في كل عام من شهر محرم الحرام يقيم أتباع أهل البيت في العالم مراسيم عزاء مقتل الإمام الحسين(ع) تجديدا لمأساة أهل البيت (ع)، ولكل دولة شعائر ومراسيم خاصة بها تقام في الحسينيات أو مجالس عزاء هذه العادات التي تمارسها الطائفة الشيعية, تتعرض لكثير من الانتهاكات كل عام من قبل جماعات أو سلطات معادية في عدد من الدول.

في عامنا هذا تعرضت مجموعة كبيرة من إتباع أهل البيت(ع) لاعتداءات طالت الأنفس والممتلكات في عدد من الدول, لم تكن لهم جريمة سوى حبهم لأهل بيت رسول الله (ص), من هذه الدول التي طالتها يد الضلالة.

العراق

تتعرض مجالس العزاء كل عام إلى مجموعة من الحملات الإرهابية الشرسة التي تودي بحياة كبيره من المواطنين الأبرياء.

في بغداد تعرضت مواكب عزاء حسيني إلى محاولة اعتداء, حيث حاول انتحاري تفجير نفسه في احد المواكب الحسينية في منطقة الشعب, وأصيب عدد من رجال الأمن في هذه الحادثة، وعلى الصعيد نفسه تعرضت طوز خرماتو البلدة الموالية لأهل البيت لمجموعة من الاعتداءات التي ذهب ضحيتها مجموعه من الأبرياء من جميع الفئات, بسيارة مفخخة ذهب ضحية الهجوم ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 36 آخرون, وان من يتبنى هذا النوع من الهجمات في هذه المنطقة تنظيم داعش الإرهابي.

البحرين

قوات النظام تقتحم أزقة القرى لتزيل وتمزّق "السواد،" الأعلام السوداء، واللافتات الدينية التي تحمل شعارات المناسبة"، في هجمات تهدف إلى الحد من مظاهر الذكرى، قوة جذبها، وتأثيرها، وتهدف إلى رهن السماح باستمرارها لرضا السلطات، بسبب توظيفها السياسية معينه ، وملامحها التي تشير إلى السكان الأصليين من البحرينيين.

إن البحرين في محرّم "كربلاء مصغرة" كما يقال. يقيم الشيعة في البحرين شعائر عاشوراء منذ مئات السنين، ولدى السفارة الأميركية في المنامة تسجيل فيديو لأحد مواكب العزاء القديمة، التي يعود تاريخها إلى 1934 على ما يبدو، وهي تعرضه في مختلف الاحتفالات والمناسبات التي تقيمها، كجزء من تاريخ هذا البلد وتراثه.

لماذا يعتدي النظام على خصوصية الأغلبية الشيعية، وما يعلّقونه في شوارعهم، وأعظم مناسباتهم الدينية؟، لماذا يدخل بآلياته ومركباته إلى عمق قراهم ومدنهم لينزع علما أسود اعتادوا على مدى عشرات السنوات تعليقه في محرّم.

منذ 5 سنوات، أي منذ انطلاق ثورة 14 فبراير، وعاشوراء محل استهداف النّظام بطرق شتى، حتى قبل أن يعرف دورها في رفد الانتفاضة, تاريخيا، كانت عاشوراء مصدر الكثير من المتاعب للنظام، منذ العشرينات من القرن الماضي، لذا صار يركّز حتّى على موضوع الذكرى، حتى لو لم يكن في إحيائها توظيف صريح للواقع السياسي.

فحوربت الشعائر الحسينة في البحرين كل سنة وهذه السنة بتهديم الحسينيات والمواكب وضرب مجالس عزاء النساء بقنابل الغاز وقطع الطرقات وفرض الغرامات والاعتقالات، يذكر إن المنامة تضم أكثر من 50 حسينية، وتشهد أكبر مواكب العزاء المركزية في الخليج كله, فالسلطات في هذه المنطقة قد قامت بفرض غرامات مرورية على من يركن سيارته فيها وأيضا عمدت إلى وضع حواجز إسمنتية لمنع وقوف السيارات في شوارع وطرقات سوق المنامة وضواحيها سواء المتاخمة للمآتم الحسينية أو تلك التي تتصل بنهاية شارع السوق, هذا كله من اجل منع الناس من الحضور إلى الحسينيات بشكل غير مباشر, ولكن تصريحات السلطات الأمنية تبين أنهم يقومون بهذا من اجل حماية المواطنين.

يبقى صوت الموالين في البحرين دائما "معركة كربلاء قائمة بطرفيها اليوم وغداً في النفس.. في البيت.. في كل ساحات الحياة والمجتمع.. وسيبقى الناس منقسمين إلى معسكر مع الحسين (ع) ومعسكر مع يزيد فاختر معسكرك".

السعودية

لم تغب السعودية عن هذا المشهد بل تعرض أتباع أهل البيت (ع) لاعتداءات متكررة من قبل المتطرفين المتمثلين بالسلطة الحاكمة وإتباعها, حيث شهدت عدة هجمات، واستهدف الحسينية الحيدرية في مدينة سيهات شرق السعودية أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 9 آخرين. واعتداءات أخرى على حسينيات وشعائر الشيعة.

إيران

أوضحَتْ المصادر الإعلامية أنَّ إطلاقَ نارٍ استهدَفَ مشاركينَ في مراسمِ محرمٍ الحرامِ في بلدةِ صفي آباد التابعةِ لمدينةِ دزفول بمحافظةِ خوزستانَ جنوبَ غربيِ إيران، أدَّى إلى استشهادِ مواطنَينِ اثنينِ وإصابةِ آخرَ بجروحٍ بليغة، مضيفاً أنَّ قواتِ الآن طوَّقَتِ المكانَ ومنعتِ الاقترابَ منهُ، وفتحتِ التحقيقَ في ملابساتِ الهجوم.

مصر

لا يزال الشيعة في مصر يعانون من تهميش السلطة لهم ومعاداتهم بهدف التضييق على الشيعة هناك وعدم الاعتراف بحقوقهم المشروعة، ففي هذه ألسنه قامت السلطات بغلق مسجد الأمام الحسين(ع) ومنعت الموالين من أقامة مجالس العزاء الخاصة بهم, وأطلقت على مأتم الشيعة ب(بدع الشيعة)

اندونيسيا

في الثامن من محرم الحرام أقيمت مراسم عاشورائية كبرى بحضور المئات من أبناء الشعب الأندنوسي في مدينة ماكاسار (Makassar) وبدأت هذه المراسم الساعة الثامنة مساء حسب توقيت هذه المدينة.

وبعد أداء صلاة العشاء، وقد جرت المراسم بشكل طبيعي سوى ما لوحظ من تجمع لبعض الوهابيين المتشددين الذين سعوا لإيقاف مراسم العزاء الحسيني قبل ساعتين من انطلاقه، حيث حمل بعضهم لوحات كتب عليها "التشيع، ليس أسلاما"!، ورغم تدخل الشرطة لتفريق الوهابيين ألا أن بعض المتشددين منهم أصرّ على البقاء حتى نهاية المراسم.

بنغلادش

في مراسيم عزاء يقيمها الشيعة في بنغلادش, تعرضت الحسينية الشيعية في العاصمة البنغالية "دكا" لهجوم قام به داعش التكفيري، ونشرت جماعة تسمي نفسها "جند الخلافة" توالي داعش التكفيري أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الإجرام, حيث أن الحسينية للشيعة في العاصمة البنغالية "دكا" تعرضت للهجوم الإرهابي عندما ألقت عليها ثلاث قنابل محلية الصنع، أسفر عن استشهاد شخص وجرح 149 من المعزين الأبرياء.

باكستان

نظم شيعة باكستان في العاصمة أسلام آباد مواكب كبيرة شارك فيه المسلمون الشيعة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وأخيه العباس (ع) وأهل بيته وأصحابه، ومدن باكستان الشيعية كثيرا ما تتعرض لهجمات إرهابية من جماعات تكفيرية.

حيث تعرضت مدينة يعقوب آباد جنوب باكستان لهجمة أثناء أحياء ذكرى عاشوراء, حيث استشهد 15 شخصا على الأقل وأصيب عشرات بجروح في تفجير قد يكون انتحاريا الجمعة استهدف موكبا, أن الهجوم وقع أمام مقر إقامة زعيم محلي.

نيجيريا

قامت مجموعة تكفيرية بالهجوم الإرهابي على مواكب حسينية خرجت تعزي استشهاد الإمام الحسين (ع) وأخيه العباس (ع) بالسكاكين والسيوف، مما أدى إلى وقوع جرحى بين المشاركين من الرجال والنساء، وإضافة إلى ذلك إن المجموعة التكفيرية قامت كذلك في جنح الظلام بالليل بالهجوم على محلات تجارية للمسلمين الشيعة، وأضرموا النار ودمروا ما فيها في بلدة جوس، وان هذه المجموعة الإرهابية تلقت الأوامر من رجل تكفيري يدعى "الشيخ عليو عليو", والمعروف شعبيا باسم علي دان علي.

وقد كان الموكب العظيم الذي شارك فيه المؤمنون والمؤمنات الشيعة كان يتسم بالسلمية، حتى تعرض لهجوم إرهابي مباغت من الجماعة الضالة، وأسفر عن إصابات متفاوتة بين الرجال والنساء.

استخدم التكفيريون منبرا لهجومهم بالسب والشتائم على زعيم الحركة الإسلامية الشيعية الشيخ إبراهيم الزاكزكي، وكذلك الشخصيات الشيعية أخرى، حتى استغلوا الظرف المناسب لهجومهم الإرهابي على الموكب الحسيني في المدينة.

ماليزيا

قوى الأمن الماليزية قد هاجمت في الثامن من شهر مراسم إحياء ليلة التاسع من محرم التي تقام في حسينية الإمام الرضا (ع) في مدينة كولالامبور وعمدت إلى التحقيق مع سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج محمد كامل زهيري بن عبد العزيز.

وأن الشرطة الماليزية نقلت سماحته إلى مكتب منظمة الأمور الدينية في ولاية سلانكور(JAIS) في منطقة "شاه عالم"، كما عمدت السلطات إلى اعتقال 15 من المشاركين في مراسم العزاء الحسيني، هذه الهجمات الإرهابية تكررت وما زالت تتكرر لطالما هناك من يدعمها, فأتباع أهل البيت محاربون لا لسبب فقط لأنهم شيعة.

اضف تعليق