q
{ }

في ظل تصاعد وتيرة الاستحضارات الجارية الان لتحرير مدينة الموصل وما يثار حولها من تحديات سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية وجغرافية، قدم مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية في كربلاء المقدسة ورقة تحت عنوان (سيناريوهات عراق ما بعد داعش)، في ملتقى النبأ الأسبوعي والذي ينعقد كل أسبوع بمقر مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، وذلك بمشاركة عدد من مسؤولي مراكز الدراسات والبحوث ونخبة من الأكاديميين والحقوقيين والإعلاميين.

وقال مدير مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية عدنان الصالحي "ان عملية تحرير الموصل أشرفت على الانطلاق من خلال التصريحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي وبعض القادة الامنيين والسياسيين، فالمدينة التي كانت بوابة لدخول داعش للعراق صيف عام (2014)، اليوم توشك ان تكون هي نفسها البوابة لخروج هذا التنظيم من العراق بشكل كامل".

واضاف "لقد سبق هذا الاعلان الكثير من التصريحات التي حذرت لمرحلة ما بعد داعش، هذه التحذيرات لا تكاد تختفي في جهة سياسية الا وظهرت بأخرى وبقي هذا التحذير يتكرر في مناسبات ومحافل كثيرة منها على سبيل المثال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي في احدى مؤتمراته التي اقيمت لدعم القوات الامنية والحشد الشعبي في كربلاء قال ان مرحلة ما بعد هزيمة التنظيم الارهابي داعش ستكون اكثر تعقيدا".

مشيرا الى "ان سراق الثورات سيحاولون احداث انقلاب سياسي من خلال التخطيط ضد المشاركة بالانتخابات، رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني اشار الى نفس الموضوع على ضرورة وجود اتفاق دقيق وواضح بشأن مرحلة ما بعد هزيمة داعش في الموصل كي تضمن اشراك كل مكونات المحافظة والعراق لبناء حياة جديدة وحذر من عدم الاهتمام بما بعد داعش".

واوضح الصالحي "ان القادة السنة في العراق هم ايضا يكررون ذات التحذير بطريقتهم الخاصة، والمثير للانتباه ان الاغلب يحذر من مرحلة ما بعد داعش، الا انه لا احد يفصح او يبين ماذا يقصد بهذا التحذير، وهل هو الخوف من اقتتال عسكري فيما بين الفصائل المشاركة والمنشغلة الان بتحرير المدن ام ان هناك محاولات اخرى".

ويكمل الصالحي "وذلك لارباك الوضع الامني في العراق بطريقة معينة، اما ان التقسيم هو الهاجس القادم او هو مجرد ثرثرة اعلامية لسياسيين لم يعد في جعبتهم شيء يقدمونه للمواطن سوى ادامة منهج التخويف من القادم، وبعيدا عن ما يقوله السياسيون فان الخوف الحقيقي وحسب مراقبين ومحللين سياسيين قد يتجسد في مواقع محددة منها..

التخوف الاول: وجود اربعة جيوش عسكرية في العراق الجيش الرسمي العراقي، البيشمركة، الحشد الشعبي الشيعي والحشد العشائري.

التخوف الثاني: المناطق التي كانت يسيطر عليها تنظيم داعش حصرا والتي لا يشمل خارجها متمثلا هذا التهديد في احتمالية وقوع عمليات انتقامية من بعض العشائر والعوائل الذين فقدوا اولادهم نتيجة وشاية او مشاركة ابناء عشائر اخرين انظموا الى التنظيم.

الاحتمال الاخير: هو رفض القوات التي تمسك الارض حاليا للعودة لمواقعها لما بعد صيف (2014)، وهي مختصة بقوات البيشمركة داخليا والقوات التركية خارجيا التي تحتل مناطق معينة في شمال العراق.

البعض يرى بأن جميع ما ذكر هي مجرد احتمالات غير واردة بل هي مجرد تكهنات، وانها ستنتهي بانتهاء وجود تنظيم داعش في العراق كونها قد وجدت بوجوده، وان العراق مقبل على مرحلة جديدة متمثلة بالانتعاش السياسي عربيا واقليميا وحتى دوليا، كونه قد تجاوز مرحلة الخطر وهو الان يشغل مساحة جيدة ومتصاعدة في الاهتمام العالمي، وفي وقت تشهد دول عربية واقليمية مهمة تراجعا سياسيا كبيرا، مما قد يمهد العراق لشغل منصب القيادة العربية او حتى الشرق اوسطية مستقبلا.

وطرح مدير الجلسة عدنان الصالحي سؤالين بعيدا عن الاحتمالات والتوقعات سلبا او ايجابيا لغرض الاستماع الى آراء الحاضرين بهذا الجانب..

السؤال الاول/ الى ماذا تشير تصريحات القادة العراقيين بالتحذير من مرحلة ما بعد داعش وهل هي تحذيرات حقيقية اما مجرد تصورات غير حقيقية؟

المداخلة الاولى كانت للدكتور كرار انور التدريسي في جامعة النهرين ببغداد، معتقدا "ان الجميع لا يعرف حقيقة ما بعد داعش لأننا لا نمتلك رؤية كامل لمرحلة ما بعد داعش وهنا يكمن جوهر المشكلة، اما بخصوص التصريحات فهي تذهب باتجاه ضمان المصالح المناطقية، فالعراق حاليا مقسم اداريا ونفسيا، والمرحلة التالية ممكن ان تقسم مناطقيا وسياسيا".

واضاف انور "اما بالنسبة لكردستان الموضوع هو فرصة لضمان توسعها خصوصا وان مساحة كردستان ما قبل وبعد داعش زادت 50%، وان المخاوف التي يطرحها بعض الساسة اليوم هي حقيقية بغض النظر عن التوجهات الامنية، لاسيما وان داعش واثناء وجوده في تلك المناطق خلق جيل كامل من المتطرفين فهناك 300 الف طالب يدرس في الموصل وفق منهج متطرف ومتعصب ذات بعد وهابي طائفي، المشكلة التالية هو موضوع النازحين والتداخل مع احتمالية ان يشكل اقتتال داخلي تحت عنوان عشائري".

من جانبه الباحث الاقتصادي في مركز الفرات حامد عبد الحسين خضير "وصف التصريحات التي تثار اليوم بأنها ذات رصيد عالي من الصحة، والدليل على ذلك هو القوات التركية التي تصر على البقاء في شمال العراق الان فكيف يكون الوضع ما بعد داعش".

من جهته قال التدريسي في جامعة كربلاء والباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات حمد جاسم "بداية لا بد ان نعترف ان التنظيم الارهابي (داعش) هو في عداد المنتهي في العراق، اما بخصوص جزئية الاقتتال العشائري فهذا غير وارد وهذا ما لمسناه في محافظة الانبار بالأمس القريب ولم تشهد المحافظة حالة من الاحتراب العشائري، اما ما يتعلق بالقوات التركية فهي خاضعة للإرادة الامريكية وان التصريحات التي تأتي من هنا وهناك هي مجرد زوبعة اعلامية".

في السياق ذاته قال مدير مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث حيدر الجراح "ان العراقيين منشغلون بمرحلة ما بعد داعش، وان السؤال اكثر الحاحا اليوم العراق ما بعد داعش دينيا وعرقيا فهناك المسيحيون في سهل نينوى وايضا في سنجار هناك اليزيديون والشبك".

واضاف الجراح "الى جانب ذلك فأن الحديث عن المناطق الامنة هي عبارة عن اقاليم، اما بخصوص الانتصار واستحقاقاته فالأكراد والشيعة هم المنتصرون ما بعد داعش والسنة هم الخاسرون الاكبر، وحقيقة ان الكلمة الاولى والاخيرة في العراق هي للأحزاب الاسلامية ولأمريكا".

الكاتب والصحفي في مؤسسة النبأ عبد الامير رويح، اشار الى "ان مرحلة ما بعد داعش ستكون اصعب لان جميع الجهات السياسية طمأنت نفسها بوجود قوات تابعة لها واضافة الى وجود الدعم الاقليمي لكل جهة من تلك الجهات ايضا في المناطق الامانة سوف تتبلور حالة النزاع السياسي".

الاعلامي حيدر الاجودي، قال "ان الكثير من الكتاب والمحللين السياسيين اتفقوا على وجود ازمة في العراق ما بعد داعش، وهذه الازمة سوف تكون وفق اربعة نماذج للحكم، النموذج الاول وهو النظام الفيدرالي وهذا النموذج سيكون بحكومة واحدة واحزاب متعددة وتكون بحكومة مركزية، النموذج الاخر النموذج اللامركزي والذي تدعمه نوعا ما المرجعية الدينية بنظام اللامركزية في المحافظات وهذا النموذج يتطلب تعديلا دستوريا رئاسي برلماني".

واضاف الاجودي "اما النموذج الثالث وهو النموذج الذي تميل اليه ايران وهو نموذج حكم المنتصرون عسكريا وان يكون الحشد الشعبي اساسا فيه، والنموذج الاخير الذي تفضله امريكا هو النموذج العسكري القائم على وجود مجلس ومستشارين عسكرين من خارج العراق وهذه النماذج ستشكل ازمة ايهم سيحكم العراق ما بعد داعش".

الحقوقي احمد جويد مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات، قال "ثمة سؤال يطرح من هم داعش؟ وببساطة نقول ان داعش عبارة عن فكر تكفيري ومخابرات دولية اقليمية بالإضافة الى حاضنة داخلية وهذه الحاضنة هي الحاضنة السنية وهي كانت دائما ومنذ عام (2003) والى الان، هي ضد العملية السياسية في العراق باعتبار ان الحكم سلب من السنة وحاولوا بكل الطرق اسقاط مشروع الدولة العراقية الحديثة".

واضاف جويد "اليوم نجد المناطق السنية منقسمة على نفسها، اما بالنسبة لمدينة الموصل فهي تختلف عن بقية المناطق السنية بحسب تركيبتها السكانية وحدودها الجغرافية، فهناك هواجس شيعية وكردية وسنية وتركية، والهاجس التركي لا زال يقتتل للوصول الى شمال العراق وشمال سوريا لأهداف منها ملاحقة حزب العمال الكردستاني ومنع وجود دولة كردية شمال العراق".

واكمل جويد "تركيا تحاول ايضا ان تصدر مشكالها نحو السيطرة على روافد المياه وقضايا نفوذ اخرى، اضافة الى ان الاكراد اهدافهم واضحة لذلك هم يعلون سقف طموحاتهم، والشيعة لهم هواجس فهم المكون الوحيد الذي يسعى للحفاظ على سيادة العراق".

التدريسي في القانون الإداري في جامعة كربلاء- كلية القانون والباحث في مركز آدم الدكتور علاء الحسيني، قال "بالتأكيد لا توجد مقارنة ما بين اليوم وبين عام (2014) في شهر حزيران بالتحديد، وذلك على اعتبار ان كل المتغيرات الاقليمية والداخلية قد تغيرت وحتى على الساحة الدولية، السؤال الذي يطرح اليوم هل نحن امام ازمة ام امام انفراج".

واضاف الحسيني "انا اتصور نحن مقبلون على انفراج لعدت مؤشرات لربما المؤشر الاهم وهو الحاضنة السنية ذاقت ويلات كبيرة من جراء وجود داعش في مناطقها وهي نادمة كل الندم على احتضانها للحركات المتطرفة وما جنته من خراب كبير وبالتالي ان الواقع الاجتماعي والعشائري بات في الصدارة في محاربة ونبذ الافراد المنضوين مع داعش، من جانب اخر الوضع الشيعي لا خوف عليه لأنه مسيطر عليه".

رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام الشيخ مرتضى معاش ايد القول القائل بانها مجرد زوبعة في فنجان وان الخاسر هو من يصعد النفس الطائفي، فالاتراك خسروا كل شيء في قضية سوريا والعراق خصوصا، ومع وجود تقارب كردي عراقي وبمبادرة امريكية، اضف الى ذلك ان الكوارث التي مر بها العراق فرض على الجميع ان يكون براغماتيين واخيرا ان داعش عبارة عن فقاعة ليس الا".

مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام علي الطالقاني، اوضح قائلا "ان المجتمع الانباري لحد هذه اللحظة يسوده الهدوء ولكن المخاوف موجود داخل هذا المجتمع لعدم وجود ثقة بالقوى التي ساهمت بتحرير تلك المناطق، ولا توجد لديها قناعات العيش تحت ظل الحكومة الحالية وهذا يعود للعجز الموجود حاليا وعلى مختلف المستويات وهو غير قابل للحل".

واضاف الطالقاني "في معركة الموصل المخاوف داخلية اكثر منها خارجية كوننا مدعومين دوليا والعقبة الوحيدة هي تركيا وان الهاجس التركي في العراق يكاد ان يؤرق الادارة الامريكية نفسها لان وجود الإرادة المختلفة في تحرير الموصل ستعيق تسجيل النصر لأمريكا وهذا يؤثر تلقائيا حتى على الانتخابات الامريكية، وهناك شيء اخر، الدولة العراقية هل هي فاشلة ومتعثرة؟، اضف الى ذلك ثلاث قوى رئيسية في العراق لم يتم التعرض اليها وهي الفواعل امريكا، ايران والمرجعية في حالة عدم توافقهم ستتسبب مشاكل كبيرة في العراق".

واكمل الطالقاني "ان السيناريوهات المتوقعة حكم مركزي وتعاد الانتخابات مع باقي حكم اقليم كردستان وتعديل الدستور، التصريحات غير صادر عن وهم انما هي تخدم مصالح سياسية والخشية كل الخشية من تنازع الاطراف السياسية فيما بينها".

السؤال الثاني/ ما هو تصورك للوضع في العراق ما بعد مرحلة داعش؟

الدكتور حيدر حسين آل طعمة، التدريسي في جامعة كربلاء، والباحث في مركز الفرات، يعتقد "ان الاحداث التي جرت في المنطقة خلال السنتين الماضيتين وخاصة في العراق ليست بعيدة عن سياق ما خطط له امريكيا على مستوى تفتيت وتقسيم العراق، لذلك الطرف الوحيد الذي كان ممانع هو الطرف الشيعي".

واضاف ال طعمة "الان بدانا نسمع اصوات حتى من دولة القانون وغيرها بانه لا يمكن التعايش مع هذه الطوائف بشكل موحد فيما بعد داعش وتلك القناعات وصلت للجمهور والامر يتعدى الى المستوى الاقتصادي فإقليم كردستان على سبيل المثال استغل العراق بشكل مجحف واستغل جميع مناطق العراق لخدمته مع الاحتفاظ بمصادرة النفط من اقليم كردستان وما حولها، فبعد داعش سيصبح الحديث عن مشروع تقسيم العراق الى ثلاث مناطق اقليميا او شكل اخر".

واتهم الدكتور كرار انور العقلانية السياسية بأنها مصدر القلق فالكل يدور في وهم المصالح الطائفية والحزبية الضيقة وبالتالي ان مرحلة ما بعد داعش خطرة جدا خصوصا وان المكون الكردي سيتحرك نحو المناطق القريبة من كردستان لضمها للإقليم وهذا مما يدفع تركيا الى اتخاذ خطوات من اجل حرمان الاكراد من مكتسبات جديدة، اضف الى ذلك فإن تركيا مضطرة للدفاع عن المكون التركماني وبالتالي سيتحرك الحشد الشعبي لمواجهة اما الاكراد او الاتراك ومن خلال تلك التوقعات سيبرز على الساحة السياسية مكون سياسي مهم نابع من الحشد الشعبي ليحقق مكاسب ملموسة سياسيا وبطبيعة الحال اثر ذلك التناحر من المحتمل ان يعود داعش من جديد".

حامد عبد الحسين خضير وصف الواقع العراقي بانه اكثر تشائما خصوصا وان الكل يبحث عن المكاسب الاقتصادية والسياسية هذا مما يشكل حالة نزاع بين الاطراف".

اما حمد جاسم فيجد ان الخطر الخارجي سيقوي الوحدة الداخلية وان سيناريو الاقليم اصبح في حكم المنتهي خاصة وان جميع الاطراف السياسية تعيش نزاع داخلي فالأكراد يعانون من انقسام داخلي ما بين حزب طالباني وحزب مسعود، والاقليات هي اكثر تمسكا بالوحدة الوطنية، اما النقطة التالية الجيش العراقي اصبح قوة لا يستهان به اما بالنسبة لتركيا فهي في وضع لا يسمح لها باحتلال الموصل وان مرحلة ما بعد داعش هي افضل من مرحلة وجود داعش".

وقال حيدر الجراح، اولا لابد ان نعترف بأن الانبار عبارة عن خليط متجانس مذهبيا وقوميا وهو خلاف التركيبة السكانية في الموصل المختلطة، اما ما يتعلق بالصورة المستقبلية فأنا متشائم حيث تبرز نقطتين مهمتين الاولى الحدود الجغرافية والموارد وهذه النقطة بالتحديد نقطة نزاع منذ سنوات وهي احدى العوامل المستمرة لتصاعد الصراع بين المكونات العراقية، ناهيك عن الحدود الجغرافية، اما ما يحدث في بقية المناطق المحررة هو الهدوء ما قبل العاصفة".

عبد الامير رويح غير مطمئن للقادم خاصة ومع وجود ذلك الكم الكبير من التشكيلات الحزبية المتصارع للاستحواذ على السلطة وغياب عنصر التخطيط والتكتيك الاستراتيجي لبناء الامة مضيفا الى ذلك ضعف تطبيق القانون في الدولة".

اما الحقوقي احمد جويد، يؤكد على ان مستقبل العراق لا يحدده الداخل فقط بل هناك التوافقات والتغييرات الدولية التي تلعب لعبها، والامر ايضا مرهون على السياسات التي يرسمها التحالف الوطني ومدى قربه من مصدر القرار الدولي، وايضا الجانب الاقتصادي والاعمار سوف يكون مؤشر مهم ودور كبير في رسم سياسة المستقبل، اضف الى ذلك الجانب السني يدرك تماما بأن الحشد الشعبي هو من يوقف المد الكردي في الوقت الذي بدأت القاعدة الشعبية السنية ترحب بوجود الجيش العراقي".

من جانبه الدكتور علاء الحسيني قال "ان المكون السني ادرك حقيقة ان تركيا ودول المنطقة استخدمت المكون كأداة لتصفية حساباتها مع ايران وكان خاسرا في هذه الكيفية، والان كل المتغيرات بالمنطقة تشير الى تخلي الدول الداعمة للسنة عن دورها في هذا الموضوع لعدة اسباب منها، استنزاف تلك الدول ماليا والشيء الاخر الموقف الامريكي الاخير وتشكل قانون (جاستا)، واليوم المكون السني يفتقد الى حاضنته العربية التي كانت تحتضنه، والى جانب ذلك وجدوا ان اقرب حلفاء لهم هم الشيعة بحكم التصاهر الاجتماعي والعشائري وليست لديهم اطماع على المستوى الجغرافي".

ويعتقد الشيخ مرتضى معاش بأن الاتجاه العام يسير نحو تجميد كل مشاريع الفدرالية والاقلمة والذهاب نحو اللامركزية وتفعيل قانون مجالس المحافظات بقوة وبصلاحيات واسعة، بالنسبة لقضية الانفراج فهي قادمة وان التحدي الحقيقي هو تحدي سياسي واقتصادي وهنا اصل المشكلة لذا على المسؤول العراقي ان يستوعب المرحلة القادمة وذلك من خلال اصلاح الاسباب التي ادت للكوارث، واذا ما فشل السياسيون العراقيين اقتصاديا سوف نذهب لكارثة اخرى".

الاستاذ على الطالقاني يعتقد بوجود خلاف بين العراق بقيادة المرجعية في النجف ورؤيتها السياسية المرتبطة بدولة المؤسسات وبين ايران التي تدعم الحشد الشعبي مع عدم رغبتها بالتقسيم، وان الكارثة الحقيقية تكمن من عدم وجود استراتيجية ناجحة تستوعب متغيرات ما بعد داعش".

واضاف الطالقاني وبالتالي هناك اربعة سيناريوهات محتملة لما بعد داعش يمكن طرحها كاللامركزية الفدرالية والمركزية وحكومة الانقاذ او حكومة المجلس العسكري هذه السيناريوهات كانت من المفترض ان تخضع للتقييم كي نصل الى قناعات معينة، السؤال المطروح اليوم هل الحكومة العراقية وبالذات التحالف الوطني الشيعي هل يمتلك رؤية لما بعد تحرير الموصل".

التوصيات والمقترحات

1- تأخير معركة الموصل واتخاذ خطوات سياسية

2- ضمان امن الدولة وتقييد دور فواعل غير الدولة

3- تشديد العقد الاجتماعي في المناطق المحررة

4- دخول المرجعيات على خط التعايش السلمي

5- اتفاق الاطراف السياسية قبل عملية تحرير الموصل

6- بناء الثقة بين المكونات السياسية وهذا الدور يتحمله التحالف الوطني العراقي

7- الغاء مبدأ المحاصصة واعادة سن الدستور من جديد

8- الكرة في ملعب البرلمان العراقي لتحسين اداءه المهني بعيدا عن المحاصصة

9- ضرورة اعادة النظر بمؤسسات الدولة وبنيتها الداخلية

10- اعادة ثقة المواطن العراقي بالدولة ومؤسساتها

11- تفعيل العوامل المناسبة منها تفعيل منظمات المجتمع وعدم تحجيمها وتفعيل الدور الاعلامي حتى تستطيع الخروج من صناعة الكوارث التي يفتعلها السياسيون

12- ابعاد قوات البيشمركة عن تحرير الموصل كذلك العمل على اخراج القوات التركية.

اضف تعليق