اصبح استخدام الطائرات بدون طيار وفي ظل التطور العلمي والتكنلوجي الهائل الذي يشعده العالم، اكثر انتشارا كونها اصبحت تستخدم في مجالات مختلفة ففي السنوات العشر الأخيرة وكما تنقل بعض المصادر، خرجت الطائرات بدون طيار من المجال العسكري والامني لتدخل في العديد من المهام الاخرى منها مجال الأبحاث والشركات والهندسة المعمارية وفي مجال الاستخدام الخاص ايضا، وهو ما دفع بعض الشركات المتخصصة الى تكثيف جهودها في سبيل تطوير منتوجاتها الصناعية والدخول في منافسة قوية.
وبحسب بعض التقارير والتوقعات فان صناعة الطائرات من دون طيار ستسجل نمواً كبيراً في السنوات القليلة المقبلة، إذ تتوقع التقارير المتخصصة أن يحقق القطاع مبيعات تقدر قيمتها بحوالي 10 مليارات دولار بحلول عام 2025 وأن يوفر حوالي 100 ألف وظيفة مباشرة في العالم. وتتوقع صحيفة واشنطن تايمز أن تمتلئ سماء الولايات المتحدة بما يصل إلى 30 ألف طائرة من دون طيار. فيما يتوقع تقرير حديث لشركة الاستشارات دلويت أنه في عام 2020، ستدخل مساهمات تقنية الطائرات من دون طيار في أغلب جوانب الحياة، حيث ستتواجد في الشرطة المحلية، والدراسات الاستقصائية الجغرافية، والدوريات البحرية وخدمات تسليم البضائع، بالإضافة إلى استخدامات تجارية وعسكرية واستخدامات أخرى متعددة.
وأفاد تقرير، نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حول توازن القوى في العالم، أن انخفاض ثمن الطائرات من دون طيار بفضل تقنيات التصغير كثف بشكل كبير استخدامها في القطاعين العسكري والمدني. وهذه الطائرات من دون طيار متوفرة لعدد متزايد من البلدان ولم تعد حكراً على القوات المسلحة في الدول الغربية.
ويمكن أن تستعمل الطائرات من دون طيار في إعداد الخرائط ومراقبة أنابيب النفط والسكك الحديدية وخطوط التوتر العالي وحتى في الزراعة. وبالإمكان أيضاً استعمالها في مكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود والسكان، الأمر الذي يطرح مشكلات أخرى مثل احترام الحياة الخاصة ومسائل امنية اخرى تحتاج الى تشريعات وقوانين خاصة تتيح استخام هذه التقنيات من قبل الجميع.
جهاز تجميد للطائرات
في هذا الشأن فقد صنعت ثلاث شركات بريطانية جهازا بإمكانه منع الطائرات بلا طيار من دخول المناطق الحساسة، بتجميدها في الهواء. ويعمد نظام الجهاز إلى التشويش على إشارات الطائرة بلا طيار، فيجمد حركتها. وبعد التجميد يضطر مشغل الطائرة إلى سحبها، معتقدا أن بها عطلا. ويجمع النظام بين عدد من التكنولوجيات الحديثة التي بإمكانها تدمير الطائرات بلا طيار في الجو. فالجهاز يرصد الطائرات بلا طيار لدى اقترابها من المناطق الحساسة، ويصورها ثم يستهدفها بشل حركتها وإبعادها. وتقول الشركات الصانعة إن العملية تستغرق 25 ثانية.
ويشرح بول تيلور، من شركة مراقبة الأنظمة، عمل الجهاز بالقول: "إنها إشارات راديو وهناك عدد من الترددات، التي تستعملها مختلف الشركات، ونحن نتدخل في تلك الترددات بواسطة هوائي توجيهي". ويضيف أن مستخدم الجهاز بإمكانه أن يجمد الطائرة لفترة قصيرة، ليجعل مشغلها يعتقد أن بها عطلا، أو لمدة أطول حتى يفرغ شحنها من الطاقة وتسقط. وتم تجريب هذا الجهاز في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، بمشاركة حكومات هذه الدول، حسب تيلور. بحسب بي بي سي.
وقد عبرت سلطات الطيران عن قلقها المتزايد من تشغيل الهواة طائراتهم الموجهة عن بعد فوق المطارات والطائرات. وتتلقى هيئة الطيران في الولايات المتحدة 100 تقرير شهريا من طيارين شاهدوا طائرات بلا طيار على بعد 5 أميال منهم. وعليه فإن الهيئة الأمريكية وقعت على عقد لتجريب تكنولوجيات جديدة ترصد الطائرات بلا طيار وتحدد مكان مشغلها. وفضلا عن تجميد طائرة بلا طيار صغيرة في الجو، فإن الجهاز يتم تطويره عسكريا لتدمير الطائرات بلا طيار من الحجم الكبير. وقد عرض الجيش الأمريكي نموذجا لهذا الجهاز يدمر الطائرات بلا طيار، بعد رصدها على الأرض.
نظام للسيطرة
من جانب اخر قالت مصادر مطلعة إنه مع تزايد المخاوف من الخطر الأمني المتمثل في تحليق الطائرات دون طيار التي لا يلتزم أصحابها بالتعليمات تعمل سلطات الحكومة الأمريكية مع قوات الشرطة لتطوير نظم متقدمة لحماية المواقع المعرضة للخطر. ورغم أن هذه الأبحاث التي تهدف إلى تتبع هذه الطائرات وتعطيلها مازالت في مرحلة أولية فقد أجري اختبار ميداني واحد على الأقل. واستخدمت شرطة نيويورك نظاما يعمل بموجات الميكرويف لمحاولة تتبع طائرة بلا طيار مما يباع في الأسواق في ساحة تايمز سكوير المكتظة بالمارة وإعادتها إلى مشغلها حسب ما قاله مصدر شارك في الاختبار.
وأضاف المصدر أن هذا الاختبار الذي لم يكشف عنه من قبل واجه صعوبات بسبب تشويش من بث إعلامي من موقع قريب وكان جزءا من مساعي تطوير النظام التي تشارك فيها وزارة الأمن الداخلي وإدارة الطيران الاتحادي ووزارة الدفاع. ولم تكن المصادر مخولة الحديث عن هذا الأمر وطلبت عدم الكشف عن هويتها.
وردا على سؤال عن تطوير تكنولوجيا للتصدي للطائرات دون طيار قالت وزارة الأمن الداخلي إنها تعمل "جنبا إلى جنب مع شركائنا من وكالات أخرى" لتطوير حلول لمعالجة استخدام الطائرات بما يخالف القانون. وامتنع مسؤولون في وزارة الدفاع وإدارة الطيران الاتحادي وإدارة شرطة نيويورك عن التعقيب. لكن المصادر سلمت بأن هذه المساعي اكتسبت أهمية إضافية بسبب الزيادة الحادة في استخدام الطائرات بلا طيار وسلسلة من الحوادث المزعجة.
وقالت المصادر إن عدد رحلات الطائرات بلا طيار التي تحلق دون ترخيص بذلك ازداد خلال العام الأخير الأمر الذي أثار مخاوف من أن تصطدم إحداها بطائرة تجارية خلال الهبوط أو الإقلاع أو أن تستخدم كسلاح في هجوم متعمد.
وقد حلقت الطائرات دون طيار على مسافات قريبة من طائرات تجارية وتسببت في التشويش على عمليات مكافحة الحرائق كما استخدمت في نقل المخدرات من المكسيك إلى الولايات المتحدة وأثارت أزمة أمنية في البيت الابيض.
لكن السلطات الأمريكية لديها أدوات محدودة للتعرف على مشغلي الطائرات دون طيار وكثير منهم من الهواة الذين يخالفون القواعد الاتحادية التي تقضي بعدم الارتفاع عن 400 قدم (120 مترا) وعدم الاقتراب أكثر من ثمانية كيلومترات من المطارات. وتقول المصادر إن الشرطة تريد التمكن من السيطرة على الطائرة وتسييرها بسلام بعيدا عن الزحام وتوجيهها للعودة إلى مشغلها.
ويوضح تحليل لبيانات إدارة الطيران الاتحادية أن السلطات تمكنت من التعرف على المشغلين في حالة واحدة من بين عشر حالات لتحليق طائرات بلا طيار دون تصريح بذلك خلال 2014. وقال أحد المصادر "لا يمكننا إطلاق النار عليها في السماء. علينا أن نأتي بشيء مثل تكنولوجيا أساسية حتى تعود الطائرة إذا حدث شيء إلى مشغليها ولا تسقط".
ويقول خبراء إن ذلك يتطلب تتبع الطائرة والتعرف عليها بجهاز استقبال ثم استهدافها بإشارة كهرومغناطيسية قوية بما يكفي للتغلب على الإشارات اللاسلكية التي توجهها. وتخلفت القوانين المنظمة لاستخدام الطائرات دون طيار مقارنة بالزيادة الكبيرة في استخدامها في مجالات مختلفة من الزراعة والتصوير والترفيه. ولا تلزم اللوائح مشغلي الطائرات دون طيار لأغراض الترفيه بتسجيلها أو تلقي تدريب أو وضع علامات مميزة عليها لتعريفها ما يجعل من الصعب بشدة على الشرطة تتبع المشغلين المخالفين. بحسب رويترز.
وقالت إدارة الطيران الاتحادي إن طيارين أمريكيين أبلغوا عن مشاهدة أكثر من 650 طائرة دون طيار هذا العام حتى التاسع من أغسطس آب بالمقارنة مع 238 في العام الماضي بأكمله. وتتوقع رابطة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية بيع أكثر من مليون طائرة دون طيار من كل الأنواع في الولايات المتحدة هذا العام بالمقارنة مع 430 ألفا عام 2014 و120 ألفا عام 2013. وتقول الشرطة إن أكبر مخاوفها هو استخدام الطائرات دون طيار كسلاح مع تطور التكنولوجيا بما يسمح لها بالتحليق لمسافات أبعد وبسرعات أعلى وحمولات أثقل.
طائرة اوروبية
الى جانب ذلك وقع وزراء دفاع المانيا وفرنسا وايطاليا اتفاقا في بروكسل لبدء الدراسات التقنية لبناء طائرة عسكرية بدون طيار بحلول 2025 وانهاء الاعتماد على الطائرات المسيرة الاميركية والاسرائيلية الصنع. قد تصل كلفة مشروع بناء طائرة بدون طيار الى مليار يورو، وفق مسؤولين. وقالت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون در ليين ان "الهدف من بناء طائرة اوروبية بدون طيار ان نتمكن من اتخاذ القرار بأنفسنا في أوروبا حول اوجه استخداماتها، وأين وكيف نستخدمها. هذا يجعلنا، نحن الاوروبيين، مستقلين".
وسعت الدول الاوروبية على مدى عشر سنوات وفشلت في الاتفاق على مشروع مشترك ما جعل بريطانيا وايطاليا وفرنسا تعتمد حاليا على طائرات ريبر الاميركية في حين تستخدم المانيا وفرنسا كذلك طائرات اسرائيلية الصنع. وجاء في بيان صدر اثر التوقيع ان الطائرة التي ستحلق على ارتفاع متوسط وستحتمل الطيران لمسافات طويلة ستصمم لمهمات الاستطلاع وجمع المعلومات وستكون قادرة على حمل "احمال مختلفة".
وتقف وراء المشروع شركات ايرباص وداسو للطيران الفرنسية والينيا ارماتشي الايطالية. ورحبت الشركات الثلاث في بيان مشترك بالمشروع الذي قالت انه يؤكد على "الاهمية الاستراتيجية بالنسبة للامن الاوروبي على الاستقلالية في تطوير انظمة جديدة وخصوصا في مجال الاستطلاع العسكري والطيارات بدون طيار". وقال رئيسي ادارة شركة داسو للطيران اريك ترابيه ان "على الدول الاوروبية ان تطور حلا سياديا ومن احدث جيل من الطائرات المسيرة التي تطير على ارتفاع متوسط ولديها قدرة تحمل طويلة لمهمات عسكرية وامنية على السواء". بحسب فرنس برس.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان ان مشروع الطائرة الاوروبية المسيرة "خطوة مهمة جدا في مجال التعاون الاوروبي". وقال مسؤولون ان دولا اخرى مثل اسبانيا وبولندا قد تنضم الى المشروع لاحقا. وسيتم خلال فترة الدراسة التقنية التي تستمر لسنتين العمل للتوصل الى اتفاق بين المانيا وفرنسا وايطاليا حول الاحتياجات التشغيلية والاداء والتوقيت والكلفة، وفق المصادر ذاتها.
طائرة فضائية
من جانب اخر اعلن سلاح الجو الاميركي انه ارسل الى الفضاء مجددا المكوك الفضائي المسير آليا في رحلته التجريبية الرابعة الى مدار الارض. وكان هذا المكوك الصغير "اكس 37-بي" البالغ طوله تسعة امتار وعرضه 4,5 امتار، ظل في الفضاء 674 يوما في رحلته الاخيرة قبل ان يعود ويحط على سطح الارض كما تحط الطائرات، وبشكل آلي لا يتدخل فيه طيارون.
ويتكتم سلاح الجو الاميركي حول تفاصيل رحلات هذه الطائرة غير المأهولة، الامر الذي يثير التكهنات حول مجال استخدامها حاليا وفي المستقبل. ويرى خبراء انها قد تستخدم كطائرة تجسس، وانها ايضا قد تستخدم كطائرة حربية تخرج الى الفضاء ثم تعود وتقصف اهدافا ارضية. وقال سلاح الجو ان هدف المهمة الرابعة هذه هو اختبار معدات جديدة صممتها وكالة الفضاء الاميركية ناسا، ومحاولة اختبار نظام جديد للدفع في الفضاء يقتصد الطاقة ويعتمد على غاز الزينون. بحسب فرانس برس.
وبحسب متحدث باسم سلاح الجو، فان مدة المهمة ستحدد خلال الرحلة. واطلق هذا المكوك الصغير من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة محمولا على صاروخ اطلس-5. وجرت اولى رحلاته التجريبية في العام 2010، وهو يمضي مئات الايام عادة في مدار الارض قبل العودة.
طائرات للمراقبة
على صعيد متصل خضع أكثر من تسعة ملايين صيني لامتحانات الدخول الجامعية التي تشدد عليها المراقبة لتجنب عمليات الغش لدرجة أن إحدى المناطق لجأت إلى طائرة من دون طيار لهذه الغاية. وتعد هذه الامتحانات المعروفة بالصينية ب "غاوكاو" أكبر امتحانات في العالم وهي تمتد على يومين وتثير كل سنة حماسة شديدة في أوساط المجتمع الصيني، إذ تكون المنافسة فيها جد محتدمة لتحصيل الشهادات.
وشارك في هذه الدورة المنظمة 9,42 ملايين طالب أشرف عليهم عشرات آلاف الشرطيين والمراقبين. وتعهدت وزارة التعليم الصينية بتكثيف جهود المراقبة لاستهداف وسائل التواصل اللاسلكية والشبكات الإجرامية التي تقترح على التلاميذ الضعفاء أن يحل محلهم شخص يشبههم. واستخدم مركزا امتحانات في مدينة لوانغ في مقاطعة هينان طائرة من دون طيار لرصد وسائل الاتصالات المشبوهة التي قد يلجأ إليها التلاميذ الذين نجحوا في إدخال أجهزة مصغرة معهم.
وأرسلت صحيفة "نانفانغ دوشيباو" في كانتون المعروفة بتقاريرها الاستقصائية أحد مراسليها ليخضع بهوية منتحلة، في محاولة لتسليط الضوء على عمليات الغش السائدة في هذه الامتحانات، مع العلم أن بعض الأهالي مستعدون لدفع ملايين اليوروهات لينجح أبناؤهم في هذا الامتحان، حتى لو كان ذلك بطريقة غير شرعية. وأشاد البعض بمبادرة المراسل، لكن آخرين انتقدوه على فعلته. وتفتح أبواب أرقى الجامعات للتلاميذ الذي يحصلون على أفضل العلامات في الامتحانات.
الى جانب ذلك تعتزم البحرية البرتغالية استخدام طائرات دون طيار للقيام بعمليات مسح للبحر المتوسط مع تكثيف الاتحاد الأوروبي جهوده لتعقب وإنقاذ آلاف اللاجئين الذين يجازفون عادة بعبور البحر من أفريقيا. وقال ريكاردو مينديس رئيس العمليات بشركة تيكيفر إن الطائرات دون طيار من الطراز إي.آر3 نت راي التي تصنعها الشركة المتخصصة في الصناعات التكنولوجية والدفاعية والفضائية ستتمركز على متن فرقاطة وسوف تشارك في مهمات لصالح وكالة فرونتكس المعنية بحماية حدود الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن الهدف هو "رصد الأهداف بشكل أسرع ولفترة أطول قبل أن يتمكن القارب من الوصول إلى وجهته". وتابع قوله "هذه مجرد وسيلة أسرع وأرخص وأكثر فاعلية لرصد الأهداف." بحسب رويترز.
وقال مينديس إن تيكيفر دعيت لتنفيذ تجارب على الطائرة إي.آر3 نت راي مع البحرية وإنها "جاهزة الآن" مضيفا أن الطائرة استخدمت في تدريبات لحلف شمال الأطلسي. ويبلغ وزن الطائرة إي.آر3 نت راي 14 كيلوجراما ويتم إطلاقها باستخدام جهاز قذف ويمكنها الطيران لعشر ساعات باستخدام عشر لترات من الوقود وبها خيار للهبوط باستخدام مظلة.
امازون وفيسبوك
في السياق ذاته شددت مجموعة "امازون" على ضرورة تعديل التشريعات الخاصة بالطائرات من دون طيار تعديلا جذريا في الولايات المتحدة قبل أن تطلق في البلاد خدمة لتسليم البضائع في خلال 30 دقيقة بواسطة هذه الطائرات. وقال بول مايزنر نائب رئيس "أمازون" خلال جلسة في مجلس النواب الأميركي إنه في حال اعتمد تشريع الوكالة الفدرالية للطيران الخاص بالطائرات من دون طيار الذي توضع عليه راهنا اللمسات الأخيرة "بصيغته الحالية، فهو لن يسمح لخدمة برايم اير (من أمازون) بالعمل في الولايات المتحدة".
وتتفهم مجموعة "أمازون" مخاوف الوكالة الفدرالية المتعلقة بالأمن، لكنها لا توافقها الرأي في ما يخص اقتراحا لا يسمح بموجبه لهذه الطائرات بالتحليق إذا لم تكن في مجال رؤية من يتحكم بها على الأرض. ولفت مايكل ويتكر أحد المسؤولين في الوكالة إلى أن التشريع الخاص بالطائرات التي يقل وزنها عن 25 كلغ سيصدر في غضون سنة.
وفي غياب تشريعات في هذا الخصوص، يعد استخدام الطائرات من دون طيار لأغراض مدنية شبه محظور في الولايات المتحدة، لكنه تم منح عدة إعفاءات وتجرب "أمازون" حاليا هذه الطائرات خارج البلاد.
وأوضح مايزنر أن طائرات "برايم اير" التي تحلق على ارتفاع 60 مترا بفضل تكنولوجيات جد متقدمة "يمكنها أن تعمل بطريقة آمنة في محيط 16 كلم وعلى مسافة أبعد من مجال الرؤية". وطرحت مسألة الحياة الخاصة خلال تلك الجلسة، غير أن براين واين رئيس الجمعية الدولية لأنظمة المركبات الجوية من دون طيار لفت إلى أنه من المتوقع ان تشهد هذه الطائرات نموا كبيرا وتوفر 100 ألف وظيفة في الاقتصاد الأميركي وتدر عليه 82 مليار دولار.
من جانب اخر أعلنت شركة فيسبوك أنها انتهت من بناء أولى طائراتها بلا طيار والتي تعادل المسافة بين جناحيها المسافة بين جناحي الطائرة بوينج 737 وستتيح الاتصال بالإنترنت للأجزاء النائية من العالم. وأضافت الشركة أنها ستختبرها في الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام. وقال يائيل ماجوير مدير قسم هندسة الاتصال بالشركة إن وزن الطائرة سيبلغ 400 كيلوجرام. وستحلق على ارتفاع يتراوح بين 60 و90 الف قدم (20 و30 كيلومترا) فوق الارتفاع الذي تحلق عليه الطائرات التجارية حتى لا تتأثر بمشاكل الطقس.
وقال جاي باريخ نائب رئيس قسم الهندسة "مهمتنا هي الربط بين الناس في العالم." وأضاف "ستكون هذه فرصة عظيمة لنا لتحفيز الصناعة لتتحرك بوتيرة أسرع في هذه التكنولوجيا." وقال ماجوير إن بوسع الطائرة التي صنعت في 14 شهرا أن تحلق في الجو لمدة 90 يوما في المرة الواحدة. وتثبت مناطيد تعمل بغاز الهيليوم لتحلق بالطائرة في الجو. وتبلغ المسافة بين جناحي الطائرة 42 مترا. بحسب رويترز.
وقال مسؤولون تنفيذيون إن الطائرة بلا طيار جزء من برنامج يسمى اكويلا الذي يستهدف نسبة العشرة بالمئة من السكان الذين لا يتاح لهم الاتصال بالإنترنت. على صعيد منفصل دشنت شركة فيسبوك قبل عام مبادرة إنترنت دوت أورج لإتاحة خدمة الإنترنت لثلثي سكان العالم الذين ليس لهم اتصال ثابت بالشبكة.
اخبار اخرى
من جهة اخرى مرت طائرة من دون طيار على بعد مئة متر فقط من طائرة ركاب تابعة لشركة لوفتهانزا الالماني كانت تهم بالهبوط في وارسو آتية من ميونيخ، بحسب ما اعلنت سلطات الملاحة الجوية في بولندا. وكانت الطائرة، وهي من طراز امبراير 195، على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مطار وارسو الدولي وعلى ارتفاع 700 متر، حين رأى احد طياريها جسما طائرا، لكن ذلك لم يحل دون هبوطها كما كان مقررا.
وقال متحدث باسم سلطات الملاحة البولندية ان ذاك الجسم "كان على الارجح طائرة من دون طيار" مشيرا الى ان تحليقها في تلك المنطقة القريبة من مدرج الهبوط ليس مسموحا. وعمدت سلطات الملاحة الى تغيير مكان هبوط نحو عشرين طائرة على سبيل الاحتياط. واعلنت الشرطة انها اوقفت صاحب الطائرة الصغيرة وهو في التاسعة والثلاثين من العمر وعثرت معه على الطائرة.
وقد توجه الى الرجل تهمة تعريض حركة الملاحة الجوية للخطر، وهي تهمة تصل عقوبتها الى السجن ثماني سنوات. والعام الماضي، وقع حادث مماثل في مدينة كراكوفا، وفتح تحقيق قضائي لم يتوصل بعد الى تحديد المسؤول عنه. ولا تقتصر هذه الاضطرابات التي تسببها الطائرات من دون طيار على بولندا. ففي الولايات المتحدة، احتج فريق من جهاز الاطفاء في كاليفورنيا على وجود خمس طائرات من دون طيار قرب طائرتهم المروحية اثناء عملهم على مكافحة حريق. وفي فرنسا، سجل منذ مطلع العام الماضي وجود ثلاث طائرات من دون طيار قرب مطاري اورلي ورواسي.
على صعيد متصل أعلنت الشرطة الاميركية انها اعتقلت شابا بث على الانترنت شريط فيديو لطائرة بدون طيار رباعية المروحيات زودها بمسدس يطلق النار بواسطة التحكم عن بعد، مشيرة الى انها اطلقت سراحه بكفالة مالية. وقالت الشرطة ان اوستن هووت (18 عاما) الطالب في الهندسة الميكانيكية والمقيم في كلينتون في ولاية كونيكتيكت (شمال شرق) ملاحق بتهمة الاعتداء على شرطي وإعاقة عمله. واضافت ان اعتقاله ليس مرتبطا بتاتا بالطائرة المسيرة التي زودها بمسدس والتي بسببها حضر عناصر الشرطة للتحقيق معه بشأنها، بل بسبب مقاومته عناصر الشرطة واعتدائه عليهم بالضرب والركل. بحسب فرانس برس.
واوضحت الشرطة ان الشاب اعتقل ومثل أمام قاض اطلق سراحه مقابل كفالة مالية قدرها 20 الف دولار. وكان الشاب بث على الانترنت شريط فيديو مدته 14 ثانية بعنوان "المسدس الطائر" وتظهر فيه طائرة مسيرة رباعية المروحيات تطير على ارتفاع بسيط وعلى متنها مسدس، وخلال طيرانها اطلق المسدس النار اربع مرات. واعلنت وكالة الطيران الاميركية الفدرالية انها فتحت تحقيقا بشأنه. وقال والد بريت هووت الشاب "لست افهم لماذا يضخم الناس الامور. هو طالب ميكانيك ويبني اشياء مختلفة".
اضف تعليق