يرى الكثير من المراقبين انه على الرغم من وجود تنظيم داعش في مناطق لها تماس حدودي مع تركيا، إلا ان الاخيرة ظلت طويلا بمنأى عن الهجمات الإرهابية، فهل تكشف التفجيرات التي ضربت بعض المدن التركية مؤخراً عن توجه جديد لـ ـداعش إزاء أنقرة، أم أن هناك رغبة لإضعاف شوكة الأكراد بذريعة شن حملة عسكرية لمحاربة داعش؟.
وهل تكشف الاحداث الأخيرة تخلي تركيا عن داعش بسبب الضغوط الامريكية، وخسارة اوردغان للاكثرية، ام هناك صفقة جديدة بين تركيا والغرب، ام تغيير قواعد اللعبة في المنطقة؟.
رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) مجموعة من الآراء حول هذا الموضوع، من خلال فقرة شارك برأيك وظهرت آراء متنوعة لمجموعة من المراقبين (من بينهم قراء) للشأن التركي وقد زخرت هذه الآراء برؤى تحليلية اتسمت بالدقة والموضوعية، الى جانب اجراء استطلاع الكتروني تمثل بالسؤال الاتي، هل تدعم تركيا داعش؟، وبالاختيارات الاتية، تدعم، لا تدعم، محايدة، تغض الطرف عن داعش، حيث جاءت نسب التصويت كما يلي بالمرتبة الاولى "تدعم" بنسبة 81%، اما المرتبة الثانية جاءت لخيار تغض الطرف عن داعش وبنسبة 9%، اما خياري محايدة و لا تدعم فحازا على نفس المرتبة والنسبة 5% لكل منها، وتعطي نسبة الاستطلاع آنفة الذكر مؤشرا يجيب عن دور تركيا في الشرق الاوسط برمته.
ونستعرض هنا ابرز آراء المراقبين والقراء حول هذا الموضوع، فقد رأى احد المراقبين ان الكل يتحرك تحت هذا الشعار.. كسر شوكة العنف.. ولكن نلاحظ هناك اطرافا معروفة اقليمية ودولية تصنع العنف وتغذيه بنفسها، والهدف حماية المصالح.
فيما رأى مراقبون آخرون أن تركيا ادركت ان لم تدخل في اللعبة فسوف تخسر كل شيء مطبقة المثل المعروف: ان تدخل متأخرا خير من ان لا تدخل ابدا... خصوصا بعد خسارة اردوغان للانتخابات البرلمانية التي اصبحت عامل ضغط عليه، فرضخ للحتمية الامريكية التي اصبحت تطير بجناحين في الشرق الاوسط هما ايران وتركيا... فهل تدرك السعودية هذا الامر وتدخل هي ايضا في اللعبة كما فعلت تركيا ام تبقى متعنتة؟.
من جهته يرى مراقب متخصص في شؤون الشرق الاوسط انه ليس من السهولة ان تتغير قواعد اللعبة السياسية في الشرق الاوسط، لكن تغير الموقف جاء نتيجة الهجمات الاخيرة وخطر انقلاب داعش على تركيا بعد انتكاستها في العراق وسوريا يضع تركيا على محك الارهاب.
في حين اجاب مراقب آخر حول سؤال رعاية تركيا لداعش، بقوله نعم تركيا ترعى داعش وتدعمها لانها تطمع في ضم شمال سوريا والموصول الى اراضيها لكنها لم تقرأ تطورات الاوضاع في المنطقة فاصبحت داعش وبالا عليها وكما انها فشلت في مشروع الاخوان المسلمين فانها ستفشل في مشروع داعش وتحاول ان تلملم خسائرها.
في حين تساءل احد المراقبين بقوله هناك سؤال مهم ايضا هو لماذا لم تحارب أنقرة داعش من قبل؟، إن عددا كبيرا من أعضاء تنظيم داعش أتراك، وقد يكون لهم دعم ما في وطنهم تركيا. وداعش تقاتل نظام الأسد، في حين أن الحكومة التركية تقول إنها تعارض الإرهاب في كل أشكاله، إلا أنها تمسكت بالقول المأثور وجعلت عدو عدوها صديقا.
بينما مراقب آخر يقول انه على الرغم من العداء بينهما، إلا أن تركيا والأكراد يتمتعان بأهمية كبيرة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. والغارات التي تشنها تركيا على مواقع الأكراد في العراق قد تعيق أجندة واشنطن في الشرق الاوسط.
الى ذلك تراوحت آراء المراقبين على النحو التالي، تركيا أردوغان اخيراً رضخت لأمريكا وبدأت تتخلى عن غرورها، ولا بأس أن تقود هي وايران المنطقة بالنيابة عن أمريكا.
هناك تحرك مرحلي او تكتيكي يتعلق بتغيير في قواعد اللعبة، ولكن الهدف الاصلي او البعيد المدى يبقى حاضرا وموجودا، والهدف الغربي التركي في المنطقة الاقليمية ثابت لا تغيير فيه، لذلك لا أظن ان هناك تغييرا جوهريا في هذه القضية، وانما تلاعب تكتيكي مرحلي لا اكثر.
لذا بدأت معاناة تركيا لأنها اعلنت الحرب على الاكراد وربما ستكون حربا استنزافية لا تحمد عقباها، مما يعني انقلاب السحر على الساحر وان ما يحصل في تركيا هو نتيجة لسياستها الداعمة للإرهاب وايواء الارهابيين، واليوم بدأت تحصد ما صنعت يدها من دمار في الشعوب الاخرى، وعليه باختصار ستشهد تركيا اضطرابات امنية كبيرة وذلك نتيجة رعايتها للإرهابيين على اراضيها بهدف تحقيق اجنداتها لكن صانع السم سيتذوقه لا محال.
اضف تعليق