الشعب البحريني ما زال منذ 2011 لغاية اليوم يسطر أفضل المواقف البطولية في حراكه وثورته بصبر وصمود وتحدي وإرادة فولاذية وبطريقة حضارية للمطالبة بالتغيير بعيدا عن العنف لتحقيق أهدافه وطموحاته؛ بناء دولة ديمقراطية حرة دولة الحقوق والمؤسسات، لا مملكة خاصة حسب مواصفات الحاكم بلا ديمقراطية ولا تعددية ولا حرية رأي ولا احترام للحقوق، مملكة تسيطر عليها عائلة حاكمة تتحكم في البلاد وتستعبد العباد وتمارس أبشع وسائل القمع والتعذيب والقتل بسبب التعبير عن الرأي.

إرادة الشعب البحريني تنتصر

في خلال السنوات السبع الماضية حقق الشعب البحريني الكثير من الانجازات ومنها استمرار الثورة والصمود الأسطوري دون الانجرار لمستنقع السلطة الدموي والرد على الأعمال الإرهابية الرسمية البوليسية الوحشية كما حدث في البلدان الأخرى، فالشعب البحريني خرج في المظاهرات وأعلن الثورة لأنه ضد العنف والإرهاب والتدمير والاعتداء والقتل، بل هو مع الحياة والحرية والكرامة وبناء وطن للجميع، وطن يمثل كافة المواطنين، وطن فيه مؤسسات تحاسب المسؤول.

وهذا يحسب للشعب البحريني بمواصلة الحراك والثورة بعيدا عن الدموية، رغم عدائية وشراسة ووحشية العائلة الحاكمة حيث سجلت البحرين في هذه الفترة الزمنية أرقاما عالمية قياسية بسبب سياسة الاستبداد والقمع الرسمي ضد الشعب البحريني الصامد المضحي لأجل أهدافه، فقد تجاوز عدد الذين تم اعتقالهم في البحرين 12 ألف، ومن هم حاليا رهن الاعتقال ويتعرضون للتعذيب نحو 4000 معتقل وهو الأعلى في العالم نسبة إلى عدد السكان، وعلى رأس المعتقلين القيادات والرموز السياسية والحركية والدينية والحقوقية فكافة القيادات في السجون وهو حدث عالمي، ووصل عدد المهجرين من وطنهم وسحبت جنسياتهم من الشعب البحريني بالمئات نحو 500 ، وتجاوز عدد النساء اللاتي تعرضن للاعتقال التعسفي المئات، وعدد الأطفال نحو ألف طفل وهو رقم عالمي بالنسبة لعدد السكان، وسجلت أرقاما عالمية في عدد الشهداء نحو 175 شهيدا نتيجة التعذيب أو القتل بالرصاص الرسمي بسبب النشاط والحراك.

كما سجلت البحرين رقما عالميا فريدا في سياسة التغيير الديمغرافي حيث قامت العائلة الحاكمة بتجنيس عشرات الآلاف بنفس طائفي بغيض، كما أنها قامت بجلب مرتزقة من أنحاء العالم لقمع الشعب الأصلي وجلبت جيوش من الخارج لمواجهة الشعب الأعزل.

الثورة المنسية في البحرين

كما أن ثورة شعب البحرين هي الثورة العالمية المنسية من قبل المجتمع الدولي والشعوب، (فلا يوجد من يدعمها أو يتضامن مع أهلها)، رغم أنه دعم وساند ثورات الشعوب لتنال حقوقها وتقرر مصيرها بشكل ديمقراطي إلا أنه لم يجد التفاعل والتضامن من قبل الشعوب العربية الأخرى، وهو الشعب العربي الثائر الذي رفض تدخل أي قوة خارجية في شؤونه الداخلية ولم يطلب مساعدة أي جهة لأنه قوي بإيمانه وبعدالة قضيته ويملك القدرة على فرض التغيير لأن الشعب هو القوة الأكبر، وعلى العكس فالنظام هو الذي جلب قوات وجيوش من الخارج لحماية عرشه وقمع الشعب.

تضحيات جسيمة

لقد قدم شعب البحرين تضحيات جسيمة جدا خلال السنوات الماضية، فمن كل عائلة هناك معتقل وفي كل طريق هناك نقطة دم، وفي كل حي هناك شهيد. في ثورة البحرين كان للأطفال والنساء والشيوخ أدوار كبيرة كالشباب، فقد قدموا جميعا قصة كفاح خالدة، ولكن للأسف الإعلام العالمي وبالخصوص العربي تعامل بطريقة لا أرى لا أسمع لا أتكلم، وهناك من تعامل بدعم النظام ضد الشعب، أما أصحاب النفوس المريضة التي تكره الحرية والتعددية والديمقراطية والكرامة فقد قاموا بكل مافيه إساءة وتشويه للثوار والثورة البحرينية وتصويرها بنفس طائفي بغيض!.

أثبت شعب البحرين أنه أكثر شعوب العالم محبة للسلام والتعايش، وأكثر الشعوب عشقا للحرية واحتراما للديمقراطية، ودعم حقوق الشعوب لتقرر مصيرها ودعم القضايا العادلة في العالم وبالخصوص الفلسطينية، فهو يؤمن بالنفس القومي وهو في طليعة من يدافع عن حقوق الأمة العربية، وطالما وقف الشعب البحريني بفخر واعتزاز مع كافة الشعوب الحرة في نهضتها وتقرير مصيرها، ولكن للأسف الشديد الكثير من الشعوب العربية لم تدعم قضية الشعب البحريني العربي الأصيل.

الشعب البحريني يستحق تحية من كل الأحرار والشرفاء في العالم، ويستحق وقفة تضامن ومساندة أمام ما تقوم به السلطة الحاكمة من أعمال إجرامية قذرة ضد الإنسانية والوطنية وتخالف الأديان السماوية.

استمرار الثورة إنجاز عظيم

إنه إنجاز عظيم وانتصار كبير للشعب البحريني البطل أن تمر الذكرى السنة السابعة لثورته وقبسها لازال مشتعلا في ظل تمسك الشعب بأهداف الثورة دون تنازل عنها وهي: تحقيق التغيير وتشييد دولة ديمقراطية حرة قائمة على الشراكة الحقيقية بين أفراد الشعب بلا تمييز، وفصل السلطات واحترام التعددية وممارسة الحريات بلا قمع ولا تعذيب ولا قتل بسبب التعبير عن الرأي.

نعم إنه إنجاز عظيم في ظل ما تعرضت له الثورة البحرينية من نسيان دولي وتهميش إقليمي وتأمر من دول الجوار، بينما النظام الحاكم المستبد يفشل فشلا ذريعا في سحق إرادة الشعب رغم وحشيته وعنجهيته وغروره لمدة 7 سنوات سوداء ودموية وكارثية، فهو نظام قد انكشفت عورته وسقطت هيبته نتيجة سياسته القمعية للشعب وجلب مرتزقة من الخارج لأعماله الإجرامية، وفي ظل أزمة إقتصادية خانقة، كما أنه فقد سيادته لأنه فتح البلاد وسمح لقوات وجيوش خارجية تقمع وتقتل الشعب البحريني، والارتماء في أحضان الكيان الصهيوني للحصول على الحماية. إن السلطة في ورطة وأزمات خانقة فهي تبحث عن مخرج للبقاء، عبر أسلوبها القذر وهو الدهاء، فهي سلطة بلا وفاء. وذلك حسب التجارب السابقة.

هل يمكن الثقة في سلطة مارست ضد الشعب أبشع الجرائم من تشويه سمعة النشطاء واعتقال وتعذيب وتهجير وانتهاك أعراض الأبرياء؟.

هل من مذكر؟. وللحديث بقية ...

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق