q
{ }

في تمام الساعة الرابعة عصر يوم الاربعاء التاسع عشر من شهر تشرين الاول-اكتوبر الجاري، عقد مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية وعلى قاعة جمعية المودة والازدهار حلقته النقاشية الشهرية تحت عنوان: (عراق ما بعد تحرير الموصل) بمشاركة نخبة كبيرة من اساتذة الجامعات والباحثين ومدراء مراكز البحوث والدراسات والمُهتمين بالشأن العراقي وعدد من الصُحفيين من ابناء محافظة كربلاء المقدسة.

حيث ادار الحلقة النقاشية الدكتور خالد العرداوي مدير المركز مرحبا بالضيوف والباحثين، بادئا حديثه بمقدمة بين فيها ان العراق يمر بظرف خاص حيث بدأت قواتنا المسلحة الباسلة وحشدنا الشعبي المبارك والمتطوعين من كافة مكونات الشعب العراقي، معركة استرداد الكرامة واسترداد الاراضي المغتصبة من داعش، وذلك بتحرير مدينة الموصل الحدباء. واضاف العرداوي" اليوم اصبحت القوات العراقية هي صاحبة المبادرة في مواجهة التنظيمات الارهابية، ولقد تبدلت الموازين فقبل سنتين كانت داعش الارهابي تهدد بغداد، واليوم القوات العراقية هي التي تقف على مشارف الموصل، بل بدأت تدخلها من اجل تحريرها من هذه العصابات الاجرامية، هذه العملية تثير الكثير من التساؤلات تساؤلات ترتبط بمدى تقاطع المصالح المحلية والاقليمية والدولية حيث كل طرف يحاول ان يحسم هذا الانتصار لصالحه واين تقع المصلحة العراقية العليا من تقاطع المصالح هذا؟ ماذا سيكون مصير الموصل بمكوناتها بعد تحريرها من دنس داعش؟ ماذا سيكون مصير هذا التنوع الاجتماعي في هذه المدينة والى ماذا سيؤول؟ هناك من يتكلم عن صراع اهلي ممكن ان ينشب في تلك المدينة، وهناك من يتكلم عن صراع عربي كردي، وهناك من يتكلم عن صراع شيعي سني في هذه المدينة ومناطق العراق الاخرى فهل ستحصل مثل هذه الصراعات حقا؟

الموصل تخوض حرب عالمية ثالثة

وبعد ان وضح الدكتور العرداوي الخطوط العريضة لمعركة تحرير الموصل اعطى الكلمة للمحاضر الرئيس في الحلقة وهو المحلل الاستراتيجي الدكتور واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، الذي بين من جانبه "بان فيض تلك التساؤلات لمعرفة ماذا ينتظر العراق في المستقبل القريب، هي بالتأكيد تحتاج منا الى عصارات افكار تتلاقح مع بعضها، حتى نخرج برؤية مهمة يكون لنا دور متواضع فيها كمراكز دراسات وكخبراء وكباحثين، في ان نفيد صناع القرار في بلدنا". وتساءل الدكتور الهاشمي "هل ستتحول مدينة الموصل بعد ان كانت في العام (2014) عاملا للفرقة وانهيار العراق على المستوى السياسي والمجتمعي ودخول تنظيم داعش الارهابي واحتلال أكثر من 40% من ارض العراق بعد تحريرها الى عامل لوحدة العراق؟".

يعتقد الهاشمي "ان الموصل اليوم تخوض حرب عالمية ثالثة، خاصة مع وجود ستين دولة مع العراق تشارك لأول مرة، فهناك من يدعمنا بالطائرات وبالمدربين وبالمستشارين وهناك من يدعمنا بالمساعدات وبالمواقف، اذا يوجد هناك متغير كبير في موضوعة الموصل، فهل ستستطيع الطبقة السياسية العراقية المتصارعة المتأزمة فيما بينها ان تستغل هذا الامر، هل تستطيع ان تتجاوز خلافاتها الكبيرة والتي لم تبحث عن مصلحة الوطن؟، فنحن كنا نبحث عن مصالح الاخرين والارتباط بالخارج اثر علينا واضعفنا في السياسية الخارجية وفي بناء منظومة الدولة، ولم نخرج رجال دولة لحد الان بل يوجد رجال سلطة والدليل على ذلك لا نعرف فن التعامل في الكثير من المعطيات على المستوى الداخلي والخارجي". ويبين الهاشمي "واقع الحال يقول ان هناك لاعبين بارزين في المشهد هؤلاء اللاعبين الكبار هم القيادة العراقية، الحشد الشعبي، البعد السني، المعادلة الكردية، والامريكان.

ابتداء ننطلق من القيادة العراقية هل استطاعت ان تبني دولة مؤسسات الاجابة لا، بعد الموصل نحن امام خيار اما ان نبني هذه الدولة او سنتحول الى دولة امراء، ففي ظل الوضع القائم اليوم الخطر يكمن بالأطراف الموجودة والفاعلة على المشهد السياسي ان كل له دولة وله قوة وله سلاح، اليوم اكثر الاحزاب لديها اجنحة عسكرية على المستوى السني الشيعي الكردي، فضلا عن امراء جدد وهم شيوخ العشائر اصبحوا ايضا لديهم قوة فهل يتحول الامر بهم أن كل واحد منهم يسعى الى بناء دولة مستقلة او مكان مستقل.

 ايضا من المشاكل اضعاف الدولة واضعاف الامن واضاف هيبة الدولة". و"القضية الاخرى اصبح لديهم ارتباط بالخارج ولديهم مصادر تمويل وقنوات فضائية ، هذا الامر بات يشكل خطرا على هيكلية الدولة العراقية ، الحشد قدم دور كبير وفاعل جدا الا انه بالمقابل لديه اكثر من تهديد، التهديد الاول من الاطراف الموجود بالمشهد الكردي وهي تعتقد بان الحشد بات يشكل خطرا في ظل انتصاراته وقوته، الخطر الثاني الاحزاب السنية تعتقد بانه ند لها ويسحب البساط من اطراف كثيرة.

خطران شيعيان

يضيف الهاشمي، لكن الى جانب ذلك هناك خطرين اخرين: الخطر الاول التحالف الوطني نفسه البيت الشيعي الذي خرج من رحم التحالف الوطني يعتقدون ان الحشد يشكل خطر عليهم بالمراحل القادمة أي في مرحلة جني النتائج، هناك اكثر من استطلاع يبرز قيادات الحشد الشعبي في المراكز الاولى في الاستفتاءات الشعبية والجماهيرية، وعلى هذا الاساس السياسي في التحالف يعتبر قادة ومسؤولي الحشد خطرا على الاسماء الموجودة في الانتخابات القادمة". ويكمل الهاشمي "هناك ايضا خطر داخل الحشد نفسه حيث توجد صراعات بين قادة الحشد ولا يوجد خطاب موحد وليس هناك رؤية موحدة حتى على المستوى الاعلامي دوره تضحياته الدماء التي قدمها لا يختلف عليها اثنين، لكن هل يلتزم خط الحشد ببيان واحد، هل يلتزم بتصريح اعلامي واحد، هل يستند على مستوى الضبط فكل فصيل لا يعنى بالفصيل الاخر فالكل منهم لديه متحدث ولديه قوة تختلف عن الاخر".

كما اشار الهاشمي الى أن "الحكومة في هذا الحال اذا لم تستطيع بناء الدولة بشكل كبير بعد الموصل قد تتعرض للتفكيك والتهديد في ظل المعطيات التي تحدثنا عنها، واقعا انا اؤمن بالتظاهرات بالإصلاح لكن عندما يدخل المتظاهرون الى البرلمان العراقي، ويتم التجاوز على جميع الممتلكات ويعتدى على نواب الشعب، وهناك نية للدخول الى مؤسسات القضاء الاعلى والعبث بها هذا اضعاف للدولة واهانة لمؤسساتها بغض النظر عن من يحكم الدولة، الشيء الاخر رغم الاستعدادات الجارية الان لتحرير مدينة الموصل ففي كل دول العالم يتناسون خلافاتهم ، ونحن كلما نزداد تهديدا نزداد خلافا وفرقة".

واوضح الهاشمي" اكبر دليل على ذلك هو اقالة ثلاث وزراء كالدفاع والداخلية والمالية، وهناك احتمال ان يلحق بهم وزير الخارجية ومن ثمة رئيس الوزراء، هذه حالة غير اعتيادية ورغم علمنا الاكيد بوجود فساد الا ان ذلك ليس مبررا للإقالة بهذا التوقيت، وواقعا حكومة الشراكة الوطنية لا تصب في مصلحة بناء الدولة، من ثم لماذا نعمل انتخابات ونسخر لها الملايين من الدولارات ما دامت المناصب تعطى بالتوافق، الشيء الاخر اين دور المعارضة اين حكومة الظل التي تراقب وتؤشر على الاخطاء وهناك مثال قريب كتلة التغيير الكردية ثمان افراد شكلوا قوة مضادة في حكومة الاقليم، القوى السياسية في العراق اغلبها كانت في المعارضة لماذا الان من المعارضة اليوم هم يساومون للحصول على مناصب اكثر، وبالتالي هذا التفكير لا يمت لرجالات الدولة بصلة وايضا لا يبني بلد ويشكل لدى المتتبع احباط".

هذا وقد اشار الهاشمي" اليوم شبكات التواصل الاجتماعي تمجد بأدوار السابقين الباشا نوري السعيد وكيف كان يتعامل، البرنامج الانتخابي للأحزاب يقوم على احلام وردية اربعة سنوات المشهد العراقي تفوح منه رائحة الصراعات والمشاكل وان المسؤول الفلاني سرق الاموال وذهب نحو جنسيته الاخرى وما ان يستقر هناك تقوم المحاكم العراقية بإصدار القرارات غيابيا، بالإضافة الى ذلك التصعيد الطائفي والقومي يتصاعد ايام الانتخابات من اجل استغلال واستغفال الناخب العراقي لصالح هذا الحزب او ذلك وليس هناك فرص لصعود المستقلين بالانتخابات".

قانون الانتخاب

واسترسل الهاشمي" خاطبنا الامم المتحدة وحملناها مسؤولية رعاية الواقع العراقي ومسؤوليتهم عن الانتخابات فليس هناك هيئات مستقلة في العراق ورغم وجود العديد من الكفاءات والأكاديميين، الان يريدون العودة بقانون الانتخابات الى القائمة المغلقة ويخالفون امر المرجعية العليا، الشيء الاخر يحاولون ترتيب اوضاعهم بتأجيل الانتخابات لأربعة سنوات بحجة داعش والاوضاع غير مستقرة، هذا الالتفاف سببه هو حب الكرسي، وعدم وجود حزب معارض كي ينظم تلك الادوات. التظاهرات حينما خرجت وبزخم كبير لم يكن لديها برنامج تشتغل عليه".

وتساءل الهاشمي:" في المرحلة القادمة الحشد الشعبي هل سيقود التغيير المتوقع هذا الموضوع يطرح وبقوة عسى ان يكون رئيس الوزراء القادم من بين قيادات الحشد، لذلك هناك خطر حتى في التحالف من الشعور بان الحشد وفي ظل الانتصارات التي حققها والدماء التي قدمها قد يطالب بثمار تلك التضحيات، فنحن منذ (2003) والى الان عندما نعجز عن حل ازمة نفتعل ازمة جديدة وبالمناسبة كل ازماتنا من دون حلول، فهل نستطيع ان نتجاوز كل تلك الازمات ما بعد الموصل، السيناريو الاخر الذي يشغل بال القيادات السياسية ماذا نعمل بالحشد بعد انتهاء المعركة اذا اصبح الحشد خارج السيطرة؟، البعض يراهن على أن الفتوى التي احضرتهم هي ذاتها من تستطيع اعادتهم الى سابق عهدهم، هناك ايضا من يقسم الحشد الى فئتين: فئة الفتوى ، وفئة تعمل خارج اطار الفتوى. ايضا قد يطرح سؤال هل المرجعية بمقدورها ان تلزم الاخرين بالخيارات؟، الدولة من واجبها ان تفكر بكيفية استيعاب قطع السلاح المتوفرة لدى العراقيين وان تفعل القطاع الصناعي وبناء المصانع على امل ان تستوعب افراد الحشد المقدس بعد انتهاء المعركة، الزراعة معطلة ونحن بلد السواد نستورد حتى الثوم مشكلتنا في العراق اننا نحارب الكفاءات المستقلة وبالتالي نفس الوجوه تتكرر بين الوزارات، الى الان لا توجد كتلة سياسية تعتذر من الناس لأنها قدمت وزيرا فاسدا على العكس الكتل تدافع عن أي وزير فاسد ".

البيت السني والمشهد التركي

ثم بين الهاشمي" أن البيت السني لا يختلف عن التحالف الوطني الذي ايضا فيه مشاكل كبيرة فهناك تحالف القوى والصراع الموجود اثناء تشكله ودخول الاتراك والسعوديين على الخط ودفعهم باتجاهات مختلفة، الى جانب ذلك فان شكل التحالف غير متفق عليه لا النجيفي متفق مع سليم الجبوري ولا المطلك متفق مع الكرابله، وهناك ايضا صراع سعودي تركي وبالتالي الاطراف التي تتبع السعودية تعمل بشكل منفصل عن الاطراف التي توالي تركيا، فالمواقف هنا ضاعت". ويضيف "المشهد الكردي ايضا لا يختلف عن سواه حيث دخلوا في النظرية القومية والدولة الواحدة لكنهم اصطدموا بعقبة تزمت مسعود بارزاني وانفراده في القرارات وضرب الاحزاب الاخرى واستئثاره بالمال والنفط وتكوينه عائلة تحكم الاقليم، وواقعا ان الضغط الخارجي هو الذي جعل الاحزاب الكردي تشكل حالة واحدة، فمن المهم ان نعرف ان هناك عداء تاريخي بين الاحزاب الكردية وهناك احزاب ترتبط مع ايران واحزاب ترتبط مع تركيا، كما ان هناك من يعتقدون ان مسعود البارزاني خان القضية الكردية بعدم تداوله للسلطة يضاف اليه الصلح مع العدو التاريخي للأكراد أي تركيا بعدين قام بحل البرلمان وطرد رئيس البرلمان وهذا من شأنه ان يزيد الصراع بين الاحزاب الكردية ويقود لضرب بعضها للبعض الاخر".

كما بين الهاشمي "من الخطأ الاعتقاد بان قضية الموصل تحل داخليا اليوم امريكا تعتقد ان الموصل معركتها وروسيا تعتقد ان حلب معركتها، وايضا هناك لاعبين صغار كتركيا والسعودية يحاولون ان يضعوا لأنفسهم ادوار، الكبار اتفقوا على وضع سايكس بيكو جديد وكل هذا التصعيد بعده سيكون هناك انفراج لان الكبار قرروا طي صفحة داعش في الموصل وحلب لانهم يشكلون خطرا على المصالح الامريكية والروسية في المنطقة، لذلك هذا المتغير سيمهد خارطة الوضع في بغداد ودمشق وصنعاء وهذا التصعيد سيجبرهم على الذهاب لجنيف اربعة لتسليم الراية باتفاق بقاء النظام ومشاركة المعارضة غير المسلحة في اليمن فباعتقادي ان اللاعبين الكبار متفقين وعلى الصغار ان ينفذوا والا ستكون هناك متغيرات غير محسوبة تمس الوضع الداخلي في السعودية و تركيا وغيرها".

اخيرا قال الهاشمي: "الشيء الاهم نحن كدولة عراقية ماذا اعددنا بعد الموصل من خطط استراتيجية ترتقي نحو معانقة الانتصار اولا ومن ثمة الانشغال بوضع برنامج يعزز حالة المصالحة المجتمعية والتغيير الديموغرافي للسكان؟ ما هي الضمانات لعودة النازحين الى اماكنهم؟، كل القوى التي تتحد اليوم في معركة الموصل جاءت بضاغط أجنبي لذلك اعتقد هناك تشويش بهذا الموضوع ولا توجد استراتيجية لما بعد الموصل في اعادة بناء الدولة لذلك نحن امام خطرين: اما ان نبني دولة قوية ونتجاوز تلك الخلافات ونتحرر من الضاغط الخارجي او نتحول الى دولة امراء وتقسيم العراق لا سامح الله".

المداخلات

- اشار الاستاذ هاشم المطيري الناطق الرسمي باسم منظمة العمل الاسلامي في كربلاء، الى" وجود تساؤلات عما بعد الموصل فاليوم بالنسبة للمنهج الفكري ليست الحكومة وحدها هي المسؤولة عنه، بل هناك منظمات المجتمع المدني واهالي المناطق المحررة، خصوصا وان اولئك الناس كانت لها اسهامات واضحة في جلب داعش بفعل التناغم الفكري، وان الضرورة الاولى هي غسل الافكار وتحرير الناس من الفكر الظلامية وعلى الجميع مسؤولية المشاركة بذلك المسعى". ويضيف المطيري" المصالحة الوطنية سلاح ذو حدين وسبق وان مارسنا تلك التجربة وبمباركة اميركية، لكن لابد ان تكون المصالحة عادلة، القاتل لا يمكن رجوعه للمجتمع خاصة، وانه في اوقات سابقة اعطي هذه الفرصة لكنه مارس ذات الفعل الاجرامي حتى أصبح قاتل مركب، والامر هنا يختلف كليا مع البريء فلابد ان تحفظ له كرامته وتعاد له حقوقه المستلبة".

- الدكتور حسين جواد احمد قائمقام المركز في محافظة كربلاء المقدسة، تحدث عن" ان الورقة استطاعت ان توفر مساحة كاملة لأدق تفاصيل المرحلة بكل جزئياتها، خصوصا ما قامت فيه بعض الاحزاب ووضعها المطبات في عجلة بناء الوطن وجراء ذلك نزفنا نهر من الدماء ، وواقعا ان المشروع الامريكي بالتقسيم الذي سمي مشروع بادين وان خلفيات ذلك المشرع تصل لعام(1981) يحتل مكانة لا باس بها في سجل الواقع العراقي، وان الدعوة الصريحة لتشكيل ثلاث اقاليم على اساس قومي وطائفي، لكن يبقى الرهان الحقيقي على ارادة الشعب العراقي وهذا ما لمسناه بالتظاهرات الاخيرة التي كانت تدعو للإصلاح ".

 -الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام يرى ان "العراق كانت لديه ثلاث فرص ذهبية، فرصتين ذهبتا ولم نستفد منهما الاولى ثورة العشرين وتشكيل الدولة العراقية، والفرصة الثانية بعد سقوط صنم بغداد في عام (2003)، اما الان فقد جاءت الفرصة الثالثة اما نستطيع ان نستثمر تلك الفرصة ام لا تذهب كسابقاتها". ويضيف الشيخ معاش" مشكلة العالم الغربي يبحث عن الازمات لتحويلها لفرصة استثمارية مربحة، نحن في العراق على العكس تأتي الفرص ونحولها الى ازمات وهذه مشكلة كبيرة، ويدل ايضا على عيب فكري وعدم وجود وعي بالحاضر، لذلك الان الكتل السياسية امامها تحد اقتصادي وسياسي كبير بعد تحرير الموصل، فلابد ان يكون لدينا اقتصاد متين ومتماسك والى جانب ذلك بناء نظام سياسي ناجح وان نوفر كذلك امن مستقبلي، وخلاف تلك التوقعات ربما نذهب الى نظام سياسي مستبد كما هو النظام البوتيني، ويى الشيخ معاش "ان التفاؤل اليوم هو سيد الساحة العراقية بسبب المتغيرات الدولية والاقليمية والسبب الاهم ان المكون الاجتماعي العراقي على اختلاف توجهاته يبحث عن التغيير والإصلاح والمستقبل".

- احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات تحدث قال: " كل الخيارات تتحدث ان ما بعد الموصل العراق سيواجه صعوبات شتى، منها العامل الاقتصادي لإعادة المناطق المحررة وان التكلفة ستكون كبيرة، وممكن ان تشكل مشاكل بين المركز والمحافظات على ميزانية الاعمار واعادة النازحين وغيرها، والعامل الاخر العدالة والانصاف وان الامر هنا يتعلق بمعاقبة ومحاسبة من اجرم بحق العراق خارج الاطر القانونية والقضائية لذا يجب التعامل بحذر ازاء هذه المفردة، وتوصية للتحالف الشيعي ما بعد تحرير الموصل هي تغيير استراتيجية تحالفاتهم التي كانت دائما مصوبة نحو الاكراد على حساب السنة، ايضا بروز المناطق المتنازع عليها وهي تحتاج لحل وحل قانوني وعدم تركها معلقة، من الافضل ايضا التوجه نحو القوى المعتدلة في المكون الكردي وفي المكون السني".

- الاستاذ عدنان الصالحي مدير مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية ذكر: "ان الورقة لم تتعرض الى شخصية رئيس الوزراء الحالي السيد العبادي خصوصا وانها تلعب دور اساسي في ادارة الازمة، سياسة هذا الرجل غامضة الى حد بعيد وتحتمل الكثير من التوقعات، خاصة وانه استطاع ان يرحل الازمة من الحكومة الى البرلمان وهذا ما يحسب له، وان سبب بؤس العراق هو التحالف الوطني فلو صلح هذا التحالف لصلح العراق، لذلك ما هي الوسائل التي يمكن ان نضغط على التحالف الوطني في ايجاد ادارة جديدة في المرحلة القادمة ".

-الدكتور حيدر ال طعمة كلية الادارة والاقتصاد وباحث في مركز الفرات قال: " هل هناك احتمال ان تشهد معركة الموصل نفس الحالة التي شهدتها الفلوجة ام التواجد الروسي سيحول دون فتح ثغرة لخروج مقاتلين داعش نحو سوريا".

-الدكتور حسين احمد السرحان رئيس قسم الدراسات الدولية في مركز الدراسات الاستراتيجية/جامعة كربلاء، قال:" ان طبيعة الصراع تؤشر الى وجود فواعل اقليمين كإيران والسعودية وتركيا اضافة الى الفواعل الدوليين وهما امريكا وروسيا ، طبيعة الصراع ذو صبغة طائفية لذلك اصبح العراق وسوريا واليمن ولبنان هما مناطق لهذا الصراع، فالمرحلة المقبلة ما بعد داعش تعتمد على رؤية صانع القرار العراق على ان يبعد العراق عن حلبة هذا الصراع، الامر الاخر امام الرئيس القادم هناك اربعة ملفات اساسية، الملف الاول هو ادارة الدولة بعد داعش، اعتقد هناك تصور امريكي بان ادارة الدولة العراقية بالوقت الحاضر لا يمكن ان يفضي لبناء دولة قوية صالحة، وايضا الجانب الاقتصادي هذا هو الملف الثاني، الملف الثالث طبيعة العلاقة مع اقليم كردستان، والملف الرابع هو مستقبل الحشد الشعبي.

ان طبيعة التحرك التركي تعتمد على تعدد المحاور، لذا نحتاج لصانع قرار يدرك كيف يتعامل مع هذه المحاور، وأقرب مثال على ذلك الى الان الموقف الايراني مبهم ازاء التدخل التركي في العراق، وهذا مما يعطينا فكرة ان العلاقات الدولية تقوم على اسس مختلفة منها العامل الاقتصادي والعامل الجيوسياسي، والشيء الاخر والمهم ان هناك دلالات قوة نلمسها اليوم من خلال الانضباط العالي لفصائل الحشد الشعبي في جميع معاركه، وايضا هناك اصرار دولي عالي للقضاء على داعش. وهنا لابد على صانع القرار العراقي ان يستثمر تلك التوجهات، من اجل تحقيق المصالحة المجتمعية والجانب السياسي ما بعد داعش هو الاخر مهم جدا، اضف الى ذلك ضرورة الاستفادة من تجارب الاخرين في تطبيق العدالة الانتقالية بمراحلها الاربعة ابتداء من جبر الضرر وانتهاء بالتعويض المادي والمعنوي ومرورا بمحاسبة المجرم وصولا الى التعايش السلمي".

- الحاجة عقيلة الدهان عضوة الجمعية الوطنية سابقا من جهتها "تطرح مجموعة نقاط ذات جدوى سياسية منها ضرورة الحفاظ على وحدة الموصل ونسيجها الاجتماعي وطابعها الديموغرافي المتنوع، النقطة الاخرى لابد من الاعتماد على الالية الدستورية ولا يقبل ما عداها، النقطة الثالثة مراعاة قانون انتخابي يحفظ للموصل مكانتها التراثية ويعطي لمركز المدينة واطرافها خصوصية معينة، النقطة الرابعة الاسراع في فرض الامن حفاظا على الارواح من العمليات الانتقامية ، النقطة الخامسة التعليم وهي حاجة ضرورية لابد من تغيير المناهج المتطرفة التي عمد الى تدريسها تنظيم داعش اثناء وجوده في الموصل، الدستور لابد ان يكون هو الفيصل في شكل الحكم وتوزيع الثروات في المدينة ".

- الاستاذ فارس النصراوي من مكتب تيار الاصلاح الوطني في كربلاء المقدسة " طرح سؤالين الاول هل ان الكبار متفقين ام سوف يصلون الى حالة حرب إذا ما وصلوا الى طريق مسدود في حل الازمة في سوريا؟ السؤال الثاني بعد معركة الموصل هل سينتهي فكر داعش اما لا، خصوصا وان هذا الفكر ممتد بامتداد تشكل الوعي الاسلامي؟ ".

-الاستاذ مؤيد جبار حسن باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية/ جامعة كربلاء" يسأل عن الوجود التركي في العراق خاصة وان التقديرات تقول ان هناك (18) معسكر تركي فلماذا هذا السكوت الدولي وما هي الغاية لوجوده وما هو المتوقع منه لاحقا؟".

-الباحث جاسم الشمري" بدوره يطرح سؤالين: الاول ما هو تأثير تحرير المناطق المحتلة على الوضع السياسي بما في ذلك اعادة التحالفات السياسية للكتل الموجودة حاليا في البرلمان وفي مجلس محافظة الموصل وهل ستكون هناك ولادة احزاب جديدة او احزاب بديلة عن الاحزاب السنية الموجودة في الوقت الحاضر؟ وهل سيكون للأحزاب الشيعية حظوة في المناطق المحررة على اعتبار نشوء ثقة خلال عمليات التحرير التي قادها الحشد؟ السؤال الثاني هل ان الانتصار على ارض الواقع واعادة الموصل جغرافيا الى احضان الوطن سينهي تحرير الموصل ام ان الاحتلال سينتهي ماديا ويبقى معنويا؟ وهل ان المصلحة تقتضي ان يمارس مجلس المحافظة مهامه ام ان يحل ويكون هناك قرار جديد ".

- الاستاذ حسين باسم باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية-قسم الدراسات الدولية/ جامعة كربلاء "يعتقد ان من بين المشاكل التي ادت الى سقوط الموصل وما خلفه من خراب ودمار، هو سوء في فن الادارة والحكم من قبل افراد الطبقة السياسية العراقية بشكل عام، واهم عنصر يمكن الاتكاء عليه هنا هو غياب الثوابت الوطنية، فيبدو ان المرحلة التي تتلو الانتصار في الموصل هو سعي المراكز البحثية لخلق ثوابت وطنية كي تضبط الايقاع السياسي العراقي ".

- الدكتور عامر المعموري جامعة كربلاء، قال" لابد اولا ان نمر على فكرة كيف دخلت داعش الى العراق حتى نستطيع من خلال ذلك ان نضع الحلول لما بعد وجودها، هذا الامر ينتقل بنا الى طبيعة النظام السياسي في العراق وخصوصا ذلك النظام الذي جاء ما بعد(2003) وكان مشوها ومأزوم منذ ولادته، فاذا استطعنا ان نصلح هذا النظام ممكن ان نعيد للعراق ونظامه المؤسساتي قوته ونتحاشى أي تقسيم. الكل يتفق ان هناك لاعبين كبار في المنطقة باختلاف السيناريوهات والاجندة التي يعمدون اليها، سيما وان داعش هي صنيعة الاجندة التي اعتمدتها هذه الدول في السيطرة ولتحقيق اهدافها في المنطقة، الامر الاخر العامل الاقتصادي وهو ذو اهمية، وسؤالي هنا ما هو تأثير العامل الاقتصادي على عراق ما بعد الموصل خصوصا في داخل الموصل ".

- الاستاذ حيدر الجراح مدير مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث "استند الى مقالات كتبت في العام (91) أي بعد قمع الانتفاضة الشعبانية وهي تحمل عنوان (لماذا حصل الذي حصل؟)، هذه المقالات ساهمت في رسم صورة لشيعة العراق عجم صفويين وغيرها، ما يحصل الان هو يدور حول ذات العنوان السابق فلم يتم بصورة حقيقية تشخيص المسؤولين ومحاسبتهم، الطبقة السياسية هي ذاتها الحاكم قبل (2014) والاستقطاب السياسي والمذهبي الذي تمثله إيران وتركيا والسعودية لا زال قائما. فيما يتعلق بسياسة الثأر والانتقام والمصالحة الوطنية، حقيقة لابد ان يتم التفريق بين الذاكرة والتاريخ عادة الذاكرة تصنع أو تخلق لكن التاريخ يكتشف في العراق، ولهذا دائما يقال سياسات الذاكرة وقراءة التاريخ نحتاج لخلق ذاكرة عراقية جديدة للدخول في المصالحة الوطنية، سؤالي هو هل يمثل الاندفاع الشيعي في تحرير الموصل مشاركة او دعما لتكفير ذنب التفريط بوحدة الاراضي العراقية وما هو الفرق بين التحرير او استعادة الموصل؟".

-الشيخ مصطفى معاش من كلاء المرجع السيد صادق الشيرازي في كربلاء "يوصي بضرورة مراجعة المناهج الدراسية ليست في الموصل فقط بل في جميع مناطق العراق، النقطة التالية نحن دائما ننتظر ردة فعل الاخرين كالسعودية وإيران وتركيا وامريكا فاين نحن حكومة شعبا؟، لابد ان يكون لنا دور ما بعد الموصل".

- الشيخ جلال معاش وكيل المرجع السيد صادق الشيرازي في اوربا "نقل تحيات السيد المرجع الشيرازي (حفظه الله) والتأييد لمثل هذه البرامج والمراكز، ونقل للحضور الرؤية المستقبلية لسماحة السيد المرجع الشيرازي دام ظله لمستقبل العراق، مؤكدا ان للعراق مستقبلا زاهرا قريبا جدا، وهو يوصي بلم شباب الشيعة ورفض التنازع وضرورة التعايش السلمي، وايضا توجد تحديات ولابد من مواجهتها بالوعي الثقافي"، معتبرا الحل الوحيد لاستقرار العراق هو الابتعاد عن النزاع والصراع فإنها تؤدي بالأمة الى الفشل والضياع والخسران.

وبين سماحته للحضور التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق سواء العقدية منها او الأخلاقية او السياسة. وان العراق بعد تحرير الموصل ان شاء الله يحتاج الى نهضة ثقافية توعية في كل الأبعاد.

-الحاج جواد العطار عضو الجمعية الوطنية سابقا، قال: "هناك سؤال يتكرر دائما هل ستنتهي داعش بتحرير الموصل؟ باعتقادي سنربح الحرب وتستمر المعركة، الشيء الاخر يقرر مستقبل الموصل من يحررها فتلك المعركة حامية وتستنزف دماء وامكانيات لكن بطبيعة الحال فيها اوراق رابحه، لاسيما وان تحرير تلعفر من قبل الحشد الشعبي وتحرير سهل نينوى على يد البيشمركة، وبالتالي نأمن اختراق داعش من سوريا الى الموصل وتأمن الاقليات المسيحية والشبكية وغيرها في مناطق سهل نينوى لكن بالنتيجة هناك تقسيم. دور التحالف كلما يتصاعد كلما يلقي بظلاله على وضع الموصل ومستقبل العراق، الاتراك انتقلوا من استراتيجية الدفاع الداخلي الى الهجوم، وهذا يدل على ان الكل له اجندته الخاصة، لذا علينا ان ننتبه الى ان المعركة مستمرة ونحن لابد ان نستعد لها على المستوى الثقافي، النقطة الاخرى طبيعة المعركة حادة وتدمير شامل هذا بالتأكيد سيلقي بظلاله على الوضع العراقي كما حصل في الرمادي".

مداخلات ملتقى النبأ للحوار

 - الاستاذ علي صالح الطالقاني مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام. ورئيس تحرير صحيفة المختار"اورد بعض المداخلات التي طرحت من خلال ملتقى النبأ الذي يضم العديد من الشخصيات الاكاديمية والسياسية:

 - السيدة نوره سالم عضوة مجلس النواب تقول اثناء متابعتنا لا توجد أي خطة لمعالجة الوضع الانساني والسلم الاجتماعي والمصالحة الوطنية وكيفية التعامل مع مناطق كانت تحت سيطرة داعش لأكثر من عامين والتأثيرات النفسية والتفكك الاسري خصوصا وان الاستثمار يجب ان يبدأ في تلك المناطق الا ان فكرة الاقليم تقف حجر عثرة امامه وهي توصي الحكومة بالعمل بحذر ما بعد داعش.

- السيد عبد الهادي موحان السعداوي عضو مجلس النواب العراقي يصف الوضع العراقي بانه معقد، وان داعش سوف تنتهي لكن الخلايا النائمة تبقى موضع خطر، والاخطر من ذلك الصراعات السياسية والعشائرية والمجاميع المسلحة ويبقى التهديد الخارجي للعراقي من قبل الدول التي لا تؤمن بالنظام الديمقراطي وتحاول ان تتدخل بالشأن العراقي بحجج واهية ولا تريد للعراق الاستقرار، لأنه إذا ما عاد العراق الى وضعه الطبيعي سيشكل خطر على تلك الانظمة.

- الدكتور جواد البكري استاذ الاقتصاد في جامعة بابل يؤكد على ان الوضع ما بعد تحرير الموصل سيكون اعقد وسيبقى الموضوع مرهونا بعدة اعتبارات من اهمها موقف الحكومة العراقية وادارتها للازمة بطريقة علمية ومشاركة الحشد الشعبي في معركة التحرير.

- الدكتور عادل البديوي الاستاذ في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد وباحث مشارك في ملتقى النبأ يرى ضرورة ان يتسق تحرير الارض مع تحرير الانسان وهذا يستلزم العديد من مسارات العمل، تشكيل منظومة امنية احترافية في نينوى فالعدو يستغل الفرص للانقضاض، تشكيل غرفة عمليات نفسية تعمل على كسب التأييد والعمل على عدم الاثارة والاستفزاز وان يكون من ضمن غرف العمليات بعد تحرير الموصل الوقف السني للأشراف وايجاد خطباء معتدلين".

ويكمل الطالقاني "ان خطاب السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي كان منطلقا من الثقة بالنفس والشعور بالمسؤولية والثقة بالقوات الامنية كما ارسال رسائل قوية ومباشرة فيما يخص العلاقة مع السعودية وان بعض قراءتهم كانت خاطئة، وايضا على العراقيين تقع مسؤولية الوقوف الى جانب هذا الخطاب".

اضف تعليق