شبكة النبأ: مع استمرار الصراع المسلح الدائر في جنوب السودان، تخشى الكثير من المنظمات الانسانية والحقوقية، من تفاقم الأوضاع الإنسانية التي قد تزداد سوءاً بسبب الصراع المتجدد الاضطرابات الداخلية، بين رياك مشار زعيم التمرد في الجنوب وحكومة سلفاكير التي تحاول السيطرة علي زمام الامور في هذه الدولة الفتية، التي تعيش اليوم وبحسب بعض المراقبين اوضاعا صعبة تنذر بحدوث كارثة انسانية كبيرة.
حيث اسهم هذا الصراع وبحسب بعض التقارير بمقتل عشرات الالاف وتسبب بتهجير اكثر من 1,5 مليون شخص (اكثر من 10% من السكان)، يواجهون اليوم كارثه جديدة تتمثل بمجاعة كبيرة تهدد ارواح الكثير من السكان وخصوصا الاطفال، وبحسب بعض المنظمات الانسانية فان جنوب السودان يعاني حاليا من اسوأ ازمة في افريقيا مع خطر المجاعة الذي يهدد نحو اربعة مليون من سكانه وعدم وصول المساعدات سوى الى نصف من يحتاجونها.
وقالت ممثلة الامم المتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون التي شنت هجوما قاسيا على زعماء الفريقين الذين يهتمون فقط بـ"تحقيق مصالحهم الخاصة ويعيدون هذا البلد الغني بالنفط عقودا الى الوراء قد نواجه اسوأ مجاعة في تاريخ البلاد. وحذرت الامم المتحدة من جانبها من ان "الازمة الانسانية تفلت الان من اي سيطرة مع تفشي سؤ التغذية والامراض واضطرار المزيد من السكان الى الفرار من ديارهم.
المجاعة وتفاقم الصراع
وفي هذا الشأن قال تقرير إن المجاعة يمكن أن تطال مليون شخص آخرين عبر جنوب السودان في بداية العام المقبل إذا تصاعدت الحرب الأهلية. وتخشى وكالات الاغاثة من تصعيد وشيك في القتال وهو ما يمكن أن يقضي على الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة بهدف تفادي حدوث مجاعة ويدفع مناطق من جنوب السودان إلى المجاعة بحلول مارس آذار من العام المقبل.
وتوفي نحو عشرة آلاف شخص وشرد 1.7 مليون آخرين أي سبع السكان منذ تفجر الصراع بين قوات حكومة الرئيس سيلفا كير ومتمردين متحالفين مع نائبه السابق ريك مشار. وقال طارق ريبل رئيس اوكسفام في جنوب السودان إنه على الرغم من أن المساعدات الإنسانية حيوية فإن التوصل إلى حل سياسي أمر ملح. وقال ريبل في بيان مع نشر التقرير لو أن المجتمع الدولي يريد فعلا تفادي حدوث مجاعة فعليه أن يبذل جهودا دبلوماسية جريئة لجعل الجانبين ينهيان القتال.
وأظهر التقرير أنه على الرغم من المساعدات الدولية الملموسة وتوقف نسبي في القتال بسبب موسم المطر فإن نحو 2.2 مليون شخص يواجهون مجاعة. وقال التقرير إن سوء التغذية يثير أيضا قلقا خطيرا. فبالإضافة إلى الانتاج الغذائي المحدود فقد عطل الصراع أيضا الاسواق ورفع أسعار المواد الغذائية. ومنع صيادو الأسماك من الأنهار ويواجه رعاة المواشي إما سرقة مواشيهم أو اضطرارهم لبيعها بثمن بخس.
ووجد التقرير أيضا أن عدة عائلات تعول مايصل إلى 25 شخصا وقالت نساء لوكالات الإغاثة إن شبانا كثيرين انضموا لجماعات مسلحة لتخفيف العبء عن عائلاتهم. وقالت إيمي الأنصاري مديرة منظمة كير في جنوب السودان إن البلاد تفادت مجاعة هذا العام بسبب قوة ومرونة وكرم شعبها ولكنها حذرت من أنه لم يعد قادرا على تحمل المزيد . وقالت في بيان إن شعب جنوب السودان فعل كل ما في وسعه للنجاة هذا العام ولكن هذا يعني أنه سيكون معرضا للخطر العام المقبل.
من جانب اخر قال نائب رئيس ادارة حفظ السلام بالامم المتحدة لحفظ السلام ان نطاق العمليات الانسانية في جنوب السودان هو الان الاكبر في أي دولة منفردة وان أحدث دولة في العالم على شفا كارثة بينما تلوح في الافق نذر مجاعة. و أبلغ ادموند موليت المجلس المؤلف من 15 عضوا "بعد ثلاث سنوات من الاستقلال فان جنوب السودان على شفا كارثة انسانية وصراع داخلي قد يستمر طويلا.
هذه ازمة من صنع الانسان واولئك المسؤولون عنها بطيئون في حلها." وجدد الصراع توترات عرقية عميقة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار في البلد الذي حصل على الاستقلال عن السودان في 2011 . واتفق كير ومشار في مايو ايار على وقف لاطلاق النار والعمل معا لوضع التفاصيل لحكومة انتقالية لكن لم يتحقق تقدم يذكر. وقال موليت ان اكثر من مليون شخص شردهم العنف وان اكثر من 400 ألف فروا من البلاد. واضاف ان عملية الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان تؤوي حوالي 100 ألف مدني في قواعدها. وضاعف مجلس الامن الي المثلين تقريبا عدد افراد عمليته لحفظ السلام في اواخر ديسمبر كانون الاول ليصل الي 12500 جندي و1323 شرطيا. بحسب رويترز.
وقال موليت "نطاق العمليات الانسانية في جنوب السودان وصل الي حد انه يشكل الان اكبر عملية للاغاثة داخل اي بلد منفرد." لكنه اضاف ان طاقة العمليات الانسانية والتمويل المتاح لها يعجزان عن بلوغ المستويات اللازمة لتلبية الحاجات الكثيرة. وقال ايضا ان حوالي 3.9 مليون شخص يواجهون مستويات مقلقة من انعدام الامن الغذائي وان ما يصل الي 50 ألف طفل يواجهون خطر الموت كنتيجة لسوء تغذية حاد هذا العام. وحدثت 5300 حالة اصابة بالكوليرا بما في ذلك 115 حالة وفاة. وحذر مجلس الامن الدولي مرارا الاطراف المتحاربة في جنوب السودان من انه يدرس فرض عقوبات. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالفعل عقوبات على قادة عسكريين في الجانبين كليهما.
اطفال الجنوب
على صعيد متصل قالت الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من الأطفال في جنوب السودان قد يلقون حتفهم هذا العام إذا لم تصلهم مساعدات من وكالات المعونة وناشدت المجتمع الدولي تقديم أكثر من مليار دولار لمساعدة المتضررين. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان توبي لانزر إن القتال أدى إلى نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص عن بيوتهم وإن سبعة ملايين يواجهون خطر الجوع والمرض.
وقال في بدء خطة لدعم 3.8 مليون شخص "سيستمر الوضع في التدهور إذا لم ينته القتال ويتمكن الناس من العودة إلى بيوتهم واستئناف معيشتهم." ومضى يقول "العواقب قد تكون جسيمة: 50 ألف طفل قد يموتون هذا العام إذا لم يحصلوا على مساعدات." وقال لانزر إن أوضاع سكان جنوب السودان تتدهور يوما بعد يوم.
وقال "الكوليرا تفشت والملاريا منتشرة على نطاق واسع ويعاني كثير من الأطفال من سوء التغذية ويحتاج ملايين الناس رعاية صحية طارئة وغذاء ومياه نظيفة وصرف صحي ملائم ومأوى خلال هذا العام." وأضاف أن جماعات المعونة ترعى الآن 1.9 مليون شخص وجمعت 740 مليون دولار من إجمالي 1.8 مليار دولار مطلوبة بحلول ديسمبر كانون الأول لمعالجة الأزمة الإنسانية.
وقال "هذا يترك فجوة تزيد على مليار دولار -أو تعادل دولارا ونصف دولار في اليوم لكل شخص يحصل على مساعدات. سيكون في مقدورنا بذل المزيد مع وجود موارد كافية." وقال لانزر للصحفيين في جوبا عاصمة جنوب السودان إنه حتى لو تم التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار فإن القتال والنزوح أديا بالفعل إلى "تدمير حياة ملايين الأشخاص".
من جانب اخر تتوافد أعداد متزايدة من الأطفال الذين يبدو عليهم الهزال بوضوح على مركز للتغذية في لير وهي بلدة يسيطر عليها المتمردون في ولاية الوحدة الغنية بالنفط بجنوب السودان. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها عالجت نحو 1800 طفل يعانون من سوء التغذية في مركز التغذية التابع لها في لير منذ منتصف مايو ايار. في عام 2013 عالجت 2300 خلال العام كله. وفي مراكز التغذية التابعة للمنظمة تروي أمهات اطفال يشبهون الهياكل العظمية قصصا مفزعة عن الحياة في الأدغال حيث لا يجدون الا الفاكهة او الجذور.
وقالت امرأة فرت من القتال في منطقة لير "ركضنا واختبأنا في الأدغال لشهور بلا طعام... نأكل التوت البري وجذور النباتات." ويزن ابنها البالغ من العمر ثلاثة أعوام كيلوجرامين فقط بسبب سوء التغذية الحاد. ويقول طبيب اطفال في جوبا إن الطفل السليم الذي يبلغ عمره ثلاثة أعوام في جنوب السودان يتراوح وزنه بين 10 و12 كيلوجراما في الأحوال الطبيعية.
وقال مسؤولو المنظمة الدولية إن اكثر من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة قد يكونون على شفا الموت جوعا بحلول نهاية العام. وتقول وكالات إغاثة إن الأموال اللازمة لمواجهة الأزمة آخذة في النفاد وتشكو من أن عملها يعطله المتمردون وجنود القوات الحكومية الذين سرقوا سيارات ونهبوا مخازن الأغذية. بحسب رويترز.
وقالت سابرينا شارمين القائمة بأعمال منسق منظمة اطباء بلا حدود في لير "توصيل (الإمدادات) من مهبط الطائرات الى مجمعنا ينطوي على تحد." وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن وكالات الإغاثة في لير تعالج اكثر من الف طفل من سوء التغذية شهريا. وقبل اندلاع أعمال العنف في ديسمبر كانون الأول كان عددهم نحو 40 شهريا.
مساعدات ومنح
الى جانب ذلك تعهد مانحون بتقديم أكثر من 600 مليون دولار للمساعدة في تفادي الازمة قالت وكالات المساعدات إنها قد تكون الأكبر حيث يعاني 3.5 مليون شخص بالفعل من نقص حاد أو نقص يصل إلى مستوى الطوارئ في الغذاء بينهم مليون شخص غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقالت سو لاوتسيه رئيسة بعثة منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة إن هذا يعني أن الوضع بائس بالفعل حتى برغم أنه لا ينطبق عليه التعريف الرسمي للمجاعة. وأضافت "لو كنت شخصا غير متخصص وذهبت إلى المجتمع .. فسوف تقول .. يا إلهي هذا يبدو بالنسبة لي كمجاعة."
وقالت لاوتسيه إنه ينبغي أن يتمكن الناس من استعادة ماشيتهم المتناثرة وإعادة بناء أسواقهم المنهوبة في حين أن منظمات المساعدات تحتاج إلى الحصول سريعا على الأموال التي تعهد المانحون بتقديمها. وقالت لاوتسيه "سيحتاج الأمر إلى موارد هائلة وكثير من الحظ وبالتأكيد سيحتاج وقفا دائما للأعمال القتالية."
وأضافت أن الأمطار ستوفر بعض الغذاء مثل الأسماك والنباتات البرية وهو ما يعد تكملة لإمدادات المساعدات الطارئة لكن هذا قد يتغير على أقرب تقدير عندما يبدأ نفاد مخزون الطعام لدى الناس وبينما يستمر تعذر سير شاحنات المساعدات على كثير من الطرق في البلاد. وقالت لاوتسيه "أمام السكان شهور طويلة عليهم قضاؤها وبعضها سيكون بالغ الصعوبة."
وقالت لاوتسيه "في ظل الفراغ في السلطة ... أي شخص معه بندقية يقرر فعلا إقامة عمل يقوم على توقيف الشاحنات لدى مرورها عليه وينتزع رشاوى." وأضافت أن النقص في الأغذية جاء عقب واحد من أفضل الأعوام الزراعية في البلاد منذ استقلالها في 2011 حيث أنتج المزارعون نحو ثلاثة أرباع ما يحتاجه جنوب السودان لإطعام سكانه ويبلغ 1.3 مليون طن من الأغذية في حين جرى سد الفجوة بواسطة المساعدات أو الغذاء من البلدان المجاورة.
وقال خبراء في المساعدات إن الاشتباكات بين المتمردين والقوات الحكومية دمرت أسواق الغذاء وأجبرت الناس على التخلي عن مواشيهم وأراضيهم. وقالت فاليري أموس مسؤولة المساعدات بالأمم المتحدة في مؤتمر للمانحين في أوسلو "الوقت يمر. من المفترض أن يقوم المزارعون بزراعة محاصيلهم في الوقت الحالي." وأضافت "إذا لم يفعلوا ذلك وإذا لم يتمكن رعاة الماشية من الذهاب إلى المراعي سينفد الطعام من الناس."
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة في أوسلو إن هناك حاجة إلى مساعدات قيمتها 1.8 مليار دولار ارتفاعا من تقديراتهم السابقة البالغة 1.3 مليار دولار. ووافق مانحون بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج على تقديم أكثر من 600 مليون دولار علاوة على تعهدات سابقة بتقديم 536 مليون دولار.
وقال المسؤولون إن العنف عرقل زراعة المحاصيل وأجبر الرعاة على التخلي عن حيواناتهم أو الذهاب بها إلى مناطق رعي فقيرة. وقال لانزر "كل هذا يشكل ضغوطا هائلة على أقوات الناس. الرسالة الرئيسية التي أتلقاها من الناس في جنوب السودان هي .. أعطونا شهرا واحدا من السلام حتى نتمكن من الزراعة والاعتناء بماشيتنا". وأضاف أن التجار من أثيوبيا وكينيا وأوغندا الذين يقومون بجانب كبير من التجارة في الأسواق قد فروا أيضا.
ويجلس جنوب السودان على ثالث اكبر احتياطيات للنفط في افريقيا وقد أشادت الولايات المتحدة وداعمون غربيون آخرون باستقلاله عن السودان قبل ثلاث سنوات باعتباره نجاحا على صعيد السياسة الخارجية. لكن الاضطرابات السياسية والصراع يهددان بانزلاق البلاد الى نفس دائرة الحرب والبؤس الانساني التي عانى منها أهلها حين كانت جزءا من السودان وكان المتمردون يقاتلون حكومة الخرطوم.
ومنذ بدء الاشتباكات بين فصائل متناحرة بالجيش انهارت الاستثمارات الأجنبية وأثرت تكاليف الحرب على ميزانية الحكومة. في ولاية الوحدة سيطر متمردون موالون لنائب الرئيس السابق مشار على حقول نفطية وأوقفوا الإنتاج. وفي سوق لير تبيع بضعة أكشاك الحبوب والصابون وحتى الأقراص المدمجة وهو مظهر نادر للحياة الطبيعية في بلدة دمرتها الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين.
لكن كيول نين (34 عاما) الذي يبيع السرغوم قال إن اياما تمر دون أن يشتري الزبائن شيئا. ومع إغلاق الطرق والخطورة الشديدة للتنقل عن طريق النهر بسبب تعرض الصنادل لهجمات متكررة ارتفعت أسعار السلع الأساسية في المناطق الريفية بجنوب السودان بحيث لم تعد في متناول كثيرين. وقال نين وهو يقف قرب شجرة وارفة تظلل دبابتين صدئتين مهجورتين للجيش وهو يخبز تحت حرارة شمس الظهيرة "الناس يتضورون جوعا. ليست لديهم اموال."
وفي حين زرعت بعض المحاصيل على نطاق محدود في الشهرين الأخيرين يقول مسؤول المتمردين في لير بيتر كيك جال إن الجهود لا تكفي لإطعام السكان. وقال جال "نقترب من نهاية العام وبالتالي لن يكون هناك طعام جيد. سيكون الوضع صعبا." وأعلن برنامج الأغذية العالمي مجاعة في المنطقة عام 2008 بسبب الجفاف. وتعريف المجاعة هو حين تتجاوز نسبة سوء التغذية الحاد 30 في المئة من السكان ويزيد معدل الوفيات عن شخصين من كل عشرة آلاف يوميا الى جانب معايير أخرى.
ويحمل المتمردون الحكومة المسؤولية عن انتهاك اتفاقين لوقف إطلاق النار أبرما في وقت سابق وعن دفع البلاد الى كارثة. وتتهم الحكومة المتمردين بإشعال الصراع. وقال وزير الإعلام مايكل ماكوي في جوبا "المتمردون بالطبع هم المسؤولون. إنهم حاليا يرتكبون انتهاكا صارخا لوقف الأعمال القتالية" مضيفا أن ثلاثا فقط من ولايات جنوب السودان العشر ستتأثر. بحسب رويترز.
وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق اتفاقي وقف إطلاق النار وكان أحدهما في يناير كانون الثاني والآخر في مايو ايار. ولا تمثل لعبة تبادل الاتهامات أهمية تذكر بالنسبة لجاريد توت. لقد فر من بلدة لير بعد أن هاجمتها القوات الحكومية اوائل العام. وهو يرقد الآن في مستشفى تديره منظمة أطباء بلا حدود بعد أن عضه تمساح حين كان يسبح في النهر. وقال في المستشفى "احترق منزلي القريب من السوق (في القتال) ومازلت لا أستطيع العثور على زوجتي وطفلي."
قمع الاعلام
على صعيد متصل حذرت منظمتان من ان قمع الصحافيين في جنوب السودان يمنع النقاش حول طريقة وضع حد للازمة التي تمزق البلاد. واعلنت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش في تقرير مشترك ان اجهزة الامن الوطنية يجب ان "تتوقف عن مصادرة واغلاق الصحف ومضايقة وتخويف الصحافيين واعتقالهم تعسفيا".
واعتبرت اليزابيث اشامو دينغ الباحثة في منظمة العفو ان "القمع الذي تمارسه الحكومة ياتي في وقت بات فيه جنوب السودان بامس الحاجة لاصوات مستقلة للمساهمة في الحوار حول طريقة انهاء الازمة السياسية والنزاع المسلح الداخلي". واسفرت معارك -بين الجيش وجنود منشقين ومليشيات قبلية- ومجازر وفظاعات ارتكبت بحق المدنيين على اسس عرقية، عن سقوط الاف وربما عشرات الاف القتلى ونزوح مليون ونصف ساكن من ديارهم.
واتهمت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الحكومة بخلق "اجواء من الخوف" ومنع الصحافيين من مقابلة قياديي المتمردين ومن التركيز على حقوق الانسان او الدخول في الحوار المثير للجدل بشان النظام الفدرالي. واعتبر مدير فرع افريقيا في هيومن رايتس ووتش دنيال بيكيلي انه "لا يمكن للصحافيين والمعلقين والمحللين ان يقوموا بعملهم وتغطية النزاع الدائر، من دون ان يكونوا خائفين من قمع قوات امن الدولة لهم". بحسب فرانس برس.
واعتقلت قوات الامن العديد من الصحافيين لفترات متفاوتة بينما فر آخرون من البلاد. وقالت المنظمات غير الحكومية ان صحيفة "المجهر السياسي" تلقت الامر بوقف النشر بينما صودرت ثمانية اعداد من اسبوعية جوبا مونيتور منذ بداية كانون الاول/ديسمبر، وضبط عدد من اسبوعية "سيتيزن" في حزيران/يونيو. وقالت اليزابيث اشامو دينغ انه "اذا اراد جنوب السودان مستقبل سلام فيجب عليه ان لا يغطي الجرائم وان يحمي حرية التعبير وان لا يهاجمها".
اضف تعليق