تتفاقم يوما بعد آخر مشكلة المهاجرين غير الشرعيين، وقد عجزت الدول الغنية والمعنية بالإضافة الى المنظمات الدولية، عن ايجاد الحل المناسب لهذه المشكلة التي باتت تشكل خرقا فاضحا لحقوق الانسان، لاسيما أن الدول المعنية لم تبذل جهدا يذكر في معالجة هذا الوضع المأساوي، فقد بات الوضع خطيرا للغاية حيث يتقاتل المهاجرون الفارون من الجوع، فيما بينهم بسبب نقص الاغذية، وبعد أن يواجهوا خطر الموت والمجاعة معا، في حين يتقاعس المجتمع الدولي وخاصة الدول المتقدمة والغنية، عن معالجة اوضاعهم، ووضع حد لمعاناة الفقراء، ومع أنهم مهددون على مدار الساعة بالموت جوعا، إلا أن خطر الموت بدأ يتهدد وجودهم بأساليب اخرى، منها الموت خرقا او قتلا، او حينما يقع المهاجر بين يدي عصابات الاتجار بالبشر.
وقد اندلع شجار عنيف بين مهاجرين من الروهينغا والبنغلاديش على متن مركب متهالك مقابل سواحل إندونيسيا استخدموا فيه الفؤوس والسكاكين والقضبان الحديدية وأدى إلى مقتل 100 منهم على الأقل، على ما روى ناجون من المجزرة. ووصف أفراد المجموعتين مشاهد دامية مرعبة لما وقع بعد تخلي الطاقم عن المركب في الأسبوع الفائت، تاركين مهاجرين يائسين "يقطعون" بعضهم البعض في مواجهات طاحنة للاستيلاء على المؤن المتناقصة.
وروى ناجون منهكون أصيب الكثيرون منهم بجروح وكدمات نقلوا إلى مخيمات في أتشيه أن حوالي 100 إلى 200 شخص قتلوا في العراك الذي اندلع على المركب وعلى متنه مئات المهاجرين. وهؤلاء الناجون من بين حوالي 3000 شخص من الروهينغا والبنغلاديش الذين وصلوا إلى سواحل جنوب شرق آسيا في الأسبوع الفائت، بعد حملة لتايلاند أدت إلى قطع الطرقات البحرية التي يسلكها مهربو البشر بالعادة. وفيما كان الكثيرون يقطعون إربا قفز البعض إلى البحر هربا من المجزرة، حيث أنقذ صيادون الناجين ونقلوهم إلى الشاطئ. واتهم كل من الطرفين الآخر ببدء القتال.
قتال بالفؤوس والسكاكين
وصرح المهاجر الروهينغا آسينا بيغون البالغ 22 عاما "فجأة صعد البنغلادشيون من الطبقة الأدنى للمركب وهاجمونا، كل من كان على السطح"، متحدثا من بلدة لانغسا في منطقة أتشيه التي نقل إليها القسم الأكبر من المهاجرين. وأضاف "من أراد أن ينفد بجلده قفز في البحر، لكن شقيقي لم يتمكن من ذلك. عندما وجدوه ضربوه ثم ذبحوه، قبل أن يلقوه في البحر" بحسب فرانس بريس. لكن البنغلاديش أكدوا أن الروهينغا، الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما، تلقوا معاملة تفضيلية من ربان المركب الذي تكلم بإحدى لغات بورما ومنحهم كل المياه والطعام. وأكدوا تعرضهم للهجوم عندما رجوا الروهينغا إعطاءهم بعض الطعام. وروى البنغلادشي محمد مراد حسين كيف كان الروهينغا على سطح المركب ومجموعته التي شكلت أكثرية الركاب في طبقة أدنى. بعد اندلاع الشجار عمل الروهينغا على منع البنغلاديش من الصعود إلى السطح عبر مهاجمتهم بالفؤوس ورشهم بمياه ممزوجة بالفلفل، بحسبه. وصرح الرجل الذي يبلغ الثلاثين وغطت جسمه جروح كثيرة "من السطح رشوا علينا المياه الساخنة، مياه الفلفل، وكل من صعد إلى هناك قطعوه بساطور جزار". وتابع "في النهاية أدركنا أننا سنموت، فقررنا قتالهم، علينا وعليهم".
وبدأت المياه تتسرب إلى المركب الغارق مع تفاقم العنف، ما دفع بالكثيرين إلى القفز إلى المياه بحسبه. لكن الروهينغا محمد أميه أكد أن البنغلاديش هاجموا جماعته بعد إصرارها على الاحتفاظ بما تبقى من مياه الشرب للأطفال. وروى أميه أنه قال للبنغلادشيين "يجب أن نحفظ (الماء) للأطفال، فلا يمكنهم النجاة من دونه". وفيما هاجمهم البنغلاديش، الذين فر أغلبهم من فقر مدقع في بلادهم، قال أميه إنه حاول الاختباء بين النساء، لكنهم سرعان ما عثروا عليه. وأكد "ضربوني على الرأس ورموني في البحر. لكني سبحت باتجاه مراكب الصيادين المحليين". مع تعافي المهاجرين من محنتهم بدأت أفكارهم تتجه إلى عائلاتهم في ديارهم. فالكثيرون فقدوا الاتصال بالأقارب منذ أكثر من شهرين، عندما ركبوا البحر. وأكد المهاجر البنغلاديشي محمد مشار علي "لا يمكننا الاتصال بعائلاتنا في بلدنا، وهم يجهلون إن كنا أحياء أو أمواتا. الأرجح أنهم يظنون أننا قتلنا جميعا".
إنقاذ مئات المهاجرين من سفينة غارقة
في السياق نفسه تم إنقاذ مئات المهاجرين، كانوا على متن سفينة قبالة إقليم آتشيه الإندونيسي. وقال مسؤول عن فرق الإنقاذ إنه عُثر على قرابة 500 شخص وتم نقلهم إلى الشاطئ، فيما صرح شاهد عيان أن أكثر من 350 مهاجرا نقلهم صيادون على متن زوارق صغيرة إلى الشاطىء. وقال مسؤول بحث وإنقاذ إن مئات المهاجرين من الروهينغا والبنغلادش وصلوا إلى شاطئ إقليم آتشيه في شمالي غرب إندونيسيا في وقت مبكر اليوم الأربعاء كانوا على متن سفينة. وقال خير الله نوفا من الوكالة الوطنية للبحث والإنقاذ إن "إجمالا عثرنا على قرابة 500 شخص في البحر ويتم نقلهم إلى الشاطىء في زوارق أصغر." وأضاف نوفا أن المهاجرين وصلوا إلى بلدة كوتا بينجي في آتشيه. وقال شاهد عيان إن أكثر من 350 "شخصا على متن زوارق" نقلهم صيادون محليون إلى الشاطئ وجاري تسجيلهم من قبل سلطات الهجرة. وتضاف هذه المجموعة الأخيرة إلى أكثر من 2000 استطاعوا الوصول إلى الأراضي الإندونيسية والماليزية بعد أسابيع من مواجهة الأمواج في بحر أندامان. ولا تبذل حكومات المنطقة شيئا يذكر لإنقاذ آلاف المهاجرين في البحر على الرغم من المناشدات الدولية بحسب فرانس بريس.
مئات المهاجرين مقابل سواحل بورما
من جهتها اعلنت الامم المتحدة عن وجود الفي مهاجر على الاقل يعانون من الجوع والعنف ما زالوا عالقين في مراكب تائهة مقابل سواحل بورما، فيما دعت اندونيسيا الى جهود اقليمية لحل ازمة المهاجرين. ووصل حوالى 3000 مهاجر من البنغلادشيين واقلية الروهينغا الى شواطئ اندونيسيا وتايلاند وماليزيا في الايام الاخيرة بعد حملة لتايلاند قطعت الطرقات البحرية التي يسلكها مهربو البشر بالعادة، ما دفع بهؤلاء الى التخلص ممن ينقلونهم في البحر.
وتمكن الناجون من الوصول الساحل بعد ان تخلى عنهم المهربون على الشاطئ او في المياه الضحلة، او انقذوا من مراكب غارقة، وسط تصاعد الانتقادات الحادة للدول الثلاث اثر ابعادها مراكب اعتبرت انها صالحة للابحار، الى عرض البحر. ويتوقع وجود الاف المهاجرين الاخرين تائهين وسط البحر بلا مياه او طعام، فيما تتضاعف الضغوط الدولية على دول جنوب شرق اسيا كي تفتح موانئها لهم، فيما دعت الامم المتحدة والولايات المتحدة الى تحرك سريع بهذا الشان. وتركزت الانظار على خليج البنغال حيث وردت معلومات عن وجود مراكب محملة بالمهاجرين الروهينغا والبنغلادشيين يسعون الى عبور بحر اندامان بسبب حملة السلطات التايلاندية على المهربين. وافادت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين فيفيان تان لفرانس برس عن تلقي معلومات مفادها ان الفي مهاجر على الاقل "عالقون على خمسة مراكب على الاقل قرب سواحل بورما بنغلادش منذ اكثر من 40 يوما". واضافت ان التقارير تحدثت عن "نقص في الطعام والجفاف والعنف" ما يثير "قلقا كبيرا"، مشددة على الحاجة الى الاجازة للركاب النزول الى الشاطئ. لكن المراكب ما زالت تحت سيطرة المهربين الذي لا يسمحون للمهاجرين العودة الى اليابسة قبل تسديد ما بين 180 و270 دولارا لكل فرد.
وتعرضت المنطقة للانتقاد بسبب دبلوماسيتها الخجولة ولا سيما فشلها في الحد مما يعتبر اضطهادا ممنهجا تمارسه بورما على اقليتها المنبوذة من الروهينغا، والذي ادى الى فرار اعداد كبرى من الاتنية المسلمة الى الخارج. وتصر بورما على ان الروهينغا مهاجرون غير شرعيين من بنغلادش وترفض تحمل مسؤوليتهم. وقد انضم في السنوات الاخيرة عدد متزايد من البنغلادشيين الى هجرة الروهينغا عبر خليج البنغال هربا من الفقر المدقع في بلدهم.
واكدت وزيرة الخارجية الاندونيسية ريتنو مرسودي عشية محادثات مع نظيريها الماليزي والتايلاندي في كوالالمبور ان هذه الازمة من مسؤولية المنطقة برمتها. واستقبل نصف المهاجرين الوافدين في اقليم اتشيه غرب اندونيسيا حيث برزت روايات مروعة عن استغلال المهربين للاجئين واندلاع معارك شرسة على متن مراكب مكتظة هائمة. وصرحت الوزيرة لصحافيين في جاكرتا ان "قضية المهاجرين ليست مشكلة بلد او اثنين، انها اقليمية". وتابعت "انها تحدث في مناطق اخرى كذلك، وهي قضية دولية". واشارت الى ان اندونيسيا تستضيف حاليا 12 الف مهاجر من اكثر من 40 دولة ينتظرون اعادة توطينهم، مؤكدة ان "ما فعلته اندونيسيا اكثر ما كان علينا...ان نفعل". واكدت على ضرورة بذل جهود لرصد "اسباب" الهجرة، من دون تقديم تفاصيل، وطالبت بمزيد من التعاون مع الامم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية لاعادة توطين المهاجرين الوافدين.
واندونيسيا وتايلاند وماليزيا ليست من الدول الموقعة على اتفاقية الامم المتحدة للاجئين التي تلزم اعضاءها باعادة توطين عدد من اللاجئين. لكن ردا على سؤال ان كانت اندونيسيا ستضغط على بورما لتحمل مزيد من المسؤولية، اكدت مرسودي ان ما سيحدث فحسب هو "اطلاق حوار بناء" معها بهذا الخصوص، ما يعكس تردد المنطقة في اتخاذ موقف اكثر تشددا مع الدولة التي حكمها الجيش سابقا. وحثت ماليزيا، الدولة المسلمة والمزدهرة نسبيا التي تشكل الوجهة المفضلة لاغلبية المهاجرين، بورما على التزام التحاور بخصوص هذا الملف. واقرت بورما "بالمخاوف" الدولية بخصوص مهاجرين المراكب رافضة تحمل المسؤولية بمفردها. وهي رفضت سابقا تكرارا مناقشة ملف الروهينغا في منتديات اقليمية ويبقى عليها تاكيد مشاركتها في القمة الاقليمية المقررة في تايلاند في 29 ايار/مايو.
واكدت الفيليبين انها مستعدة لمساعدة المهاجرين بحرا ما شكل املا في التوصل الى حل فيما يبعد جيرانها المهاجرين. ومانيلا ملزمة بمساعدة المهاجرين الذين يفر الكثير منهم من الاضطهاد، نظرا الى انها من اعضاء اتفاقية الامم المتحدة للاجئين المبرمة عام 1951، على ما اكد المتحدث باسم خارجيتها تشارلز جوزيه. وصرح جوزيه لتلفزيون ايه ان سي "لدينا الالتزام والواجب بتقديم المساعدة الانسانية لطالبي اللجوء". ولم تقدم الحكومة اية تفاصيل حول طبيعة المساعدة المطروحة بحسب فرانس بريس.
المهاجرون يفرون من الاضطهاد الديني
قالت ميانمار أخيرا إنها تعترف بوجود موجات من المهاجرين غير القانونيين يتركون شواطئها في القوارب نحو دول أخرى لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لا تتحمل مسؤولية الأزمة الإقليمية بخصوص اللاجئين غير القانونيين وقال يه هتوت وزير الإعلام في حكومة ميانمار "نتفهم قلق المجتمع الدولي بخصوص المهاجرين في البحر". وأضاف "بدلا عن لوم ميانمار يجب أن يتم حل هذه المشكلة بالتعاون مع دول المنطقة". وترفض ميانمار، بورما سابقا، الاعتراف بالروهينغا كمواطنين، وقد فر مئات الآلاف منهم من البلاد خلال السنوات الأخيرة بعد موجة من العنف الطائفي المستمر. وقد أصدرت الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي قرارا تحض فيه ميانمار على منح الجنسية لأقلية الروهينغا إذ يصنف الكثير منهم على أنهم بلا جنسية.
ماليزيا لا تتحمل عبء المهاجرين
في هذه الأثناء قالت ماليزيا إنها لاتستطيع لن تقوم بمفردها بتحمل عبء استقبال آلاف اللاجئين القادمين من بنغلاديش وميانمار. وأضافت الحكومة الماليزية أنها استقبلت عشرات الآلاف من الروهينغا خلال السنوات الماضية لكنها لاتستطيع أن تستقبل المزيد. ورغم نزوح عشرات الآلاف من كل من بنغلاديش وميانمار فرارا من الفقر والإضطهاد إلا أنه لاتقبل أي دولة ولاتعمل أي جهة على مساعدتهم حيث يغرق بعضهم والبعض الأخر الذي يصل إلى الشاطيء في ماليزيا يحصل على مأوى وطعام.
من جانبها قالت وكالات الإغاثة الدولية إن الأوضاع على متن قوارب الهجرة تتدهور بسرعة شديدة لتصبح مأساوية. وتقوم السلطات في كل من ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند بإعطاء المهاجرين بعض الطعام والماء في المياه الدولية وترفض السماح لهم بدخول المياه الإقليمية. بينما أكد الصيادون في منطقة أتشيه شمال إندونيسيا أن السلطات وجه لهم تعليمات بعدم إنقاذ المهاجرين غير القانونيين في البحر حتى ولو كانت قواربهم تغرق.
مناشدات لإنقاذ مهاجرين عالقين بالبحر
في هذا السياق ناشدت منظمة الهجرة الدولية حكومات دول جنوب شرق آسيا البحث عن آلاف المهاجرين العالقين في البحر وانقاذهم، محذرة من ان خطر الموت يتهددهم. وقال المتحدث باسم المنظمة جو لوري لوكالة فرانس برس ان هذه القضية "تحتاج الى جهد اقليمي... نحن لا نمتلك القدرة على البحث عنهم لكن الحكومات تمتلكها، لديها سفن واقمار صناعية". واضاف ان هؤلاء المهاجرين قد يكونوا "في وضع سيء للغاية او حتى امواتا" ان لم يتم انقاذهم سريعا. وتأتي هذه المناشدة في اعقاب اعلان البحرية الاندونيسية انها اقتادت الى خارج المياه الاقليمية الاندونيسية سفينة على متنها مئات المهاجرين غير الشرعيين اتوا من بورما وبنغلادش، وذلك غداة اقترابها من سواحل البلاد.
وبحسب البحرية الاندونيسية فان السفينة "تم قطرها الى خارج الحدود الاندونيسية. لقد زودناهم بالوقود. نحن لا نجبرهم على الذهاب الى ماليزيا او الى استراليا. هذه ليست مشكلتنا. مشكلتنا هي ان لا يأتوا الى اندونيسيا لانها ليست وجهتهم". ورفض المتحدث تأكيد ما اذا كانت السفينة في طريقها نحو ماليزيا، وجهتها الاكثر ترجيحا. وكانت السفينة وصلت مؤخرا الى قبالة سواحل جزيرة اتشيه شمال جزيرة سومطرة وعلى متنها حوالى 400 مهاجر غير شرعي قادمين من بورما وبنغلادش، بحسب ما اعلنت السلطات. وبحسب المتحدث فان السفينة متهالكة وقائدها لاذ بالفرار، فيما وفرت البحرية المياه والغذاء الى المهاجرين وزودت سفينتهم بالوقود ثم قطرتها الى خارج مياهها الاقليمية. وهذه السفينة هي واحدة من عدة سفن مماثلة وصلت في الايام الاخيرة الى اندونيسيا وماليزيا وعلى متنها حوالى الفي مهاجر غير شرعي من بورما وبنغلادش.
ماليزيا والمهاجرين غير الشرعيين
من جهتها قالت ماليزيا انها ستجبر القوارب المحملة بالمهاجرين غير الشرعيين على العودة إلى عرض البحر مما أثار انتقادات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة وسط تقطع السبل بالآلاف في مياه منطقة جنوب شرق آسيا. وقالت المفوضية العليا إن عدة آلاف من المهاجرين تركهم مهربوهم في عرض البحر إثر حملة تايلاندية على الاتجار بالبشر وحذرت من أن الوضع قد يتطور إلى "أزمة إنسانية هائلة." ودفعت الحملة الأمنية المهربين لتجنب الرسو على سواحل تايلاند التي كانت في الماضي المقصد المفضل لشبكات تهريب البشر في المنطقة وأدت إلى ارتفاع عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يتوجهون إلى إندونيسيا وماليزيا. وقال نائب وزير الداخلية الماليزية وان جنيدي توانكو جعفر "نحن نبعث إليهم بالإشارة المناسبة بارسالهم من حيث أتوا." وأضاف "بلدانهم ليست في حالة حرب وإذا لم تكن السفينة تعاني من أي عطل عليهم أن يبحروا عائدين إلى بلدانهم."بحسب رويترز.
وينتمي الكثير من المهاجرين غير الشرعيين لأقلية الروهينجا المسلمة المحرومة من الهوية في بنجلادش وميانمار والتي تصفها الأمم المتحدة بأنها إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم. وقالت المفوضية العليا إن ما يقارب من 25 ألفا من بنجلادش ومن الروهينجا استقلوا قوارب المهربين المتهالكة في أول ثلاثة أشهر من هذا العام مما يمثل ضعف العدد الذي سجل في الفترة عينها عام 2014. ودعت المفوضية إلى تنسيق عمليات البحث والانقاذ.
وقال فولكر تورك مساعد المفوض السامي لشؤون حماية اللاجئين في بيان "الأولوية هي إنقاذ حياة الناس" مضيفا إنه "من الضروري للبلدان أن تتشاطر مسؤولية اجلاء هؤلاء الأشخاص من السفن على الفور." وقالت ماليزيا إنه يتعين على المفوضية أن تعثر على بلد آخر لهؤلاء المهاجرين. وقال وان "لا أجد سببا لتعرضنا للضغط. نحن نقوم بما نعتقد أنه يتعين علينا القيام به. علينا أن نفكر فيما يريده شعبنا منا وهم لا يريدون أن يروا المهاجرين يدخلون بلدنا."
من جهتها اقتادت البحرية الإندونيسية إلى خارج مياهها الإقليمية سفينة اقتربت من سواحلها تحمل حوالي 400 مهاجر غير شرعي قادمين من بورما وبنغلادش، بعد أن وفرت لهم المياه والغذاء وزودت سفينتهم بالوقود. وقال المتحدث باسم البحرية ماناهان سيمورانغكير إن السفينة "تم قطرها إلى خارج الحدود الإندونيسية. لقد زودناهم بالوقود. نحن لا نجبرهم على الذهاب إلى ماليزيا أو إلى أستراليا. هذه ليست مشكلتنا. مشكلتنا هي أن لا يأتوا إلى إندونيسيا لأنها ليست وجهتهم" بحسب فرانس برس.
ورفض المتحدث تأكيد ما إذا كانت السفينة في طريقها نحو ماليزيا، وجهتها الأكثر ترجيحا. وكانت السفينة وصلت الاثنين إلى قبالة سواحل جزيرة أتشيه شمال جزيرة سومطرة وعلى متنها حوالي 400 مهاجر غير شرعي قادمين من بورما وبنغلادش، بحسب ما أعلنت السلطات. وبحسب المتحدث فإن السفينة متهالكة وقائدها لاذ بالفرار، فيما وفرت البحرية المياه والغذاء إلى المهاجرين وزودت سفينتهم بالوقود ثم قطرتها إلى خارج مياهها الإقليمية. وهذه السفينة هي واحدة من عدة سفن مماثلة وصلت في الأيام الأخيرة إلى إندونيسيا وماليزيا وعلى متنها حوالي ألفي مهاجر غير شرعي من بورما وبنغلادش.
ماليزيا تحتجز قرابة الألف لاجئ
من جهتها قالت الشرطة إن ماليزيا احتجزت 1018 لاجئا من بنجلادش ومسلمي الروهينجا اثر وصولهم في ثلاثة زوارق بعد يوم من إنقاذ السلطات الاندوينسية 600 تقطعت بهم السبل قبالة ساحل أتشيه. وهرب أكثر من 100 ألف من الروهينجا المسلمين من العنف والفقر في ميانمار منذ 2012. ويسافر معظمهم في رحلات بحرية ينظمها مهربون إلى تايلاند حيث يحتجزونهم في معسكرات في الغابات الى أن يدفعوا فدى، بحسب رويترز. وقالت شرطة جزيرة لانجكاوي بشمال غرب ماليزيا إن ثلاثة زوارق وصلت في منتصف الليل لإنزال اللاجئين لكن حارث كام عبد الله قائد الشرطة قال لرويترز انه تم اكتشاف زورق واحد فقط بعد أن علق أمام حاجز لصد الأمواج. وأضاف أن نحو 555 بنغاليا و463 من الروهينجا بينهم 99 امرأة و54 طفلا وصلوا بشكل غير مشروع وسيسلمون إلى إدارة الهجرة.
مقبرة جماعية لمهاجرين غير شرعيين
في سياق مقارب تم العثور على مقبرة جماعية قد تكون لمهاجرين غير شرعيين وسط الأدغال في تايلاند. وقال مسؤول تايلاندي إن "أطباء شرعيين سيحددون سبب الوفاة". وتعتبر المنطقة معبرا لأقلية الروهينغا نحو ماليزيا فرارا من أعمال العنف الإثنية في بورما. تمكنت السلطات من استخراج 26 جثة من مقبرة جماعية عثر عليها في وسط الأدغال بجنوب تايلاند، يبدو أنها لمهاجرين غير شرعيين من بورما أو من بنغلادش وقعوا ضحية مهربين، وأمكن إنقاذ اثنين فقط كانا في حالة هزال شديد. وقال جارومبورن سوراماني، المسؤول عن الأدلة الجنائية، "لدينا في الإجمال 26 جثة"، موضحا أن أطباء شرعيين سيحددون سبب الوفاة ووجود آثار محتملة للتعذيب بحسب فرانس بريس. وأدت أمطار غزيرة ليل الجمعة السبت إلى تأخير عملية استخراج الجثث التي تحول بعض منها هياكل إلى عظمية.
الاتجار بالبشر يطال المهاجرين
وقد أعربت منظمة "هيومن رايتس واتش" غير الحكومية عن أسفها، موضحة أن العثور على مقابر جماعية "ليس مفاجأة". ومن النادر أن تكشف السلطات ما تعثر عليه، فيما يتهم موظفون وعناصر شرطة وضباط في الجيش بأنهم جزء لا يتجزأ من التجارة المربحة في البشر. وقد أعلن المجلس العسكري في كانون الثاني/يناير عن ملاحقة حوالى عشرة موظفين منهم ضباط في الشرطة وواحد في البحرية، بتهمة الاتجار بالبشر. ورغم التشدد الذي أبداه المجلس العسكري الحاكم في تايلاند، ما زالت مشكلة الاتجار بالبشر "خارج نطاق السيطرة"، كما ذكرت "هيومن رايتس واتش"، داعية إلى إجراء تحقيق دولي حول هذه المقبرة الجماعية.
ويعاني مسلمو الروهينغا الفارون من مناطق النزاع في بورما من الاضطهاد من قبل عصابات تهريب البشر في ماليزيا. فحسب شهود عيان فإن وضع الهاربين سيء للغاية إذ يتعرضون للأسر والضرب والحرمان من الطعام على أيدي عصابات تهريب البشر الماليزية. حيث تنشط عصابات في ماليزيا مؤخرا، على خلفية الأحداث التي تشهدها بورما، في عمليات تهريب مسلمين من الروهينغا هربوا من الاضطهاد الذي يتعرضون له في بلادهم. وكانت عصابات تهريب البشر بدأت تحول نشاطها إلى ماليزيا بعد حملة السلطات التايلاندية على مخيمات أقيمت بالأحراش قرب الحدود وأصبحت سجنا لهؤلاء الفارين. ويروي مسلمون من الروهينغا فارين من بورما كيف احتجز المهربون مئات منهم في شمال ماليزيا حيث يحتجزونهم أسرى ويضربوهم ويحرموهم الطعام ويطالبون أسرهم بدفع فدى مالية وداهمت الشرطة في ولايتي بينانج وكيداه بشمال ماليزيا منازل في الأشهر الأخيرة ونفذت حملة أمنية في فبراير/شباط اكتشفت فيها أربعة من الروهينغا مكبلين بالأغلال في شقة سكنية. وكشف تحقيق نشرته رويترز في الخامس من ديسمبر/كانون الأول عن أن كثيرين من الروهينغا الفارين بحرا يسقطون في أيدي مهربين في عرض البحر وأنهم يحتجزونهم في مخيمات نائية في تايلاند قرب الحدود مع ماليزيا إلى أن يدفع أقاربهم آلاف الدولارات مقابل إطلاق سراحهم.
اضف تعليق