في الوقت الذي أكد فيه تقرير أممي أن عدد سكان العالم تجاوز حاجز 8 مليارات شخص، تشير تقارير مختلفة أن المجتمع الصيني بدأ يعاني من آثار سياسة الطفل الواحد ما جعله يتجه إلى مرحلة الشيخوخة، ترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية إذ أن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل...
في الوقت الذي أكد فيه تقرير أممي أن عدد سكان العالم تجاوز حاجز 8 مليارات شخص، تشير تقارير مختلفة أن المجتمع الصيني بدأ يعاني من آثار سياسة الطفل الواحد ما جعله يتجه إلى مرحلة الشيخوخة، ترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية إذ أن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية.
أفاد تقرير أممي أن عدد سكان العالم تجاوز عتبة ثمانية مليارات اليوم (الثلاثاء 15 نوفمير/ تشرين الثاني 2022) بحسب تقديرات شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن "هذه العتبة فرصة للاحتفال بالتنوع والتطوّر مع مراعاة المسؤولية المشتركة للبشرية تجاه الكوكب".
وترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية إذ أن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية. كما أن الأمر يأتي ثمرة لارتفاع معدلات الخصوبة، خصوصاً في بلدان العالم الأكثر فقراً، ومعظمها في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، ما يعرّض أهداف التنمية إلى الخطر.
وفاقم النمو السكاني التداعيات البيئية للتنمية الاقتصادية. لكن فيما يخشى البعض من أن يتجاوز عدد ثمانية مليارات نسمة إمكانيات الكوكب، يشير معظم الخبراء إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في الاستهلاك المفرط للموارد من قبل الأشخاص الأكثر ثراء.
زيادة بمليار نسمة في 12 عاما
كشفت تقديرات شعبة السكان التابعة للأمم المتحدة أن عدد سكان العالم يتجاوز اليوم عتبة 8 مليارات نسمة، وسط مخاوف من انعكاسات سلبية على موارد الكوكب، وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "هذه العتبة فرصة للاحتفال بالتنوع والتطوّر مع مراعاة المسؤولية المشتركة للبشرية تجاه الكوكب".
وترجع الأمم المتحدة النمو السكاني إلى تطور البشرية؛ إذ إن الناس باتوا يعمّرون أكثر بفضل تحسن خدمات الصحة العامة والتغذية والنظافة الشخصية والأدوية، وأوضح غوتيريش، في مقال له، أورده موقع الأمم المتحدة، أن هناك مليارات من الناس يكابدون المشاق، ومئات الملايين يواجهون الجوع بل المجاعات.
وأضاف أن هناك أعدادا لم يسبق لها مثيل تنتقل بحثا عن الفرص، وسعيا للتخفيف من أعباء الديون، ووطأة المصاعب والحروب والكوارث المناخية، غير أنه أكد في هذا الصدد إيمانه بجدوى الإبداع البشري والتضامن الإنساني، وحسب غوتيريش، فإن الأمر يأتي ثمرة لارتفاع معدلات الخصوبة، خصوصا في بلدان العالم الأكثر فقرا، ومعظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك يعرّض أهداف التنمية للخطر.
وإذا كان استغرق نمو سكان العالم من 7 إلى 8 مليارات 12 عاما، سيستغرق الأمر نحو 15 عاما حتى يبلغ عددهم 9 مليارات، وفقا للأمم المتحدة، وبينما عبر بعض الخبراء عن خشيتهم من أن يتجاوز عدد 8 مليارات نسمة إمكانات الكوكب، يشير معظم الخبراء إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في الاستهلاك المفرط للموارد من قبل الأشخاص الأكثر ثراء.
كيف تحكمت الصين في نموها الديمغرافي؟
وفيما يتزايد عدد سكان العالم، إلا أنه وفي الصين - البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان - تتناقص الأرقام، فعلى مدى عقود، حاولت الصين السيطرة على النمو السكاني. وحتى عام 2016، كان يُسمح لكل زوجين بإنجاب طفل واحد فقط فيما عرف باسم "سياسة الطفل الواحد". لكن الصين تجاوزت الهدف بهذه السياسة، ما جعل عدد السكان يتقلص شيئاً فشيئاً ليتقدم المجتمع الصيني في السن ببطء.
تأثيرات سلبية لسياسة الطفل الواحد
لكن يي فوكسيان أستاذة التوليد وأمراض النساء بجامعة ويسكونسن ماديسون في الولايات المتحدة ترى أن الصين سوف تتقدم في العمر قبل أن تصبح دولة رفاه، ويضيف: "قبل عامين، كان لكل شخص يبلغ من العمر 65 عاماً أو أكثر خمسة عمال".
وبحلول عام 2035 - حسب قولها - سيكون هذا المتوسط 2.4 فقط، وبحلول عام 2050 سيكون العدد 1.6 عامل فقط. وهذا يعني أن الإنفاق على الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي في الصين سيرتفع، كما أن الدين الحكومي سيرتفع أيضاً.
وتؤكد البروفيسورة يي أن عدم تمكن الرجال الصينيين من العثور على زوجات في المستقبل القريب هو أمر يهدد الاستقرار الاجتماعي للبلاد ويؤدي إلى الاغتصاب والاتجار بالنساء. وتضيف: "يُجبر العديد من الرجال في الصين على الزواج من نساء من دول مجاورة مثل ميانمار وفيتنام ولاوس. وبالتالي، يتم تصدير النقص في النساء إلى البلدان المجاورة"، بحسب ما نشر موقع صحيفة تاغس شاو الألمانية.
ويرى خبراء في الاقتصاد أنه مع تقلص عدد سكان الصين، لن يكون الاقتصاد قادراً على النمو بنفس القوة، بل إن نظام الرعاية الصحية يواجه أزمة، حيث سيرتفع عدد المرضى المسنين دون وجود دماء جديدة في المجتمع كافية لتعويض عدد المسنين.
من أجل ذلك، تحاول الصين مواجهة هذا الأمر منذ بضع سنوات من خلال تحفيز الأزواج على إنجاب المزيد من الأطفال. ففي العام الماضي، سمحت الدولة وقيادة الحزب الشيوعي بإنجاب بطفل ثالث. لكن الكثيرين لا يريدون أكثر من طفل واحد أو لا يستطيعون تحمل أكثر من طفل لأن التعليم والسكن مكلفان للغاية في الصين، وبسبب عمليات الإجهاض الانتقائي للإناث والشائعة لعقود حيث تكون الأفضلية للأبناء الذكور، يتوقع وجود 40 مليون رجل غير متزوج بسبب سياسة الطفل الواحد وتراجع عدد الإناث.
اضف تعليق