q
اعداد: آيات العكيلي/وكالة النبأ الاخبار

 جمهورية نيجيريا الاتحادية بلد يقع في غرب أفريقيا، ويعتبر من أكبر الدول الافريقية من حيث التعداد السكاني، (154 مليون نسمة) ... من موارد الدول النفط الخام والكاسافا (نبات).

للبلد حدود مع كل من بنين في الغرب، تشاد والكاميرون في الشرق، النيجر في الشمال وخليج غينيا في الجنوب. عاصمة نيجريا هي أبوجا منذ عام 1991 وكانت لاغوس العاصمة السابقة.

شكل المسلمون 50.4% من سكان نيجيريا علما بأن عدد السكان. المسلمين في نيجيريا هم من أهل السنة والجماعة ويتبعون المذهب المالكي والذي تعتمد تشريعاته في سن القوانين. ومع ذلك هناك أقلية شيعية بارزة تتمركز في ولاية سقطو.

وقد تعرض شيعية نيجريا الى اعتداءات إرهابية من قبل جماعات متطرفة، أبرزها جماعة (بوكوحرام) التي تنشط في اغلب ولايات نيجيريا، واسفرت الهجمات الإرهابية التي قامت الحركة بها (التي تكفر الشيعة)، عن سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين الشيعية.

والغريب في الامر، ان تقوم الحكومة في نيجيريا بالاعتداء على مواطنيها الشيعية مثلما شنت الجماعات المسلحة هجماتها السابقة، وهو امر ربطه مراقبون بوجود قضايا فساد حكومي حاول الزعيم الشيعي الأبرز في نيجيريا (الزكزاكي) كشفه امام الرأي العام.

فقد كشفت مصادر ان زعيم الشيعة الاعلى في نيجيريا اثار ملفات الفساد السياسية والاقتصادية في البلاد ما ادى ذلك الى سخط الحكومة النيجيرية والقيام بالهجوم على الشيعة المسلمين في حسينية "بقية الله" في مدينة زاريا، كما اتهم الجيش النيجيري الشيعة بأنهم حاولوا اغتيال رئيس اركان الجيش.

واقتحم الجيش النيجيري، السبت 12/12/ 2015، منزل زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا، الشيخ إبراهيم الزکزاکي لمحاولة اعتقاله، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 35 من أعضاء الحركة.

وهاجم الجيش النيجيري تجمّعاً للمسلمين الشيعة في حسينية "بقيّة الله"، في مدينة زاريا، وذلك أثناء تشييعهم أحد الضحايا، الذين سقطوا قبل أيام على يدي جماعة "بوكو حرام"، المبايعة لـ"داعش".

بدورها، قالت زوجة الزكزاكي زينة ابراهيم، في مكالمة هاتفية مع وكالة "أسوشيتد برس"، إن "أكثر من 30 شخصاً أصيبوا في الهجوم المستمر من السبت حتى صباح يوم الأحد". وأكّد شهود عيان أن "العديد من أنصار الزكزاكي شكّلوا دروعاً بشرية حول المنزل لمنع الجيش من اقتحامه أو اغتيال الزكزاكي". وأوضح أحد الشهود "أن نحو 20 شخصاً، أصيبوا بنيران الجيش، الذي منع نقلهم إلى المستشفيات".

قضايا فساد

وكان الزكزاكي قد وجّه، في وقت سابق، انتقادات شديدة للحكومة النيجيرية بسبب فسادها السياسي، وعلاقاتها مع إسرائيل، بالإضافة إلى علاقات قيادات الجيش مع قيادات "بوكو حرام".

من جهة كشف ناشط وأكاديمي نيجيري عن أن ضحايا الهجوم على منزل الشيخ الزكزاكي والحسينية أصبحوا بالمئات بسبب استخدام الجيش النيجيري للقوة المفرطة، مبينا ان المنزل والحسينية سويا في الارض.

وقال الاستاذ المحاضر يهوذا إمام في حديثة، مساء الاحد 13/12 إن "الجيش النيجيري استخدم القوة المفرطة في هذا الهجوم، والآن بيت الشيخ الزكزاكي والحسينية سويا في الارض، أما عدد شهداء والجرحى فقد أصبح بالمئات ولا توجد حتى الآن حصيلة محددة لأن المكان محاصر ولا أحد يستطيع الدخول الى هناك لينقل الأحداث كما هي او يفيد بعدد شهداء والجرحى في الموقع.

وأضاف إمام: هناك شائعات عن اعتقال الشيخ الزكزاكي، ولكن لا يوجد هناك خبر اكيد عن اعتقاله، لأنه اختفى ولا أحد يعرف مكانه الى الآن".

وذكر إن" شهداء والجرحى هم بالمئات، لأن الذين كانوا في الحسينية كان عددهم يقدر بعشرات الآلاف، وقد تم استخدام المتفجرات والجرافات خلال اليومين الماضيين، والقوات تأخذ جثث شهداء الى الثكنات العسكرية".

وصرح يهوذا إمام، إن" منزل الشيخ الزكزاكي والحسينية يقعان في منطقة حساسة على المدخل الرئيسي لمدينة زاريا المليئة بالثكنات العسكرية، ودائما هناك اعتراضات وهناك اغلاق طريق في تلك المنطقة، والناس تعودوا على هذا الامر".

وحسب موقع "الوقت"، فقد هاجمت قوات من الجيش تجمّعا للمسلمين الشيعة الذين حضروا في حسينية "بقيّة الله" في مدينة "زاريا"، لتشييع أحد الضحايا الذين سقطوا قبل أيام على أيدي جماعات "بوكو حرام" الإرهابية الوهابية، التي أعلن زعيمها مبايعته لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وقد أوضح أحد الشهود العيان، أن قوات من الجيش فتحت نيرانها على جنازة لأحد شهداء في حسينية "بقية الله" (المركز الإسلامي) في زاريا، مما أدى إلى إصابة 30 شخص.

قالت مصادر نيجيرية إن عشرات الشهداء والجرحى سقطوا في مجزرة ارتكبتها القوات النيجيرية خلال هجوم شنته على منزل زعيم الحركة الإسلامية في نيجيريا بهدف اعتقاله.

وقال شاهد إن "الهجوم الأول ليلة أمس، أسفر عن مصرع 50 شخصا دون أن يعرف بعد عدد ضحايا الهجوم الثاني الذي شنته القوات الحكومية فجر اليوم على منزل وحسينية الشيخ الزكزاكي". بحسب قناة العالم

وقال الشيخ محمد ثالث، وهو طالب نيجيري يدرس العلوم الدينية،" إن هناك عدة اسباب لهذا الهجوم، أهمها أنه خلال الايام الماضية جاء رئيس نيجيريا الى إيران وحدث لقاء بينه وبين قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي".

كما واضاف " نحن نقول بأن اميركا واسرائيل تخافان من اي علاقة متينة بين اي دولة مع دولة اخرى، خصوصا الدول الإسلامية، ولذلك دبروا هذه الهجمات".

وتابع الشيخ محمد ثالث الامر الآخر، هو" أنه في هذه السنة اقام شيعة نيجيريا مراسم كبيرة في البلاد لأربعين الامام الحسين عليه السلام، شارك فيها نحو عشرة ملايين شخص، وهذا سبب لهم مشكلة، لأنكم تصوروا ان عددا كهذا هم على خط واحد، وهذا يشكل خطرا كبيرا بالنسبة للدولة، او هذا تتصور بعض الجهات الحكومية، ولذلك نحن نقول إن هذه الهجمات التي بادر بها الجيش النيجيري سببها خوفهم من هذا التجمع في نيجيريا".

وحول حصيلة الضحايا ومصير الشيخ الزكزاكي، قال: إنه ليست لديه معلومات جديدة لان كل الاتصالات انقطعت وحصيلة الضحايا غير معروفة ولا مصير الشيخ الزكزاكي.

وقال الشيخ محمد ثالث ان الهجوم مستمر حتى الآن، ولا توجد وساطات لوقفه.

الجيش قد خطط للحادثة

ونقلت مصادر عن القوات المهاجمة أن" محاولة لاغتيال رئيس أركان الجيش في البلاد حصلت في المكان، إلا أن شهود عيان والشيخ الزكزاكي كذبوا الرواية بشكل كامل وقالوا إن إطلاق النار بدأ من دون سابق إنذار ومن دون أي سبب وأرجعوا الاعتداء لمخططات أميركية".

وهذا وفرضت وسائل الإعلام العربية والغربية طوقا وصمتا غريبا على حادث رغم عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا فيه، الذين بلغوا العشرات من الابرياء".

قد أوضح المتحدّث باسم الحركة الإسلامية "ناصر عمر تسافي أن" سبعة أشخاص استشهدوا على الفور، كما أن أربعة جرحى آخرين قضوا بسبب رفض الجنود النيجيريين نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج".

ايضا شهود عيان أكّدوا أن "أكثر من 12 شخص من أتباع الشيخ الزكزاكي وقعوا ضحية لهجمات الجيش النيجيري الذي حاول اعتقال زعيم الحركة الإسلامية" في مدينة "زاريا" التابعة لولاية كادونا شمال البلاد".

ويوضح أحد الشهود العيان أن "حوالي 20 شخصا من الدروع البشرية أصيبوا بنيران الجيش النيجيري بعض إصاباتهم خطرة، والجيش يمنعنا من نقلهم إلى المستشفيات".

وفي أول ردّ شعبي على هجمات الجيش النيجيري، شهدت العاصمة البريطانية لندن وقفة إحتجاجيّة أما المفوضية العليا النيجيرية.

وقد أوضح أحد الشهود العيان، أن قوات من الجيش فتحت نيرانها على جنازة لأحد شهداء الأمس (قبل يومين) في حسينية “بقية الله” (المركز الإسلامي) في زاريا، مما أدى إلى إصابة 30 شخص.

وقد أصدر الجيش لاحقا بيانا رسميا، قال فيه: "إن الطائفة الشيعية وبناءً على أوامر قائدهم، إبراهيم الزكزاكي في زاريا، هاجمت موكب رئيس أركان الجيش الذي يرافقه 73 عسكري، بينما كان في طريقه لزيارة الملك (شيهو إدريس) في زاريا". وتابع البيان: إن مئات من أبناء الطائفة الذي يحملون السلاح، وتحصّنوا في الطرق، رفضوا كل التوسلات للتفريق ثم بدأوا بإطلاق النار ورشقوا الموكب بمواد خطرة".

"الحركة الإسلامية"، رفضت الادعاء ووصفتها بالكاذبة، متسائلةً كيف يمكن للناس العزل أن تغتال رئيس الأركان، وموضحةً أنه "ظهر اليوم (أمس) مسلحين في حرم حسينية "بقية الله"، حيث كان أعضاء من الحركة يستعدون لرفع العلم للدخول في الشهر الجديد، ربيع الأول حيث تصادف ذكرى ولادة النبي محمّد (ص)".

وأضافت: مناسبة مماثلة أجريت في وقت سابق في نفس المكان مع حركة مرورية حرة تحت إشراف أعضاء من "إنضباط المرور" التابعين للحركة.. ولكن عندما توجّه عدداً من أعضاء للحركة نحو تجمّع للجيش لفهم مهمّتهم، فتح الجنود النار بشكل عشوائي، وأخذوا سبعة إلى مكان مجهول".

وتضيف الحركة: "بناء على ما تقدم، نعتقد أن الجيش قد خططوا للحادثة قبل هذا وتصّرف الجنود وفقا للأوامر، خاصّة أنهم جاؤوا مع المصورين".

ففي العام الماضي، تعرّضت مظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية بمناسبة يوم القدس العالمي، لنيران القوات الامنية النيجيرية، التي طاردت المتظاهرين السلميين واطلقت عليهم الرصاص الحي مما أسفر عن وقوع 33 شهيد، بينهم ثلاثة من ابناء الشيخ الزكزاكي، واصابة العشرات المدنيين الابرياء.. "احمد" و"حميد" و"محمود" هم ابناء "الشيخ ابراهيم الزكزاكي" الذين استشهدوا في تلك المجزرة، كما ان الابن الرابع للشيخ هو "علي الزكزاكي" اصيب بجروح.

"بوكو حرام" الوهابية أيضاً، تشارك الجيش في إستهداف "الحركة الإسلامية" بسبب انتمائها للتشيع، فقبل أسبوعين فقط هاجمت الجماعة موكباً تابعاً للحركة، مما أدّى إلى استشهاد 22 شخصاً في ولاية كانو الشمالية، كما أن هجوم الأمس حصل أثناء تشييع أبناء المدينة لأحد ضحايا بوكوحرام.

يذكر أن جماعة "بوكوحرام" والتي ظهرت في العام 2009، وبايعت تنظيم "داعش" في مارس الماضي، تتمركز حالياً في شمال البلاد، وقتلت أكثر من 20 ألف شخص، وهجّرت أكثر من 3.2 مليون من منازلهم بعد 6 سنوات على بدء هجماتها الإرهابية.

اضف تعليق