السادس من ديسمبر/كانون أول 2016 هو الموعد المحدد من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض للنطق بالحكم على مجموعة من الشخصيات المعروفة بـ #مجموعة_الكفاءات المتهمين.. بالتجسس وعددهم 32 متهما جميعهم من الشيعة إلا واحد.
يأتي النطق بالحكم في القضية الحساسة والمثيرة في ظل محاكمة تفتقد لأبسط القوانين للمحاكمة العادلة، وحقوق المتهمين ومنها مقابلة المحامين، وبعد ثلاث سنوات من الاعتقال، وأربعة جلسات استماع فقط، حيث بدأت المحاكمة في فبراير/شباط 2016 في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، " ويسعى الادعاء إلى إصدار عقوبة الإعدام على 25 متهم من أصل 32 ".
والمثير في القضية أن الروايات الأمنية وما ينشر في الإعلام يحاول إلصاق التهم بالمعتقلين باسم "التجسس"، إلا أن لائحة الاتهام، تحتوي على عدد من المزاعم التي تبدو أنها ليست جرائم معترف بها، من ضمنها "تأييد المظاهرات"، و"تشويه سمعة المملكة" ومحاولة "نشر ومد المذهب الشيعي" كما قالت هيومن رايتس ووتش بعد الإطلاع على القضية!.
يوجد قلق شديد من إصدار أحكام جائرة ظالمة جاهزة معدة مسبقا منها الإعدام والمؤبد والسجن ضد المعتقلين #مجموعة_الكفاءات، في محاكم صورية تفتقد معايير العدالة.
ومن اللحظات التي لا تنسى وشكلت صدمة للجميع من داخل الوطن وخارجه من كل الأطياف والتيارات، تصريح وزارة الداخلية 16 مارس/آذار 2013 بالقبض على شبكة تجسس داخل السعودية، دون تقديم أي دليل، -بعد القيام بعملية إعتقالات واسعة لا تخلو من الاستعراض وبث الرعب وتأجيج التوتر- هو اتهام خطير، وخطوة ارتجالية تفتقد للحكمة والوعي السياسي لما تمر به المنطقة من مخاطر، وعدم الفهم وتفهم مطالب الشعب بالحقوق. بل أنها خطوة تهدد الوطن واللحمة الوطنية والمنطقة، ولعبة.. تكشف عن مدى التخبط الموجود لدى الجهات المسؤولة في معالجة الأحداث والتطورات من خلال إصدار هذه البيانات والأخبار بتلك الطريقة المثيرة !.
والملاحظ في #مجموعة_الكفاءات المعتقلين باسم شبكة التجسس المزعومة أنهم ليسوا من الشباب الصغار بل فوق الخمسين، وليس لهم أي ميول سياسية أو حركية، والعامل المشترك بينهم أنهم من أبناء الشعب في هذا الوطن ومن مذهب واحد، وشخصيات متميزة تقوم بخدمة الوطن والمواطنين في أرجاء الوطن.
#مجموعة_الكفاءات، يجمعهم الالتزام بعقيدتهم، شأنهم شأن أي فرد من أبناء المذهب، وإذا كان هذا اتهام (وهو العقيدة) فهذا يعني أن كافة أفراد المذهب متهمون!!. وهذا أمر خطير جدا، وتصعيد واستفزاز للمواطنين.
هناك خوف وقلق شديد في الشارع، من قيام سلطة #الرياض بإصدار أحكام جائرة بعد المحكمة الهزيلة الصورية كالإعدام وسفك دماء بريئة دون تقديم أدلة ووجود محامين في ظل غياب محاكمة غير مكتملة الأركان، وهذا يعني تجديد الغليان الشعبي الذي لم ينسى دماء الشهداء الأبرياء الذين قطعت رؤوسهم عن أجسادهم رغم عدم اعتدائهم على أحد ومنهم #الشهيد_الشيخ_النمر والشهداء الشباب الثلاثة حيث سلطات الرياض مازالت تعتقل الجثث لغاية اليوم ولم تُسلمها للأهالي لدفنها!.
ومن خلال تلك الأحكام سيتم التأكيد بأن تلك المحاكم ما هي إلى قاعة لإصدار أحكام الإعدام الجاهزة ضد كل من يتم تصنيفه من قبل وزارة الداخلية بالخائن أو المعتدي دون تقديم أي دليل، حيث إن المحاكم #السعودية أصدرت العديد من أحكام الإعدام ضد عدد من بالمعتقلين بسبب التعبير الرأي والمشاركة في المظاهرات والاحتجاجات.
استمرار إصدار الأحكام الجائرة وسفك المزيد من دماء الأبرياء سيؤدي إلى آثار سلبية لا تحمد عقباها، فالشعب محتقن بسبب سياسة السلطة الاستبدادية والفساد وسرقة وضياع الثروة لدرجة #افلاس_السعودية، ووجود حروب، وتجييش طائفي بغيض مما يعني إشعال نيران الطائفية التي لا تميز بين الطوائف، فالأوضاع في المنطقة ليست بحاجة للمزيد من التأزيم.
وبما أن عالم اليوم يعيش في طفرة إعلامية ومعلوماتية فعلى المواقع الالكترونية الإخبارية الحرة والشريفة أن تعمل على ما يساهم على كشف الحقائق والتحقيق، وإبراز المواقف الوطنية لهؤلاء #مجموعة_الكفاءات، وأن لا تكون شريكة في الحكم الجائر على أبناء الوطن بإلصاق تهم التجسس التخوين والقتل.
على المواطنين من جميع المكونات والشعوب العربية والعالمية الحرة، عدم تصديق كل ما يقال من قبل السلطة التي تحاكم أبرياء في محاكم صورية، وأن لا ينجروا وراء الروايات وما يتم تسريبه، وأن يبحثوا عن الحقيقة وإيابا بالعدالة، كي لا يتم تشويه سمعة أشخاص وسفك دماء أبرياء. بل ينبغي على الشعب الوقوف ككتلة وطنية واحدة من كل الأطياف والتيارات في وجه كل ما يؤدي للظلم والاستبداد والفساد والقتل لأبرياء، كما على المثقفين والنشطاء والوجهاء الانتباه والحذر وعدم الانجرار مع الأبواق التصعيدية والتشويهية، وعلى الجميع العمل على حماية الأرواح من القتل، ودعم الإصلاح والحرية، ودعم كل ما يساهم في الوحدة الوطنية ونيل الحقوق وتطبيق الإصلاح الشامل.
إلى أين تتجه الأحداث في السعودية بعد هذا التصعيد الخطير، واستمرار الشارع في الغضب والاحتقان، وما دور المواطنين وبالخصوص أصحاب الشأن والمثقفين؟.
الأكثر خطورة أن البعض يتساءل هل وراء عملية الإعتقالات والمحاكم وإصدار أحكام الإعدام وقطع رؤوس المعتقلين بسبب التعبير عن الرأي والمشاركة في المظاهرات والاحتجاجات؛ مشروع لتأجيج وصناعة عدو داخلي، لإشغال الشعب وصرفه عن حقوقه عبر لعبة الطائفية القذرة؟.- لأنها طالت أبناء طائفة محددة.
وهل الوقت مناسب للتصعيد في هذه المرحلة الخطيرة التي تهدد الأوطان والشعوب؟.
الشعوب تريد حقوقها الوطنية والإنسانية، العدالة والحرية والتعددية، وانتقال السلطة حسب دستور يمثل إرادة الأمة، لتعيش في أمن وأمان وسلام واستقرار، بلا اعتقالات ولا تعذيب ولا تخوين ولا قتل ودماء وحروب.
اضف تعليق