يسلط الصراع الضوء على الفرص الضئيلة لانتخاب رئيس للبلاد قريبا، مما يدفع لبنان لمزيد من الانجراف بعيدا عن أي خطوات نحو معالجة الانهيار المالي المدمر الذي تُرك ليتفاقم منذ عام 2019. ومع تخصيص منصب الرئاسة لمسيحي ماروني، فإن المواجهة تنذر كذلك بتفاقم التوتر الطائفي إذ يحتشد أكبر...
فشل البرلمان اللبناني يوم الأربعاء مجددا في انتخاب رئيس للمرة الثانية عشرة على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه وينذر بإطالة الشغور الرئاسي.
ولم يحصل المرشح المدعوم من حزب الله سليمان فرنجية ولا وزير المالية السابق جهاد أزعور على عدد كاف من الأصوات للفوز في جلسة برلمانية ساخنة.
من المتوقع أن يؤدي فشل التصويت إلى تعميق التوترات الطائفية في لبنان الغارق بالفعل في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم والذي يواجه أيضا شللا سياسيا غير مسبوق في غياب وجود رئيس للدولة ومجلس وزراء كامل الصلاحيات وانقسام البرلمان.
وانتهت الجلسة عقب انسحاب نواب من حزب الله وحركة أمل المتحالفة معه بعد الجولة الأولى مما عطل استمرار النصاب القانوني في الدورة الثانية.
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول/أكتوبر، فشل البرلمان في انتخاب رئيس إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب.
إلا أن إجماع كتل سياسية وازنة على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة الوزير السابق سليمان فرنجية المدعوم من حزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، أعاد خلط الأوراق الرئاسية.
وافتتح رئيس البرلمان نبيه بري، حليف حزب الله الأبرز، عند الساعة الحادية عشر صباحاً الجلسة البرلمانية بحضور كافة النواب الـ128.
إلا أن الجلسة فشلت في انتخاب رئيس برغم توفر نصاب انعقادها في الدورة الأولى، قبل أن ينسحب نواب على رأسهم كتلتا حزب الله وحليفته حركة أمل، التي يتزعمها بري، ليطيحوا بالنصاب في الدورة الثانية.
وفي الدورة الأولى من الجلسة، حصل أزعور على 59 صوتاً وفرنجية على 51 صوتاً.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتاً للفوز. وتصبح الغالبية المطلوبة إذا جرت دورة ثانية 65 صوتاً. لكن النصاب يتطلب الثلثين في الدورتين.
وكان من المرجح قبل الجلسة أن ينال أزعور العدد الأكبر من الأصوات في الدورة الأولى، على أن يطيح حزب الله وحلفاؤه بالنصاب لعقد دورة ثانية وهي سياسة اتبعوها خلال الجلسات الماضية.
وبعدم حصول المرشحين الرئيسيين على أكثرية تحسم النتيجة، رجح محللون سيناريو الدخول في مرحلة من "الفراغ الطويل".
وقال الباحث والأستاذ الجامعي كريم بيطار لوكالة فرانس برس "بغياب ضغط دولي كبير وتسوية حول مرشح، قد يتطلب الأمر أشهراً عدّة قبل انتخاب رئيس".
واعتبر أن جلسة الأربعاء، على غرار سابقاتها، عبارة عن "وسيلة للقوى السياسية من أجل تحديد وزنها الانتخابي".
وعنونت صحيفة الأخبار المحلية، المقربة من حزب الله، صفحتها الأولى بكلمة "الفراغ".
وارتفعت أسهم أزعور الذي انضم الى صندوق النقد الدولي عام 2017 وشغل منصب وزير المالية اللبناني بين 2005 و2008، في الأسابيع الأخيرة إثر اتصالات مكثفة انتهت بإعلان كتل رئيسية ونواب معارضين لفرنجية تأييدهم لترشيحه.
وإثر ذلك، أعلن النائب ميشال معوّض أول من خاض السباق الرئاسي ونال العدد الأكبر من الأصوات خلال الجلسات السابقة من دون أن يحقق الأكثرية المطلوبة، تراجعه عن ترشحه لصالح أزعور.
ويعد حزب القوات اللبنانية ولديه كتلة برلمانية مسيحية وازنة، والتيار الوطني الحر حليف حزب الله المسيحي الأبرز والرافض لوصول فرنجية، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، من أبرز داعمي أزعور.
بعد دعم ترشيحه، تنحّى أزعور موقتاً عن مهامه كمدير لقسم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد. وقال في أول تعليق له إنه يريد لترشحه أن يكون "مساهمة في الحل وليس عنصراً يُضاف إلى عناصر الأزمة".
وأكد أنه "ليس تحدياً لأحد"، في رد على حزب الله الذي وصف عدد من نوابه أزعور بمرشح "المواجهة" و"التحدي".
وقبل دخوله قاعة البرلمان، قال النائب في كتلة حزب الله حسن فضل الله إن "الرئيس لا يُنتج إلا بالتوافق"، داعياً إلى الحوار بين القوى السياسية. وقال "لا نفرض على الآخرين ولا نريد أن يفرضوا علينا".
وكان رئيس كتلة حزب الله النائب محمّد رعد اعتبر الإثنين إن من يدعمون ترشيح أزعور، من دون تسميته، "لا يريدون إيصاله إلى رئاسة الجمهورية، وإنّما يستخدمونه فقط لمنع أن يصل مرشّح المقاومة"، في إشارة الى فرنجية.
وأكد فرنجية في كلمة الأحد أنه سيكون "رئيساً لكل اللبنانيين" برغم تحالفه مع حزب الله وصداقته مع الرئيس السوري بشار الأسد. ووجه انتقادات لاذعة الى معارضي ترشيحه، الذين يصفونه بـ"مرشّح الممانعة" في إشارة إلى حزب الله.
وقال في كلمة "اذكرّهم في 2016 دعموا مرشّح الممانعة الرئيس ميشال عون".
في عام 2016، وصل عون إلى رئاسة الجمهورية بعد عامين ونصف العام من شغور رئاسي واستناداً الى تسوية سياسية بين الحزب وخصومه. وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في آذار/مارس بأن حزبه وحلفاءه عطلوا حينها النصاب حتى انتخاب عون.
وبينما يبدو الملف اللبناني غائباً عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي، تقود فرنسا، بلا جدوى، منذ أشهر حراكاً لتسريع انتخاب رئيس.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر إن بلادها تدعو لبنان إلى أخذ جلسة الأربعاء "على محمل الجد واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة". وأكدت "الأولوية التي توليها الدبلوماسية الفرنسية" لحل الأزمة في لبنان.
من جهته، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "نعتقد أنّه طالما لم يتمّ انتخاب رئيس، فيجب على البرلمان الاستمرار إلى حين إنجاز المهمّة".
وتحذر واشنطن من أن الإدارة الأمريكية تدرس فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين لاستمرارهم في عرقلة انتخاب رئيس جديد وتقول إن حالة الشلل لن تؤدي إلا إلى تفاقم أزمة البلاد.
ومنذ أشهر، تدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، في وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، ويشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة من أجل تقديم دعم مالي.
ويمكن للانقسام الحاد بين القوى السياسية أن يمهّد الطريق وفق بيطار "أمام مفاوضات ستصل في نهاية الأمر إلى حلّ الرجل الثالث، وانتخابات يمكن أن تُعدّ مسبقاً على غرار معظم الانتخابات السابقة في تاريخ لبنان".
الانزلاق المتواصل في الازمات
من جهته قال السياسي المسيحي البارز في لبنان جبران باسيل إنه لا يمكن لأي فصيل تجاوز مسيحيي البلاد فيما يتعلق باختيار رئيس لبنان الجديد، في إشارة على ما يبدو إلى جماعة حزب الله القوية المسلّحة عشية جلسة برلمانية تهدف إلى اختيار رئيس جديد للبلاد.
وتدعم جماعة حزب الله وحركة أمل، وهما فصيلان شيعيان، السياسي المسيحي سليمان فرنجية، بينما أعلن التيار الوطني الحر الذي يتزعمه باسيل وأحزاب مسيحية أخرى ونواب مستقلون دعمهم لمسؤول صندوق النقد الدولي ووزير المالية السابق جهاد أزعور.
وأثار الانقسام اتهامات لحزب الله وحركة أمل بأنهما يمليان اسم الرئيس المقبل، وهو المنصب المخصص لمسيحي ماروني في ظل نظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان.
وقال باسيل في تصريحات بثها التلفزيون "لا أحد يستطيع أن يتخطّى المكوّن المسيحي باستحقاق مفصلي مثل رئاسة الجمهورية".
وطلب من حزب الله وحركة أمل التوقف عن محاولة إقناع نواب التيار الوطني الحر بعدم التصويت لصالح أزعور.
وأدت الانقسامات العميقة في لبنان إلى ترك البلاد بدون رئيس منذ أكتوبر تشرين الأول، مما زاد الشلل السياسي في بلد يواجه بالفعل واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم.
وتكشف المواجهة عن الانقسامات العميقة في لبنان مع قيام حزب الله الذي يمتلك ترسانة أسلحة بحشد قوته السياسية في مواجهة مسعى جهاد أزعور لشغل المقعد الرئاسي، واستمرار الجماعة في حملتها لدعم حليفها سليمان فرنجية.
وقال سياسي بارز متحالف مع حزب الله لرويترز "سنعرقل (المحاولة) وسيرى الجميع ذلك"، مضيفا أن لبنان سيواجه حينها "أزمة مفتوحة".
ويقول مسؤولو حزب الله إن الجماعة وحلفاءها يمارسون حقهم الدستوري في عرقلة انتخاب أزعور.
يسلط الصراع الضوء على الفرص الضئيلة لانتخاب رئيس للبلاد قريبا، مما يدفع لبنان لمزيد من الانجراف بعيدا عن أي خطوات نحو معالجة الانهيار المالي المدمر الذي تُرك ليتفاقم منذ عام 2019.
ومع تخصيص منصب الرئاسة لمسيحي ماروني، فإن المواجهة تنذر كذلك بتفاقم التوتر الطائفي إذ يحتشد أكبر حزبين مسيحيين في لبنان جهودهما خلف أزعور بينما يعارضه حزب الله الشيعي وحليفته حركة أمل الشيعية.
ومع تعمق الانقسامات السياسية ومعاناة الدولة من أسوأ أزماتها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، يقول محللون إن التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء ربما يتطلب الآن نوعا من التدخل الأجنبي الذي نجح في الماضي في فرض التسوية عليهم.
تحت الهجوم
بامتلاكه ترسانة أسلحة تنافس ما يملكه الجيش الوطني للبلاد، فإن حزب الله هو أقوى فصيل في لبنان منذ فترة طويلة ويستخدم قوته لحماية مصالحه ومصالح حلفائه، وشمل ذلك المساعدة في وقف تحقيق في انفجار هائل وقع في مرفأ بيروت عام 2020.
لكن نفوذ الجماعة في البرلمان، حيث يتم تقسيم 128 مقعدا بالتساوي بين الجماعات المسيحية والمسلمة، تعرض لضربة في العام الماضي عندما خسرت الجماعة وحلفاؤها الأغلبية.
وتصنف الولايات المتحدة حزب الله جماعة إرهابية.
يصف حزب الله أزعور بأنه "مرشح مواجهة وتحد"، في إشارة إلى دوره عندما عمل وزيرا في حكومة دعمها الغرب والسعودية بقيادة فؤاد السنيورة والتي خاضت صراعا سياسيا مع حزب الله وحلفائه قبل 15 عاما.
وبلغ ذلك الصراع على السلطة أوجه خلال حرب أهلية قصيرة عام 2008 سيطر خلالها حزب الله على أجزاء من بيروت.
وقال النائب عن حزب الله حسن فضل الله لمؤيدين الأسبوع الماضي "مرشح المواجهة لن يصل إلى بعبدا"، في إشارة إلى القصر الرئاسي.
وصعَّد مفتي لبنان الشيعي أحمد قبلان من لهجته ضد أزعور يوم الأحد دون أن يسميه قائلا "رئيس بختم أمريكي ممنوع".
نشرت جريدة الأخبار المؤيدة لحزب الله نبأ ترشح أزعور في الثالث من يونيو حزيران مع صورة تظهره في نفس الإطار مع الوزير السابق محمد شطح الذي كان مستشارا لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري واغتيل عام 2013.
واتهم الحريري في ذلك الوقت حزب الله بالمسؤولية عن قتله بينما نفت الجماعة أي دور لها في ذلك.
وقال مصدر في الجريدة إنها سحبت الصورة من موقعها على الإنترنت بعد أن اعتبرها منتقدون بمثابة تهديد لأزعور، نافيا أن تكون مقصودة على هذا النحو.
أدانت محكمة مدعومة من الأمم المتحدة ثلاثة من أعضاء حزب الله غيابيا في قضية اغتيال رفيق الحريري، والد سعد ورئيس الوزراء الأسبق عام 2005.
ونفى حزب الله أي دور له في اغتيال الحريري.
وقال رئيس تحرير جريدة الأخبار إبراهيم الأمين في مقال نشر في التاسع من يونيو حزيران إن هناك محاولة جديدة جارية لعزل حزب الله وشبه أزعور بالسنيورة، قائلا إنه وافق على أن يكون فتيلا لانفجار.
وقال أزعور (57 عاما) إن ترشيحه ليس المقصود به أن يكون تحديا لأحد. وقال في بيان "ترشيحي هو دعوة إلى الوحدة وكسر الاصطفافات والبحث عن الجوامع المشتركة في سبيل الخروج من الأزمة".
مشكلة نظام
اكتسب ترشيح أزعور زخما عندما أيده جبران باسيل، الحليف المسيحي لحزب الله، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها مدفوعة بمعارضته لفرنجية وطموحاته الخاصة.
كما يحظى أزعور بدعم حزب القوات اللبنانية المسيحي المناهض لحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة عائلة جنبلاط الدرزية وبعض النواب السنة.
لكن مع استمرار الشكوك حول نجاح فرصه، يتساءل مراقبون عما إذا كان بعض أنصار أزعور يحاولون استغلال ترشيحه لحمل حزب الله على التخلي عن فرنجية والبدء في محادثات لإيجاد حل وسط.
وفرنجية (57 عاما) سليل عائلة سياسية مسيحية عريقة وهو صديق للرئيس السوري بشار الأسد، وسبق أن وصف ترسانة الأسلحة الخاصة بحزب الله بأنها ضرورية للدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل.
وتدعو حكومات دول أجنبية ذات نفوذ في لبنان، ومنها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا وإيران، إلى انتخاب رئيس جديد. والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفرنجية في أبريل نيسان، وهو ما اعتبره كثيرون في لبنان بمثابة تأييد له رغم أن باريس لم تعلن ذلك.
يتوقع كثيرون في بيروت أن تحسن العلاقات بين السعودية وإيران سيؤتي ثماره في نهاية المطاف في لبنان من خلال المساعدة في صياغة اتفاق حول رئيس البلاد.
لكن مصادر سياسية في بيروت تقول إنها لم تشعر بعد بأي تأثير لعودة الدفء إلى العلاقات السعودية الإيرانية إذ يبدو أن لبنان يمثل أولوية ثانوية قياسا إلى أولويات أخرى، لا سيما اليمن.
في غضون ذلك، يثير هذا الجمود تساؤلات جديدة حول مستقبل النظام السياسي الذي أسسه اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية.
وقال سامي عطا الله المدير المؤسس لمبادرة سياسات الغد إن مشكلة لبنان تتمثل في أن النظام السياسي بعد اتفاق الطائف غير قادر على انتخاب رئيس أو حتى تعيين رئيس وزراء لإجراء إصلاح فعلي لأن النخبة الحاكمة لديها مصلحة كبيرة في أن يظل الوضع الراهن على ما هو عليه.
المرشحون لشغل منصب الرئاسة الشاغر
لا يتمتع أي من الأسماء الرئيسية المطروحة حاليا بدعم واسع بما يكفي لانتخابه. وتشترط اللوائح أن يحضر الجلسة ثلثا نواب البرلمان البالغ عددهم 128 نوابا من أجل المضي قدما، مما يعني أن ثلث البرلمانيين يمكنهم أن يفسدوا التصويت بعدم حضورهم.
وفيما يلي قائمة بالأسماء الرئيسية المرشحة للمنصب:
- جهاد أزعور
تقلد أزعور منصب وزير المالية من قبل، لكنه يشغل منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي منذ 2017.
وحظي أزعور بترشيح عدد من الأحزاب، أبرزها أكبر حزبين مسيحيين في لبنان هما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اللذان على خلاف بشأن عدد من القضايا الأخرى. كما يحظى أزعور بدعم الحزب التقدمي الاشتراكي، وهو أكبر حزب درزي بقيادة وليد جنبلاط.
وفي أول تعليق له على ترشيحه، قال أزعور إن ترشيحه هو "دعوة إلى الوحدة".
وشغل أزعور (57 عاما) منصب وزير المالية في الفترة من 2005 إلى 2008 وهي الفترة التي شهدت صراعا سياسيا بين حكومة مدعومة من الغرب والسعودية ضد خصوم متحالفين مع دمشق بقيادة جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران.
وفي الوقت ذاته، وصفت جماعة حزب الله أزعور بأنه "مرشح مواجهة وتحد"، في إشارة إلى دوره الوزاري خلال الأزمة السياسية التي بلغت ذروتها بنزاع مسلح في 2008 وسيطرة حزب الله المسلح تسليحا قويا على جزء كبير من بيروت.
لكن زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المعارض لحزب الله وصف أزعور بأنه محايد وأن المرشح اللبناني يحتاج إلى إجراء إصلاحات لمعالجة الأزمة المالية.
وخلال فترة ولاية أزعور في صندوق النقد الدولي، توصل الصندوق إلى اتفاق تمويل مبدئي مع بيروت بقيمة ثلاثة مليارات دولار واشترط بعض الإصلاحات التي فشلت الحكومة في تنفيذ معظمها.
- سليمان فرنجية
هو سليل عائلة لبنانية لها باع طويل في السياسة ويُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه رئيس محتمل وكان قريبا على ما يبدو من الظفر بالمنصب في 2016 قبل أن يذهب المنصب إلى عون ضمن اتفاق سياسي بين عدد من الأحزاب.
وداعموه الرئيسيون هذه المرة هما حزب الله وحركة أمل التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويرتبط فرنجية (57 عاما) بعلاقة صداقة قوية مع الرئيس السوري بشار الأسد.
ووصف فرنجية، وهو أحد حلفاء حزب الله المقربين، ترسانة الجماعة بأنها ضرورية للدفاع عن لبنان من إسرائيل وأبدى اعتراضه على قدرات الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة. ويقول منتقدوه إن علاقاته الوثيقة مع حزب الله سبب رئيسي لمعارضة ترشيحه.
ودخل فرنجية ميدان السياسة في وقت مبكر من حياته بعد مقتل والديه وشقيقته على أيدي ميليشيا مسيحية في 1978 داخل منزلهم في شمال البلاد ضمن صراع بين المسيحيين على صدارة المشهد خلال الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990.
كما كان فرنجية أحد أعمدة النظام الذي هيمنت عليه دمشق وحكم لبنان لمدة 15 عاما بعد الحرب، إلى أن اضطرت سوريا للانسحاب في 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري. وحزبه "المردة" هو أحد أصغر الأحزاب المسيحية في لبنان.
- جوزيف عون
رغم أن التوقعات تشير إلى أن جلسة البرلمان ستضع فرنجية وأزعور في مواجهة بعضهما، ينظر البعض إلى قائد الجيش جوزيف عون بوصفه مرشحا ثالثا محتملا.
وتقلد بعض القادة العسكريين في السابق منصب الرئاسة في عدة مناسبات، منها ما حدث عام 2008 عندما أصبح ميشال سليمان رئيسا للدولة في إطار صفقة لإنهاء الأزمة السياسية.
ويقود عون الجيش المدعوم من الولايات المتحدة منذ عام 2017، وهي الفترة التي شهدت فيها البلاد بوادر الأزمة المالية على الغالب. وفي عام 2021، حذر عون من أن الانهيار سيؤدي حتما إلى انهيار جميع مؤسسات الدولة، بما في ذلك الجيش اللبناني الذي يعد العمود الفقري للبلد.
وبوصفه قائدا عسكريا محنكا، انتقد عون السياسيين الذين تقلدوا المناصب الحاكمة في البلاد بسبب الانهيار، قائلا إن الجنود كانوا يعانون من الجوع شأنهم شأن بقية اللبنانيين وتوجه بسؤال للسياسيين قائلا "ماذا تنوون أن تفعلوا؟"
وبعد وقت قصير من توليه قيادة الجيش في عام 2017، أدار عون المعركة التي أدت إلى هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود بين سوريا ولبنان. وقد نالت العملية العسكرية إشادة السفير الأمريكي في ذلك الوقت، الذي قال إن الجيش قام بعمل ممتاز.
وسبق أن عبر جعجع عن دعمه لعون كرئيس محتمل، ونسب إليه الفضل في إدارة الجيش بصورة جيدة والعمل كرجل دولة.
لكن آخرين يعارضون ترشحه، ومنهم السياسي المسيحي البارز جبران باسيل الذي اتهمه في وقت سابق من هذا العام بأنه "يأخذ بالقوة صلاحيات وزير الدفاع" والضلوع في قضايا فساد. وردا على ذلك قال عون إنه مستعد لخرق القانون للحفاظ على قواته في حالة جيدة وتعزيزها بكل ما تحتاجه من أجل إنجاز المهام الموكلة إليها.
اضف تعليق