أخذ شكل الشبكة الاجتماعية بالتغيّر سريعاً، مع سحب العلامات الزرقاء التي كانت تُمنح منذ سنوات بمجرد التحقق من هوية المستخدم، وفق شروط معينة بينها شهرة صاحب الحساب. وبذلك اختفت العلامة الزرقاء من حسابات شخصيات ومن حسابات الكثير من المسؤولين، لكن بعضهم حصل على علامة التوثيق الرمادية المخصصة للحسابات...
ما القاسم المشترك بين البابا فرنسيس ودونالد ترامب وبيونسيه؟ جميعهم فقدوا العلامة الزرقاء لتوثيق حساباتهم على تويتر، بعدما نفذّت المنصة المملوكة لإيلون ماسك تهديدها بسحب هذه الشارة الشهيرة من أي حساب لا يدفع صاحبه مقابل التوثيق.
ولكن بعد ما أثاره نظام التوثيق الجديد عبر تويتر من تململ لدى المستخدمين حول العالم عند بدء تطبيقه قبل أيام، بدا الوضع أكثر تعقيداً السبت مع عودة العلامات الزرقاء الشهيرة إلى حسابات بعض الوسائل الإعلامية أو الشخصيات، حتى من دون موافقة أصحابها.
وغرد مغني الراب الأميركي ليل ناس إكس، الذي تظهر على حسابه علامة التوثيق الزرقاء، "أقسم بأني لم أدفع مقابل الاشتراك بـ+تويتر بلو+، ستشعرُ بغضبي يا +رجل تيسلا+" (في إشارة إلى إيلون ماسك الذي يملك أيضا الشركة المتخصصة في السيارات الكهربائية).
وبعدما كانت سابقاً مجانية وتشكل ضمانة لأصالة الحسابات وشهرة أصحابها، باتت العلامة الزرقاء تعني أن المستخدم مشترك في "تويتر بلو" (مقابل 8 دولارات شهرياً)، وأنه تم التحقق من رقم هاتفه بواسطة النظام الأساسي.
وفقدت الحسابات التي كانت تحمل الشارة الزرقاء القديمة هذه العلامة، لدى المستخدمين الذين لم يدفعوا مقابل الخدمة الجديدة، عملاً بالاستراتيجية التي وضعها إيلون ماسك خلال الشتاء للتحقق من الحسابات وتحقيق إيرادات إضافية.
لكنّ جزءاً ضئيلاً من أصحاب العلامات الزرقاء القديمة، أي أقل من 5% من 407 آلاف حساب معني، اشتركوا بـ"تويتر بلو"، وفق الباحث ترافيس براون.
وخلال يومي الجمعة والسبت، وجد عدد متزايد من الشخصيات العلامة الزرقاء مرفقة بحساباتهم، على ما يبدو من دون اتخاذ أي إجراء من جانبهم، مثل الكاتب ستيفن كينغ، أو بطل الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة ليبرون جيمس، أو الرئيس السابق دونالد ترامب.
وكتبت الصحافية المتخصصة في شؤون التكنولوجيا كارا سويشر على تويتر "كلا تعني كلا يا رفاق"، موضحة أن حسابها تعرض لـ"توثيق قسري" من دون "موافقتها".
وبعد ساعة من إعلانها أنها لن تدفع "ثمانية دولارات شهرياً مقابل علامة زرقاء وأدوات تافهة"، أضافت سويشر "يحتاج الناس إلى أن يعرفوا: هل يحبني إيلون لشخصي أم من أجل الـ1,49 مليون متابع على حسابي؟".
وقد حرص الكثير من المستخدمين الذين وُثقت حساباتهم رغماً عنهم على التأكيد بأن لا علاقة لهم بالموضوع، بعدما باتت العلامة المثيرة للجدل رمزاً لدعم إيلون ماسك.
وقال الكاتب ريك ويلسون "يرجى ملاحظة أنني لم أشترك في +تويتر بلو+، على الرغم من ظهور العلامة الزرقاء مجدداً (على حسابي) لسبب غامض".
كذلك كتب الخبير الاقتصادي التقدمي الحائز جائزة نوبل بول كروغمان، الذي سخر من "اندفاع إيلون ماسك الخارج عن السيطرة" في تموز/يوليو الماضي، السبت "ليست لدي أي علاقة بالأمر وأنا بالتأكيد لا أدفع".
وردّ رئيس تويتر وتيسلا وسبايس اكس، بصورة تظهر طفلاً ملطخاً بصلصة الطماطم، وهو يبكي أمام طبق من المعكرونة ويرتدي مريلة عليها علامة التوثيق الزرقاء.
وكان ماسك قد أشار إلى أنه "دفع بنفسه مقابل بعض الاشتراكات".
توثيق حسابات لأموات
وحصلت حسابات لأشخاص متوفين، مثل الشيف الأميركي الشهير أنتوني بوردان، على الشارة الزرقاء الجديدة.
كما ظهرت العلامة على حسابات رسمية عدة تابعة لوسائل إعلامية، بما يشمل حتى صحيفة نيويورك تايمز التي فقدت علامة التوثيق في أوائل نيسان/أبريل بعد أن وصف إيلون ماسك المعلومات التي تنشرها بأنها من ضروب "الدعاية".
وتظهر على حسابات بعض المؤسسات الإخبارية الكبرى شارة ذهبية مخصصة "للمنظمات التي تم التحقق منها" والتي تدفع ما لا يقل عن ألف دولار شهرياً.
لكنّ الإذاعة الأميركية العامة (ان بي ار) ومجموعة "سي بي سي - راديو كندا" الإعلامية الكندية العامة لم تستأنفا التغريد بعد.
وعلقت هاتان المؤسستان الإعلاميتان أخيراً أنشطتهما على تويتر احتجاجاً على العلامات التي أرفقتها الشبكة بحساباتهما، إذ صنفتهما بأنهما من "وسائل الإعلام الممولة من الحكومة" أو "التابعة للدولة"، وهي مصطلحات كانت محفوظة سابقاً لوسائل الإعلام غير المستقلة الممولة من الحكومة.
وأزالت المنصة المملوكة من إيلون ماسك هذه العلامات، حتى عن حسابات الوكالة الصينية الرسمية "شينخوا" (الصين الجديدة) أو "ار تي" الروسية.
وسألت كارا سويشر "هل كان الغرض الحقيقي من كل هذه الضجة بشأن (الإذاعة الأميركية العامة) +ان بي ار+ مساعدة الصين وروسيا؟"، مضيفة "يبدو أنه من خلال إزالة العلامات من وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة، تساعد تويتر في الدعاية" السياسية لهذه الأنظمة.
ولم تتواصل وكالة فرانس برس مع تويتر، بعدما بات رد الشبكة الرسمي على وسائل الإعلام يقتصر على رسالة تلقائية تحمل رمزاً تعبيراً على شكلة كومة براز.
شكل تويتر يتغير سريعا
وقد أخذ شكل الشبكة الاجتماعية بالتغيّر سريعاً، مع سحب العلامات الزرقاء التي كانت تُمنح منذ سنوات بمجرد التحقق من هوية المستخدم، وفق شروط معينة بينها شهرة صاحب الحساب.
وبذلك اختفت العلامة الزرقاء من حسابات شخصيات مثل جاستن بيبر وكريستيانو رونالدو وبيل غيتس أو ليدي غاغا، وكذلك من حسابات الكثير من الصحافيين والأساتذة الجامعيين والناشطين، بمن فيهم حتى جاك دورسي، مؤسس تويتر.
على الجانب السياسي، سُحبت علامة التوثيق الزرقاء من حسابات الكثير من المسؤولين، لكن بعضهم حصل على علامة التوثيق الرمادية المخصصة للحسابات الحكومية أو بعض المنظمات. وهذه حالة كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأميركي.
وباتت العلامة الزرقاء تشير حاليا إلى المستخدمين الذين يدفعون ثمانية دولارات شهرياً للحصول على هذه الشارة ومزايا أخرى (زيادة الرؤية للحسابات، وامتيازات تقنية، وإعلانات أقل)، مثل دونالد ترامب جونيور أو دالاي لاما.
وغرّد ماركيس براونلي، وهو صانع محتوى لديه ستة ملايين متابع، عبر حسابه "أعلم أني سأتلقى انتقادات لأني احتفظت بالعلامة الزرقاء، لكن لا بأس، أحتاج إلى خاصية تعديل التغريدات".
وأبدى آخرون استغرابهم إزاء هذه الخطوة، على غرار الكاتب الشهير ستيفن كينغ الذي يتابعه سبعة ملايين حساب.
وكتب عبر المنصة الخميس "حسابي على تويتر يذكر أني اشتركت بخدمة +تويتر بلو+. هذا خطأ. حسابي على تويتر يقول إني أعطيت رقم هاتفي (للتوثيق). هذا خطأ".
فرد عليه إيلون ماسك بتغريدة كتب فيها "لا شكر على واجب".
وأشار رئيس تويتر في تغريدة أخرى إلى أنه "يدفع شخصياً مقابل بعض الاشتراكات".
وحصل تغيير آخر مثير للجدل على تويتر، إذ سُحبت علامتا "وسائل إعلام تابعة للدولة" و"وسائل إعلام ممولة من الحكومة" من حسابات مؤسسات إعلامية حول العالم، على غرار الإذاعة العامة الأميركية (ان بي ار) التي أوقفت نشاطها على تويتر أخيرا احتجاجاً على إلصاق هذا التصنيف على حسابها.
وتوضح تويتر عبر صفحة "مركز المساعدة" الخاصة بها "لا يتم تعريف المؤسسات الإعلامية التي تمولها الدولة والتي تتمتع باستقلالية تحريرية، مثل BBC (بي بي سي) في المملكة المتحدة أو NPR (ان بي ار) في الولايات المتحدة على سبيل المثال، على أنها وسائل إعلام تابعة للدولة".
وكانت صفحة "تويتر فيريفايد"، الحساب الخاص بالاشتراكات المدفوعة بخدمة "تويتر بلو"، قد حذرت بأن الشبكة الاجتماعية ستسحب في اليوم التالي علامات التوثيق الزرقاء التي حصل أصحابها عليها قبل شراء إيلون ماسك لتويتر نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضح الحساب الرسمي بأن "الأفراد يجب أن يشتركوا بـ+تويتر بلو+ هنا إذا ما أرادوا الحفاظ على توثيق حسابهم على تويتر".
ولم يتم اختيار يوم 20 نيسان/ابريل عشوائياً لتنفيذ هذه الخطوة، إذ يرمز هذا التاريخ بصيغته الأميركية (4/20) إلى الحشيشة في الولايات المتحدة. ودأب ماسك، رئيس "تيسلا" و"سبايس اكس"، على إطلاق النكات حول هذا الموضوع، لدرجة أنه اشترى المنصة بسعر 54,20 دولاراً للسهم.
السلطة للشعب؟
واضطر الملياردير إلى تأخير إطلاق "تويتر بلو" مرات عدة، مثيراً الارتباك والفوضى على الشبكة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أكد ماسك رغبته في "إعطاء مزيد من السلطة للشعب" وإسقاط "نظام المالكين والقرويين الحالي، بين من لديهم العلامة الزرقاء ومن ليس لديهم إياها".
وقال "رسائل الحسابات الموثقة ستُنشر بصورة افتراضية"، فيما التغريدات العائدة لأشخاص لم يدفعوا مقابل التوثيق ستُعامَل مثل البريد غير المرغوب فيه (spam) في علب البريد الإلكتروني، وهو ملف "يمكن الاطلاع عليه رغم كل شيء".
ومن شأن الاشتراك أيضاً وفق ماسك المساهمة في التصدي للحسابات الزائفة أو المؤتمتة، وتنويع المداخيل، فيما ابتعدت علامات تجارية كثيرة عن المنصة.
فبين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الثاني/يناير، توقف ما يقرب من نصف المعلنين الرئيسيين الـ30 على تويتر عن شراء مساحات إعلانية عبر المنصة، وفق "باثماتيكس".
وقالت المحللة لدى "إنسايدر إنتلجنس" جاسمين إنبرغ الأسبوع الماضي إن العلامات التجارية تتجنب الإنفاق على منصة "تسيطر عليها الفوضى والتغييرات العشوائية والضبابية".
وتوقعت شركة الدراسات هذه أن تتراجع إيرادات تويتر 28% هذا العام، فيما قد لا تعوض اشتراكات "تويتر بلو" العائدات الفائتة، وفق المحللة.
وأشارت إلى أن "العلامة الزرقاء لم تعد ضمانة للمصداقية" مذ بات في إمكان أي كان الاستحصال عليها بمجرد دفع ثمنها.
وسائل الإعلام التابعة للدولة
كما أسقطت تويتر علامتي "وسائل إعلام تابعة للدولة" و"وسائل إعلام ممولة من الحكومة" من حسابات مؤسسات إعلامية حول العالم، بحسب تقييم أجرته وكالة فرانس برس الجمعة للكثير من الصفحات البارزة على المنصة.
وتبيّن لوكالة فرانس برس بحسب هذا التقييم أنّ وسائل إعلام رئيسية كثيرة من الدول الغربية وروسيا والصين وبلدان أخرى، فقدت هذه العلامات التي كانت مرفقة بحساباتها.
واختفت العلامة الزرقاء من حسابات شخصيات مثل جاستن بيبر وكريستيانو رونالدو وبيل غيتس أو ليدي غاغا، وكذلك من حسابات الكثير من الصحافيين والأساتذة الجامعيين والناشطين، بمن فيهم حتى جاك دورسي، مؤسس تويتر.
على الجانب السياسي، سُحبت علامة التوثيق الزرقاء من حسابات الكثير من المسؤولين، لكن بعضهم حصل على علامة التوثيق الرمادية المخصصة للحسابات الحكومية أو بعض المنظمات. وهذه حالة كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب الأميركي.
واعترضت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) على تسمية جديدة تصفها بأنها "وسيلة إعلام ممولة من الحكومة" على أحد حساباتها الرئيسية على تويتر.
وتقول بي بي سي إنها تتحدث إلى شركة التواصل الاجتماعي حول التصنيف على حساب @BBC "لحل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن".
وأصدرت بيانا قالت فيه: "بي بي سي كانت، وستظل دائما، مستقلة. نحصل على تمويلنا من الجمهور البريطاني من خلال رسوم الترخيص".
وعندما أبرزت بي بي سي نيوز لرئيس موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن الهيئة ممولة من رسوم الترخيص، رد ماسك في رسالة بريد إلكتروني، متسائلاً: "هل تصنيف تويتر لها دقيق؟"
وبدا أنه يشير إلى أنه يفكر في تقديم تسمية من شأنها أن ترتبط "بمصادر التمويل الدقيقة".
وليس من الواضح إن كان هذا ينطبق على وسائل الإعلام الأخرى أيضا.
وكتب ماسك في رسالة بريد إلكتروني منفصلة تسعى إلى توضيح تعليقاته السابقة: "نحن نهدف إلى أقصى قدر من الشفافية والدقة. وربما يكون الارتباط بالملكية ومصدر التمويل منطقيا. أعتقد أن المؤسسات الإعلامية يجب أن تكون مدركة لذاتها وألا تدعي زورا الغياب التام للتحيز".
وأضاف: "جميع المنظمات لديها تحيز، وهذا واضح لدى بعضها أكثر من غيرها. ويجب أن أشير إلى أنني أتابع بي بي سي نيوز على تويتر، لأنني أعتقد أنها من بين الأقل تحيزا."
وتحدد الحكومة رسوم الترخيص السنوية البالغة 159 جنيهاً إسترلينياً (197 دولاراً)، المطلوبة بموجب القانون لمشاهدة البث التلفزيوني المباشر، أو البث المباشر في بريطانيا، لكن تدفعها الأسر البريطانية الفردية.
ورغم أن حساب @BBC، الذي يتابعه 2.2 مليون متابع، قد صنف بهذا الشكل، فإن الحسابات الأكبر بكثير المرتبطة بأخبار بي بي سي والإنتاج الرياضي لا توصف حالياً بالطريقة نفسها.
وينشر هذا الحساب بشكل أساسي تحديثات حول البرامج التلفزيونية والبرامج الإذاعية والبودكاست وغيرها من المواد غير الإخبارية التي تنتجها هيئة الإذاعة البريطانية.
ويرتبط التصنيف بصفحة على موقع المساعدة الخاص بتويتر تقول إن "حسابات وسائل الإعلام التابعة للدولة" تُعرف بأنها "منافذ تمارس فيها الدولة السيطرة على المحتوى التحريري من خلال الموارد المالية والضغوط السياسية المباشرة أو غير المباشرة و/أو السيطرة على الإنتاج والتوزيع".
وبصفتها هيئة الإذاعة الوطنية في المملكة المتحدة، تعمل بي بي سي من خلال ميثاق ملكي متفق عليه مع الحكومة.
وينص ميثاق بي بي سي على أن الشركة "يجب أن تكون مستقلة"، لا سيما فيما يتعلق بـ"القرارات التحريرية والإبداعية، والأوقات والطريقة التي يتم بها تقديم إنتاجها وخدماتها، وفي إدارة شؤونها".
ويأتي تصنيف تويتر الجديد لحساب بي بي سي بعدما فعل الشيء نفسه مع هيئة الإذاعة العامة الأمريكية "إن بي آر".
في البداية وصفت شركة التواصل الاجتماعي "إن بي آر" بأنها "وسيلة إعلامية تابعة للدولة" - وهي تسمية أعطيت لمنافذ أخرى، بما في ذلك روسيا اليوم الروسية وشينخوا الصينية.
وتم تغيير التصنيف لاحقاً إلى نفس علامة "وسائل إعلام ممولة من الحكومة" المطبقة الآن على حساب @BBC. وقالت "إن بي آر" إنها ستتوقف عن التغريد من الحساب ما لم يتم تعديل التصنيف.
وجمعت رسوم الترخيص 3.8 مليار جنيه إسترليني (4.7 مليار دولار) في عام 2022 لهيئة الإذاعة البريطانية، وهو ما يمثل حوالي 71 في المئة من إجمالي دخل بي بي سي البالغ 5.3 مليار جنيه إسترليني - والباقي يأتي من أنشطتها التجارية وغيرها من الأنشطة مثل المنح وإيرادات الإيجار.
كما تتلقى بي بي سي أكثر من 90 مليون جنيه إسترليني سنوياً من الحكومة لدعم الخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية، والتي تخدم في الغالب الجماهير غير البريطانية.
انهيار الشبكات الاجتماعية
وخلال جلسة أسئلة وأجوبة على منصة تويتر، أوضح إيلون ماسك عشية اعتماد التوثيق المدفوع اعتبارا من الأول من نيسان/أبريل، أن "التحدي الأكبر هنا يكمن في أنه من السهل جدا إنشاء عشرة آلاف أو مئة ألف حساب مزيف على تويتر بواسطة جهاز كمبيوتر واحد وتقنية ذكاء اصطناعي معاصرة".
وأضاف "لهذا لا يمكن إجراء هذا التحقق إلا باستخدام رقم الهاتف وبطاقة الائتمان، وتوقعي هو أن الشبكات الاجتماعية المزعومة التي لن تفعل ذلك ستنهار".
هذا، ويسعى رجل الأعمال الأمريكي أيضا لإيجاد طريقة لتوليد إيرادات لشركة يقول إنها فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ الاستحواذ عليها بأكثر من 40 مليار دولار.
ويثير هذا التطور تساؤلات كثيرة بين الشركات والمشاهير والسياسيين والصحافيين الذين يستخدمون تويتر كإحدى وسائل الاتصال الرئيسية ويعتمدون على علامة التوثيق الزرقاء كدليل على مصداقيتهم.
كما يطرح هذا التغيير مسألة المحتالين والمخادعين الذين سيدفعون مقابل الحصول على علامة توثيق لكن لحسابات مزيفة. ففي الولايات المتحدة، تبلغ تكلفة الاشتراك، المسمى "تويتر بلو"، ثمانية دولارات شهريا، و 11 دولارا من خلال متجر تطبيقات "آبل".
وقد أصبحت العلامة الزرقاء منذ إطلاقها عام 2009، عنصرا أساسيا في جعل الشبكة الاجتماعية منتدى موثوقا للكثير من المستخدمين.
لكن غالبا ما اعتبر إيلون ماسك هذه العلامة بمثابة شكل من أشكال الفصل الرقمي، وكانت إتاحة العلامة الزرقاء لأي شخص يرغب في دفع ثمنها من أول القرارات التي اتخذها الملياردير عندما اشترى الشبكة الاجتماعية العام الماضي.
ورغم ذلك، لم تكلل هذه الخطوة بالنجاح، إذ أدى إطلاق الإصدار الأول من الاشتراك إلى موجة من الحسابات المزيفة، انتحل بعضها أحيانا شخصية إيلون ماسك نفسه، ما أجبره على التراجع عن الخطوة التي دفعت معلنين كثيرين إلى وقف التعاون مع المنصة وفقدان تويتر إيرادات طائلة.
أما في الوقت الحالي، فتصعب معرفة ما إذا كان النظام الجديد سيُعتمد على نطاق واسع أم لا. فالبيت الأبيض مثلا، والذي سيحتفظ برمز خاص كجهة حكومية، قال إنه لن يدفع مقابل حسابات موظفيه، وفق ما أفاد موقع "أكسيوس" المتخصص.
ومن جهتها، تتريث غالبية وسائل الإعلام والشركات لترى كيف ستسير الأمور قبل أن تقرر ما إذا كنت ستدفع ألف دولار شهريا أم لا، و50 دولارا إضافيا لكل حساب، في الولايات المتحدة.
وقال ماسك في تغريدة على تويتر: "نظام الأعيان والفلاحين الحالي على تويتر لمن لديه أو ليس لديه علامة زرقاء هو هراء. القوة للناس! العلامة الزرقاء مقابل 8 دولارات شهريا"، قائلا إن السعر سيتم تعديله حسب القوة الشرائية في كل بلد.
وتعني علامة التحقق الزرقاء بجوار اسم مستخدم الشخص على منصة التواصل الاجتماعي أن تويتر تأكد من أن الحساب يخص
واشترى الملياردير ماسك تويتر مقابل 44 مليار دولار. ومنذ استكمال صفقة الشراء، تحرك ماسك بسرعة لوضع بصمته على الشركة، وأقال رئيسها السابق ومسؤولين كبار آخرين.
وقال ماسك إن المشتركين الذين لديهم علامات التحقق الزرقاء سيحصلون على الأولوية في الردود والإشارات والبحث وسيكونون قادرين على نشر مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية أطول، كما سيشاهدون نصف عدد الإعلانات.
وتأتي تعليقات ماسك في أعقاب تقارير إعلامية أفادت بأنه كان يدرس عملية التحقق من الحسابات وكيفية إعطاء العلامات الزرقاء.
وقال أكثر من 80% من مستخدمي تويتر الذين شاركوا في استطلاع في الآونة الأخيرة إنهم لن يدفعوا أموالا مقابل العلامة الزرقاء. وقال حوالي 10% إنهم على استعداد لدفع 5 دولارات شهريا.
ولدى تويتر بالفعل خدمة اشتراك تسمى (تويتر بلو)، والتي تم إطلاقها في حزيران/ يونيو من العام الماضي وتوفر الوصول إلى ميزات مثل تعديل التغريدات.
اضف تعليق