q

اتسمت حيثيات التفاوض حول الملف النووي بين ايران والغرب بالمناورات السياسية والأجندة المجهولة في مختلف مراحل المفاوضات، بسبب معضلة فقدان الثقة بين الاطراف المتخاصمة، لذا فليس من السهل الحصول على تسوية سريعة لنزاع يشوبه الغموض ومستمر منذ عقد تقريبا واثار مخاوف من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وقد جسدت الجدلية السياسية والدبلوماسية الساخنة بين الرئيس الامريكي والرئيس الإيراني حسن روحاني النوايا المعلنة لسبق الأحداث خلال الآونة الأخيرة، بعدما قاد الأخير حملة دبلوماسية بمرونة سياسية غير مسبوقة في مسعى للتواصل مع الغرب من أجل تخفيف حدة التوترات والضغوط والعقوبات التي أنهكت الاقتصاد الإيراني، فضلا عن بناء علاقات جديدة مع أمريكا تحديدا لفتح كوة بجدار الصراع المستدام بينهما كونه يخلو من الحلول الوسطى منذ عقود، لكن تمديد المفاوضات يشير الى موجة جديدة من المناورات الدبلوماسية والمواقف الازدواجية للوصول الى صفقات سياسية أكثر فعالية وفائدة للطرفين بطريقة براغماتية، لخلق اجواء اكثر هدوءا في اسخن منطقة بالعالم سياسيا وامنيا، لذا يرى بعض المحللين أن تلطيف العلاقات بين الولايات المتحدة وايران قد يؤدي إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، إلا أن ذلك وحسب رأي المعارضين للتوافق الأمريكي الايراني لن يتم إلا إذا نتج هذا التطور الإيجابي عن تعديل إيران لطموحاتها وسياساتها الإقليمية. فيما تعد العقوبات الاقتصادية الغربية ضد ايران بمثابة السلاح الغربي لحرب ناعمة طويلة الامد مع الجمهورية الاسلامية، حيث ألحق هذا السلاح الناعم أضرارا كبيرة بالاقتصاد الإيراني لكن في الوقت الحاضر مع تمديد المفاوضات يبقى مصيرها معلقا بين الخروج من عنق الزجاجة بطريقة شبه مستحيلة أو ستواصل مسيرتها نحو النهايات المفتوحة.

فرص التوصل الى حل

في هذا السياق يصوغ البرلمان الايراني مشروع قانون يتيح للعلماء تكثيف عمليات تخصيب اليورانيوم، كما ذكرت وكالة ايسنا، في خطوة قد تؤدى الى تعقيد المفاوضات الجارية بشأن الملف النووي مع القوى العظمى. واوضح المتحدث باسم اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية حسين نقوي حسيني للوكالة ان مشروع القانون "سيسمح للحكومة بمتابعة التخصيب باستخدام اجهزة طرد مركزي من الجيل الجديد". وتقول طهران انها في حاجة الى اجهزة طرد مركزي حديثة لتطوير قدرتها على تخصيب اليورانيوم اللازم لتغذية محطاتها الحرارية. الا ان عملية التخصيب من مواضيع الخلاف في المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين، روسيا، والمانيا).

وتريد مجموعة 5+1 تحجيم برنامج التخصيب لمنع ايران من الحصول على السلاح النووي في حين تدافع طهران عن حقها في برنامج نووي كامل. وبعد جولتين فشل فيهما الجانبان في الاتفاق حددا اول تموز/يوليو 2015 موعدا نهائيا للتوصل الى اتفاق شامل على البرنامج النووي الايراني بحسب فرانس بريس.

وقد اعتبر البيت الابيض ان فرص التوصل الى اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي المثير للجدل تصل الى 50 في المئة "في افضل الاحوال". وقال المتحدث باسم الادارة الاميركية جوش ايرنست في تصريحه اليومي ان "احتمالات تحقيق نجاح في هذه المفاوضات الدبلوماسية تصل في أفضل الاحوال الى 50 في المئة". ويمارس مشروعون جمهوريون ودول حليفة في المنطقة مثل اسرائيل والمملكة العربية السعودية ضغوطا في الوقت الحالي على الحكومة الاميركية لكي تتحلى بمزيد من الحزم حيال طهران.

ويهدد نواب في الكونغرس الاميركي خصوصا بتبني عقوبات اضافية ضد ايران، لكن الرئيس باراك اوباما اكد انه سيستخدم حقه في النقض (الفيتو)، معتبرا ان العقوبات ستقوض المفاوضات الجارية بين ايران والدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين والمانيا) بحسب فرانس بريس. واكد البيت الابيض مجددا ان المحادثات ستتطلب وقتا للتوصل الى الهدف، لكن ينبغي ان لا تستخدمها ايران "ذريعة" لخفض الضغوط الدبلوماسية. ومن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، اعتبر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الجمعة ان عقوبات جديدة ضد بلاده قد "تنسف" اتفاقا محتملا.

وايران التي تؤكد ان برنامجها النووي ذات طبيعة مدنية، تسعى خصوصا للتوصل الى رفع العقوبات الاقتصادية التي تلقي بثقلها على اقتصادها مقابل اتفاق يضمن الطبيعة السلمية لهذا البرنامج. والاتفاق سيلزم ايران بعمليات مراقبة صارمة وبالحد من عملياتها التي يمكن ان تؤدي الى صنع السلاح الذري.

عقوبات اميركية جديدة

من جهته حذر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في دافوس من ان فرض عقوبات اميركية جديدة على بلاده سيقوض فرص التوصل الى اتفاق حول برنامجها النووي، في حين يمارس مشرعون ضغوطا في الكونغرس في هذا الاتجاه. وقال ظريف "لدينا اتفاق يفسح في المجال للتوصل الى اتفاق. اذا عمد احدهم الى نسفه، فيسجد نفسه معزولا من المجتمع الدولي، سواء كان الكونغرس الاميركي او ايا كان". ودعا "المجتمع الدولي الى الوقوف ضد اي عملية من شأنها تعطيل مكسب غاية في الاهمية".

ويدفع عدد كبير من نواب الكونغرس الاميركي حاليا الى تبني قانون يفرض عقوبات جديدة ضد ايران تدريجيا في حال فشل المفاوضات الدولية الجارية مع الدول الست الكبرى بهدف الضغط على طهران، بحسب. لكن الرئيس الاميركي يعتزم الاستمرار في وضع اليد على المحادثات من دون تدخل الكونغرس، وهدد باستخدام حقه في النقض (الفيتو) امام كل تشريع يتعلق بفرض عقوبات ضد ايران فرانس بريس.

لكن الوزير الايراني قال "اذا تبنى الكونغرس الاميركي قانونا (يشدد العقوبات)، فان برلماننا سيرد". وقال في نقاش امام المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان "رئيس الولايات المتحدة يتمتع بسلطة استخدام حقه في النقض، لكن برلماننا سيتخذ تدابير ثارية، ودستورنا لا يمنح رئيسنا سلطة استخدام حقه في النقض في البرلمان".

لا تسرَّع بشأن العقوبات

في سياق متصل صرح أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ انه لا يريد التسرع في التصويت على تشريع يقضي بفرض مزيد من العقوبات على ايران بينما كان يتحدث بعد يوم واحد من اعلان اللجنة انها ستؤخر نظر هذه المسألة لمدة أسبوع. وقال السناتور شيرود براون العضو البارز في اللجنة للصحفيين في مبنى الكونجرس الامريكي "لا يوجد ما يدعو للتسرع في هذه المسألة. هذه المفاوضات ستمضي قدما. وأنا لا اريد عرقلة المفاوضات."

وكان من المقرر ان تعقد اللجنة المصرفية جلسات علنية وسرية بشأن ايران قبل مناقشات وتصويت على مشروع قانون تقدم به السناتور الجمهوري مارك كيرك والديمقراطي روبرت منينديز يقضي بفرض مزيد من العقوبات اذا لم يتم التوصل الى اتفاق نووي بحلول نهاية يونيو حزيران بحسب رويترز.

وقال دبلوماسيون ان ايران والقوى الكبرى سيجتمعون مرة اخرى الشهر المقبل في محاولة لتضييق الخلافات بشأن برنامج طهران النووي. ودعا الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى تأجيل التشريع وقالا انه سيضر بالمحادثات الدولية ويزيد من احتمالات مواجهة عسكرية مع طهران. ويتوقع ان يشجع أوباما الكونجرس على عدم المضي قدما نحو فرض عقوبات على ايران.

إيران تراجع مواقفها

وقد اجتمعت إيران والقوى الدولية مؤخرا لتقييم خلافاتهم بشأن برنامج الجمهورية الإسلامية النووي في الوقت الذي تضغط فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للحيلولة دون فرض عقوبات جديدة على طهران. ومفاوضات جنيف التي جرت على مستوى المدراء السياسيين هي ذروة خمسة أيام من المحادثات في جنيف وباريس شملت اجتماعات مطولة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وترأست هيلجا شميد مديرة الشؤون السياسية بالاتحاد الأوروبي المحادثات المغلقة في بعثة الاتحاد الأوروبي بجنيف وحضرها مسؤولون من إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة. وقادت ويندي شيرمان القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي وفد واشنطن بينما مثل إيران عباس عراقجي نائب وزير الخارجية. ولم يتحدث أي منهما للصحفيين لدى وصوله.

وقال دبلوماسي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "اليوم نقيم توجه كل الاجتماعات المختلفة وكيف يمكننا المضي قدما بهذا في إطار أوسع." وحذر أوباما اعضاء الكونجرس من فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي قائلا إن مثل هذا التحرك من شأنه أن يؤثر سلبا على المحادثات الدبلوماسية ويزيد احتمالات نشوب صراع عسكري مع طهران. وقال مبعوث الصين وانغ تشون للصحفيين في جنيف "الوقت يضيق وتأمل بكين أن تستغل كل الأطراف هذه الفرصة التاريخية لمسابقة الزمن وللقيام بأمرين: الأول هو تبني نهجا عمليا ومرنا ويتسم بالحكمة. والثاني هو إظهار الحد الأقصى الممكن من الإرادة السياسية والقرارات السياسية الحاسمة". بحسب رويترز.

قائد فيلق القدس في العراق

على صعيد آخر قال مراقبون لعقوبات الامم المتحدة إن صورا التقطت داخل العراق يبدو انها تؤكد وجود قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني في خرق لحظر على السفر فرضته المنظمة الدولية. ويخضع قاسم سليماني لحظر دولي على السفر وتجميد للاصول فرضهما مجلس الامن التابع للامم المتحدة في 2007 . وقال جنرال ايراني في سبتمبر ايلول إن سليماني كان في العراق وانه يلعب دورا حيويا في القتال ضد متشددي تنظيم الدولة الاسلامية السني.

وقال تقرير في سبع صحفات اعدته لجنة الخبراء بشأن ايران التابعة للامم المتحدة إطلعت عليه رويترز يوم الاثنين ان سليماني "التقطت له صور فوتوغرافية وتسجيلات مصورة في عدد من المناسبات يزعم انها في العراق." واضاف قائلا "ذكر تقرير ان احدى الصور تظهره قرب مدينة امرلي في شمال العراق بعد ان استعادت قوات عراقية المدينة من تنظيم الدولة الاسلامية." وتضمن التقرير صورة فوتوغرافية يزعم انها لسليماني في العراق بحسب رويترز.

وقال تقرير الخبراء ايضا انهم لم يتلقوا أي تقارير جديدة عن انتهاكات ايرانية للعقوبات النووية منذ نهاية مارس اذار رغم انه اضاف ان "هذا ربما يعكس حذرا من جانب الدول للتواصل مع اللجنة في وقت تستمر فيه المفاوضات (النووية)."

المفاوضات في مناخ طيب

من جانبها قالت إيران إن محادثاتها النووية الثنائية مع الولايات المتحدة تمضي في مناخ طيب رغم الفجوات الموجودة بشأن قضايا رئيسية مثل قدرتها على تخصيب اليورانيوم والوتيرة التي ينبغي أن ترفع بها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وتهدف المحادثات لإنهاء الخلاف المستمر منذ 12 عاما حول برنامج طهران النووي الذي أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية صارمة عليها ومخاوف من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط ما لم يحل الخلاف دبلوماسيا في وقت قريب. وفشلت إيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا الشهر الماضي في الوفاء بمهلة غايتها 24 نوفمبر تشرين الثاني للتوصل لاتفاق نهائي ومددت المحادثات سبعة أشهر أخرى للتعامل مع ما تصفه بأنها تفاصيل تقنية معقدة.

وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين الايرانيين في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الإيراني "كانت مناقشات مستفيضة بشأن كل الموضوعات خاصة العقوبات. في الوقت الراهن.. اختصرت القضايا إلى تفاصيل صغيرة ودقيقة جدا. الحلول موجودة في بعض القضايا وفي قضايا أخرى هي بحاجة إلى مزيد من الجهد والنقاش. لسنا في موقف يسمح لنا بعد بالحكم على النتيجة النهائية لكن يمكنني القول إن مناخ هذه الجلسات طيب رغم أن هناك مسافة بيننا وبين الوصول لحل." وقال عراقجي إن طهران ستجري مزيدا من المناقشات مع الولايات المتحدة قبل استئناف المحادثات مع الدول الست بحسب رويتر.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه سيحاول التوصل لاتفاق نووي مع القوى العالمية رغم معارضة بعض الجهات في إيران. وقال روحاني في مؤتمر عقده البنك المركزي في طهران "بعض الناس قد لا يريدون أن ترفع العقوبات. عددهم قليل ويريدون تعكير صفو الماء." وكان يشير على ما يبدو إلى المحافظين وبينهم قادة كبار في الحرس الثوري. وقال "الأغلبية في بلادنا من مثقفين وأكاديميين ورجال دين... والقيادة يؤيدون رفع العقوبات."

دول الخليج قلقة

وفي سياق متصل قال فيليب هاموند وزير الخارجية البريطاني إنه يتعين ألا تقدم بريطانيا والقوى الاخرى التي تتفاوض مع إيران للتوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي -الذي يشك الغرب انه يهدف الى صنع قنبلة نووية- "تنازلات تفتقر للحكمة" من اجل المواءمة. وقال هاموند أمام مؤتمر لشؤون الأمن في البحرين "يجب ان نختار المثابرة بديلا عن المواءمة... وان ندعم موقفنا المبدئي بشأن التخصيب بدلا من الاذعان لاغراء تقديم تنازلات تفتقر للحكمة في سبيل ابرام اتفاق".

وتراقب دول عربية في منطقة الخليج عن كثب هذه المحادثات النووية إذ انها لا ينتابها القلق لمجرد احتمال ان تصنع ايران قنبلة نووية -وهو أمر تنفي انها تريده- لكنها تخشى ان يمنح أي اتفاق طهران مجالا أوسع لممارسة نفوذ على الدول العربية. واتهمت البحرين إيران بالضلوع في هجمات دبرتها داخل البلاد فيما تساند الدول الخليجية الأخرى المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات المعارضة في سوريا التي تسعى للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران بحسب رويترز.

وقال هاموند إن الهدف النهائي لبريطانيا من المحادثات هو التوصل لاتفاق يكفل ألا تمتلك ايران قدرات تصنيع اسلحة نووية لكنه تحول ايضا لطمأنة الحلفاء الخليجيين بقوله إنه يشاركهم مخاوفهم الامنية. وأعلنت بريطانيا انها ابرمت اتفاقا لتعزيز وتوسيع نطاق وجودها البحري في البحرين مما يتيح لها تشغيل المزيد من السفن الاكبر حجما في الخليج على نحو طويل الامد. وقال هاموند إن هذا الاتفاق سيوجد موقعا مستديما للبحرية البريطانية في البحرين حيث توجد قاعدة للاسطول الخامس الامريكي مضيفا ان هذه القاعدة ستستوعب حاملات جديدة للطائرات ومدمرات. واتهم وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة -متحدثا في نفس المؤتمر في المنامة - إيران بالعمل مع وكلاء وأشخاص يحملون السلاح في المنطقة مشيرا الى انه يتعين عليها السعي للعب دور أكثر ايجابية. الا ان هاموند اضاف انه يرى انه في حالة ابرام اتفاق نووي فانه سيسهم في الحد من الاحتكاك بين إيران والدول الاخرى. وقال "يوجد الكثير من أسس عدم الثقة بين ايران وجيرانها في الخليج وبين ايران والغرب إلا ان الملف النووي عنصر مهم هنا". واضاف "بوسعنا حل ذلك على نحو يرضي ايران ويرضي الغرب وستحدث عندئذ سلسلة من الامور على نحو سريع مما يغير من الديناميكيات ويخلق فرصة".

ايران لماذا تقاتل داعش؟

من جهتها حذرت فرنسا من اي "تساهل" مع ايران مؤكدة رفضها ربط مفاوضات الملف النووي الشائك بمشاركة طهران في الضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان خلال مؤتمر "حوار المنامة" الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "اذا كانت ايران تريد محاربة داعش (تنظيم الدولة) فهذا لان التنظيم يمكن ان يشكل تهديدا لمصالحها الخاصة". واضاف "ان انتظار دعم متزايد من ايران لجهودنا ضد داعش مقابل تساهلنا ازاء تجاوزات طهران لالتزاماتها في مجال منع الانتشار النووي، سيشكل خطأ فادحا". واكد المسؤول الفرنسي على حزم الدول الكبرى في الملف النووي الايراني. وقال "ان عزمنا الجماعي على مواجهة محاولات طهران الحصول على اي قدرة نووية عسكرية يبقى كاملا" معتبرا انه "ليس هناك مجال لاي مقاربة للامن الاقليمي بشكل مختلف" بحسب فرانس بريس.

وكانت وزارة الدفاع الاميركية كشفت عن قيام مقاتلات ايرانية من طراز "اف 4 فانتوم" بالاغارة على مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في شرق العراق بالقرب من الحدود مع ايران. واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان اي ضربة تنفذها ايران ضد تنظيم الدولة الاسلامية سيكون لها "في النهاية" تاثير "ايجابي".

وقال دبلوماسيون وخبراء ان تحقيقا متعثرا للوكالة الدولية للطاقة‭ ‬الذرية في مزاعم بأن ايران أجرت أبحاثا تتعلق بصنع قنبلة ذرية أصبح من غير المرجح ان يستأنف بسبب قرار تمديد المحادثات النووية الاوسع نطاقا. وبينما تستمر المفاوضات بشأن التوصل الى اتفاق لتقييد قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم -لاطالة الفترة التي تحتاج اليها طهران اذا قررت تجميع اسلحة نووية - فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية مازالت تحاول اجراء تحقيق منفصل لكنه ذو علاقة بما يشتبه بأنها ابحاث متعلقة بصنع سلاح. ويقول دبلوماسيون غربيون يتهمون ايران بالمماطلة في تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التعاون الكامل مع الوكالة يجب أن يكون شرطا لتخفيف العقوبات في أي اتفاق نووي أشمل بحسب رويترز.

اضف تعليق