سيكون أي ائتلاف مناوئ لنتنياهو هشا، وسيحتاج دعما خارجيا من أعضاء عرب في الكنيست يعارضون الكثير من جدول أعمال بينيت الذي يتضمن بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وضم جانب منها. وقال نتنياهو إن تحالفا من هذا القبيل سيكون خطرا على أمن إسرائيل ومستقبلها...
أعلن زعيم اليمين المتطرف الإسرائيلي نفتالي بينيت الأحد دعمه لزعيم المعارضة يائير لابيد، ما يعزز احتمال تشكيل "حكومة تغيير" تنهي حقبة حكم بنيامين نتانياهو الأطول في تاريخ البلاد.
وبات على الوسطي لابيد الحصول على دعم أربعة نواب آخرين فقط لتشكيل ائتلاف قادر على طيّ صفحة حكم نتانياهو. بحسب فرانس برس.
والتكليف الذي حصل عليه لابيد من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ينتهي الأربعاء، وصرّح بينيت مساء الأحد بعد أسابيع من الغموض حول نواياه، "أعلن أنني سأقوم بكل ما هو ممكن لتأليف حكومة وحدة مع صديقي يائير لابيد".
وأضاف في خطاب متلفز "في لحظات الحقيقة هذه، عليك أن تعرف كيف تتحمل المسؤولية"، متابعا "لدي خلافات مع يائير لكننا نتشارك حبّ هذا البلد". ويباشر الحزبان مساء مفاوضات لانجاز اتفاقهما، وفق ما اعلنا في بيان.
وقال ايضا ان "اليسار يقوم بتسويات ابعد من ان تكون سهلة، حين يطلب مني ان اكون رئيسا للوزراء".
من جهته، اعتبر نتانياهو في خطاب متلفز أن "هذه الحكومة ستكون خطرا على أمن دولة اسرائيل. إنها (عملية) احتيال القرن".
ولتشكيل حكومة، على يائير لبيد زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) ضمان دعم 61 نائبا. وقبل إعلان بينيت دعمه، نجح لبيد في جمع تأييد من اليسار والوسط وحزبين من اليمين (51 نائبا).
وحصل بينيت زعيم حزب "يمينا" على سبعة مقاعد في البرلمان في انتخابات 23 آذار/مارس الرابعة خلال عامين. لكن أحد أعضاء الكنيست من حزبه أعرب عن رفضه للتعاون مع المعسكر المناهض لنتانياهو.
هذا يعني ستة مقاعد إضافية، لكن لا يزال يتعيّن على المعسكر الداعي لإنهاء حكم نتانياهو جمع أربعة مقاعد أخرى، وهو يعوّل على حزبي عرب إسرائيل اللذين لا تزال مواقفهما ضبابية.
استبدال نظام نتانياهو
بعد أسابيع خيّم عليها 11 يوما من الحرب ضد حركة حماس الفلسطينية التي تحكم قطاع غزّة المحاصر من إسرائيل، إضافة إلى التوتر في القدس الشرقية المحتلة والصدامات في المدن المختلطة داخل الدولة العبرية، أعاد يائير لابيد الجمعة اقتراح تشكيل "حكومة وحدة وطنيّة" معربا عن أمله في تشكيل ائتلاف يتبنى شعارات "نحن هنا معا، كفاحنا مشترك، هذا البلد مسؤوليتنا جميعا".
وردّ بنيامين نتانياهو على ذلك صباح الأحد بدعوة بينيت وجدعون ساعر الذي يتزعم حزبا يمينيا صغيرا، إلى "القدوم على الفور" لبدء نقاشات حول تشكيل ائتلاف حكومي يتناوب ثلاثتهم على رئاسته بدءا بساعر ثم نتانياهو وانتهاء ببينيت.
ساعر المنتمي سابقا إلى حزب الليكود، قال عبر تويتر إنه ليس مهتما بدعوة نتانياهو وأعلن تمسّكه بمشروعه من أجل "استبدال نظام نتانياهو".
قبل 25 عاما (29 أيار/مايو 1996)، فاز نتانياهو على زعيم حزب العمل شمعون بيريز ليصير رئيس وزراء لثلاثة أعوام، ثم عاد إلى رأس السلطة عام 2009 ولم يغادرها مذاك.
ويحاكم نتانياهو بتهم "فساد"، وهو أول رئيس حكومة يلاحق قضائيا أثناء توليه المنصب.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأكثر انتشارا توقعت الأحد انضمام نفتالي بينيت إلى المعسكر المناهض لنتانياهو، لكنها قالت إن "سحابة من الشكّ ستظل مخيمة حتى آخر لحظة".
أما صحيفة "إسرائيل هايوم" المجانية الداعمة لليمين، فقد دانت محاولة "انقلاب" لوضع نهاية لحكم نتانياهو بدعم من "ممثلي حماس"، ويبدو ذلك هجوما غير مباشر على "القائمة العربية الموحدة" التي يقودها منصور عباس وتحظى بأربعة نواب في البرلمان ومن المحتمل أن تدعم تحالف لبيد.
وفي حال فشل المعسكر المناهض لتنانياهو في تشكيل حكومة، يمكن أن يطلب 61 نائبا من رئيس الدولة تكليف عضو برلمان برئاسة الحكومة.
اما السيناريو الثاني يخشاه الناخبون فهو الدعوة لانتخابات جديدة ستكون الخامسة خلال عامين ونيف.
وبموجب اتفاق مرتقب لتقاسم السلطة، سيحل بينيت محل نتنياهو (71 عاما) رئيسا للوزراء على أن يفسح المجال لاحقا للابيد في اتفاق يتناوبان فيه على المنصب.
وقال بينيت في خطابه “أعلن اليوم أنني عازم على العمل بكل ما أوتيت من قوة من أجل تشكيل حكومة وحدة مع رئيس حزب يش عتيد يائير لابيد”. وأضاف “إنها إما انتخابات خامسة أو حكومة وحدة”.
وسيكون أي ائتلاف مناوئ لنتنياهو هشا، وسيحتاج دعما خارجيا من أعضاء عرب في الكنيست يعارضون الكثير من جدول أعمال بينيت الذي يتضمن بناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وضم جانب منها.
ومن المتوقع أن يركز الائتلاف على التعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد-19، مع تجنب القضايا التي يختلف عليها الأعضاء مثل دور الدين في المجتمع وتطلعات الفلسطينيين لإقامة دولتهم.
وقال نتنياهو إن تحالفا من هذا القبيل سيكون خطرا على أمن إسرائيل ومستقبلها. وأضاف “ماذا سيفعل (التحالف) من أجل ردع (تتمتع به) إسرائيل؟ كيف سننظر في عيون أعدائنا؟ ماذا سنفعل في إيران وفي غزة؟ ماذا سنقول في أروقة الحكومة في واشنطن؟”. بحسب رويترز.
وتردد على نطاق واسع قرب التوصل للاتفاق بين بينيت ولابيد حينما اندلع القتال في العاشر من مايو أيار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، ما دفع بينيت إلى تعليق المحادثات. وانتهى القتال بوقف لإطلاق النار بعد 11 يوما.
وبعد خطاب بينيت، قال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “الحكومة التي أعلن نفتالي بينيت عن نيته تشكيلها لن تختلف عن حكومة نتنياهو وسيكون برنامجها قائما على مزيد من العدوان ضد شعبنا الفلسطيني”.
وأضاف “أعتقد بأن برنامج الحكومة سيكون الأكثر تطرفا في سياق التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، كل هذه الحكومات اليمينية لا تشكل سوى استمرار العدوان والجرائم ضد الشعب الفلسطيني”.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس “نحن لا نعول على التغيرات داخل الكيان الصهيوني، هذه الأحزاب هي نتاج المشروع الصهيوني الذي بنى دولته على أنقاض الوطن الفلسطيني وعلى حساب الشعب الفلسطيني”.
وأضاف “نحن نراهن على قوتنا وعلى مشروعنا المقاوم وعلى عدالة قضيتنا في مواجهة اي تحديات تستهدف القضية الفلسطينية”.
وفي مسعى لإفشال الصفقة هذه، قدم نتنياهو يوم الأحد عرضا من ثلاثة محاور يفسح المجال لسياسي يميني آخر هو جدعون ساعر.
وبموجب الاقتراح سيتولى ساعر، رئيس حزب أفق جديد اليميني، رئاسة الحكومة لمدة 15 شهرا يليه نتنياهو لمدة عامين ثم بينيت حتى نهاية ولاية الحكومة.
غير أن ساعر، وهو وزير سابق في حكومة لحزب ليكود، سارع إلى رفض العرض.
ويشير خصوم نتنياهو إلى قضية الفساد ضده على أنها السبب الرئيسي لحاجة إسرائيل إلى زعيم جديد، ويقولون إنه ربما يستخدم فترة ولايته الجديدة لإصدار تشريع يوفر له الحصانة.
وإذا أخفق لابيد (57 عاما) في إعلان تشكيل حكومة بنهاية فترة الثمانية والعشرين يوما فسيصبح إجراء انتخابات للمرة الخامسة مرجحا.
المليونير اليميني الذي قد ينهي عصر نتنياهو
بنى السياسي الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي يُرجح أن يكون رئيس الوزراء التالي، نفسه بنفسه ليصبح من أصحاب الملايين في مجال التكنولوجيا ويحلم بضم معظم أراضي الضفة الغربية المحتلة.
يقول بينيت إن إقامة دولة فلسطينية سيكون انتحارا لإسرائيل، عازيا ذلك لأسباب أمنية.
لكن حامل لواء اليمين المتدين في إسرائيل والمؤيد بشدة للمستوطنات اليهودية قال يوم الأحد إنه سيتعاون مع خصومه السياسيين لإنقاذ إسرائيل من كارثة سياسية. بحسب رويترز.
ينتمي بينيت البالغ من العمر 49 عاما، وهو ابن مهاجرين أمريكيين، إلى جيل أصغر من جيل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو البالغ من العمر 71 عاما وأطول زعماء إسرائيل بقاء في السلطة.
وبينيت جندي سابق في القوات الخاصة وسمى ابنه الأكبر على اسم يوني شقيق نتنياهو الذي قُتل في غارة إسرائيلية لتحرير ركاب مخطوفين في مطار عنتيبي بأوغندا عام 1976.
وكانت لبينيت علاقة طويلة الأمد بنتنياهو شابها التوتر في أغلب الأحيان إذ عمل بين عامي 2006 و2008 مساعدا كبيرا لرئيس الوزراء الذي كان وقتئذ زعيما للمعارضة قبل أن يرحل بسبب خلاف وقع بينهما حسبما تقارير.
واقتحم بينيت معترك السياسة عام 2013، إذ عمد إلى تجديد حزب مؤيد للاستيطان وتولى منصب وزير الدفاع وأيضا حقيبتي التعليم والاقتصاد في حكومات مختلفة لنتنياهو.
وبينيت رئيس سابق لمجلس يشع، حركة المستوطنين الرئيسية في الضفة الغربية، وجعل من ضم أجزاء من الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967 سمة رئيسية لبرنامجه السياسي.
لكن كرئيس لما توصف بحكومة "التغيير"، والتي ستتضمن أحزابا يسارية ووسطية بينما تعول على دعم المشرعين العرب في البرلمان، سيكون المضي في مسألة الضم أمرا متعذرا من الناحية السياسية.
وقال بينيت يوم الأحد إنه سيكون على كل من اليمين واليسار التوافق بشأن هذه القضايا الفكرية.
ولد بينيت في مدينة حيفا الإسرائيلية لأبوين مهاجرين من سان فرانسيسكو، وهو يهودي متدين. ويعيش الآن مع زوجته جيلات، وهي طاهية للحلوى، وأطفالهما الأربعة في ضاحية رعنانا الثرية بتل أبيب.
ويتحدث بينيت، شأنه شأن نتنياهو، بطلاقة اللغة الإنجليزية باللهجة الأمريكية وأمضى جزءا من طفولته في أمريكا الشمالية مع والديه.
وبينما كان يعمل في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، درس بينيت القانون في الجامعة العبرية بالقدس. وفي عام 1999 شكّل شركة ناشئة ثم انتقل إلى نيويورك ثم باع شركته كيوتا للبرامج المضادة للاحتيال في نهاية المطاف لشركة الأمن الأمريكية (آر.إس.إيه) مقابل 145 مليون دولار في عام 2005.
عندما سعت حكومة نتنياهو العام الماضي للمضي قدما في ضم الضفة الغربية وبناء المستوطنات في الشهور الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال بينيت، الذي كان وزيرا للدفاع حينها، إن "القوة الدافعة للبناء في البلاد يجب ألا تتوقف، ولو لثانية".
وألغيت خطة الضم في نهاية الأمر مع تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات. ولا يرى المحللون سوى فرصة ضئيلة لإحياء الخطة في عهد خلف ترامب، الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
ومع ذلك سيعتبر الفلسطينيون على الأرجح تولي بينيت للسلطة ضربة لآمال التوصل إلى سلام عبر التفاوض وإقامة دولة مستقلة لهم، وهي الصيغة الدبلوماسية القائمة منذ وقت طويل والتي يفضلها بايدن.
وبعدما أجرت إسرائيل في مارس آذار رابع انتخابات خلال عامين، قال بينيت الذي يتزعم حزب يامينا اليميني المتطرف إن إجراء اقتراع خامس سيكون فاجعة وطنية ودخل في محادثات مع تكتل يسار الوسط الذي يمثل المعارضة الرئيسية لنتنياهو.
وعبَّر بينيت، المؤيد لتحرير الاقتصاد، عن دعمه للحد من التعقيدات الروتينية الحكومية وخفض الضرائب.
وعلى عكس بعض من حلفائه السابقين في اليمين المتدين، فإن بينيت ليبرالي نسبيا في قضايا مثل حقوق المثليين والعلاقة بين الدين والدولة في بلد يتمتع الحاخامون المتشددون فيه بنفوذ كبير.
وفي حال توليه المنصب فسيكون أول رئيس وزراء لحكومة يمينية دينية متشددة في تاريخ الدولة العبرية بعدما شغل خمس حقائب وزارية سابقا بينها وزارة الدفاع في العام 2020.
وعلى الرغم من نتيجة حزبه الضعيفة نوعا ما في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها إسرائيل في آذار/مارس 2021، إلا أن بينيت استطاع في الأسابيع الأخيرة أن يكون "صانع ملوك" في ظل المباحثات الدائرة لتشكيل ائتلاف حكومي.
وقال إن خبرته تسمح له بأن يكون الرجل الذي يعالج اقتصاد إسرائيل بعد تداعيات وباء كوفيد-19، واقترح في حملته الانتخابية النموذج السنغافوري، إذ قال إنه يريد القيام بخفض ضريبي والتقليل من البيروقراطية.
ويقول إيفان غوتسمان من منتدى السياسة الإسرائيلية إن بينيت يمثل "النسخة المصممة خصيصا للجمهور (الإسرائيلي) الذي يسعى بشدة إلى استبدال نتانياهو".
أمام المذيع التلفزيوني يائير لبيد حتى مساء الأربعاء لحشد أغلبية 61 نائبا لتشكيل ائتلاف حكومي ونجاحه بدعم من بينيت يعني خروج نتانياهو من السلطة.
يائير لابيد الصحافي التلفزيوني السابق الطامح لإقصاء نتانياهو
كسب النجم التلفزيوني السابق الوسطي يائير لابيد مصداقية متزايدة منذ بداياته في السياسة، إلى أن أصبح الخصم الرئيسي لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واختاره الرئيس الإسرائيلي الأربعاء لتشكيل الحكومة المقبلة.
حين اعتزل الصحافي السابق العمل في التلفزيون عام 2012 لتأسيس حزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل)، اتهمه منتقدوه باستغلال شعبيته كمقدم برامج ناجح لكسب تأييد الطبقة الوسطى.
وبعد حوالى عشر سنوات، يواصل يائير لابيد مسيرته السياسية وخصوصا بعدما كلفه رؤوفين رييفلين تشكيل الحكومة المقبلة بعدما أخفق نتانياهو في المهمة.
وبعد حلول حزبه الوسطي في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية في 23 آذار/مارس حاصدا 17 مقعدا نيابيا، حدد لابيد لنفسه هدفا معلنا هو طرد رئيس الوزراء الأطول عهدا في تاريخ إسرائيل من منصبه بعدما وجهت إليه التهمة في قضية فساد.
والاحد، أعلن رئيس حزب "يمينا" الإسرائيلي اليميني المتطرف نفتالي بينيت الأحد عزمه على الانضمام إلى معسكر لابيد.
وقال بينيت "أعلن أنني سأقوم بكل ما هو ممكن لتأليف حكومة وحدة مع صديقي يائير لابيد"، وذلك بعد تكهنات استمرت أسابيع حول حقيقة موقفه من الانضمام إلى زعيم المعارضة أو عدمه بهدف وضع حد لحكم نتانياهو.
خاض لابيد الانتخابات التشريعية السابقة في آذار/مارس 2020 ضمن الائتلاف الوسطي "أزرق أبيض" بزعامة الجنرال بيني غانتس، غير أنه انسحب منه بعد إبرام غانتس اتفاقا مع حكومة نتانياهو. وتراجع التأييد لغانتس فيما أصبح لابيد زعيم المعارضة.
وروى لابيد لوكالة فرانس برس قبل بضعة أشهر "قلت (لبيني غانتس) +سبق وعملت مع نتانياهو (...) هو لن يدعك تمسك بالمقود+".
وتابع لابيد الذي تولى وزارة المالية في إحدى حكومات نتانياهو بين 2013 و2014 "قال لي غانتس +إننا نثق به، لقد تغير+. فأجبته +الرجل عمره 71 عاما، لن يتغير+. وللأسف من أجل البلاد، كنت على حق".
وتمكن لابيد الذي يقدم نفسه على أنه وطني وليبرالي وعلماني، من رص صفوف الوسط، فيما يلقى تنديدا في أوساط اليهود المتشددين.
وحين تظاهر آلاف الإسرائيليين كل أسبوع ضد نتانياهو أمام مقره الرسمي في شارع بلفور في القدس وفي مواقع أخرى من إسرائيل، بقي يائير لابيد بعيدا عن الأضواء.
وقال في ذلك الحين "شعرت بأن ثمة مشكلة إن تظاهرت كزعيم للمعارضة أمام مقر رئيس الوزراء".
وأكد أنه لا يسعى إلى المنصب، بل يريد التحالف مع أحزاب أخرى بهدف إزاحة "الملك نتانياهو" عن عرشه.
وواصل لابيد الدعوة إلى "إزالة الحواجز التي تقسم المجتمع الإسرائيلي" من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية "مستقرة".
نتانياهو الخاسر الأكبر
تولى بنيامين نتانياهو منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي لمدة قياسية بلغت 15 عاما منها 12 متتالية، وهو أمر يعود جزئيا إلى نجاحه في إقناع بعض الناخبين بأنه وحده القادر على حماية الدولة العبرية والدفاع عنها على الساحة الدولية.
ولكن بدا مساء الاحد أنه على وشك عدم تصدر المشهد السياسي بعد اليوم مع اعلان زعيم اليمين المتطرف الإسرائيلي نفتالي بينيت دعمه لزعيم المعارضة يائير لابيد، ما يعزز احتمال تشكيل "حكومة تغيير" تنهي حقبة حكم نتانياهو.
ولد نتانياهو في 21 تشرين الأول/أكتوبر 1949 في تل أبيب، وورث عن والده بن تسيون عقيدة متشددة، إذ كان الأخير المساعد الشخصي لزئيف جابوتنسكي، زعيم تيار صهيوني يقدم نفسه على أنه "تصحيحي" ويسعى الى تأسيس "إسرائيل الكبرى".
يدافع نتانياهو عن رؤيته لإسرائيل بوصفها "دولة يهودية" يجب أن تمتد حدودها من الجهة الشمالية الشرقية وصولا للأردن. ومن هنا يأتي وعده بضمّ غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة.
وفي خطابه أمام "منتدى المحرقة العالمي" العام الماضي، قال نتانياهو إن على الشعب اليهودي "أن يأخذ تهديدات أولئك الساعين لتدميرنا على محمل الجد دائما".
وأضاف أن على اليهود "أن يوجهوا التهديدات حتى الصغيرة منها، وقبل كل شيء، أن نمتلك القدرة على حماية أنفسنا بأنفسنا".
وكتب أوباما في مذكراته الرئاسية "الأرض الموعودة" أن "رؤية (نتانياهو) لنفسه على أنه المدافع الأبرز عن الشعب اليهودي في وجه المحن سمحت له بتبرير أي أمر من شأنه إبقائه في السلطة".
اضف تعليق