بعد الكشف عن وجود قوات تركية قرب مدينة الموصل، ردت الحكومة العراقية على هذا التدخل السافر واعتبرته خرقا خطيرا للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا، مطالبةً أنقرة "الانسحاب الفوري من الأراضي العراقية"، ويأتي هذا التطور المتسارع في وقت تخوض فيه تركيا حربا على أكثر من جبهة سياسيا وعسكريا آخرها الأزمة التي نشبت مع موسكو بسبب اسقاط المقاتلة الروسية، وفي سوريا ضمن طيران التحالف الدولي وايضا من خلال فصائل من المعارضة السورية التي تدعمها مباشرة بالسلاح، وداخل البلاد ضد حزب العمال الكردستاني.
برأيكم ماذا يفعل الجيش التركي على حدود الموصل العراقية؟، ولماذا تواجد الجيش التركي بهذه المنطقة في هذا التوقيت بالتحديد؟، على الرغم من إعلان الولايات المتحدة أن هذا التواجد العسكري التركي لم يكن ضمن أنشطة التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة، فهل هناك صفقات بين الأكراد وتركيا قد تمهد لتقسيم العراق؟، وهل تتحالف السعودية وتركيا لمؤازرة جهات معينة في العراق لتحقيق هذا التقسيم،؟ في المقابل هل يتحالف الإيرانيون والروس ضد تركيا والولايات المتحدة في العراق؟.
حيث رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) مجموعة من الآراء حول هذا الموضوع، من خلال فقرة شارك برأيك وظهرت آراء متنوعة لمجموعة من المراقبين (من بينهم قراء) للشأن العراقي والاقليمي وقد زخرت هذه الآراء برؤى تحليلية اتسمت بالدقة والموضوعية، الى جانب اجراء استطلاع الكتروني تمثل بالسؤال الاتي، ماذا تهدف تركيا في حال احتلالها للموصل؟،
وبالاختيارات الاتية، الحصول من حصتها من كعكة الشرق الاوسط، تحقيق مكاسب في مواجهة روسيا، حماية داعش، حماية مسعود برزاني، حيث جاءت نسب التصويت كما يلي بالمرتبة الاولى، "الحصول من حصتها من كعكة الشرق الاوسط" بنسبة (46%)، اما المرتبة الثانية جاءت لخيار حماية داعش بنسبة (21%)، بينما المرتبة الثالثة جاءت لخيار حماية مسعود برزاني (19%)، في حين المرتبة الرابعة جاءت لخيار تحقيق مكاسب في مواجهة روسيا بنسبة (14%)، وتعطي نسبة الاستطلاع آنفة الذكر مؤشرا يجيب عن سؤال الفقرة آنفة الذكر وذلك بما يرجح تواجد التركي في العراق من اجل "الحصول من حصتها من كعكة الشرق الاوسط".
نستعرض هنا ابرز آراء المراقبين والقراء حول هذا الموضوع، فقد رأى احد المراقبين "ان قرب القوات التركية من الموصل هو نتيجة لتحالف تركي سعودي ومسعود برزاني بعد فشل تركيا والسعودية في سوريا والخوف من روسيا التي سيطرت على متغيرات اللعبة في سوريا، فتركيا والسعودية يريدان نقل الحرب الى العراق، ومسعود برزاني يريد حماية كرسيه والبقاء على السلطة الابدية في كردستان".
وأضاف المراقبون " بأن تتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق، على الرغم من معاداة تركيا للجماعات الكردية السورية التي تعتبرها مشروع إنفصالي خطر على الأمن التركي، وفي نفس التوقيت تريد أن تضع الأكراد في الشمال العراقي تحت أعينها، لذلك فإن هناك وجود عسكري تركي فعلي في منطقة العمادية في محافظة دهوك لمكافحة المتمردين من حزب العمال الكردستاني".
فيما يرى مراقبون آخرون " سواء كان هذا التواجد بفوج عسكري مدرع أو ثلاثة أفواج حسبما اختلفت التقارير التي رصدت التواجد التركي العسكري داخل الحدود العراقية، وأيًا كانت أهدافه سواء تدريبية أو المشاركة في عملية تحرير الموصل، فإن الخبراء شككوا في مدى فاعلية هذا التواجد العسكري التركي الضئيل في عملية استعادة الموصل".
في ذات الصدد قال مراقب آخر شارك في الاستبيان" لانهم افلسو من النفط السوري بسبب تواجد الطائرات الروسية في المنطقة والان يخططون بالسيطرة على نفط العراق الشمالي الذي يتم تهريبه الى تركيا جهاراً نهاراً.
على الصعيد نفسه قال مهتمون للشأن العراقي" رائحة عثمانية جديدة تنتشر في فضاء الشرق الأوسط، وجشع سياسي مادي غير مسبوق.. يدفع بأحفاد أتاتورك الى إحياء الامبراطورية الميتة، ولكن هيهات.. فمن يتصيّد في الماء العكر لا يصيد غير الخيبات والاشواك والمخلفات الآسنة التي لا يستحقها غير الجشعين.. تركيا اليوم هي الدولة العثمانية امس لا اختلاف بينهما.. أطماعها واهدافها ووسائلها ظاهرة للعلن.. ولكنها ستندحر شر اندحار.
بينما قال مهتمون آخرو انه كل الذي نراه امامنا هو مجرد دخان لتمر من تحته الصفقات الكبيرة بعد ان تنشغل الشعوب بفرك أعينها الدامعة، تركيا ليست بعيدة عما يحدث في الموصل. آل النجيفي اداتهم في لعبة الاستحواذ على المحافظة الثرية.
في يرى محلل ومراقب آخر للشأن الاقليمي "بات التحالف الروسي الإيراني استراتجي وليس تكتيكي في مواجهة امريكا ولحفائها لذا ليس من السهل على تركيا وغيرها القيام بتحركات تقلب موازين الشرق الاوسط هناك رادع دائما يتمثل بالتحالف الروسي الايراني الاستراتجي.
الى ذلك قال مراقب للشأن العراقي" إذا كانت الحكومة التركية تحترم سيادة العراق واستقلاله ، وليس لها في العراق أية أطماع أو أية نيات خبيثة ، وينحصر همها في محاربة الإرهاب ، وترغب في تدريب متطوعين عراقيين لمحاربة داعش وليس غير ، فلماذا إذن لم تشاور الحكومة العراقية وتأخذ رأيها في هذا الأمر وتحصل على موافقتها بوصفها الجهة الوحيدة المخولة دستورياً بالبتّ فيه؟، وإذا كانت الآن قد عرفت رأي الحكومة العراقية ولمست تحفظاتها ومخاوفها من التدخل التركي ، فلماذا تصر على إبقاء قواتها داخل الأراضي العراقية وتعاند كل هذا العناد ، بحيث تضطر الحكومة العراقية إلى تقديم شكوى ضدها إلى مجلس الأمن ؟!
أفلا يدل هذا العناد على أن للحكومة التركية أهدافاً أخرى غير معلنة من تدخلها السافر ؟ وهل تعتقد هذه الحكومة أن العراقيين من السذاجة بحيث لا يدركون أهدافها القريبة والبعيدة مما أقدمت عليه ؟!
ماذا تريد هذه الحكومة التركية ؟ ماذا تريدون أيها الأوردغانيون؟
_ هل تريدون تحويل العراق إلى سورية أخرى؟
_ هل تريدون ضم الموصل مثلا؟
_ هل تريدون إقامة إقليم طائفي تنشرون عليه ظلكم؟
_ هل تظنون أن بأخوتنا التركمان حاجة إلى وجودكم على مقربة منهم؟
ماذا تريدون ؟ بماذا تفكرون؟ ولأي شيء تخططون؟
وإلا فلم هذا الإصرار؟ ولم هذا العناد؟، ما تفعلونه الآن ، وما تفكرون فيه ، هو انتهاك لسيادة العراق وخرق للقوانين والأعراف الدولية وقواعد علاقات حسن الجوار . فاتقوا الله فينا وفي أنفسكم إن كنتم تعقلون!
اضف تعليق