يموج مستقبل الاتفاق النووي ما بين جدل المصادقة أو عدم المصادقة عليه من لدن كل من البرلمان الايراني الذي يمثل غالبيته الجبهة المتشددة في ايران، والكونغرس الذي يمثل غالبيته من الجبهة المتشددة في امريكا، الساعين الى عرقلة اتفاق إيران النووي، مما يمهد لصدوع مستمرة في رحلة ما بعد الاتفاق النووي.
فقد شكك المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، في مستقبل الاتفاق النووي، معتبرا إياه "ليس واضحا". كما هاجم مرة أخرى الولايات المتحدة، واتهمها بالسعي إلى "التسلل" لإيران عبر الاتفاق.
لكن هذا الامر يناقض ما عبر به قائد الجيش الإيراني وهو حليف مقرب للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي عن تأييد للاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده مع القوى العالمية مما يمثل دعما مهما للاتفاق الذي يواجه معارضة قوية من المتشددين.
أما في الولايات المتحدة، يتوقع أن يرفض الكونغرس الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون الاتفاق، إلا أن الرئيس باراك أوباما سيستخدم حقه في تعطيل ذلك. وسيحتاج معارضو الاتفاق إلى أغلبية الثلثين لتجاوز ذلك، وهو أمر غير مرجح.
لذا يرى الكثير من المحللين أن هناك ثمة انقسامات عميقة داخل الجهات الحاكمة في كل من ايران وأمريكا عن تعاون كل جانب مع الجانب الآخر. وتتباين رؤى واشنطن وطهران بشدة فيما يتعلق بمستقبل الاتفاق النووي. كما أن الشك يهيمن على الطرفين بعد 36 عاما من قيام الثورة الايرانية.
بينما يرى بعض المحللين انه على الرغم من العقبات التي تضعها السلطات المتشددة في ايران وامريكا أمام قرارات السلطات المعتدلة في واشنطن وطهران، الا انه بات من الواضح نجاح السلطات البراغماتية في الحفاظ على الاتفاق النووي في المستقبل، وهذا ما يخشاه المتشددين كونه يؤثر على السياسية الداخلية في البلدين وقد يكون عاملاً في سحب بساط الحكم من تحتهم وتوجيه ضربات سياسية تحت الحزام، لذا توقع اغلب المحللين بنشوب معارك سياسية حيوية بين المعتدلين والمتشددين في المستقبل القريب.
خامنئي يشكك في مستقبل الاتفاق النووي
من جهته صرح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أن مستقبل الاتفاق النووي "ليس واضحا"، إذ أن المصادقة عليه في إيران كما في الولايات المتحدة ليست مؤكدة، من جهة أخرى، هاجم خامنئي، الذي يعود إليه القرار الأخير في الملف النووي، من جديد الولايات المتحدة التي اتهمها بالسعي إلى "التسلل" إلى إيران عبر الاتفاق النووي.
وقال خامنئي إن الولايات المتحدة "تعتقد أنها ستجد بالاتفاق وسيلة للتسلل إلى البلاد. لن نسمح بأي تدخل سياسي أو ثقافي. وبكل قوانا -- الكبيرة بفضل الله -- سنقاوم هذا التدخل"، واتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى "التدخل في المنطقة حيث لديها أهدافها الخاصة: يريدون تقسيم العراق وسوريا لكن بعون الله لن يحصل ذلك لن نسمح بذلك"، وقال خامنئي أمام ممثلين عن العالم الإسلامي إن "مصير الاتفاق ليس واضحا إذ لا أحد يعرف ما إذا كانت ستتم المصادقة عليه هنا أو في الولايات المتحدة". بحسب فرانس برس.
وكان عباس عرقجي، أحد المفاوضين الرئيسيين الإيرانيين ويشغل مهمة نائب وزير الخارجية، أعلن مؤخرا أن تصويت البرلمان غير ضروري. وأضاف "ليس في مصلحة البلاد أن يتدخل مجلس الشورى للمصادقة على الاتفاق"، لكنه أكد لاحقا أنه مستعد "لكل الفرضيات".
في الولايات المتحدة، يتوقع أن يرفض الكونغرس الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون الاتفاق، إلا أن الرئيس باراك أوباما سيستخدم حقه في تعطيل ذلك. وسيحتاج معارضو الاتفاق إلى أغلبية الثلثين لتجاوز ذلك، وهو أمر غير مرجح.
وكان المرشد الأعلى أكد أنه لن يغير سياسة بلاده حيال الولايات المتحدة، العدو اللدود لإيران التي قطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ 1980.
وقال خامنئي إن إيران ستواصل سياستها حيال إسرائيل، مؤكدا أن "إيران تدعم المقاومة في المنطقة خصوصا المقاومة الفلسطينية وكل الذين يحاربون إسرائيل وستدعم كل الذين يهاجمون النظام الصهيوني"، ولا تعترف إيران بإسرائيل، وتدعم حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
أوباما يحذر من مخاطر فشل اتفاق إيران على إسرائيل
من جهته نقل زعيم يهودي أمريكي عن الرئيس باراك أوباما قوله إن الصواريخ كانت ستسقط على تل أبيب لو أن الاتفاق النووي مع إيران تعثر وأعقب ذلك عمل عسكري، قال غريغ روزينباوم أحد زعماء اليهود الذين التق أوباما في البيت الأبيض أمس (الثلاثاء الرابع من آب / أغسطس 2015)، لراديو إسرائيل إن الرئيس تحدث بالتفصيل عما كان سيعنيه اللجوء للخيار العسكري وضرب المنشآت النووية الايرانية في حالة رفض الاتفاق بين طهران والقوى العالمية الست. بحسب رويترز.
ونقل روزينباوم وهو عضو في المجلس الوطني اليهودي الديمقراطي عن أوباما قوله خلال الاجتماع "قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري يستهدف منشآت إيران النووية لن يدفعها إلى الدخول في حرب شاملة مع الولايات المتحدة، بل سترون المزيد من الدعم للإرهاب. سترون صواريخ حزب الله تسقط على تل أبيب." وذكر روزينباوم "هذا ما قال إنه كان سيحدث لو أن الولايات المتحدة شنت ضربة عسكرية على إيران".
من جهته، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مجددا - في حديث عبر الإنترنت نظمته جماعات يهودية في أمريكا الشمالية - وجهة نظر إسرائيل بأن الاتفاق النووي ليس كافيا للحد من المشاريع النووية الإيرانية التي تنطوي على إمكانية تصنيع قنبلة نووية.
قائد الجيش الايراني يعلن تأييده للاتفاق النووي
من جانبه عبر قائد الجيش الإيراني وهو حليف مقرب للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي عن تأييده للاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده مع القوى العالمية مما يمثل دعما مهما للاتفاق الذي يواجه معارضة قوية من المتشددين.
وكان الاعضاء المحافظون بالبرلمان الإيراني وقائد قوات الحرس الثوري محمد علي جعفري انتقدوا بشدة الاتفاق قائلين انه يقوض القدرات العسكرية للجمهورية.
ولم يعلن الزعيم الأعلى موافقته أو رفضه للاتفاق لكنه طالب المسؤولين والخبراء باتخاذ الاجراءات القانونية لضمان عدم خرقه من الجانب الاخر قائلا إن بعض القوى العالمية المشاركة في الاتفاق ليست أهلا للثقة. بحسب رويترز.
وسرد الميجر جنرال حسن فيروز ابادي 16 "ميزة" للاتفاق الذي وقعته إيران في فيينا في يوليو تموز دون ذكر اي تفاصيل عن العيوب، ونقلت وكالة فارس للأنباء عن فيروز ابادي قوله "القوات المسلحة لديها اكبر المخاوف من تأثير الاتفاق على القدرات العسكرية لإيران...لكن هذا الاتفاق وقرار مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بهما الكثير من المزايا التي يتجاهلها المنتقدون"، ولاقى الاتفاق معارضة من المتشددين في الولايات المتحدة وإيران.
وقال فيروز ابادي "تغيرت لهجة قرار مجلس الامن مقارنة بالقرارات السابقة. فيما يتعلق بأنشطة ايران الصاروخية لم يأمر (القرار) ايران بل طلب امتثالها فحسب" في اشارة إلى قرار دولي أقر في اعقاب الاتفاق.
ولم تعرف اي تفاصيل عن الاجراءات التي ستتبعها ايران للتصديق على الاتفاق. ومهما كان الدور اللاحق للبرلمان أو مجلس الأمن الوطني فإن الاتفاق يجب ان ينال موافقة خامنئي الذي يمثل أعلى سلطة في البلاد.
الحاخامات يدعمون الاتفاق
من جهة أخرى أكد مئات الحاخامات الأمريكيين في رسالة إلى أعضاء الكونغرس دعمهم للاتفاق النووي مع إيران. وحضوا في الرسالة أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب على المصادقة على هذا الاتفاق، وجه 340 حاخاما يهوديا أمريكيا رسالة إلى أعضاء الكونغرس يحضونهم فيها على دعم الاتفاق النووي الدولي مع إيران، في مؤشر على انقسام الطائفة اليهودية الأمريكية حيال الاتفاق التاريخي المثير للجدل. بحسب فرانس برس.
والحاخامات هم من مختلف التيارات، من المحافظين والإصلاحيين وكذلك من الحركات اليهودية التقدمية، بحسب متحدث، وجاء في الرسالة التي كتبها 340 حاخاما ووزعتها منظمة "أمينو" الخيرية التقدمية اليهودية "نحض أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب على المصادقة على هذا الاتفاق"، وأضافوا "نحن قلقون للغاية من الانطباع بأن قيادة المجتمع اليهودي الأمريكي متحدة في معارضتها لهذا الاتفاق (..) فنحن مع قادة آخرين من اليهود ندعم تماما هذا الاتفاق النووي التاريخي".
ويعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتفاق بشدة. ويقول إنه لن يمنع إيران من السعي للحصول على أسلحة نووية يمكن استخدامها لاستهداف الدولة العبرية، وينقسم المجتمع اليهودي بشأن الاتفاق، حيث تؤيده مجموعة "جاي ستريت" التقدمية، بينما تعارضه اللجنة اليهودية الأمريكية وكذلك لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك) التي تتمتع بنفوذ، وتردد أنها تنفق أكثر من 20 مليون دولار على حملة لمعارضة الاتفاق.
وبين الحاخامات الموقعين على الرسالة، 49 من نيويورك التي يمثلها في مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر الذي أعلن في وقت سابق من الشهر أنه سيعارض الاتفاق عند التصويت عليه في الكونغرس في أيلول/سبتمبر، ويتوقع أن يصدر الكونغرس قرارا يعارض الاتفاق في أيلول/سبتمبر، إلا أن الرئيس باراك أوباما سيعترض على القرار، رغم أن الكونغرس يمكن أن يتجاوز هذا الاعتراض ويلغي الاتفاق مع إيران إذا صوت بغالبية الثلثين في المجلسين.
يران تتهم الغرب بإثارة "مزاعم كاذبة" حول موقع بارشين
على صعيد مختلف وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتهامات بأن بلاده تقوم بأنشطة في موقع بارشين العسكري بأنها "أكاذيب" أطلقها معارضون لاتفاق نووي مهم توصلت إليه بلاده مع القوى الست الكبرى الشهر الماضي. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية اليوم السبت عن ظريف قوله "نقول إن الأنشطة في بارشين لها علاقة بأعمال طرق." وأضاف "نشر (معارضو الاتفاق) هذه الأكاذيب من قبل. هدفهم هو تدمير الاتفاق". بحسب وكالة الانباء الالمانية.
وشكك معهد بحثي أمريكي بارز أمس الجمعة في تفسير إيران للنشاط في الموقع والذي ظهر في صور التقطتها الأقمار الصناعية قائلا إن حركة المركبات ليس لها صلة على ما يبدو بأعمال طرق. وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة دخول موقع بارشين وفقا للاتفاق الذي أعلن عنه يوم 14 تموز/ يوليو بين إيران والقوى العالمية الست ومن بينها الولايات المتحدة، وقال معهد العلوم والأمن الدولي ومقره الولايات المتحدة إن إيران ربما كانت تطهر الموقع قبل أن يدخله مفتشو الوكالة. ونفى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ما قاله المعهد أيضا، ونقلت وكالة فارس للأنباء عن لاريجاني قوله "هذا نزاع مصطنع لتشتيت انتباه العالم. هناك بعض التحركات في بارشين لكن محاولة توسيع هذه الأنشطة لتشمل المنشأة العسكرية وإحداث جلبة بشأنها يشبه الحكاية الخيالية." وأضاف "الإسرائيليون ليسوا سعداء بالاتفاق وسيفعلون أي شيء لوقفه".
اضف تعليق