيز استجابتنا بطريقة منهجية لضحية الغرق. وفي تحليل نتائج 49 دراسة طبية، كانت مدة الغمر في الماء وزيادة مقدار العمر، مؤشرين على نوعية نتائج معالجة الغرق. ومع ذلك، لا تتوفر دراسات عشوائية مقارنة تتناول أياً من الموضوعات الثمانية المتعلقة بالغرق لدى المُصاب، والتي تتطلب تحديثاً، وهي: الإنعاش Resuscitation، وإدارة مجرى هواء التنفس Airway Management وإدارة إعطاء الأكسجين Oxygen Administration واستخدام جهاز مزيل الرجفان الخارجي الآلي AED، والإنعاش القلبي الرئوي CPR، واستراتيجيات التهوية Ventilation Strategies واستخدام الأكسجين الغشائي خارج الجسم Extracorporeal Membrane .Oxygenation وبروتوكولات الخروج من المستشفى

ولذا أضاف الباحثون: «هناك حاجة ملحة لمزيد من البحث العلمي الدقيق في كيفية إدارة معالجة الغرق. وفي مراجعة علمية جرت عام 2021، قال الباحثون إن هناك نقصاً في الأدلة العلمية عالية الجودة في جميع مراحل رحلة المريض بعد حادث الغرق؛ لا سيما في بيئة المستشفى.»

استشارية في الباطنية

10 حقائق عن الغرق

عند عرضها الجوانب الصحية المتعلقة بحوادث الغرق، قالت «المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)»: «في حين أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، يمكن لأي شخص أن يغرق. ولكن ليس بالضرورة أن يُؤدي الغرق إلى الوفاة». وأضافت الحقائق التالية عن حالات الغرق في الولايات المتحدة الأميركية:

الغرق سبب رئيسي لوفاة الأطفال. ولكل طفل يموت من الغرق Fatal Drowning يتلقى 8 أطفال رعاية الطوارئ بسبب الغرق غير المُميت. Non - Fatal Drowning

المشاركة في تلقي دروس السباحة يمكن أن تقلل من خطر الغرق بين الأطفال والشباب، خصوصاً الذين لا يتقنون السباحة.

 يموت عدد أكبر من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد و4 أعوام بسبب الغرق أكثر من أي سبب آخر للوفاة، باستثناء الإصابة بالعيوب الخلقية.

بالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد و14 عاماً، فإن الغرق هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة غير المتعمدة، بعد حوادث السيارات.

في الولايات المتحدة، هناك 11 حالة وفاة بسبب الغرق يومياً، و22 حالة أخرى يومياً لحالات الغرق غير المُميت.

الإصابات الناجمة عن الغرق Drowning Injuries غير المُميت، يمكن أن تُؤدي إلى مشكلات صحية طويلة الأمد، كالتلف في الدماغ ومشكلات صحية أخرى؛ بما في ذلك الإعاقة طويلة المدى. وكذلك يمكن أن تتسبب في إقامة مُكلفة في المستشفى.

أكثر من 40 في المائة من حالات الغرق التي يجري علاجها في أقسام الطوارئ، تتطلب إما دخول المستشفى وإما النقل لمرفق صحي آخر متقدم، لتلقي مزيد من الرعاية الطبية، (مقارنة بـ8 في المائة فقط لجميع إصابات الحوادث غير المقصودة الأخرى).

نحو 80 في المائة من الناس الذين يموتون من الغرق هم من الذكور. وقد يساهم العديد من العوامل في ارتفاع معدلات الغرق بين الذكور، بما في ذلك زيادة التعرض للمياه، وسلوكيات المخاطرة، وتعاطي الكحول.

الأشخاص الذين يعانون من الصرع، أكثر عرضة لخطر الغرق القاتل والغرق غير المميت من عامة السكان. وحوض الاستحمام في الحمام هو الموقع الأكثر شيوعاً للغرق لديهم. كما ترتبط الحالات الطبية الأخرى، مثل التوحد وأمراض القلب بزيادة خطر الغرق.

يمكن أن يزيد تناول بعض الأدوية من خطر الغرق، خصوصاً الأدوية النفسية التي توصف عادةً للاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والفصام... وغيرها من الحالات. ويمكن أن يكون ذلك بسبب الآثار الجانبية لهذه الأدوية، مثل صعوبة التفكير بوضوح وانخفاض المهارات الحركية.

خطوات الإسعافات الأولية لحالات الغرق

تقول «الجمعية الملكية لإنقاذ الحياة بأستراليا (RLSSA)»: «يمكن أن يكون الغرق مُميتاً أو غير مُميت. وأولئك الذين نجوا من حادث الغرق قد يستمرون في مواجهة بعض المشكلات الصحية مدى الحياة. ومن المهم فهم عملية الغرق وما يمكن فعله لمنعه. وعند الأطفال، قد يبدو الغرق مجرد لعب أثناء سباحتهم. ولا يميل الأطفال والبالغون إلى طلب المساعدة في المراحل الأولى من الغرق، وغالباً ما يكون الغرق صامتاً ويحدث بسرعة.»

وتفيد «المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة (NIH)» بأن معظم حالات الغرق يحدث على مسافة قصيرة من مناطق الأمان. والشخص الغارق لا يستطيع عادة أن يصرخ طالباً المساعدة. ولذا انتبه لعلامات الغرق، واشتبه في وقوع حادث غرق إذا رأيت شخصاً ما في الماء بكامل ملابسه، أو شخصاً يسبح بحركات سباحة غير متساوية.

وتضيف أن الإجراءات الفورية والإسعافات الأولية يمكن أن تمنع الموت، وأن هناك حالة «غرق» وحالة «قُرب الغرق (Near Drowning)» و«قُرب الغرق» يعني أن الشخص كاد يموت بسبب عدم قدرته على التنفس نتيجة الغمر تحت الماء. وإذا تم إنقاذ شخص من وضع شبه غرق، فإن الإسعافات الأولية والعناية الطبية السريعة مهمة للغاية.

ولخصت «المؤسسة» خطوات الإسعافات الأولية بالتالي:

عندما يغرق شخص ما، لا تُعرّض نفسك للخطر

استخدم حبل رمي متصلاً بجسم طافٍ، مثل حلقة نجاة أو سترة نجاة. اقذفها إلى الشخص، ثم اسحبها إلى الشاطئ

إذا توقف تنفس الشخص، فابدأ في إجراء التنفس الصناعي بأسرع ما يمكن

استمر في تمكين التنفس للشخص كل بضع ثوانٍ أثناء نقله إلى اليابسة

بمجرد وصولك إلى الأرض، أعطِ الإنعاش القلبي الرئوي CPR حسب الحاجة. وتحديداً، يحتاج الشخص إلى الإنعاش القلبي الرئوي إذا كان فاقداً للوعي ولا يتنفس، أو لا يمكنك الشعور بنبض لديه

توخَّ الحذر دائماً عند نقل شخص يغرق، خصوصاً بسبب احتمالات حدوث إصابات الرقبة والعمود الفقري

حافظ على هدوء الشخص وثباته. واطلب المساعدة الطبية على الفور

قم بإزالة أي ملابس باردة ومبللة عن الشخص وتغطيته بشيء دافئ؛ إن أمكن. هذا سوف يساعد في منع انخفاض حرارة الجسم

قد يسعل الشخص ويواجه صعوبة في التنفس بمجرد استئناف التنفس. طمأن الشخص حتى تحصل على المساعدة الطبية

وفي السياق نفسه، حذرت من القيام بالخطوات التالية:

لا تحاول الدخول إلى الماء والسباحة نحو الشخص الذي يغرق، إلا إذا كنت مدرباً على ذلك، وأن بإمكانك القيام بذلك دون تعريض نفسك للخطر.

لا تدخل في المياه العاصفة أو المضطربة التي قد تعرضك للخطر. بحسب ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط".

الغرق الجاف يهدد حياة الناس خارج الماء

مع اقتراب فصل الصيف وما يرافقه من ارتفاع لدرجات الحرارة، يصبح البحر وحمامات السباحة الملاذ الأول لعامة الناس، ومع إقبال الناس على الشواطئ والبحار، ترتفع أيضا نسبة تعرّض الأشخاص للغرق وتحديداً الأطفال، حيث يشكّل الغرق حسب منظمة الصحة العالمية، ثالث أهمّ أسباب الوفيات الناجمة عن الإصابات غير المتعمّدة في أنحاء العالم، بما نسبته 7 بالمئة من مجموع تلك الوفيات.

الغرق التقليدي والخبيث

ولكن ما يجهله الكثير من الناس هو أن للغرق نوعين، الأول هو "الغرق التقليدي" المعروف من قبل جميع الناس، والنوع الثاني وهو "خبيث" يحمل وصف "الغرق الجاف."

ويكشف الدكتور ربيع عيتاني، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن مصطلح "الغرق الجاف" ليس مصطلحا طبيا بل يأتي في الإطار التوصيفي للحادث، إذ يُطلق عليه الأطباء علمياً اسم "متلازمة ما بعد الانغماس".

وأوضح عيتاني أن "الغرق الجاف" هي الحالة التي يتوفى فيها الشخص بعد 24 ساعة أو أكثر من ابتلاعه أو استنشاقه للمياه، من دون أي علامات "حادة"، تُظهر أن الشخص يعاني من مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي.

حادثة عابرة

ويحدث "الغرق الجاف" عندما يتعرض شخص بالغ أو طفل، لحادثة غرق عابرة في حمام السباحة مثلاً، حيث أنه من الطبيعي أن يستنشق ويبتلع بعض الماء، وبمجرد أن يتم إنقاذ هذا الشخص من الماء ويتم التأكد من أنه يتنفس بشكل طبيعي، نظن أن الخطر قد زال وأن ما جرى مجرد حادث عرضي.

ولكن ما يحدث هنا هو أنه وبعد دخول الماء عن طريق الأنف أو الفم، ورغم عدم وصولها إلى الرئتين، تبدأ عضلات القصبة الهوائية وكرد فعل دفاعي بالانكماش تدريجياً، ثم يبدأ الجسم بحرمان نفسه من الأوكسجين تدريجياً، ليصل الشخص إلى الوفاة في حال لم يتم تدارك الوضع سريعاً.

بالمئة من حالات الغرق 2

أما الدكتور عادل خوري فيقول، في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الغرق الجاف" هو نتيجة عوامل معقدة، ورد فعل لا إرادي للجسم، مشيراً إلى أنه نادر الحدوث إذ يُشكل ما نسبته أقل من 2% من حالات الغرق في العالم ويصيب الأطفال خاصة.

وشدد خوري على أن "الغرق الجاف" يتطلب عناية فورية وإلا أصبح مميتاً، داعياً الأهل والبالغين إلى أن يكونوا مدركين لأي أعراض تظهر بعد حادثة غرق عابرة، مثل الشعور بالخمول الشديد والإعياء والسعال المستمر، بالإضافة الى الدوار والنعاس وألم الصدر وصعوبة التنفس، مما يعني أن الجسم لا يحصل على ما يكفي من الأوكسجين.

خداع الجسم

ووفقاً لخوري، فإن عدم الاستهتار بالعوارض المذكورة ونيل الرعاية الطبية في الوقت اللازم يسمح لجسم الإنسان بتخطي هذا "القاتل الخبيث"، الذي يعتمد على خداع الجسم، من خلال جعله يقوم بردّة فعل لا إراديَّة بحرمان نفسه من الأوكسجين ظناً منه أنه يغرق.

تعليم أطفالكم السباحة ينقذ حياتهم من الموت غرقا

    372.000شخص يموتون غرقا سنويا حول العالم؛ هذه الحصيلة أعلنتها مؤخرا منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن الغرق يصنف ثالث أسباب الموت. وتتقرح المنظمة الدولية وسائل للحد من الموت غرقا منها تعليم الأطفال السباحة وطرق الإغاثة.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أغلب حالات الموت غرقا تحدث في البلدان ذات الدخل المحدود، التي تقع أغلبها في إفريقيا، بالإضافة إلى جنوب شرق آسيا. أما عن الفئة الأكثر عرضة لخطورة الموت غرقا فهي حسب التقرير الذي أصدرته المنظمة الأطفال دون سن الخامسة ووفي مرحلة الشباب.

ويقول الدكتور ايتيان كخيغ، عضو بالمنظمة حسب ما نشرته الصحيفة الفرنسية Le Figaro إن "حالات الغرق أمر طبيعي قد تحدث في حوض الاستحمام كما في بركة السباحة إلا أنه من غير المقبول أن يفقد مئات الآلاف من الناس حياتهم بهذه الطريقة. "

وللحد من مخاطر الموت غرقا، تقترح منظمة الصحة العالمية في تقريرها عدة طرق أهمها تثبيت الحواجز لضبط تدفق المياه، تخصيص أماكن آمنة للأطفال مثل الروض، تعليم الأطفال أبجديات السباحة وتعليم الشباب طرق الإغاثة والإنعاش في حال الغرق. بسحب موقع "دويتشه فيله".

نصائح لمنع حوادث غرق الأطفال: 5

احرص على مراقبة الأطفال قرب المسبح -

تأكد من توفر أدوات السباحة الآمنة للأطفال -

تعلم الطرق الصحيحة لإسعاف الطفل -

تأكد من وجود عوازل تمنع وصول الطفل إلى المسبح -

تأكد من ارتداء الأطفال سترات النجاة على الشواطئ -

اضف تعليق