ليس لديه أي فرصة للحصول على جائزة السلام على الإطلاق، لأسباب من بينها دعم ترامب لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة وتنص وصية ألفريد نوبل، مؤسس الجائزة، على أن تذهب إلى الشخص الذي قدم أكبر أو أفضل جهد لتعزيز الترابط بين الأمم. وهذا شيء لا يفعله ترامب، لقد...

يرى خبراء أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يفوز بجائزة نوبل للسلام التي يتطلع إليها بشدة، لأنه يعمل على تفكيك النظام العالمي الذي يحظى بتقدير اللجنة المانحة للجائزة.

وسيُعلن عن الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 في العاشر من أكتوبر تشرين الأول.

ومن المرجح أيضا أن يؤدي الضغط الذي يمارسه إلى نتائج عكسية. وقال أحد أعضاء اللجنة لرويترز إنها تفضل العمل بشكل مستقل وبمعزل عن الضغوط الخارجية.

وقال خبراء نوبل إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يفوز فقط إذا غير سياساته، ويقول الخبراء إن ترامب يفكك حاليا النظام العالمي الدولي الذي تحرص اللجنة على دعمه.

وقد ترغب اللجنة المكونة من خمسة أعضاء في تسليط الضوء على منظمة إنسانية تعمل في بيئة أصبحت أكثر صعوبة لأسباب من بينها تخفيض ترامب للمساعدات الأمريكية. وسيجري الإعلان عن الفائز بالجائزة في العاشر من أكتوبر تشرين الأول.

وقد يعني ذلك منح الجائزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أو الصليب الأحمر أو أطباء بلا حدود أو منظمة شعبية محلية مثل مبادرة غرف الطوارئ في السودان، وغيرها.

وقال المؤرخ المتخصص في الجائزة أسلي سفين "ليس لديه أي فرصة للحصول على جائزة السلام على الإطلاق"، مشيرا إلى أسباب من بينها دعم ترامب لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة ومحاولاته للتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتنص وصية ألفريد نوبل، مؤسس الجائزة، على أن تذهب إلى الشخص "الذي قدم أكبر أو أفضل جهد لتعزيز الترابط بين الأمم".

وهذا شيء لا يفعله ترامب، وفقا لنينا جرايجر، مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو.

وقالت لرويترز "لقد سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية ومن اتفاق باريس للمناخ وبدأ حربا تجارية على الأصدقاء القدامى والحلفاء".

وأضافت "هذا ليس بالضبط ما تنصرف أذهاننا إليه عندما نفكر في رئيس مسالم أو شخص مهتم حقا بتعزيز السلام".

فائزون سابقون بنوبل للسلام على غير التوقعات

من المؤكد أن هناك بعض الفائزين السابقين بجائزة نوبل للسلام الذين كان لحصولهم عليها وقع المفاجأة، مثل باراك أوباما بعد أقل من ثمانية أشهر من توليه رئاسة الولايات المتحدة أو مستشار الأمن القومي الأمريكي هنري كيسنجر في ذروة حرب فيتنام.

ويقول هنريك سيسيه، وهو عضو سابق في لجنة نوبل النرويجية "في بعض الأحيان حصل أشخاص على جائزة السلام على الرغم من سجل وحشي أو استبدادي، أو تجارب سابقة ساهموا خلالها في أعمال شر، أو على الأقل في ارتكاب مخالفات".

وأضاف "لكنهم أدركوا بوضوح أن الأشياء التي أسهموا فيها كانت خاطئة، وبالتالي اتخذوا الخطوات اللازمة لتصحيح تلك الأخطاء"، مشيرا إلى فريدريك ويليام دو كليرك، آخر زعيم لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذي فاز بالجائزة بالمناصفة مع نيلسون مانديلا في 1993.

وتقول جرايجر إنه إذا تمكن ترامب من الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا أو على الزعيم الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب في غزة، فمن الممكن أن يكون مرشحا محتملا للجائزة.

وضغط كثيرون للفوز بجائزة نوبل للسلام، ولكن لم يشن أحد حملة ضغط مكثفة أكثر من ترامب. فقد استغل مركزه كرئيس للولايات المتحدة مرارا ليروج لجدارته بالفوز بالجائزة، بما في ذلك خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء.

لكن الضغط يؤدي عموما إلى نتائج عكسية، بحسب نائب رئيس لجنة نوبل النرويجية الحالية، أسلي تويا.

وقال "حملات الضغط من هذا النوع لها تأثير سلبي أكثر من تأثيرها الإيجابي. السبب في ذلك أننا نتحدث عنها في اللجنة. بعض المرشحين يضغطون بشدة ونحن لا نحب ذلك".

وأضاف "نحن معتادون على العمل في غرفة مغلقة بمعزل عن محاولات التأثير علينا. من الصعب، بما فيه الكفاية، أن نتوصل إلى اتفاق فيما بيننا، دون أن يحاول المزيد من الأشخاص التأثير علينا".

بالنسبة لرئيس اللجنة الحالي، فإن هذا الاهتمام لا يؤثر على العمل.

وقال رئيس اللجنة يورجن واتن فريدنس لرويترز "جميع السياسيين يريدون الفوز بجائزة نوبل للسلام".

وأضاف "نأمل أن تكون المُثُل التي ترتكز عليها جائزة نوبل للسلام شيئا يسعى إليه جميع القادة السياسيين ... نحن نلاحظ الاهتمام، سواء في الولايات المتحدة أو في جميع أنحاء العالم، لكن بعيدا عن ذلك، نحن نعمل بنفس الطريقة التي نعمل بها دائما".

عليه أن يوقف حرب غزة

بدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد حقا الحصول على جائزة نوبل للسلام فعليه إنهاء الحرب في غزة.

وأضاف في مقابلة مع قناة "بي.اف.ام" الفرنسية من نيويورك، أن ترامب وحده من يملك قدرة الضغط على إسرائيل لوضع حد لهذه الحرب.

واستطرد يقول "هناك شخص واحد قادر على فعل شيء حيال ذلك، وهو رئيس الولايات المتحدة. وسبب قدرته على فعل أكثر مما يمكننا فعله هو أننا لا نورد أسلحة تسمح بشن الحرب في غزة. نحن لا نقدم معدات تسمح بشن الحرب في غزة. الولايات المتحدة تقوم بذلك".

وألقى ترامب أمس خطابا شديد اللهجة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رفض فيه التحركات التي اتخذها حلفاؤه الغربيون بالاعتراف بدولة فلسطينية، قائلا إنها مكافأة لمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وقال ترامب "علينا وقف الحرب في غزة فورا. علينا أن نتفاوض فورا لإحلال السلام".

وقال ماكرون تعقيبا على خطاب ترامب "أرى رئيسا أمريكيا منخرطا في الأمر، كرر هذا الصباح من على المنصة: أريد السلام. لقد حللت سبعة صراعات، ويريد جائزة نوبل للسلام. هذه الجائزة لا يمكن الحصول عليها إلا بوقف هذا الصراع".

ورشح عدد من الدول، منها إسرائيل وباكستان وكمبوديا، ترامب لنيل جائزة نوبل السنوية للسلام لجهوده في التوسط في اتفاقيات سلام أو وقف إطلاق النار. وقال ترامب شخصيا إنه يستحق الجائزة التي وحصل عليها أربعة رؤساء سابقين في البيت الأبيض.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي "بذل الرئيس ترامب جهودا من أجل السلام تفوق ما بذله جميع الحاضرين في الأمم المتحدة مجتمعين".

وأضافت "هذا الرئيس وحده قادر على تحقيق كل هذا من أجل الاستقرار العالمي، لأنه ساهم بفعالية في استعادة الولايات المتحدة قوتها".

هوس ترامب بنوبل السلام

ولا يخفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب هوسه بالفوز بنوبل سلام لأسباب كثيرة قد يعود أبرزها إلى تعطّشه لنيل مكانة عالمية ومزاحمته الرئيس السابق باراك أوباما ولربما حتّى من باب التحدّي.

وقد “حان الوقت كي ينال دونالد ترامب نوبل السلام”، على ما قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في 31 تموز/يوليو في إحاطتها الإعلامية الدورية، مثيرة ردود فعل تراوحت بين الاستغراب والاستهزاء في أوساط معارضي الرئيس الجمهوري.

وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي قام منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير بالإشراف على إبرام “وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام في الشهر الواحد”، ضاربة أمثلة على توسّطه بين الهند وباكستان، وكمبوديا وتايلاند، ومصر وإثيوبيا، ورواندا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وصربيا وكوسوفو، على سبيل التعداد.

وتطرّقت كارولاين ليفيت أيضا إلى إيران حيث أمر ترامب بضربات أميركية على منشآت نووية، في سياق القرارات التي ساهمت، على حدّ قولها، في تعزيز السلام في العالم.

ولم تأت المتحدّثة باسم البيت الأبيض على ذكر الحرب في أوكرانيا أو في غزة، وهما نزاعان تعهّد الرئيس الأميركي بحلّهما بسرعة.

وبالنسبة إلى بعض الزعماء الأجانب، بات ذكر هذه الجائزة العريقة وسيلة للتودّد إلى رئيس أميركي قلب النظام العالمي رأسا على عقب.

ورشّحت باكستان ترامب لنوبل السلام، شأنها في ذلك شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وخلال اجتماع عقد في مطلع تموز/يوليو في البيت الأبيض، سألت صحافية رؤساء ليبيريا والسنغال وموريتانيا وغينيا-بيساو وغابون إن كان الملياردير الأميركي يستحقّ هذه الجائزة.

وعند سماع إجابات الزعماء الأفارقة الزاخرة بالإطراء، قال الرئيس الأميركي “حبّذا لو كان ذلك طوال النهار”.

ويمكن لآلاف أو عشرات آلاف الأشخاص اقتراح أسماء شخصيات على اللجنة القيّمة على جوائز نوبل، من برلمانيين ووزراء وبعض أساتذة الجامعات وأعضاء اللجنة أنفسهم وفائزين سابقين وغيرهم.

وينبغي تقديم الترشيحات قبل تاريخ 31 كانون الثاني/يناير لجوائز يعلن عن الفائزين بها في تشرين الأول/أكتوبر وفي العاشر منه تحديدا هذه السنة.

وقد قدّمت أستاذة الحقوق أنات ألون-بيك اسم الرئيس الأميركي إلى الأعضاء الخمسة في اللجنة المعيّنين من البرلمان النروجي.

وأوضحت لوكالة فرانس برس بأنها أقدمت على هذه الخطوة نظرا لما أظهره ترامب من “سلطة رائعة” و”موهبة استراتيجية” في “تعزيز السلام وضمان الإفراج عن الرهائن” المحتجزين في غزة.

وقالت الأكاديمية التي تحاضر في كليّة الحقوق التابعة لجامعة كايس ويسترن ريزيرف إنها اتّخذت قرارها بصفتها “أستاذة حقوق ولكن أيضا مواطنة أميركية إسرائيلية”.

وغالبا ما يطرح ترامب شخصيا هذا الموضوع على بساط النقاش.

وفي حزيران/يونيو، كتب على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال “مهما فعلت، لن أحصل على جائزة نوبل”. وفي شباط/فبراير، قال بحضور بنيامين نتانياهو “أنا أستحقّها لكنهم لن يعطوني إيّاها أبدا”.

وقال غاريت مارتن أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية لوكالة فرانس برس إن “ترامب مولع بشكل خاص بالجوائز والتكريمات وهو سيسعد كثيرا بالطبع بهذا التقدير الدولي”.

وأشار إلى أن الملياردير الجمهوري “يقدّم نفسه منذ الإعلان عن طموحاته الرئاسية قبل 10 سنوات على أنه الخصم الأبرز لباراك أوباما” الذي نال من جهته نوبل السلام في العام 2009.

وما زال منح نوبل للرئيس الأميركي الديموقراطي السابق بعد بالكاد تسعة أشهر على تولّيه رئاسة الولايات المتحدة محطّ جدل.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2024 خلال الشقّ الأخير من الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، قال ترامب “لو كنت أدعى أوباما، لكنت حصلت على جائزة نوبل في عشر ثوان”.

وكانت أعرق جائزة في مجال السلام من نصيب ثلاثة رؤساء أميركيين آخرين هم ثيودور روزفلت ووودرو ويلسون وجيمي كارتر. 

كما حظي بها هنري كيسنجر في العام 1973. وقد أثار اختيار وزير الخارجية الأميركي السابق الذي كان يجسّد في بلدان كثيرة نهجا همجيا ومتغطرسا للدبلوماسية انتقادات لاذعة.

وتبقى اللائحة الكاملة لأسماء المرشّحين لنوبل السلام طيّ الكتمان، ما عدا الإعلانات الفردية التي تصدر عن عرّابي الترشيحات. لكن يتمّ الكشف عن عددهم الإجمالي وهم 338 مرشّحا للعام 2025.

وبحسب بعض مواقع المراهنات، يحتلّ ترامب المرتبة الثانية بعد يوليا نافالنيا أرملة المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي توفّي في السجن في روسيا.

استحقاق التكريم النرويجي

من جهتها ذكرت صحيفة داجينز نارينجسليف النرويجية الاقتصادية اليومية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما اتصل بوزير المالية النرويجي الشهر الماضي لمناقشة الرسوم الجمركية، سأله أيضا عن جائزة نوبل للسلام.

ورشحت عدة دول، بما في ذلك إسرائيل وباكستان وكمبوديا، ترامب للتوسط في اتفاقيات السلام أو وقف إطلاق النار، وقالت إنه يستحق التكريم النرويجي الذي حصل عليه أربعة من أسلافه في البيت الأبيض.

وذكرت صحيفة داجينز نارينجسليف ‭‭‬‬‬نقلا عن مصادر لم تسمها "فجأة، بينما كان وزير المالية ينس ستولتنبرج يسير في أحد شوارع أوسلو، اتصل دونالد ترامب".

وأضافت "كان يريد جائزة نوبل - ومناقشة الرسوم الجمركية".

ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة المالية النرويجية ولا لجنة نوبل النرويجية على طلبات التعليق على الفور.

ومع ترشيح المئات سنويا، تختار لجنة نوبل النرويجية الفائزين بالجائزة، ويعين البرلمان النرويجي أعضاء اللجنة الخمسة بناء على وصية رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل في القرن التاسع عشر. ويُعلن عن الفائزين في أكتوبر تشرين الأول في أوسلو.

وقالت الصحيفة النرويجية إن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها ترامب مسألة الجائزة في حديثه مع ستولتنبرج، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي.

ونقلت الوكالة عن ستولتنبرج قوله إن الاتصال كان لمناقشة الرسوم الجمركية والتعاون الاقتصادي قبل مكالمة ترامب مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستوره.

وعندما سُئل ستولتنبرج ما إذا كان ترامب قد تناول جائزة نوبل موضوعا للنقاش، قال "لن أتحدث أكثر عن محتوى المحادثة"، وأشار إلى أن عددا من المسؤولين في البيت الأبيض من بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت والممثل التجاري جيمسيون جرير كانوا موجودين في المكالمة.

أعلن البيت الأبيض في 31 يوليو تموز فرض رسوم جمركية بنسبة 15بالمئة على الواردات من النرويج، وهو نفس ما فرضه على الاتحاد الأوروبي. وصرح ستولتنبرج أمس الأربعاء بأن النرويج والولايات المتحدة ما زالتا تجريان محادثات بشأن الرسوم الجمركية.

من يمكن أن يفوز بالجائزة؟

إلى جانب إمكانية منح الجائزة لمنظمة إنسانية، يمكن للجنة أيضا أن تسلط الضوء على مؤسسات الأمم المتحدة مثل محكمة العدل الدولية أو الأمم المتحدة ككل، والتي تحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين لتأسيسها.

ويمكن أن تسلط اللجنة الضوء على الصحفيين، بعد عام شهد مقتل أكبر من عدد العاملين بالصحافة، معظمهم في غزة. وفي حال الاستقرار على ذلك، يمكن للجنة أن تمنح الجازة إلى لجنة حماية الصحفيين أو منظمة مراسلون بلا حدود.

ويمكنها أيضا أن تسلط الضوء على الوسطاء المحليين الذين يتفاوضون على وقف إطلاق النار والحصول على المساعدات في النزاعات مثل لجان السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى أو شبكة غرب أفريقيا لبناء السلام أو لجنة الحكماء والوسطاء بالفاشر في دارفور السودانية.

وقال كريم حجاج، مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "أي مرشح من هؤلاء يستحق الجائزة".

كيف يتحدد الفائز بجائزة نوبل للسلام؟

لجنة نوبل النرويجية، التي تتألف من خمسة أفراد يعينهم البرلمان النرويجي، هي الحكم. وغالبا ما يكون الأعضاء من الساسة المتقاعدين، ولكن ليس دائما. ويترأس اللجنة الحالية رئيس الفرع النرويجي لمنظمة (بن إنترناشيونال)، وهي مجموعة تدافع عن حرية التعبير. وتضم اللجنة أيضا أستاذا جامعيا بين أعضائها.

وتتولى الأحزاب السياسية النرويجية ترشيحهم جميعا، ويعكس تعيينهم توازن القوى في البرلمان النرويجي.

* من المؤهل للفوز؟

الإجابة المختصرة: من يستوفي المواصفات التي حددها رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل في وصيته عام 1895. وتنص الوصية على ضرورة منح الجائزة للشخص "الذي بذل أقصى جهد أو أفضله لتعزيز أواصر الإخاء بين الأمم وإلغاء الجيوش النظامية أو تقليص أعدادها وإقامة مؤتمرات للسلام والترويج لها".

يقول كريستيان بيرج هاربفيكن أمين سر لجنة الجائزة إن الإجابة الأكثر تعقيدا هي أن الجائزة "يتعين وضعها في سياقها الحالي". ويشارك هاربفيكن في تحضير أعمال لجنة الجائزة وفي المداولات، لكنه لا يدلي بصوته.

وذكر لرويترز "سيلقون نظرة على العالم ويرون ما يحدث، وما الاتجاهات العالمية، وما الشواغل الرئيسية، وما أكثر العمليات الواعدة التي نراها".

وأضاف "وقد تعني العمليات هنا أي شيء، من عملية سلام محددة إلى نوع جديد من الاتفاقيات الدولية قيد التطوير أو تم اعتمادها في الآونة الأخيرة".

* من يحق له الترشيح؟

يمكن لآلاف الأشخاص اقتراح أسماء، من أعضاء الحكومات والبرلمانات ورؤساء الدول الحاليين وأساتذة الجامعات في التاريخ والعلوم الاجتماعية والقانون والفلسفة ومن سبق لهم الفوز بجائزة نوبل للسلام وغيرهم.

هناك 338 مرشحا هذا العام. وتظل القائمة الكاملة محفوظة في خزانة ولا يُكشف عنها إلا بعد مرور 50 عاما.

* كيف تقرر اللجنة؟

يغلق باب الترشيحات في 31 يناير كانون الثاني. ويمكن لأعضاء اللجنة تقديم ترشيحاتهم الخاصة في موعد أقصاه اجتماعهم الأول في فبراير شباط.

ويناقش الأعضاء جميع الأسماء المرشحة ثم يخلصون إلى وضع قائمة مختصرة، وبعد ذلك يقوم فريق من المستشارين الدائمين وخبراء آخرين بدراسة وتقييم كل مرشح على حدة.

وتجتمع اللجنة مرة كل شهر تقريبا لمراجعة الترشيحات. وقال هاربفيكن إن القرار عادة ما يُتخذ في أغسطس آب أو سبتمبر أيلول.

وتسعى اللجنة للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن اختيارها. وإذا تعذر ذلك، يتخذ القرار بأغلبية الأصوات.

وكانت آخر مرة استقال فيها عضو احتجاجا على الفائز في 1994 عندما تقاسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الجائزة مع الإسرائيليين شمعون بيريس وإسحق رابين.

* من المرشحون؟

رغم أن القائمة الكاملة للمرشحين تظل سرية، فلا يوجد ما يمنع مقدمي طلبات الترشيح من الكشف عن اختياراتهم بأنفسهم. ولا توجد وسيلة للتحقق من صحة ما يعلنونه.

من الأسماء التي كُشف عنها هذا العام، المحكمة الجنائية الدولية، وحلف شمال الأطلسي، وتشاو هانج-تونج الناشط المسجون من هونج كونج، وإروين كوتلر المحامي الكندي لحقوق الإنسان.

وأعلن قادة كمبوديا وإسرائيل وباكستان ترشيحهم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقدموا ترشيحاتهم في ربيع وصيف 2025، أي بعد الموعد النهائي المحدد في 31 يناير كانون الثاني، لذا فإن الترشيحات غير صالحة لجائزة 2025.

ويرجح الخبراء أن تختار اللجنة منظمة إنسانية أو صحفيين أو مؤسسة تابعة للأمم المتحدة، ومع ذلك فمن غير المستبعد أن تفاجئ اللجنة الجميع بخيار غير متوقع.

فازت مجموعة نيهون هيدانكيو اليابانية التي تمثل الناجين من القنبلة الذرية بالجائزة العام الماضي. ولطالما كان تهديد الأسلحة النووية محور تركيز اللجنة.

ويحصل الفائز بالجائزة على ميدالية وشهادة تقدير و11 مليون كرونة سويدية (1.19 مليون دولار) واهتمام عالمي فوري.

ويعلن رئيس اللجنة يورجن واتن فريدنيس عن الفائز بالجائزة في تمام الساعة 1100 بتوقيت وسط أوروبا (0900 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة 10 أكتوبر تشرين الأول في معهد نوبل النرويجي بأوسلو.

وسيقام الحفل في قاعة مدينة أوسلو في العاشر من ديسمبر كانون الأول، ذكرى وفاة ألفريد نوبل.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

اضف تعليق