الولايات المتحدة وإيران تسعيان للتوصل إلى اتفاق يجعل طهران خالية تماما من الأسلحة النووية ويرفع عنها العقوبات لكن “مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية. وقال نتنياهو إن “الاتفاق الجيد” الوحيد هو الذي ينجم عنه إزالة “كل البنية التحتية” على غرار الاتفاق الذي أبرمته ليبيا مع الغرب...

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا يوم الأحد إلى تفكيك البنية التحتية النووية لإيران بالكامل، وذلك في الوقت الذي تجري فيه واشنطن وطهران محادثات للتوصل إلى اتفاق نووي.

كما قال جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي إن باريس لن تتردد في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا لم تنجح المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وذكر بارو “بالتأكيد عند انتهاء الاتفاق النووي الإيراني في غضون أسابيع، وإذا لم يتم ضمان المصالح الأمنية الأوروبية، فلن نتردد ولو لثانية واحدة في إعادة تطبيق جميع العقوبات التي رُفعت قبل 10 سنوات”.

وعقدت الولايات المتحدة وإيران حتى الآن ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة عُمانية بهدف التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها واشنطن عليها.

وبعد محادثات في روما هذا الشهر، قالت سلطنة عمان إن الولايات المتحدة وإيران تسعيان للتوصل إلى اتفاق يجعل طهران “خالية تماما” من الأسلحة النووية ويرفع عنها العقوبات لكن “مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية”.

وقال نتنياهو إن “الاتفاق الجيد” الوحيد هو الذي ينجم عنه إزالة “كل البنية التحتية” على غرار الاتفاق الذي أبرمته ليبيا مع الغرب في 2003 وشهد تخليها عن برامجها النووية والكيميائية والبيولوجية والصاروخية.

ويتعهد مسؤولون إسرائيليون منذ فترة طويلة بمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، وهو التأكيد الذي كرره نتنياهو.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن “إيران قوية وواثقة بما يكفي في قدراتها على إحباط أي محاولات من قبل جهات أجنبية خبيثة لتخريب أو إملاء سياستها الخارجية عليها، ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن يبقى نظراؤنا الأمريكيون على القدر نفسه من الثبات”.

وكتب عراقجي على موقع إكس “وقاحة نتنياهو لافتة للنظر في رغبته في إملاء ما يمكن فعله أو لا يمكن فعله على الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب في دبلوماسيته مع إيران”.

وتوعد بالرد فورا وبالمثل على أي عمل عسكري ضد إيران.

وذكرت رويترز في 19 أبريل نيسان، نقلا عن مسؤول إسرائيلي ومصدرين مطلعين، أن إسرائيل لم تستبعد مهاجمة منشآت نووية إيرانية خلال الأشهر المقبلة، لكن ترامب أبلغ نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة لدعم مثل هذه العملية في الوقت الراهن.

وقال نتنياهو في تصريحات في القدس إنه أخبر ترامب أن أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن يمنعها أيضا من تطوير صواريخ باليستية.

وذكر مسؤول إيراني لرويترز هذا الشهر أن طهران تعتبر برنامجها الصاروخي العقبة الرئيسية في المحادثات مع الولايات المتحدة.

وشنت إيران هجومين على إسرائيل في شهري أبريل نيسان وأكتوبر تشرين الأول من العام الماضي بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز، بعد أن قتلت إسرائيل قادة عسكريين إيرانيين ومسؤولين من جماعات متحالفة مع طهران.

وقال نتنياهو في مؤتمر لرابطة الأخبار اليهودية (جويش نيوز سينديكيت) في إشارة إلى محادثة أجراها مع ترامب “نحن على اتصال وثيق بالولايات المتحدة. لكنني قلت إن إيران لن تمتلك، بأي حال، أي أسلحة نووية”.

بدوره قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إنه يعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يوافق على أي اتفاق نووي “سيئ” مع إيران.

وأضاف ديرمر “لديّ ثقة كبيرة بأن الرئيس ترامب سينسحب اليوم من أي اتفاق سيئ”.

وعندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل مستعدة لضرب المنشآت العسكرية الإيرانية بمفردها، قال ديرمر إنه لن “يتحدث عن المسائل العملياتية”، ولكن يجب تصديق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عندما يقول إنه سيبذل كل ما في وسعه لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

من جهته اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، بـ”إملاء” إرادته على السياسة الأميركية في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وقال عراقجي في منشور على منصة إكس “اللافت، هو مدى الوقاحة التي يملي من خلالها نتانياهو الآن على الرئيس (دونالد) ترامب ما يمكنه وما لا يمكنه فعله في دبلوماسيته مع إيران”.

وعقدت إيران والولايات المتحدة، السبت جولة ثالثة من المحادثات بوساطة عُمانية.

وأشادت الولايات المتحدة في ختام الجولة بمباحثات “إيجابية وبناءة” مع ايران، فيما أشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى إحراز تقدم، مع سعي الجانبين الى تضييق هوة خلافاتهما حول مجموعة من المواضيع قبل الجولة الرابعة الأسبوع المقبل.

خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى، انسحبت واشنطن في 2018 من اتفاق دولي أبرم مع طهران في العام 2015 حول برنامجها النووي، نصّ على تخفيف العقوبات الدولية عنها في مقابل ضبط برنامجها النووي.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، أعاد ترامب تفعيل سياسة “الضغوط القصوى” المتمثلة في تشديد العقوبات على إيران.

وفي آذار/مارس بعث ترامب برسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي يعرض عليها فيها إجراء مباحثات، لكنه لوّح بعمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي. 

حذر ايراني

وفي وقت سابق قالت إيران والولايات المتحدة يوم السبت إنهما اتفقتا على مواصلة المحادثات النووية الأسبوع المقبل، رغم إبداء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي “حذرا شديدا” بشأن نجاح المفاوضات لحل أزمة مستمرة منذ عقود.

وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ثقته في إبرام اتفاق جديد مع الجمهورية الإسلامية من شأنه أن يقطع الطريق أمام امتلاك إيران قنبلة نووية.

وأجرى عراقجي ومبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف جولة ثالثة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين استمرت نحو ست ساعات، وذلك بعد أسبوع من جولة ثانية في روما وصفها الجانبان بالبناءة.

وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني “المفاوضات جادة وفنية للغاية… لا تزال هناك خلافات، سواء في القضايا الرئيسية أو في التفاصيل”.

وأضاف “هناك جدية وإصرار من الجانبين… ومع ذلك، يبقى تفاؤلنا بنجاح المحادثات حذرا للغاية”.

ووصف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية المحادثات بأنها إيجابية ومثمرة، مضيفا أن الجانبين اتفقا على الاجتماع مجددا في أوروبا “قريبا”.

وأضاف المسؤول أن هناك الكثير من العمل لكن “جرى إحراز مزيد من التقدم نحو التوصل إلى اتفاق”.

وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في وقت سابق إن المحادثات ستستمر الأسبوع المقبل وإنه تقرر بصفة مبدئية عقد “اجتماع (آخر) رفيع المستوى” في الثالث من مايو أيار. وقال عراقجي إن عمان ستعلن عن مكان الاجتماع.

وقبل اجتماع كبار المفاوضين، جرت محادثات غير مباشرة على مستوى الخبراء في مسقط لوضع إطار لاتفاق نووي محتمل.

وقال عراقجي “كان وجود الخبراء مفيدا… سنعود إلى عواصمنا لإجراء مزيد من المراجعات لنرى كيف يمكن تقليص الخلافات”.

وقال مسؤول إيراني مطلع على تفاصيل المحادثات لرويترز في وقت سابق إن المفاوضات على مستوى الخبراء كانت “صعبة ومعقدة وجادة”.

وقال عراقجي إن الهدف الوحيد من هذه المحادثات هو “بناء الثقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات”.

وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه مجلة تايم نشرت يوم الجمعة “أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع إيران”، لكنه كرر تهديده بشن عمل عسكري عليها إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وبعد وقت قصير من بدء عراقجي وويتكوف محادثات غير مباشرة، أفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بوقوع انفجار هائل في ميناء الشهيد رجائي قرب مدينة بندر عباس بالجنوب وارتفع عدد القتلى إلى 70 على الأقل بالإضافة إلى إصابة أكثر من 1200، فيما كافحت فرق الإطفاء حريقا قال مسؤولون إيرانيون إنه أُخمد بعد 48 ساعة من اندلاعه.

وقع الانفجار يوم السبت في قطاع الشهيد رجائي بالميناء، أكبر مركز للحاويات في إيران. وقالت وسائل إعلام رسمية إن جهود إخماد الحريق مستمرة منذ ذلك الحين، مع اندلاع حرائق متفرقة بسبب الرياح ووجود بضائع قابلة للاشتعال في الحاويات، والتي أطلق بعضها انبعاثات سامة في المنطقة.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن محافظ هرمزجان التي تتبعها بندر عباس قوله “بعد السيطرة على الحريق الهائل، تجري عمليات الإنقاذ… قد تستغرق إزالة الحاويات ما يصل إلى أسبوعين”.

ونقل التلفزيون الرسمي عن محافظ هرمزجان قوله إن نحو 22 شخصا ما زالوا في عداد المفقودين، فيما لم يتم التعرف على هوية 22 آخرين حتى الآن.

وأمر الزعيم الأعلى علي خامنئي يوم الأحد بإجراء تحقيق “للكشف عن أي إهمال أو تعمد” وراء الحادث، في إشارة إلى أن السلطات لا تستبعد أنها عملية تخريب.

وقع الحادث في الوقت الذي بدأت فيه إيران جولة ثالثة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان، لكن ليس هناك أي مؤشر على وجود صلة بين الأمرين.

وأعلنت شركة البنية التحتية للاتصالات في إيران يوم الاثنين إحباط هجوم إلكتروني كبير على البنية التحتية للبلاد بعد يوم من الانفجار، وذلك دون التطرق لمزيد من التفاصيل.

وهناك اشتباه بأن سوء تخزين المواد الكيماوية في الحاويات هو سبب الانفجار. وقال متحدث باسم منظمة إدارة الأزمات يوم السبت إنه كانت هناك تحذيرات سابقة تسلط الضوء على مخاطر محتملة على السلامة في الميناء.

ونفت وزارة الدفاع الإيرانية يوم الأحد تقارير إعلامية دولية أشارت إلى أن الانفجار قد يكون مرتبطا بسوء التعامل مع الوقود الصلب المستخدم في الصواريخ.

وقال عراقجي لمراسل التلفزيون الرسمي الإيراني في مسقط: إنّ “المفاوضات هذه المرة كانت أكثر جدية من ذي قبل”.

لكنه أوضح أن “هناك خلافات في القضايا الرئيسية وفي التفاصيل”، مضيفا أن “بعض خلافاتنا خطيرة جدًا، وبعضها أقل خطورة، وبعضها له تعقيداته الخاصة”.

وتابع “حتى الاجتماع المقبل، من المقرر إجراء المزيد من الدراسات … حول كيفية تقليص الخلافات”.

رغم ذلك، أورد عراقجي “اعتقد أن تقدمنا كان جيدًا حتى الآن. أنا راضٍ عن عملية المفاوضات وسرعتها. أعتقد أنها تسير بشكل جيد ومُرضٍ”، مشيرا إلى أنّ المحادثات تمت في “أجواء جدية وعملية للغاية”.

وأكّد أنّ إيران تتفاوض “فقط” حول الملف النووي.

وصرح عراقجي “أود أن اقول بصراحة إن موضوعنا هو الموضوع النووي فقط، ولن نتفاوض على أي مواضيع أخرى ولا نقبل أي مواضيع أخرى للتفاوض عليها”.

وأعلنت واشنطن الثلاثاء عقوبات جديدة تستهدف شبكة النفط الإيرانية، في خطوة وصفتها طهران بأنّها دلالة على “نهج عدائي” قبيل محادثات السبت في عُمان.

في مقابلة، أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو موقف واشنطن الحازم ضد تخصيب إيران لليورانيوم.

وقال في بودكاست “أونستلي”: “إذا أرادت إيران برنامجا نوويا مدنيا، فيمكنها امتلاكه كما هي حال العديد من الدول الأخرى في العالم، عبر استيراد المواد المُخصَّبة”.

من جهته، وصف عراقجي حقّ إيران في تخصيب اليورانيوم بأنه “غير قابل للتفاوض”، بعد أن نشر في وقت سابق من هذا الاسبوع على منصة اكس أنّ بلاده تسعى “لبناء 19 مفاعلا على الأقل”، علما أنّ لدى طهران حاليا مفاعلين هما بوشهر وأراك.

وتُخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة، وهي أعلى بكثير من نسبة 3,67 في المئة المنصوص عليها في الاتفاق، لكنها لا تزال أقل من عتبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

صد هجوم إلكتروني كبير

بعد يوم من انفجار قوي ألحق أضرارا بأهم ميناء للحاويات في إيران وعقد جولة أخرى من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال بهزاد أكبري رئيس شركة البنية التحتية للاتصالات إن إيران أحبطت هجوما إلكترونيا كبيرا على بنيتها التحتية يوم الأحد.

ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن أكبري قوله يوم الاثنين “تم رصد واحد من أكثر الهجمات الإلكترونية اتساعا وتعقيدا على البنية التحتية للبلاد، وتم اتخاذ إجراءات وقائية”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

واتهمت إيران في الماضي عدوها اللدود إسرائيل بالوقوف وراء هجمات إلكترونية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إنه يجب تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل، وليس منع تطوير الأسلحة النووية فقط.

وفي 2021، وقع هجوم إلكتروني كبير على محطات وقود إيرانية رجحت طهران وقوف إسرائيل وراءه.

وفي 2023، أدى هجوم إلكتروني مماثل، لكنه أكبر حجما، إلى تعطيل حوالي 70 بالمئة من محطات الوقود. وأعلنت جماعة تسمى “العصفور المفترس” مسؤوليتها عن الهجوم وقالت إنه رد على “عدوان الجمهورية الإسلامية ووكلائها في المنطقة”.

ممانعة اوربية

وفي سياق متصل قال أربعة دبلوماسيين يوم الاثنين إن إيران اقترحت عقد اجتماع ربما في روما يوم الجمعة المقبل مع الأطراف الأوروبية التي شاركت في الاتفاق النووي لعام 2015 وذلك في حالة استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة.

وأشاروا إلى عدم ورود رد من الأوروبيين على هذه الفكرة حتى الآن.

وتسعى إيران إلى الاستفادة من زخم المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة التي استؤنفت في سلطنة عمان يوم السبت، وبعد إجراء محادثات مع روسيا والصين الأسبوع الماضي.

ويشير تواصل إيران مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، إلى أن طهران تبقي على خياراتها مفتوحة، لكنها تريد أيضا تقييم موقف الأوروبيين من احتمال معاودة فرض عقوبات من جانب الأمم المتحدة قبل أكتوبر تشرين الأول عندما ينتهي سريان الاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015.

وقال دبلوماسيان من الترويكا الأوروبية ودبلوماسي غربي إن إيران أرسلت بعد محادثات السبت الماضي مع الولايات المتحدة اقتراحا لاجتماع ربما في روما يوم الجمعة.

وقال الدبلوماسيون إن إيران اقترحت أيضا إجراء مناقشات في طهران قبل ذلك التاريخ، وذلك في حالة تعذر ذلك.

وانعقدت الجولة الثانية من المفاوضات بين واشنطن وطهران في روما، حيث ذكرت إيران أنه لا تزال هناك خلافات كبيرة قائمة.

وأكد مسؤول إيراني الاقتراح، لكنه قال إن دول الترويكا الأوروبية لم ترد حتى الآن.

وذكر الدبلوماسيون أن هذه الدول تعكف على تقييم ما إذا كان من مصلحتها لقاء إيران الآن أم الانتظار لمعرفة تطورات المحادثات مع واشنطن، لكنهم استبعدوا عقد اجتماع في طهران.

وقال المسؤول الإيراني "من المهم الحفاظ على التوافق مع جميع أطراف اتفاق 2015. لذا سيكون من المفيد لقاء دول الترويكا الأوروبية هذا الأسبوع قبل الجولة التالية من المحادثات مع الأمريكيين".

وأبدى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الخميس استعداده للتوجه إلى أوروبا لإجراء محادثات، لكنه أشار إلى أن الكرة في ملعب أوروبا بعد توتر العلاقات بين الجانبين.

واجتمعت طهران والقوى الأوروبية الثلاث مرات عدة ومنذ سبتمبر أيلول لمناقشة العلاقات والقضية النووية.

وعُقد أحدث اجتماع في مارس آذار على المستوى الفني بحثا عن معايير اتفاق مستقبلي يضمن التراجع عن البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، ولذا لا تستطيع تدشين آلية معاودة فرض العقوبات الواردة في الاتفاق في مجلس الأمن الدولي.

وهذا يجعل الدول الأوروبية الثلاث المشاركين الوحيدين في الاتفاق القادرين على المضي قدما في معاودة فرض العقوبات.

وحين سُئل المسؤول الإيراني عما إذا كان اقتراح الاجتماع مع الأوروبيين يتعلق بمسألة استئناف فرض العقوبات، أشار المسؤول الإيراني إلى أن هذا جانب من الهدف من الاجتماع.

وقال المسؤول "المحادثات مع الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالخطوات النووية، لا تتحرك بسرعة، ومن الواضح أننا بحاجة إلى مزيد من الوقت وطهران لا تؤيد كثيرا التوصل إلى اتفاق مؤقت، بسبب عدم الثقة في الجانب الأمريكي".

وأضاف "ماذا لو نفذنا خطوتنا بموجب اتفاق مؤقت، ولم ينفذ الطرف الآخر. نحن بحاجة إلى أن يفهم الأوروبيون أننا نريد اتفاقا جديدا ونحن مستعدون لاتخاذ خطوات للحد من تخصيبنا لليورانيوم ولكننا نحتاج إلى وقت".

وامتنعت وزارتا الخارجية البريطانية والألمانية عن التعليق وتحديدا على ما إذا كانت إيران قد اقترحت عقد اجتماع في وقت لاحق من هذا الأسبوع. ولم ترد وزارة الخارجية الفرنسية بعد على طلب للحصول على تعليق.

فرنسا لن تتردد في إعادة فرض العقوبات

بدوره قال جان نويل بارو وزير الخارجية الفرنسي لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إن باريس لن تتردد في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا لم تنجح المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي.

وذكر بارو “بالتأكيد عند انتهاء الاتفاق النووي الإيراني في غضون أسابيع، وإذا لم يتم ضمان المصالح الأمنية الأوروبية، فلن نتردد ولو لثانية واحدة في إعادة تطبيق جميع العقوبات التي رُفعت قبل 10 سنوات”.

وقال بارو “ستمنع هذه العقوبات إيران بشكل دائم من الحصول على التكنولوجيا والاستثمار والوصول للسوق الأوروبية، وهو ما سيكون له آثار مدمرة على اقتصاد البلاد. هذا ليس ما نريده، ولهذا السبب أدعو إيران رسميا إلى اتخاذ القرارات اللازمة اليوم لتجنب الأسوأ”.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

اضف تعليق