إعداد : مركز النبأ الوثائقي والمعلوماتي
الجلبي الرجل الذي نذر حياته منذ وقت مبكر لأصعب المهمات، وهي الإطاحة بأشرس نظام دكتاتوري فاشي عرفه تاريخ العراق، وأثار أشد العواصف السياسية المثيرة للجدل، مات وهو نائم مرتاح في فراشه بكل هدوء بعد أن حقق مهمته الصعبة, وكان رحيله المبكر وهو في أوج نشاطه وخبرته السياسية، مفاجأة وصدمة للجميع, ولا شك أن رجلاً بقامة الجلبي خاض العمل السياسي في عراق منقسم على نفسه وهو في اشد مراحل تأريخه، لا بد وأن يكون مثيراً للجدل العنيف، ويكون له أعداء ألداء كثيرون ومحبون كثيرون، وهو من أوائل من جازف بحياته وأعلن معارضته للنظام البعثي الصدامي المعروف بدمويته وملاحقة معارضيه وقتلهم أينما كانوا بما له من تنظيم إرهابي أخطبوطي في كل مكان.
وكان من أبرز المعارضين العراقيين المعروفين في الغرب، إبان حكم النظام السابق، وأصبح محل اهتمام محلليهم وساستهم. وسُلطت عليه الأضواء بعد أن اتهمته الولايات المتحدة بتقديم معلومات غير صحيحة زعمت أن نظام صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، وعلى صلة مع "تنظيم القاعدة", بغية الدفع بالولايات المتحدة إلى غزو العراق.
وسرت، على نطاق واسع، أحاديث عن تواطؤ الجلبي مع إيران، وخداع الولايات المتحدة، وتسريب معلومات استخباراتية أميركية إلى طهران.
لطالما كان الجلبي عراب التحالفات خلال مسيرته السياسية المعارضة، وبفضل جهوده عقدت المعارضة العراقية مؤتمراتها في فترة التسعينيات، مثل مؤتمري صلاح الدين وفيينا, وكان يمتاز الجلبي بشخصية عنيدة ميالة إلى المشاكسة والتحدي، ويصفه أنصاره بالرجل الذكي الذي استطاع بدهائه إسقاط أقوى نظام شمولي في القرن العشرين، في حين يصفه منتقدوه بـ"رجل الملفات السرية" بحسبBBC.
من هو؟
ولد أحمد عبد الهادي الجلبي عام 1944 والبعض قال 1945، في أسرة شيعية ثرية، يُقال إن جذورها فارسية, كان جده عضواً في أول برلمان عراقي ووزيراً للتعليم لدورات متعاقبة, غادرت أسرة الجلبي العراق بعد الإطاحة بالملكية في 1958، بسبب قربها من تلك العائلة، شبكة رؤية.
شغل جد الجلبي 9 مناصب وزارية عراقية، وكان والده وزير التجارة في العهد الملكي, ورئيساً للمجلس النيابي, وأبو هاشم كان من اصغر أولاد عبد الهادي الجلبي.
غادر الجلبي العراق في عام 1958 مع عائلته إلى الأردن, فأمضى شبابه متنقلا بين عمان ولندن وبيروت وواشنطن، باستثناء فترة منتصف التسعينيات عندما سعى لتنظيم انتفاضة من شمال العراق، وأصبح رجل أعمال وصاحب خبرة سياسية لا يستهان بها, تزوج من ليلى عسيران في 1971 من عائلة عسيران في لبنان حيث قام السيد موسى الصدر بعقد قرانه، وهذا يؤكد الصلات المستمرة والوثيقة مع عائلة الصدر بشقيها العراقي، حيث سعى لإخراج الشهيد محمد باقر الصدر، لكن العلامة الصدر فضل البقاء، والشق اللبناني ممثلا بالسيد موسى الصدر عميد العائلة هناك.
دراسته وأعماله
حصل الجلبي على درجة الدكتوراه الفلسفية بالرياضيات من جامعة شيكاغو ودرس في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا, وكان يمتاز بمثابرته ومواكبته في الدرس والتمحيص وساعده ذكاؤه على اجتياز أكثر مراحل الدراسة صعوبة حتى تخرج وهو شاب من الجامعة الأمريكية (جونز هوبكنز).
وعمل أستاذاً للرياضيات في الجامعة الأميركية ببيروت حتى العام 1977 حيث دعاه الأمير حسن شقيق الملك حسين إلى تأسيس بنك البترا، وفي مدة صار البنك ثاني ابرز بنك في الأردن ومن أهم البنوك من نوعه في المنطقة.
واستمر يتدرج في عالم المال حتى أصبح من رموز المستثمرين العرب في أوربا والوطن العربي.
طوال مدة إدارته لبنك البتراء، في الثمانينيات، كان الجلبي يعلن معارضته الواضحة للنظام البعثي في وقت كانت فيه المملكة الأردنية تفتح موانئ العقبة أمام تجارة السلاح المتدفقة إلى العراق.
محاولاته لإسقاط البعث
خرج الدكتور الجلبي من عمان عام 1989، ليعود إلى بريطانيا، ثم عاد إلى العراق عام 1992 ليقود حركة النضال ضد النظام الديكتاتوري في جبال كردستان، وبقي هناك حتى عام 1997, التي انسحبت منها القوات الحكومية إثر هزيمة حرب الكويت والانتفاضة العراقية وفرض منطقة حظر للطيران.
وأسس الجبلي المؤتمر الوطني العراقي في لندن بهدف ضم قوى عراقية مختلفة إليه من أجل إقامة نظام ديمقراطي في البلاد بعد القضاء على نظام البعث الحاكم آنذاك، لكن المؤتمر لم ينجح في أن يكون تجمعا للقوى المعارضة واتخذ شكل التنظيم المنفرد.
لكن هذه المحاولة انتهت إلى الفشل وخلال مقابلات أخيرة، قلل الجلبي من احتمالات أن يتولى دورا رئيسيا في أي حكومة مقبلة في العراق, وقال:" شخصيا، لن أسعى لكي أصبح رئيسا للعراق، ولا ابحث عن المناصب, ومهمتي ستنتهي بتحرير العراق من حكم صدام حسين"، وكان جلبي قد تبنى خطة "المدن الثلاث" التي ترمي إلى أن يقوم المنتفضون بالاستيلاء على عدد من المناطق الرئيسية، ثم عزل وتطويق صدام.
ولكن تلك الخطة لا تحظى بدعم يذكر بين الحكومات العربية المجاورة، التي قالت إنها لن تسمح للجلبي بأن يقود جيشا لتحرير العراق من أراضيها.
لم يضيِّع وقته في النظريات المثالية، والتمنيات الرغبوية غير القابلة للتنفيذ، فبذل كل مساعيه لكسب أمريكا، وبإمكانياته الفذة ولباقته في فن الحوار والإقناع استطاع تكوين لوبي (مجموعة ضغط) من السياسيين المتنفذين في الإدارات الأمريكية المتعاقبة من أعضاء مجلسي الكونغرس والشيوخ ، وهو الوحيد من العالم الثالث الذي نجح في تشكيل لوبي قوي من الحزبين الديمقراطي في عهد بيل كلينتون ، والجمهوري في عهد بوش الابن، لصالح العراق، فأصدرت إدارة كلينتون قانون تحرير العراق، الذي استند عليه الرئيس بوش في إسقاط حكم البعث وإلى غير رجعة.
كما ولعب دوراً رئيسياً في تأسيس المؤتمر الوطني الموحد كمضلة لجمع أغلب فصائل المعارضة العراقية في الخارج، من اليسار إلى اليمين، إسلاميين وعلمانيين، ومن مختلف مكونات الشعب العراقي برئاسته, وبعد أن تحقق الهدف الرئيسي من المؤتمر وهو إسقاط الحكم ألصدامي، انتهى دور المؤتمر كمضلة للمعارضة العراقية، فأسس حزباً بهذا الاسم (حزب المؤتمر الوطني العراقي) ألذي ترأسه إلى لحظة وفاته.
عندما اضطر المنضوون تحت لواء المؤتمر الوطني العراقي إلى الفرار من مقراته نتيجة دخول القوات العراقية إلى مدينة أربيل عام 1996، بناء على طلب من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، لمواجهة خصمه آنذاك زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، جلال طالباني، الرئيس العراقي السابق وقد دعا الحزب الديمقراطي الكردستاني صدام حسين لكي يخلصهم من المنتفضين فاحتلت قوات صدام حسين معسكرات المؤتمر الوطني العراقي وقتل 98 من محاربين المؤتمر.
وفي عام 1998 قام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بإقرار خطة لإنفاق نحو 90 مليون دولار لمساعدة المعارضة العراقية، وخصوصا المؤتمر الوطني العراقي بهدف الإطاحة بنظام صدام حسين.
مصرف البتراء والجلبي
ويتهم الجلبي بالتسبب في انهيار بنك البتراء، وهو مصرف شارك في تأسيسه في الأردن في الثمانينات وأصبح من أكبر مصارفها.
وانهار المصرف عام 1990 وسط اتهامات بالاختلاس. وقد حكمت محكمة أردنية بعد ذلك غيابيا في محكمة عسكرية أردنية بتهمة انهيار مصرف البتراء، الذي شارك في تأسيسه عام 1977، وحكم على الجلبي بالسجن عام 1992.
لكن الجلبي أصر على براءته من التهم التي وجهت إليه، وقال إنه كان ضحية مؤامرة دبرها له النظام العراقي, بحسب واشنطن بوست.
وبعد أن مرض الملك حسين ومكوث في مستشفى مايو في شيكاغو، التقى بالحلبي واعترف بأن المحكمة العسكرية كانت لإرضاء صدام حسين وبرأ الجلبي من جميع المزاعم وحظي الجلبي بدعم في العديد من القطاعات داخل الكونجرس الأمريكي ووزارة الدفاع البنتاغون، ولكن يعتقد أنه لا يحظى بدعم يذكر بين أوساط المعارضات الأخرى التي تنأى بنفسها عن المؤتمر الوطني العراقي.
دوره في إسقاط البعث
كان للجلبي دور بارز في تسريع قناعات الولايات المتحدة الامريكية، إضافة إلى خبرته السياسية، ولذلك كان يعي صعوبة مهمته فتبنى البراغاماتية والواقعية في عمله السياسي، حيث أدرك منذ البداية أنه لا يمكن إنقاذ الشعب العراقي من طغيان الحكم الدكتاتوري ألبعثي ألصدامي الدموي إلا بمساعدة الدول العظمى، أمريكا (بحسب عراق الغد عبد الخالق حسين), او بالاحرى الرئيس الامريكي "جورج بوش" للإطاحة بنظام صدام حسين، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، كما كان له الدور الأكبر في إدارة وتنسيق اغلب تحركات المعارضة ضد النظام, ومنها الانتفاضة الشعبية عام 1992، وقد ركز كثيرا على استخدام كافة مهاراته وعلاقاته للوصول إلى صانع القرار الامريكي واقناعة بضرورة التغيير في العراق... في وقت فشلت فيه اغلب التحركات التي قادتها الأطراف البارزة الأخرى.
ولم يكتف بالنجاح في إزاحة صدام عن السلطة، بل سعى إلى إزالة آثار النظام وجذوره المتمثلة بحزب البعث، من خلال إقناع الحاكم المدني الامريكي، بول برايمر، بحل حزب البعث 2003 وتشكل لجنة خاصة لاجتثاث البعث، وتضمين ذلك في الدستور العراق، من خلال المادة (7) من الدستور العراقي "يحظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث ألصدامي في العراق ورموزه وتحت أي مسمى كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون
مناصبه
ينسب الجلبي نفسه إلى الاتجاه الليبرالي ورغم ذلك أسس البيت الشيعي ثم المجلس السياسي الشيعي ، وكان له دور بارز في تأسيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد (الشيعية) التي عن طريقها حصل على مقعد في الجمعية الوطنية الانتقالية التي جرى انتخابها في 30 يناير 2005 أصبح أحد نائبي رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري في الحكومة الانتقالية للفترة من مايو 2005 وحتى مايو 2006, بعد أن أقرت الجمعية الوطنية الدستور الدائم أجريت انتخابات لمجلس النواب العراقي في 15 ديسمبر 2005.
وقد دخل الجلبي هذه الانتخابات بتحالف جديد بعيدا عن الائتلاف العراقي الموحد لكنه فشل في الفوز بمقعد في البرلمان الجديد ، كما لم تسند له أي حقيبة وزارية في الحكومة العراقية التي شكلت في مايو 2006, لكن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عينه في عام 2007 رئيسا للجنة توفير الخدمات.
وقد اتهم بتسريب وثائق تحتوي أسماء وعناوين المشمولين بالاجتثاث مما أدى إلى قتل الكثير منهم وبعدها عاد الجلبي إلى عضوية الائتلاف الوطني العراقي بزعامة المجلس الإسلامي الأعلى, ورشح نفسه ضمن ائتلاف المواطن لعضوية البرلمان العراقي وفاز بعضويته في الانتخابات التي أجريت في 30 إبريل2014, بحسب وكاله ذا كاردن
كشف فساد النظام القضائي في العراق
ذكر الجلبي على صفحته فيما مضى في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، وتابعت، "وكالة أنبأ النخيل" مجموعة من اللصوص العراق، التي كانت ملفاتها سلمت إلى اللجنة العليا القضائية النزاهة بخصوص إفصاح بنك الهدى، والمصرف المتحد، ومصرف الشمال، ومصرف الشرق الأوسط ومصرف آشور.
وبين عضو التحالف الوطني، والأسماء التي سرقت العراق والمال العام على حد سواء فاضل الدباس وهيثم الدباس حقيقية وخيالية وشركاتهم فضلا عن مشاريع وهمية وفواتير مزورة المشاركة حمد الموسوي، وكذلك وصبي وشقيقته في مصرف الشرق الأوسط بتهمة المال وفواتير مزورة غسل فضلا عن التبرع, وحامد النجار وطارق الحسن وبهاء الأعرجي بتهمة غسل الأموال والفساد البنك المركزي وكذلك المقاول عصام الاسدي وابنه حيدر عصام الاسدي.
وقال الجلبي أن القاضي جعفر محسن الخزرجي، جنبا إلى جنب مع كانت خمسة قضاة من المتهمين أيضا وكذلك الأخضر للعقارات احمد نوري المالكي الرسمي وأبو شهد كاظم فضلا عن الإشارة إلى أن أحد المتهمين هم أيضا الدفاع السابق وزير عبد القادر ألعبيدي وزير التعليم السابق محمد تميم والمفتش العام لوزارة الصحة عادل محسن السابق، كاشفا في الوقت نفسه إلى أن "القائمة التي لديها نحو لصوص المال العام في العراق تصل إلى 300 اسم.
يشار إلى أن عضو التحالف الوطني أحمد الجلبي كشف عدد من قصص الفساد التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وابنه أبو مساعد رأى ضباط فضلا عن مكتب رئيس الوزراء حيدر ألعبادي الحالية.
كشف أحمد الجلبي في بيان له , أنّ ربع مزاد العملة الصعبة للبنك المركزي للفترة بين 2006- 2014 يعادل 57% من مجموع واردات النفط , وأشار أيضا في بيانه إلى أنّ بيع البنك المركزي للعملة الصعبة تسبب في فساد وإفساد الوضع العام في البلد , وأحمد الجلبي هو أحد الأشخاص الذين ألّبوا الرأي العام العراقي ضد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وأحد الذين خدعوا الشعب العراقي بأنّ الاتهامات التي وجهها نوري المالكي لمحافظ البنك المركزي سنان محمد رضا الشبيبي , هي اتهامات كيديّة لا أساس لها من الصحة والمصداقية , وها هو اليوم يكشف بالأرقام الحقائق الدامغة التي لا تقبل الشّك والتي تثبت فساد النظام القضائي والسياسي في العراق , ويكشف أيضا أنّ قرار القضاء العراقي بتبرئة سنان الشبيبي من التهم الموّجهة إليه ليس قرارا خاطئا فحسب, بل هو نقطة عار ولعنة تلاحق هذا القضاء الفاسد, كما أن بيان السيد الجلبي قد كشف حقيقة الحملة الظالمة التي تعرّض لها نوري المالكي بسبب كشفه للشعب العراقي عن هذا الحريق الهائل , فهذا البيان هو انتصار للحق ولنوري المالكي , وهزيمة للجهات السياسية والإعلامية التي استغلّت قرار القضاء العراقي في تبرئة سنان الشبيبي من أجل الهجوم على نوري المالكي وتسقطيه في نظر أبناء شعبه, بحسب وكاله سيرجنك فور دينار
مات أم قتل؟
على فراشه في منزله الكائن في منطقة الكاظمية شمالي بغداد، توفي الدكتور الجلبي اثر نوبة قلبية, في 3 نوفمبر 2015 صباحاً في بغداد عن عمر يناهز 71 عاما, وحفلت سيرته بالعديد من الأحداث، وعاصر أحقاباً تاريخية مفصلية غيرت وجه العراق إلى الأبد.
سربت عدة مصادر عن أنباء تشير إلى إمكانية أن يكون النائب عن التحالف الوطني الدكتور احمد الجلبي "مات مقتولا" بعملية تصفية مخابراتية لم تُكشف الجهات المشتبه بتنفيذها بعد, وحسب ما نقلته ويكيليكس وفاة الجلبي "إنهاء مهمة العميل 708 في CIA اعاد موقع ويكيليكس على موقعه الاليكتروني للعيان وثيقة كان قد نشرها مطلع العام 2015, والتي تتحدث عن مساعي للمخابرات الامريكية لإنهاء مهمة العميل رقم 708 والمقصود به الدكتور احمد الجلبي حسب ما ذكر الموقع وقت نشر الوثيقة. الوثيقة التي نشرها الموقع في يناير 2015 كانت قد سربت من المخابرات المركزية الامريكية CIA تنص على إن العميل المذكور تسلسله أصبح خطرا على اجندات تلك المخابرات وقد عمل في الفترة الأخيرة بأجندات تتعارض مع المصالح الامريكية.
وكان القائمون على موقع ويكيليكس قد نشروا الوثيقة سابقا مرفوقة بصورة لـ(احمد الجلبي) السياسي العراقي الذي مات قبل أيام في ظروف عدها البعض غامضة ومفاجئة.
وتطرقت الوثيقة وقتها لتطور العلاقات بين الجلبي وإيران وزياراته المتكررة للجمهورية الإسلامية.
ويذكر أن المقابلات التلفزيونية التي أجراها الجلبي في أخر أيام حياته شهدت كشفه للعديد من الملفات قال انه سيستمر في كشفها مهما كلفه الأمر.
ونقلت المصادر أخرى خبرا بشأن "إمكانية أن يكون سبب الوفاة جاء نتيجة لتناول الجلبي لجرعة من السم دُست له بحسب تحقيقات طبية أولية عن أسباب وفاة النائب".بحسب سكاي برس
وفي خبر آخر، أكدت المصادر "أنها نقلت عن نائب مقرب من الجلبي رفض الكشف عن اسمه ملاحظة وجود كدمات وأثار تدل على أن الجلبي تعرض للخنق".
إن إعلان موت أحمد الجلبي بشكل مفاجئ جعل الكل يضع علامات استفهام وقد قدم محمد العامري من شبكه صوت العراق عده أسباب ترجح سبب الوفاة إلى انه قتل، فقال:"فأنا شخصيا أرجح مقتله وليس موته الطبيعي للأسباب التالية
1 - أحمد الجلبي يحمل في جعبته الكثير من أسرار الحرب على العراق واحتلاله من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وتغيير نظام البعث عام2003.
2 - الجلبي يحمل الكثير من أسرار رسم طبيعة النظام السياسي في العراق ، ودور السفارات الأمريكية والبريطانية ودول الإقليم بطريقة تشكيل الحكومات العراقية منذ عام 2003 .
3 – الجلبي يحمل في جعبته أطنان من أسرار حركة الأموال العراقية ، والسياسة النفطية والمصرفية ، حيث أصبح العراق على وشك الانهيار الاقتصادي والاجتماعي ، وهو يعلم أكثر من غيرة أين ذهبت أموال العراق.
4 – أحمد الجلبي كان الواجهة أو بالأحرى كبش الفداء للسياسة الأمريكية والبريطانية قبل وبعد احتلال العراق ، حيث استخدموه كذريعة لتواجدهم العسكري والسياسي وفرض سيطرتهم على العراق ، على ضوء المعلومات التي زودها بهم بما يخص أسلحة الدمار الشامل.
5 - تصريحات رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير الاسبوع الماضي " بأن الحرب كانت خطأً كبيراً " وكذلك اعتذاره بشكل علني وصريح عن هذا الخطأ بعد 13 عام , جاءت هذه التصريحات بمثابة صفعة قوية للولايات المتحدة , ( يقصد هنا أن أحمد الجلبي قد زودهم بمعلومات كاذبة أو غير دقيقة حسب إدعاءاتهم).
6 - بعد تصريحات توني بلير والأسباب التي ذكرتها، ستدفع أحمد الجلبي إلى خيار واحد لا ثاني له هو أن يكشف الأسرار الخطيرة التي في جعبته عاجلاً وليس آجلاً للدفاع عن نفسه.
7 - لا مجال هنا للأمريكان ولا حيلة لهم سوى تصفية الجلبي والتخلص منه ودفن كل الأسرار قبل أن يكشفها للشعب العراقي وللعالم , فمن المعروف أن أحمد الجلبي ليس أقل دهاءاً منهم.
الجلبي إلى مثواه الأخير
وعائلة الجلبي، جُبلت على حب آل البيت، وعُرفوا بذلك عبر تاريخهم بدفاعهم عن أتباعهم، ما جعلها تتعرض إلى التهميش والعزل، من قبل الأنظمة السياسية التي حكمت العراق، فقد دُفن جد احمد، المرحوم الحاج عبد الحسين الجلبي، وهو من مؤسسي الدولة العراقية، في صحن أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الاشرف، كما إن والد احمد، الحاج عبد الهادي الجلبي، مدفون في مرقد السيدة زينب عليها السلام، في العاصمة السورية، دمشق.
وكرّم العراقيون، الدكتور الراحل احمد الجلبي بمواراته الثرى، في العتبة الكاظمية المقدسة. وأكملت الجماهير مراسم دفن المرحوم الجلبي، في العتبة الكاظمية المقدسة في بغداد وسط تشييع مهيب، وبمشاركة نواب ومسؤولين وشخصيات سياسية.
ويعدّ دفن الجلبي في العتبة المقدسة بمثابة اعتراف من العراقيين بدور هذا السياسي الوطني، في التأسيس للعراق الديمقراطي الجديد.
مفتاح اللغز
كشف عضو مجلس النواب العراقي السابق والسياسي المستقل عزت الشابندر،السبت 7112015، عن النتائج الأولية للفحص الطبي الذي أجراه فريق من الأطباء العراقيين والأجانب على جثة رئيس المؤتمر العراقي النائب والسياسي البارز احمد عبد الهادي الجلبي.
وكتب الشابندر على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتوتير"، انه "أعلنت النتائج الأولية للفحص الذي أجرته مجموعة من الأطباء العراقيين والأجانب في بغداد لجثة المرحوم الجلبي والتي تفيد أن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية"، وأوضح الشابندر الذي كان آخر من التقاهم الجلبي على العشاء قبل ساعات من وفاته "أي أن الوفاة طبيعية وليس هناك ما يدل على عملية الاغتيال الجسدي المحتملة.
اضف تعليق