q

كرست أحداث العنف في الآونة الاخيرة صورا لصراعات مفتوحة النهايات مثال ذلك الصراع الجيوسياسي على مستقبل الشرق الاوسط بين السعودية وايران، الذي تجسد بالحرب على اليمن وحرب العراق مع داعش والصراع في لبنان، فضلا عن الحرب النفطية والدينية بدوافع طائفية، جل هذه الامور تمهد لحرب اقليمية قد تفجر الشرق الأوسط، مما يذكي الكثير من السيناريوهات المتوقعة والتساؤلات مهمة؟.

كانت تساؤلات فقرة شارك برأيك لشبكة النبأ المعلوماتية، برأيكم هل ستندلع مواجهة شاملة بين السعودية وحلفائها وايران وحلفائها؟، هل هناك بصمات غربية ناعمة لتأجيج مثل هكذا حرب مدمر لشرق الاوسط؟، هل ستبقى الحرب بين الرياض وطهران ضمن السجالات دبلوماسية والحرب الباردة أم انها باتت قريب من الحرب العسكرية؟، اذا اندلعت حرب سعودية ايرانية إلى أين سيذهب ذلك بسوق النفط؟، وأخيرا هل ستلجأ المملكة العربية الى خيار الحرب مع ايران؟.

حيث رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) مجموعة من الآراء حول هذا الموضوع، من خلال فقرة شارك برأيك وظهرت آراء متنوعة لمجموعة من المراقبين (من بينهم قراء) للشأن الاقليمي وقد زخرت هذه الآراء برؤى تحليلية اتسمت بالدقة والموضوعية، الى جانب اجراء استطلاع الكتروني تمثل بالسؤال الاتي، هل ستندلع حرب سعودية إيرانية مباشرة؟، وبالاختيارات الاتية، نعم، كلا، تبقى حرب باردة، تتحول الى سلام بارد، حيث جاءت نسب التصويت كما يلي بالمرتبة الاولى، "تبقى حرب باردة" بنسبة (58%)، اما المرتبة الثانية جاءت لخيار "تتحول الى سلام بارد" (17%)، بينما المرتبة الثالثة جاءت لخيار "نعم" بنسبة (14%)، في حين المرتبة الرابعة جاءت لخيار "كلا" (11%)، وتعطي نسبة الاستطلاع آنفة الذكر مؤشرا يجيب عن سؤال الفقرة آنفة الذكر وذلك بما يرجح بقاء الحرب الباردة بين السعودية وايران.

نستعرض هنا ابرز آراء المراقبين والقراء حول هذا الموضوع، فقد رأى احد المراقبين "انه قد دخل على خط الصراع الايراني السعودي الانقلاب التركي على اوردغان، ولكن ما يثير الدهشة والاعجاب الحكمة التي تعاملت فيها الانظمة السياسية المتضادة في رؤيتها للانقلاب ونتائجه، ان النظام الراسخ يرفض الانقلاب ولا يؤيده حتى لو حدث ضد خصمه، لانك اذا قبلت اليوم بالانقلاب ضد خصمك غدا سوف يأتي دورك ويقلعونك من العرش بالقوة الغاشمة.. ايران رفضت الانقلاب ومعظم الدول والانظمة السياسية الناضجة، حتى لا تكون المنطقة عرضة لانقلابات متتالية.. باعتقادي ان نظامي ايران والسعودية يمتلكان من النضوج ما يجعلهما ثادران على تفادي أية حرب مباشرة".

فيما يرى مراقب آخر "احتدام التدخل العسكرى فى اليمن وتحوله إلى حرب إقليمية بين إيران والمملكة العربية السعودية وحلفائها، سيتفاقم الصراع فى ظل الفراغ الناجم عن تراجع الولايات المتحدة، برأيي لا اشك في وقع حرب بين الطرفين لكن التوقيت ستحدده اطراف خارجية من الغرب او ربما روسيا وامريكا بعد انتهاء عصر النفط".

من جهته قال خبير في الشؤون الاقتصادية" ان الاستراتيجية الإقتصادية الإيرانية التي ستصطدم بصراع مؤكد مع المملكة السعودية التي بدأت بتقديم الخصومات على مبيعاتها من النفط لشركات استيراد النفط الأوروبية، كي تعطي منتجاتها أسعاراً أفضل من أسعار إيران، لتتحوّل الحرب السعودية – الإيرانية من حرب عسكربة مسرحها الشرق الأوسط في سوريا واليمن، إلى حرب اقتصادية في أسواق النفط العالمية".

في حين هناك آراء حادة كرأي احد المراقبين للشؤون الاقليمية" بأن هناك حرب قادمة لا محالة، ستندلع بين السعودية وإيران، وعلى الجميع الاستعداد لها، لمنعها وحقن دماء المسلمين، مهما كانت مللهم ونحلهم، أو لمواجهة تداعياتها الحتمية، الدينية والسياسية وربما الإستراتيجية، والتي قد تفضي إلى قيام حرب عالمية ثالثة الخاسر الأكبر فيها هو الإسلام أولا ثم النفط العرب".

مراقب آخر "استبعد أن تقوم حرب عسكرية بين السعودية وإيران، لأن طهران لها هدف إستراتيجية كبير في المنطقة وكذلك السعودية، الحرب السلام مهمة كبيرة لإطفاء الحرائق حتى لا يتحول الأمر إلى أحداث طائفية، لكن قد تحصل ضربات كبيرة ستمس إفشال مشاريع العراق وسوريا بشكل قوي، والدخول في تكتلات واستراتيجيات جديدة".

على الصعيد ذات رأى محلل سياسي امني " انه في ضوء المعطيات المستخلصة مما يجري الآن، تدور حرب باردة بعيدا عن ارض البلدين ايران السعودية، مساحة الارض هي سوريا والعراق واحيانا لبنان واليمن.. بالنتيجة سياسة لي الاذرع هي السائدة، اذا حدثت حرب حقيقية ستقضي على المنطقة كلها وتنشر الخراب فيها، هناك رغبة جنونة للملك الجديد السعودي لتجريب الحرب، بالمقابل اذا حدث تصعيد فان ساسة ايران لا يتمتعون بالحكمة اللازمة وسوف ينحدرون الى منزلق الحرب، الخاسر هو العراق وشعبه.. ابعدوا عنا الحروب، يمكنكم ان تتقاتلوا خارج اراضينا، سوف يزداد وعي العراقيين الشعب والحكومة، ويستعينون بالامم المتحدة والمنظمات الدولية لطرد الدول التي تتحارب على ارضه، كالسعودية وايرا،.. نحن نرغب العيش بسلام بعد ان عشنا الحروب واكتوينا بنارها، يمكنكم ان تتقاتلوا كما شئتم ولكن اخرجو واذهبوا بعيدا عن ارض العراق.. مع ان جميع المعطيات لا تدل على وقع حرب مباشرة بين الطرفين، وانما مناوشات كلامية وتأزيم اوضاع البلدان الضعيفة والمجاورة، ولكن هذه السياسة باتت مكشوفة ولن تستمر الى الأبد".

من جهته طرح رأيه باحث متخصص في الشؤون الايرانية " انه منذ الثورة الايرانية عام 1979 والتنافس بين ايران والسعودية على النفوذ في المتطقة على اشده . الا انه اخذ اشكال عدة ابرزها الحرب بالوكالة ومنها الحرب العراقية الأيرانية لغاية 1988 ثم تلتها فترة هدوء نسبي لغاية عام 2003 بسبب غزو العراق للكويت ثم تحسن العلاقة بين ايران والعراق هذا ما اجبر السعودية على تحسين علاقاتها مع ايران لحين الانتهاء من امر صدام في العراق .كذلك كانت السعودية تعتقد بان اسقاط نظام ايران هو مسالة وقت وان امريكا سوف تتكفل به كما حدث في العراق. الاان الاحداث في العراق بعد الاحتلال ثم احداث سوريا واليمن قد بينت خطا النظرة السعودية. لان ايران وكما هو معروف عنهم يتعاملون مع مصالح دول كبرى كنا ان امريكا هي الاخرى لها مصالحها الخاقة في المنطقة لهذا ليس محرما علبها مثلا ان تتعاون مع ايران حول العراق وقد فعلت ذلك كما ان ايران وامريكا لهم مصالح في سوريا وعليهم الاتفاق عليهابالتعاون مع روسيا. كما ان امربكا ايضا تفكر باستمرار نفوذها في ايران لهذا عقدت اتفاقا نوويا مع ايران لانهاء نزاع حول البرنامج استمر لتكثر من 15 عاما. لهذا فان السعودية وبسبب عدم وجود سياسة مصالح لديها وطغيان النظرة الطائفية على سياستها في العالم بحيث تنظر الى كل تقزم لايران في المتطقة على انه خسارة لنفوذها الطائفي فقط دون ان تتقبل ذلك على انه صراع مصالح وتنافس دولي. كما انهاوبعد ان رات ان امريكا قد خذلتها مع ايران فانها بدات بسياسة الانتقام من ايران بظرب مصالحها مباشرة وبدون حرب بالوكالة. فقد اقدمت على اعدام الشيخ النمر كما احتلت البحربن بشكل مباشروتخوض حربا باليمن ضد انصار الله الحوثيين كل هذه تعتبر حرب مباشرة بسياق التنافس الدولي. فلو ان مثلا قامت امريكا بضرب قوات الحكومة السورية بشكل مباشر مثلا فان ذلك يعد اعلان حرب على المصالح الروسبة وبالتالي يعني خوض حرب مباشرة مع روسيا. ولكن نرى ان امريكا تقوم بدعم المعارضة المعتدلة وتحارب المجموعات المتطرفة. بل قد عبرت من سياساتها تجاه سوريا ومنها عدم اصرارها على رحيل الاسد. لهذا اعتقد ان السعودية قادت وتقود وتحاول ان تجر ايران لحرب مباسرة معها بعد ان فسلت في كسب حتى الدول السنية معها مثل تركيا وباكستان ضد ايران. مثل تركيا وباكستان لهذا تحاول ان تجبر ايران الى الحرب المباشرة معها لكي تضمن مشاركة هذه الدول الى جانبها واحتمال دخول امريكا الحرب ضد ايران على اعتبار ان احد حلفائها ومصالحها قد تعرض للتهديد. وما منع الحجاج الايرانيين الا وسيلة اخرى للصراع مع ايران. ولكن اعتقد ان ايران لن تنجر لحرب مع السعودية لمعرفتها بالكارثة التي قد تحل بالمنطقة . كذلك دول الخليج الاخرى ترفض هذه الحرب وهي التي رفضت سابقا اي هجوم امريكي على ايران. كذلك ان امريكا عازمة على تغييرات سياسية مهمة للمنطقة لهذا ليس من مصلحتها اشعال نار قد لا تستطيع اطفائها. لهذا اعتقد ان السعودية قد فقدت صوابها وهي تحاول باي وسبلة الاضرار بايران . ولكن ايران تعرف جيدا خطورة اي مواجهة مباشرة في الخليج وهي خارجة للتو من عقوبات دولية ارهقتها كثيرا. وتريد بناء اقتصادها. لهذا فان ايران تعرف لعب المصالح جيدا وهي سوف تدخل في مساومات مع الغرب من اجل حماية امنها ومصالحها. السعودية تدفع بالحرب الا ان ايران لت اعتقد انها سوف تنجر لها".

على الرغم من التصريحات النارية بين الطرفين لكن شعوب المنطقة انكوت بنار الحروب والحكومات تعرف تبعاتها الجسيمة الكارثية.. سوف تتفق القيادات الاسلامية على التهدئة لان الحرب لا رابح منها.. خاصة اذا دارت بين دول اسلامية والذي يربح هو الغرب واعداء المسلمين الذين يصدرون له الاسلحة مقابل الاموال، فتضيع اموال المسلمين، وتضيع فرص التقدم لهم، ويلتهي الناس والحكومات بالحرب بدل التطور وبناء الدولة، يجب القضاء على اي بادرة للحرب واحتواء الخلافات بالسبل السلمية.

رأي محلل سياسي متخصص بشؤون الشرق الاوسط "السلوك السعودي الجديد يشير الى تطور جديد في التعامل مع ايران ويمكن ان ينتقل من حرب بالوكالة الى حرب مباشرة تشتعل فيها كل المنطقة.

ومن مؤشرات هذا الامر:

مشاركة تركي الفيصل في مؤتمر للمعارضة الإيرانية في باريس

حصول عمليات إرهابية في بعض المناطق الإيرانية المتاخمة للحدود

توتر العلاقة مع الغرب من جديد بعد مرور عام على الاتفاق النووي

الغزل السعودي الإسرائيلي والذي يشير الى وجود تنسيق مشترك لمواجهة ايران

تطور وتصاعد الاعمال الإرهابية في العراق

جمود الوضع في سوريا على حاله

ان محمد بن سلمان رجل جاء من اجل الحرب كما حصل في اليمن حيث كسر كل قواعد اللعبة التي كانت تمارسها السعودية من خلال الدبلوماسية والحروب بالوكالة

ولو حصلت الحرب في المنطقة فانها لن تتوقف وسوف يحترق الجميع لذلك يجب إيقاف الجنون السعودي عند حده والضغط على المتشددين في ايران من اجل الدخول في لعبة دبلوماسية توقف الاستزاف وتصاعد نبرات الحرب.

الى ذلك قال مهتم بالشؤون الايرانية السعودية "هناك موجة من التطرف تكتسح منطقة الشرق الادنى (تركيا العراق سوريا دول الخليج ايران) وتستمر وتكبر هذه الموجة لتشمل العالم، قد تكون هذه المنطقة مرشحة لحرب تقوم بين السعودية وايران وهذه المرة ليس بالوكالة وانما بصورة مباشرة، ولكن ما يجعل هذا الاحتمال مؤجلا الآن، ادراك القيادات بأن مثل هذه الحروب لا تفيد احد وليس فيها منتصر، ثانيا حساسية هذه المنطقة البترولية المهمة للعالم الغربي وامريكا، ثالثا جربت المنطقة حربا طاحنة وانتهت تلك الحرب الى لا شيء على الصعيد السياسي فقط الموت والدمار الذي طال دولتي العراق وايران، وهذه الحرب كما هو معروف صنيعة غربية بتمويل سعودي كويتي اماراتي قطري.. نحن نتوقع ان الساسة استوعبوا الدرس فلن يدخلو في حرب طاحنة لا تجدي نفعا لأحد".

اضف تعليق