مصادقة محكمة الإستئناف السعودية على حكم الإعدام الجائر ضد الشيخ نمر باقر النمر، وشباب الحراك بسبب التعبير عن الرأي، هو قرار سياسي جنوني من قبل سلطة الرياض، المصرة على ممارسة سياسة التصعيد واستخدام أبشع الأساليب القمعية والسجن واصدار أقسى الأحكام ومنها الإعدام بحق كل من ينتقد سلطتها ويطالب بالإصلاح أو يشارك في المظاهرات السلمية، ويرفض سياسة الظلم والفساد والاعتقالات التعسفية.
توقيت الإعلان عن مصادقة محكمة الاستئناف لحكم الإعدام ضد سماحة الشيخ النمر، خلال أيام مراسم عاشوراء، يعبر عن حالة الغرور والغطرسة وغياب الحكمة لدى الحكومة، بل هو حالة من التحدي والاستفزاز لمشاعر الملايين من أتباع المدرسة التي يتبع لها الشيخ النمر في العالم، حيث إن نفوس عشاق ثورة عاشوراء تكون في هذه الأيام في قمة الحماس الثوري والاستعداد للتضحية والسير على منهج مدرسة البطولة والإباء، كما ان القرار جاء بعد أيام من سقوط شهداء وجرحى نتيجة استهداف حسينية الحيدرية في سيهات من قبل التكفيرين الإرهابيين.
هل الحكومة السعودية تحاول إشعال الوطن والمنطقة بهذه القرارات الخطيرة أكثر من القائم حاليا؟.
بعد إعتقال الرمز سماحة الشيخ نمر النمر، بعد تعرضه لعملية اغتيال فاشلة، واصدار محكمة -تفتقد لأبسط معايير المحاكم العادلة وغياب لوسائل الإعلام- حكم الإعدام ضد الشيخ النمر، أدى ذلك إلى ردود فعل غاضبة في المنطقة والعالم، ولهذا توقع العالم الذي يراقب الأحداث الخطيرة في الوطن والمنطقة، أن تقوم الحكومة السعودية، وعبر محاكمة الاستئناف بإعادة النظر في حكم إعدام ضد الشيخ نمر النمر، لأنه حكم سياسي بامتياز لا يستند على أدلة وبراهين تستوجب ذلك الحكم الجائر، لا سيما إن الشيخ رفض كل الأكاذيب التي قدمها المدعي العام، ولم يعتد على أحد ولم يقم بما يؤدي إلى اصدار الإعدام ضده.
كما ان الشيخ النمر رفض استخدام العنف والسلاح والعسكرة والقتل، فهو خرج لأجل المحافظة على روح الإنسان ولكي يعيش بكرامة وعزة، كما انه طالب بالإصلاح والعدالة والحرية والدفاع عن المظلومين لكافة المواطنين بلا تفرقة، وعبر عن مواقفه بالكلمة بشكل سلمي، وهو بذلك أعظم شخصية إنسانية وطنية، تستحق الاحترام والتقدير والتضامن والمساندة والافتخار والتعظيم، لا الإعدام بحد السيف، والمقاطع المنشورة من كلماته تثبت ذلك، ومن أراد معرفة حقيقة الشيخ النمر أن يستمع لكلماته مباشرة دون وسيط ونقل، وبالخصوص من الصحف الصفراء التي تعمل لتشويه سمعة الشيخ نمر النمر بشكل دائم.
إن التهديد بإعدام سماحة الشيخ نمر النمر تلاعب بالأرواح وإرهاب للنفوس البريئة من قبل السلطة، وهو أسلوب فاشل في كسر إرادة الأحرار والشرفاء ولكل من يطالب بالإصلاح والتغيير ومحاربة الظلم والفساد، مثل الشيخ النمر ومن يسير على طريقته، فالتهديد بالموت لا يرعبهم ولا يخيفهم، بل العكس هو بشرى لهم، ولهذا نجد الشيخ النمر عندما تم ابلاغه بخبر مصادقة محكمة الاستئناف على حكم الاعدام ضده شكر الله وقال: "الله يبشركم بالخير"، وأكد "انه القدر المكتوب وأن كل الأمور التي تحت عين الله.. تكفي". إنه تسليم الأمر لله الذي سينتقم من الظالمين.
سماحة الشيخ نمر النمر ليس بحاجة لتدخل أي جهة للدفاع عنه، فهو قوي لأن قوة الله معه، وقد حدد مصيره بنيل شرف وسام الشهادة. ولكن الشعوب والوطن والمنطقة هم من سيدفعون ثمن السكوت عن سفك دماء بريئة، لرجل يطالب بالعدالة والحرية والكرامة، بالإضافة إلى أرواح شباب بريئة!.
الوطن والمنطقة المحيطة (الوطن العربي) تعيش حالة من الفتن والتكفير والحروب، فالوضع ليس بحاجة للمزيد من التوتر والتصعيد بسفك دماء بريئة، وإعدام آية الله الشيخ نمر النمر، هو بمثابة اعلان حرب في المنطقة، وللأسف الشديد حكومة الرياض لا تدرك المخاطر، ولا تستفيد من التجارب السابقة، مثل قيامها بعملية اعتقال القائد الشيخ النمر وهو مصاب بأعيرة نارية بعد محاولة إغتيال فاشلة من قبل فرق عسكرية، - بسبب التعبير عن الرأي، ونقد السلطة ورفض الظلم والدفاع عن المعتقلين، - حيث كادت تلك العملية أن تشعل المنطقة والتسبب بفوضى عارمة نتيجة غضب أهل المنطقة والعالم، ولم يهدأ الشارع الغاضب إلا بتدخل وطلب وضغوط من علماء وشخصيات أهل المنطقة، على أمل معالجة الأمور عبر التواصل مع السلطة.
ولكن مع إعلان السلطة عن تصديق حكم الإعدام ضد الشيخ النمر، يتجدد الغضب الشعبي بشكل أعظم، وتزداد المخاطر،.. وانه لا يوجد أي جهة قادرة هذه المرة على تهدئة الشارع الذي فقد الثقة في علماء وشخصيات المنطقة الذين تخلوا عن الشيخ نمر النمر والشباب الصغار.
مطلوب من علماء وشخصيات المنطقة والعالم التضامن مع الرمز الديني الكبير الشيخ نمر النمر، والتحرك لنصح السلطة وتحذيرها بأن قيامها بإعدام الشيخ النمر ستكون له عواقب وخيمة جدا..، كما على الأحرار والشرفاء في الوطن والعالم التحرك كي لا تقوم السلطة بإعتقال المزيد من النشطاء والحقوقيين وبسفك الدماء البريئة ونشر الفوضى والدمار أكثر، وكي لا يقع ما لايحمد عقباه بسبب سياسة السلطة - اللعب بالنار - التي تهدد المواطنين والوطن.
المطلوب الإفراج عن الشيخ النمر وبقية المعتقلين بسبب التعبير عن الرأي، واحترام الإرادة الشعبية، وحل ملفات الداخل والمنطقة بالحوار والتفاهم، للحفاظ على الوطن والمنطقة من المخاطر.
اضف تعليق