الخطاب أصبح مع أصحاب الجنَّة والطي كشحاً عن أصحاب النار، ويبدو أنّ أصحاب الجنَّة يسترقون النظر إلى مآل أصحاب النار وقد أرهقوهم في حياتهم الدنيا فما هو مآلهم؟ فجاء الخطاب من الرجال أصحاب الأعراف ففوق اطمئنانهم بالسلام من هول القيامة جاءت تسليتهم بعدم دخول أعدائهم معهم في الجنة وإن طمعوا بها...

المقدِّمة:

 الحمد لله على مننه التي أسبغها على عباده، وله الشكر على آلائه التي أكرم بها خلقه دون أن ينظر إلى أعمالهم، والصلاة والسلام على خير من وطئ الثرى، وبلغ موضعاً لم يبلغه قبله نبي مرسل ولا ملك مقرَّب، دنى فتدلَّى فكان قاب قوسين أو أدنى، عند سدرة المنتهى، ورأى من آيات ربه الكبرى التي اختصه بها الله دون الورى، وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس ولم يدع للدنس إليهم من سبيل.

وبعد..

 إذا منَّ الله على باحث في العلوم الدينية؛ وفقه للدخول إلى جنات القرآن الكريم ليشمَّ أريج الجمال اللغوي والعلمي ليزداد إيماناً مع إيمانه، فيحير إلى أي روضة يدخل؟! وإلى أي شجرة يقصد؟؟ وإلى أي ثمرة يجني؟!، وقد وكَّلَ الله تعالى على هذه الجنات فلَّاحين وأمر الناس بقصدهم لجني الثمار الناضج والنافع، فإن دخل شخصٌ إليها دون رجوعه إلى وكلائها؛ كانَ سارقاً ومتسوِّراً، نعم: سيجني مما بسطه الله تعالى للناس ولكنَّه لا يعرف الثمر اليانع أو المفيد أو الضار، وأيُّ ثمرة أصابها وابلٌ وأي ثمرة ناضجة للقطف، لذا لا يعرف الزرع إلَّا أهله.

سبب اختيار العنوان

 كتاب الله عزَّ وجل خزينة علمية ومنظومة حياتية متكاملة لا يدنو إليها الشك أو الريب، وإيماناً منَّا بقصدية الحركة والصوت والتركيب اللفظي والتركيب الجملي ومنه إلى العبارة وإلى النص... ومن دون اختيار فتحنا الجزء الثالث من البرهان الشريف فخرجت لنا الآية (46) من سورة الأعراف المباركة وهي قوله تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ)، فوقع عليها الاختيار.

الصعوبات التي واجهة البحث

 أمَّا الصعوبات التي واجة البحث تكمن في الإيلاج الإبتدائي إلى تفسير الآيات المباركة في منظومة أهل البيت المعرفية، فكانت العملية فيها من الصعوبة الكثير لأنَّنا نتعامل مع الثقلين.

أهم الروافد المعرفية للبحث

 وكانت الروافد المعرفية التي أغنت البحث منها تفسيرية مثل: (تفسير علي بن إبراهيم القمي) و(تفسير فرات الكوفي) و(تفسير البرهان) وغيرها، وكذلك كتب الحديث التي فسَّرت الآية المباركة في قول أهل البيت (عليهم السلام) مثل: (كتاب الكافي) و(كتاب بصائر الدرجات) و(كتاب بحار الأنوار) وغيرها، فكانت هذه المصادر هي المرجعيات الثقافية التي استعان البحث بها واستقى مادَّته الخام منها.

خارطة البحث

فكانت خارطة طريق البحث منقسمة على مطالب عدَّة وخاتمة.

 1- تصنيف الآية المباركة:

2- ذكر الروايات الواردة في تفسير الآية المباركة.

3-التفسير والتأويل في آية الأعراف.

4- تحليل النص المقدَّس.

وانتهى البحث بخاتمة حوت أبرز النتائج التي توصل إليها البحث.

آية الأعراف في تفسير أهل البيت عليهم السلام

قال تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ)(الأعراف/46).

تصنيف الآية

 تُصنَّف الآية المباركة بحسب قراءتها من آيات الترغيب والترهيب وهي من الصنف الثنائي والخاص بقول الإمام (عليه السلام) ما نزل فينا وفي أعدائنا وكذلك ثنائية الجنة والنَّار.

الروايات الواردة في تفسير آية الأعراف المباركة

روايات علي بن ابراهيم القمي: جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي قوله: ((قَالَ الصَّادِقُ ع‏: كُلُّ أُمَّةٍ يُحَاسِبَهَا إِمَامُ زَمَانِهَا- وَيَعْرِفُ الْأَئِمَّةُ أَوْلِيَاءَهُمْ وَأَعْدَاءَهُمْ بِسِيمَاهُمْ- وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: «وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏» وَهُمُ الْأَئِمَّةُ «يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏» فَيُعْطُونَ أَوْلِيَاءَهُمْ كِتَابَهُمْ بِيَمِينِهِمْ- فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ- وَيُعْطُونَ أَعْدَاءَهُمْ كِتَابَهُمْ بِشِمَالِهِمْ فَيَمُرُّونَ إِلَى النَّارِ بِلَا حِسَابٍ- فَإِذَا نَظَرَ أَوْلِيَاؤُهُمْ فِي كِتَابِهِمْ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمْ‏ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ- إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ- فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أي مَرْضِيَّةٍ- فَوُضِعَ الْفَاعِلُ مَكَانَ الْمَفْعُول))(1).

روايات بصائر الدرجات): وجاء في بصائر الدرجات قول الصفار رحمه الله:

((1-حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ الْهِلْقَامِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَ‏ وَعَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ قَالَ نَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ الْأَئِمَّةُ مِنَّا يَعْرِفُونَ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ وَمَنْ‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَمَا تُعْرَفُونَ فِي قَبَائِلِكُمْ الرَّجُلُ مِنْكُمْ يَعْرِفُ مَنْ فِيهَا مِنْ صَالِحٍ أَوْ طَالِحٍ.

2- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع وَ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع‏ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ.

3- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَنِ الْهِلْقَامِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ‏ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ‏ قَالَ أَ لَسْتُمْ تُعَرِّفُونَ عَلَيْكُمْ عَرِيفاً عَلَى قَبَائِلِكُمْ لِتَعْرِفُوا مَنْ فِيهَا مِنْ صَالِحٍ أَوْ طَالِحٍ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَنَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ الَّذِينَ‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏.

4- حَدَّثَنَا الْمُنَبِّهُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ قَالَ يَا سَعْدُ آلُ مُحَمَّدٍ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَهُمْ وَ أَنْكَرُوهُ وَ أَعْرَافٌ لَا يُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِهِمْ.

5- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ‏ وَ َلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ قَالَ أُنْزِلَتْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الرِّجَالُ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ فَالْأَعْرَافُ قَالَ صِرَاطٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَمَنْ شَفَعَ لَهُ الْأَئِمَّةُ مِنَّا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُذْنِبِينَ نَجَا وَ مَنْ لَمْ يَشْفَعُوا لَهُ هَوَى.

6- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع جَالِساً فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع‏ الْأَعْرافُ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِينَ لَا يُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا وَنَحْنُ الْأَعْرَافُ نُوقَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ وَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَوْ شَاءَ لَعَرَّفَ النَّاسَ حَتَّى يَعْرِفُوهُ وَ يُوَحِّدُوهُ وَ يَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ وَ لَكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِيلَهُ وَ بَابَهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ.

7- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنَانٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَ إِلَى الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص‏ وَ هُوَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ بَعْدِي أَوْ قَالَ مِنْ بَعْدِكَ أَعْرَافٌ لَا يُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِكُمْ وَ أَعْرَافٌ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ.))(2).

روايات فرات الكوفي: عن فرات الكوفي قال: ((فُرَاتٌ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ مُعَنْعَناً عَنِ الْأَصْبَغِ [أَصْبَغَ‏] بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَجَاءَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى [عَزَّ وَ جَلَ‏] لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى‏ وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ الْبُيُوتُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُؤْتَى [تُؤْتَى‏] مِنْ‏ أَبْوَابِهَا وَ نَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ بَيْتُهُ [وَ بُيُوتُهُ‏] الَّذِي [الَّتِي‏] يُؤْتَى مِنْهُ فَمَنْ يأتينا [يَأْتِنَا] وَ آمَنَ بِوَلَايَتِنَا فَقَدْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَقَدْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ‏ وَعَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ فَقَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِأَسْمَائِهِمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِينَ لَا يُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نُوقَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ لَوْ شَاءَ عَرَّفَ النَّاسَ نَفْسَهُ حَتَّى يَعْرِفُوا حَدَّهُ وَ يَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ وَ لَكِنَّا جُعِلْنَا أَبْوَابَهُ وَ شراط رسله [وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِيلَهُ‏] وَ بَابَهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ قَالَ فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَايَتِنَا وَ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَإِنَّهُمْ [وَإِنَّهُمْ‏] عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ‏ فَلَا سَوَاءٌ [سوى‏] مَا اعْتَصَمَ بِهِ الْمُعْتَصِمُونُ وَ لَا سَوَاءٌ مَا اعْتَصَمَ بِهِ النَّاسُ وَ لَا سَوَاءٌ حَيْثُ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ فَإِنَّمَا ذَهَبَ النَّاسُ إِلَى عُيُونٍ كَدِرَةٍ يَفْرُغُ [يفزع‏] بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَيْنَا إِلَى عُيُونٍ صَافِيَةٍ تَجْرِي [يَجْرِي‏] عَلَيْهِمْ بِإِذْنِ اللَّهِ [تَعَالَى‏] لَا انْقِطَاعَ لَهَا وَ لَا نَفَادَ.))(3)

روايات العياشي: تفسير العيَّاشي: ((عن هلقام عن أبي جعفر ع قال‏ سألته عن قول الله «وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏» ما يعني بقوله «وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏» قال: أ لستم تعرفون عليكم عرفاء على قبائلكم- ليعرفون‏ من فيها من صالح أو طالح قلت: بلى، قال فنحن أولئك الرجال- الذين‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُم.

وعن الطيار عن أبي عبد الله ع قال‏ قلت له: أي شيء أَصْحابُ الْأَعْرافِ‏ قال: استوت الحسنات والسيئات- فإن أدخلهم الجنة فبرحمته، وإن عذبهم لم يظلم))(4).

روايات الكليني: روى الشيخ محمد بن يعقوب الكليني عن((الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مُقَرِّنٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ‏ جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ فَقَالَ نَحْنُ عَلَى الْأَعْرَافِ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ وَنَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِي لَا يُعْرَفُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا وَنَحْنُ الْأَعْرَافُ يُعَرِّفُنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاطِ فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَأَنْكَرْنَاهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَوْ شَاءَ لَعَرَّفَ الْعِبَادَ نَفْسَهُ وَلَكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَصِرَاطَهُ وَسَبِيلَهُ وَ الْوَجْهَ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَايَتِنَا أَوْ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَإِنَّهُمْ‏ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ‏ فَلَا سَوَاءٌ مَنِ اعْتَصَمَ النَّاسُ بِهِ‏ وَ لَا سَوَاءٌ حَيْثُ ذَهَبَ النَّاسُ إِلَى عُيُونٍ كَدِرَةٍ يُفْرَغُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَيْنَا إِلَى عُيُونٍ صَافِيَةٍ تَجْرِي بِأَمْرِ رَبِّهَا لَا نَفَادَ لَهَا وَ لَا انْقِطَاعَ.))(5)

وغيرها من الروايات الشريفة الواردة في تفسير آية الأعراف المباركة.

التفسير والتأويل في آية الأعراف المباركة

كما تقدَّم في محاضرات سماحة السيد مرتضى جمال الدين حفظه الله ورعاه؛ في أنَّ التفسير يتكلَّم عن معاني الكلمات والتأويل: تشخيص المصاديق، وعلى هذا الأساس نحاول تصنيف الروايات الشريفة الواردة في آية الأعراف المباركة وفق التفسير والتأويل في ضوء منظور أهل البيت (عليهم السلام) فالقول منَّا ما قاله آلُ محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

الروايات التفسيرية

 تحت هذا العنوان نحاول أن نضع يدنا على الروايات التي أرادت بيان التفسير في الآية المباركة دون التأويل، ومن ذلك ما أراد السائل من الإمام الصادق (عليه السلام) معرفة الرجال مَن هم؟ في رواية البصائر الأولى ((قَالَ نَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ الْأَئِمَّةُ مِنَّا يَعْرِفُونَ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ وَمَنْ‏ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ كَمَا تُعْرَفُونَ فِي قَبَائِلِكُمْ الرَّجُلُ مِنْكُمْ يَعْرِفُ مَنْ فِيهَا مِنْ صَالِحٍ أَوْ طَالِحٍ.))، وهذا بيان سياقي أراد منه الإمام الصادق (عليه السلام) تفسير الكلمات للسائل وتشخيص المصداق الأولي لهم (عليهم السلام) فهو من الملاك التفسيري، وهذا ينتمي إلى الطبقة الثانية من طبقات التفسير وهي التفسير بالإشارة. يبدو أنَّ هذه النص بيان باطن الظاهر فيه، وهي من الآيات المحكمة الراسخيَّة.

 وكذلك في الرواية الثانية الواردة في البصائر بيَّن الإمام معنى اللفظ في قوله: ((هُمُ الْأَئِمَّةُ))، دون تشخيص المصاديق الخاصَّة بهم (عليهم السلام)، وكذلك الرواية الثالثة من البصائر، وهي من التفسير بالإشارة.

 ومثلها ما جاء في رواية العيَّاشي الأولى التي شخص الإمام الباقر (عليه السلام) هؤلاء الذين يعرفون الناس بسيماهم وهم (آل محمد) صلوات ربي وسلامه عليهم وهذه أيضا من التفسير بالإشارة. وهي محكمة راسخية.

الروايات التأويلية

 شخَّص الأئمة (عليهم السلام) المصاديق الأخرى لهؤلاء الذين أُوكلت لهم مهمّة الوقوف على الأعراف ومحاسبة الناس على درجات:

الدرجة الأولى: بيَّن الإمام الصادق (عليه السلام) المصداق الأوَّل لهؤلاء الأعراف في ما جاء في تفسير العياشي في قوله (عليه السلام): ((استوت الحسنات والسيئات- فإن أدخلهم الجنة فبرحمته، وإن عذبهم لم يظلم))، وهو مصداق بداية المعرفة وتشخيص لدرجة هؤلاء الأعراف والإشارة إليهم من طرف خفي لأنَّهم هم الرحمة الواسعة (فبرحمته) أي بوساطة رحمته: أي بوساطتهم (عليهم السلام)، وهي من التفسير باللطائف، وهي تأويل بعد تنزيل. يبدو أنَّ هذا النص بيان طبقة الباطن الأولى، محكمة راسخية.

الدرجة الثانية: تشخيص الأعراف وعملهم بصورة أعمق مما جاء في الدرجة الأولى ما جاء في رواية البصائر الخامسة في قول الإمام الصادق (عليه السلام): ((أُنْزِلَتْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الرِّجَالُ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ فَالْأَعْرَافُ قَالَ صِرَاطٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَمَنْ شَفَعَ لَهُ الْأَئِمَّةُ مِنَّا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُذْنِبِينَ نَجَا وَ مَنْ لَمْ يَشْفَعُوا لَهُ هَوَى.))، فكان الكلام بحسب المقام ودرجة ادراك المتلقي، فعمَّق الإمام المقال وفتح تشخيص أعمق من الأوَّل وهو من التفسير باللطائف، وهذه تأويل بعد تنزيل. في هذا النص أشار الإمام إلى باطن الباطن.

الدرجة الثالثة: في هذه الدرجة نُشير إلى الروايات التي تعمَّقت في بيان المصداق الأكثر درجة مما ورد في الروايات السابقة، وهذا ما وجدناه في رواية القمي في قول الإمام (عليه السلام): ((كُلُّ أُمَّةٍ يُحَاسِبَهَا إِمَامُ زَمَانِهَا- وَ يَعْرِفُ الْأَئِمَّةُ أَوْلِيَاءَهُمْ وَ أَعْدَاءَهُمْ بِسِيمَاهُمْ- وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى:«وَ عَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏» وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ «يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏» فَيُعْطُونَ أَوْلِيَاءَهُمْ كِتَابَهُمْ بِيَمِينِهِمْ- فَيَمُرُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ بِلَا حِسَابٍ- وَ يُعْطُونَ أَعْدَاءَهُمْ كِتَابَهُمْ بِشِمَالِهِمْ فَيَمُرُّونَ إِلَى النَّارِ بِلَا حِسَابٍ- فَإِذَا نَظَرَ أَوْلِيَاؤُهُمْ فِي كِتَابِهِمْ يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمْ‏ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ- إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ- فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ أي مَرْضِيَّةٍ))، في هذه الرواية الشريفة أشار الإمام (عليه السلام) إلى إيكال الأمر إلى أئمَّة الحق في كل زمان، ومنها وضَّح مَن هم أئمة زمانهم في وقتهم؟ وكذلك ماذا يفعلون يوم القيامة. يبدو أنها من التفسير باللطائف، تأويل بعد تنزيل. هنا بيان الباطن العميق.

الدرجة الرابعة: في هذه الدرجة نجد هناك كلام أعمق مما سبق، حيث انتقل المفهوم من الرجال إلى الأعراف نفسها، ومنها إلى الإمكانات الأخرى التي يتمتَّع بها هؤلاء الأعراف، وذلك في قول أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الأصبغ بن نباتة حيث قال الإمام (عليه السلام): ((نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِينَ لَا يُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نُوقَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ وَ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَوْ شَاءَ لَعَرَّفَ النَّاسَ حَتَّى يَعْرِفُوهُ وَ يُوَحِّدُوهُ وَ يَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ وَ لَكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِيلَهُ وَ بَابَهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ.))، وكذلك أشار الإمام (عليه السلام) إلى تشخيص النظر إلى أنصارهم الطيِّ كشحاً عن أعدائهم ومناوئيهم، يبدو أنها تفسير ببيان الحقائق، وهي تأويل مع تنزيل. يبدو أن هذا النص أشار إلى طبقة ثالثة من الباطن.

الدرجة الخامسة: وأعمق من ذلك ما جاء في تفسير فرات الكوفي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في ((وَعَلَى الْأَعْرافِ‏ رِجالٌ‏ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ‏ فَقَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِأَسْمَائِهِمْ وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ الَّذِينَ لَا يُعْرَفُ اللَّهُ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نُوقَفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ رِزْقٌ مِنَ اللَّهِ لَوْ شَاءَ عَرَّفَ النَّاسَ نَفْسَهُ حَتَّى يَعْرِفُوا حَدَّهُ وَ يَأْتُوهُ مِنْ بَابِهِ وَ لَكِنَّا جُعِلْنَا أَبْوَابَهُ وَ شراط رسله [وَ صِرَاطَهُ وَ سَبِيلَهُ‏] وَ بَابَهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ قَالَ فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَايَتِنَا وَ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَإِنَّهُمْ [وَ إِنَّهُمْ‏] عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ‏ فَلَا سَوَاءٌ [سوى‏] مَا اعْتَصَمَ بِهِ الْمُعْتَصِمُونُ وَ لَا سَوَاءٌ مَا اعْتَصَمَ بِهِ النَّاسُ وَ لَا سَوَاءٌ حَيْثُ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ فَإِنَّمَا ذَهَبَ النَّاسُ إِلَى عُيُونٍ كَدِرَةٍ يَفْرُغُ [يفزع‏] بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ وَ ذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَيْنَا إِلَى عُيُونٍ صَافِيَةٍ تَجْرِي [يَجْرِي‏] عَلَيْهِمْ بِإِذْنِ اللَّهِ [تَعَالَى‏] لَا انْقِطَاعَ لَهَا وَ لَا نَفَادَ))، فكان هذا القول تشخيصاً للمصداق الأعلى في هذه الآية المباركة، وتبقى هذه بحسب استيعاب الناس لهذه الروايات، وأنَّها تحمل من المصاديق الكثير، وما ذلك إلّا بحسب المقام من الحقائق، وهذه من باب التأويل مع التنزيل. هذا النص أشارة إلى طبقة رابعة من الباطن.

تحليل نص الآية المباركة

 ابتدأت الآية المباركة في قوله تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ)(الأعراف/46). فصدر الآية الشريفة يرتبط ارتباطا وثيقاً في الآية التي تسبقها، وهي قوله تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ)(الأعراف/45)، فكلمة (بينهما) أي بين أصحابُ الجنَّة وأصحاب النار وقد وردت كلمة (الحجاب) في القرآن الكريم سبع مرات كقوله تعالى على سبيل المثال:

1- (فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)(مريم/17).

2- (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا)(الإسراء/45).

3- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا) (الأحزاب/53).

4- (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ)(ص/32).

 أمَّا كلمة الأعراف فقد جاءت في القرآن الكريم مرتين، في سياق الآية المباركة وبعدها في قوله تعالى: (وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ)(الأعراف/49)، ففي آية البحث تقول (وعلى الأعراف رجال) فأرادت بيان التشخيص لهؤلاء وأنّ لهم مكانة خاصَّة وخصوصية الأعراف جاءت من خلالهم لأنَّ المكان بالمكين، أمَّا (أصحاب الأعراف) فهنا قدَّم الأشخاص على المكان لأنَّهم أفضل وأسمى من المكان ولمَّا عرفهم الناس كان تقديمهم أولى من تأخيرهم، فالأولى (وعلى الأعراف رجال) كان الناس لا يعرفون هؤلاء النفر، وكانوا ينظرون إلى الأعراف والأعراف معروفة لديهم فكانوا بحاجة إلى معرفة الرجال، ولمَّا عرفوا الرجال؛ قدَّمهم على المكان في الآية اللاحقة.

 والأعراف في اللغة: هو من عرف يعرف عرفاً وعرفاناً، ويقول أحمد بن فارس: ((الْعَيْنُ وَالرَّاءُ وَالْفَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ، يَدُلُّ أَحَدُهُمَا عَلَى تَتَابُعِ الشَّيْءِ مُتَّصِلًا بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَالْآخَرُ عَلَى السُّكُونِ وَالطُّمَأْنِينَةِ.

 فَالْأَوَّلُ الْعُرْفُ: عُرْفُ الْفَرَسِ. وَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَتَابُعِ الشَّعْرِ عَلَيْهِ. وَيُقَالُ: جَاءَتِ الْقَطَا عُرْفًا عُرْفًا، أَيْ بَعْضُهَا خَلْفَ بَعْضٍ.

 وَمِنَ الْبَابِ: الْعُرْفَةُ وَجَمْعُهَا عُرَفٌ، وَهِيَ أَرْضٌ مُنْقَادَةٌ مُرْتَفِعَةٌ بَيْنَ سَهْلَتَيْنِ تُنْبِتُ، كَأَنَّهَا عُرْفُ فَرَسٍ. وَمِنَ الشِّعْرِ فِي ذَلِكَ...

 وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْمَعْرِفَةُ وَالْعِرْفَانُ. تَقُولُ: عَرَفَ فُلَانٌ فُلَانًا عِرْفَانًا وَمَعْرِفَةً. وَهَذَا أَمْرٌ مَعْرُوفٌ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَاهُ مِنْ سُكُونِهِ إِلَيْهِ، لِأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا تَوَحَّشَ مِنْهُ وَنَبَا عَنْهُ.

 وَمِنَ الْبَابِ الْعَرْفُ، وَهِيَ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ. وَهِيَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّ النَّفْسَ تَسْكُنُ إِلَيْهَا. يُقَالُ: مَا أَطْيَبَ عَرْفَهُ. قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) [محمد: 6]، أَيْ طَيَّبَهَا. قَالَ:

أَلَا رُبَّ يَوْمٍ قَدْ لَهَوْتُ وَلَيْلَةٍ... بِوَاضِحَةِ الْخَدَّيْنِ طَيِّبَةِ الْعَرْفِ

وَالْعُرْفُ: الْمَعْرُوفُ، وَسَمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ النُّفُوسَ تَسْكُنُ إِلَيْهِ... فَأَمَّا الْعَرِيفُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ الْقَيِّمُ بِأَمْرِ قَوْمٍ قَدْ عَرَفَ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَرِيفًا لِأَنَّهُ عُرِفَ بِذَلِكَ. وَيُقَالُ بَلِ الْعِرَافَةُ كَالْوِلَايَةِ، وَكَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِيَعْرِفَ أَحْوَالَهُمْ.))(6)، فسُمِّيت الأعراف من باب المشاكلة بين الربوة والعُرف الدال على العلو، والأعراف جاءت تسميتها من طريق قرينة الرجال الذين يعرفون كلَّاً بسيماهم، وهو من باب التعريف بالقرينة.

 والرجال في هذه الآية المباركة: جاءت نكرة أفادت التخصيص والدعوة إلى السؤال عنهم، وهذه الصيغة وردت في القرآن الكريم في ستَّة مواضع؛ (خمسة منها في آل محمد) كما في:

1-قوله تعالى: (لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)(التوبة/108)، وقرينة التطهير خاصة في محمد وآل محمد.

2- قوله تعالى: (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)(النور/37)، وهم محمد وآل محمد.

3- قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)(الأحزاب/23)، وهذه الآية قرأها رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جسد حمزة بن عبد المطلب (عليه السلام) وهو ينظر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).

4- قال تعالى: (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)(الفتح/25) وخاتمة الآية تشير إلى الإمام الذي لأجله تجري الحياة في الأرض.

 وآية البحث تتكلم عن الرجال ذاتهم فهذه الآيات تشير إلى هؤلاء الذين هم على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم فيُدخلون أهل الجنة الجنة وأهل النار النار.

 والسيماء: العلامات، فما هذه السمات التي يعرفها الرجال في وجوه الناس؟؟

الجواب: هناك مجموعة من الروايات تُشير إلى سيماء الشيعة منها ما جاء: ((عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْيَرِيِّ رَفَعَهُ إِلَى ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ ع ذَاتَ يَوْمٍ وَ نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ وَ مَا اجْتِمَاعُكُمْ فَقُلْنَا قَوْمٌ مِنْ شِيعَتِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ مَا لِي لَا أَرَى سِيمَاءَ الشِّيعَةِ عَلَيْكُمْ فَقُلْنَا وَ مَا سِيمَاءُ الشِّيعَةِ فَقَالَ صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ عُمْشُ الْعُيُونِ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الصِّيَامِ عَلَيْهِمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعِين.

 وعن جابر بن يزيد الجعفي قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: شيعتنا ذبل شفاههم خمص بطونهم تعرف الرهبانية في وجوههم.

 أبو يعقوب، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام يوما لبعض شيعته: إن شيعة علي عليه السلام كانوا خمص البطون ذبل الشفاه أهل رأفة ورحمة وعلم وحلم فأعينونا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد))(7).

 وكذلك جاء ((عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع قَاعِداً فِي بَيْتِهِ إِذْ قَرَعَ قَوْمٌ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَقَالَ يَا جَارِيَةُ انْظُرِي مَنْ بِالْبَابِ فَقَالُوا قَوْمٌ مِنْ شِيعَتِكَ فَوَثَبَ عَجَلًا حَتَّى كَادَ أَنْ يَقَعَ فَلَمَّا فَتَحَ الْبَابَ وَ نَظَرَ إِلَيْهِمْ رَجَعَ فَقَالَ كَذَبُوا فَأَيْنَ السَّمْتُ فِي الْوُجُوهِ أَيْنَ أَثَرُ الْعِبَادَةِ أَيْنَ سِيمَاءُ السُّجُودِ إِنَّمَا شِيعَتُنَا يُعْرَفُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَ شَعَثِهِمْ قَدْ قَرَحَتِ الْعِبَادَةُ مِنْهُمُ الْآنَافَ وَ دَثَرَتِ الْجِبَاهَ وَ الْمَسَاجِدَ خُمْصُ الْبُطُونِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ قَدْ هَيَّجَتِ الْعِبَادَةُ وُجُوهَهُمْ وَ أَخْلَقَ سَهَرُ اللَّيَالِي وَ قَطْعُ الْهَوَاجِرِ جُثَثَهُمُ الْمُسَبِّحُونَ إِذَا سَكَتَ النَّاسُ وَ الْمُصَلُّونَ إِذَا نَامَ النَّاسُ وَ الْمَحْزُونُونَ إِذَا فَرِحَ النَّاسُ‏ يُعْرَفُونَ بِالزُّهْدِ كَلَامُهُمُ الرَّحْمَةُ وَ تَشَاغُلُهُمْ بِالْجَنَّةِ.))(8)، فالسيماء: هي العلامات الفارقة التي يُوسم بها الشيعة بوسم الخير ووسم أعداء آل محمد بوسم الشر.

 وقوله تعالى: (وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ) هنا استئناف بطريقة الإلتفات إلى جهة أصحاب الجنَّة دون أصحاب النار، وهنا أشار إلى هؤلاء الذين بُشروا بها وأصبحوا من أصحابها قبل وقت الجزاء؛ فهم سيدخلون الجنَّة ووصفهم بأصحابها وهم لم يدخلوها بعد، يبدو أنّ هذا ناظر إلى الروايات الواردة عن أهل البيت بالتولِّي والتبري فمن تولاهم فهو من أصحاب الجنة ومن عاداهم فهو من أصحاب النار قبل أن يقوم الجزاء.

 وقوله تعالى: (أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ) هنا تصدر الخطاب بأداة التنبيه (أنْ) ترغيباً وتسلية لأصحاب الجنة وكذلك جاءت زجراً لأصحاب النار وتبكيتاً لهم، وجاء بالسلام: لأنَّ الموقف في القيامة موقف خوف ودهشة ورعب، فالناس يحتاجون إلى الطمأنينة وتهدئة روعهم، فقالوا لهم (سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ).

 ولو أنعمنا النظر في ذيل الآية المباركة نجد أن الخطاب أصبح مع أصحاب الجنَّة والطي كشحاً عن أصحاب النار فقال تعالى: (لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ)، ويبدو أنّ أصحاب الجنَّة يسترقون النظر إلى مآل أصحاب النار وقد أرهقوهم في حياتهم الدنيا فما هو مآلهم؟؟ فجاء الخطاب من الرجال أصحاب الأعراف (لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ) ففوق اطمئنانهم بالسلام من هول القيامة جاءت تسليتهم بعدم دخول أعدائهم معهم في الجنة وإن طمعوا بها، فهي لكم دون غيركم بما صبرتم وأعنتم فنعم عقب الدار.

الخاتمة

بعد البحث في آية الأعراف المباركة تمخضت عن البحث النتائج الآتية:

1- الآية المباركة من الآيات المكية التي نزلت في مكة المكرمة، حيث انقسمت سورة الأعراف المباركة على قسمين: قسم نزل في مكة وقسم في المدينة.

2- اتضح أن الآية المباركة من آيات الترغيب والترهيب ومن الصنف الثنائي والخاص في قول الإمام: ما نزل فينا وفي عدونا.

3- ذكر صاحب البرهان رحمه الله سبع روايات لتفسير هذه الآية ووجد البحث إحدى وعشرين رواية لهذه الآية من كتب الحديث.

4- قسَّم البحث الروايات على:

أ‌- الروايات التفسيرية: وهي الروايات التي تكلَّم بها الأئمة (عليهم السلام) بسطحيات العبارة، فبيَّنوا ما يستشكل على الناس من مفهوم اللفظ كرواية البصائر الأولى والثانية ورواية العيَّاشي.

ب‌- الروايات التأويلية: وهي الروايات التي عمَّق الأئمة البيان فيها بتشخيص المصاديق الخارجية وما فعلت وتفعل هذه المصاديق.

5- الآية المباركة من الآيات المحكمة بوساطة الراسخين فهي من المحكم الراسخي.

6- حاول البحث إحصاء الألفاظ الواردة في الآية المباركة قدر الإمكان ورودها في القرآن الكريم ككل، فجاءت لفظة (الحجاب) في القرآن الكريم سبع مرات، وكلمة الأعراف مرتين، وهكذا.

7- حاول البحث فك شفرات الآية المباركة من خلال الآية الشريفة وما ورد في بيانها من طريق العترة المباركة.

هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين.

 ......................................................... 

[1) تفسير القمي: 2/384، يُنظر: تفسير البرهان: 3/167.

[2) بصائر الدرجات: 1/497ـ498، يُنظر: تفسير البرهان: 3/167ـ169.

[3) تفسير فرات الكوفي: 2/143، يُنظر تفسير البرهان: 3/168ـ169.

[4) تفسير العياشي: 2/18، يُنظر تفسير البرهان: 3/173.

[5) الكافي: 1/184، يُنظر: تفسير البرهان: 3/167.

[6) مقاييس اللغة: 4/281.

[7) شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار عليهم السلام:‏3 /502

[8) بحار الأنوار: 65/169.

اضف تعليق