q
فيروس كورونا الجديد قد تسلل من مختبر بيولوجي صيني ليتسبب في هذا التفشي المخيف، فيما فتحت الولايات المتحدة تحقيقا لمعرفة مصدر فيروس كورونا وانتقال العدوى بحجم واسع عبر دول العالم في كارثة صحية تاريخية ولا تستبعد تقارير إعلامية أمريكية أن يكون مختبر صيني في ووهان مصدر تفشيه...

يطرح تقرير في صحيفة ديلي ميل احتمالية، وهي أن يكون فيروس كورونا الجديد قد تسلل من مختبر بيولوجي صيني ليتسبب في هذا التفشي المخيف، فيما فتحت الولايات المتحدة تحقيقا لمعرفة مصدر فيروس كورونا وانتقال العدوى بحجم واسع عبر دول العالم في كارثة صحية تاريخية ولا تستبعد تقارير إعلامية أمريكية أن يكون مختبر صيني في ووهان مصدر تفشيه، ما تسبب في وفاة 137 ألف شخص في العالم، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "نجري تحقيقا مفصّلا بكل ما لدينا من إمكانات حول كيفية تفشي هذا الفيروس، وانتقال العدوى في العالم والتسبب بهذه المأساة".

وأتت تصريحات بومبيو ردا على سؤال حول مقال في صحيفة واشنطن بوست يؤكد أن سفارة الولايات المتحدة في بكين، كانت قد أخطرت وزارة الخارجية الأمريكية، قبل عامين، عن تدابير وقائية غير كافية في مختبر في ووهان يعمل على دارسة فيروسات كورونا لدى الخفافيش، وسئل بومبيو عن معلومات لشبكة "فوكس نيوز" تفيد بأن "مصادر عدة" تعتبر أن فيروس كورونا الحالي، الذي أعلن في كانون الأول/ديسمبر عن أول ظهور له في ووهان نفسها، مصدره هذا المختبر بالذات، وإن كان فيروسا طبيعيا غير مركّب من قبل الصينيين، قد يكون "تسرّب" لا إراديا بل جراء اتّباع تدابير وقائية غير سليمة ولم ينفِ بومبيو أيا من هاتين الروايتين.

وأكد بومبيو أن "ما نعرفه هو أن هذا الفيروس ولد في ووهان في الصين"، وأضاف "ما نعرفه هو أن معهد علم الفيروسات في ووهان يقع على مسافة بضعة كيلومترات فقط من السوق"، خلال مؤتمره الصحافي حول مستجدات فيروس كورونا في الولايات المتحدة، تحاشى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخوض في هذا الموضوع وقال ردا على سؤال حول هذا الأمر: "يمكنني أن أقول إن هذه الرواية تتردد أكثر فأكثر سنرى"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "تجري تحقيقا معمّقا للغاية".

لكنّه رفض كشف إذا بحث وضع هذا المختبر مع نظيره الصيني شي جينبينغ، وبناء على آراء خبراء، سجّل أول ظهور لفيروس كورونا المستجد أواخر العام 2019 في سوق لبيع الحيوانات البرية تقام في الهواء الطلق في ووهان، حيث تعرض للبيع حيوانات حية متنوعة من بينها جرذان وعظايات عملاقة وخفافيش.

الرئيسان الصيني والروسي يؤكدان رفضهما تحميل المسؤولية لبكين، أعلن الرئيسان الروسى فلاديمير بوتين والصينى شي جينبينغ رفضهما محاولات تحميل بكين مسؤولية التأخر في إبلاغ العالم بظهور فيروس كورونا، معتبرين أن نتائج هذه المحاولات ستكون "عكسية"، وفق بيان للكرملين، ووصف شي "محاولات تسييس" الوباء بأنها "مضرة للتعاون الدولي"، بحسب ما أفادت وكالة شينخوا الصينية الرسمية، وأضافت الوكالة أن بوتين اعتبر "محاولات بعض الأشخاص تشويه سمعة الصين" بشأن الفيروس "غير مقبولة"، وأجرى بوتين وشي محادثة هاتفية بعد توجيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات إلى الصين لعدم مشاركتها البيانات حول الفيروس المستجد بسرعة أكبر.

الاستخبارات الأمريكية تُحقق في "تخليق كورونا"

قال مسؤولون في الاستخبارات والأمن القومي الأمريكي، إن الحكومة الأمريكية تواصل التحقيق فيما إذا كان فيروس كورونا قد تم تخليقه داخل مختبر صيني، وليس في سوقًا رطبة للحوم والأسماك، وفقًا لمصادر مُتعددة مطلعة على الأمر، وأضاف مسؤول استخباراتي مطلع لـCNN، أن نظرية مسؤولي الاستخبارات الأمريكية الذين يحققون في نشأة فيروس كورونا في وسط الجائحة القاتلة الحالية، هي أن الفيروس نشأ في مختبر في الصين، وتم إطلاقه عن طريق الخطأ إلى الجمهور.

وقالت مصادر أخرى لـCNN، إن الاستخبارات الأمريكية لم تكن قادرة على تأكيد النظرية، لكنها تحاول تمييز ما إذا كان شخص ما مُصابًا في المختبر من خلال حادث أو سوء التعامل مع المواد، وربما أصاب آخرين، ولا تعتقد الولايات المتحدة أن الفيروس كان مرتبطًا بأبحاث الأسلحة البيولوجية، وأشارت إلى أن مجتمع الاستخبارات يستكشف أيضًا مجموعة من النظريات الأخرى المتعلقة بأصل الفيروس، كما هو الحال عادة في الحوادث البارزة، وفقًا لمصدر استخباراتي، وتراجع الاستخبارات الأمريكية مجموعة المعلومات الحساسة حول الصين، وفقا لمصدر استخباراتي، وذلك خلال تتبعهم للفرضية.

واعترف رئيس الأركان المشتركة مارك ميلي هذا الأسبوع أن الاستخبارات الأمريكية "تلقي نظرة فاحصة" على ذلك، وقال ميلي للصحفيين: "أود فقط أن أقول، في هذه المرحلة، إنه غير حاسم على الرغم من أن وزن الأدلة يبدو أنه يشير إلى أنه حقيقي، لكننا لا نعرف على وجه اليقين"، ولدى سؤاله عن المعلومات الاستخباراتية، التي نشرتها "ياهو وفوكس نيوز" لأول مرة، قال الرئيس دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة "تجري فحصًا دقيقًا للغاية لهذا الوضع الرهيب الذي حدث"، لكنه رفض مناقشة ما قيل له عن النتائج، وهذه النظرية في صدارة اهتمامات مسؤولي إدارة ترامب الذين يعتقدون أن الصين مخطئة في انتشار الفيروس، بسبب جهودهم الأولية للتغطية على شدته.

وذكرت CNN في وقت سابق أن الحكومة الصينية رفضت هذه النظرية، وألقى العديد من الخبراء الخارجيين بظلال من الشك على الفكرة، ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" عن برقيات لوزارة الخارجية الأمريكية في 2018، التي أظهرت مخاوف بشأن سلامة إدارة معهد ووهان لعلم الفيروسات البيولوجية. وعندما سُئل عن تلك البرقيات، لم يرفض وزير الخارجية بومبيو - الذي أطلق على فيروس التاجي فيروس ووهان – ما ورد في هذه الرسائل، أو قال إنها تُظهر أي ارتباط مشروع بفيروس كورونا.

وقال بومبيو هذا الأسبوع: "لم يمنح الحزب الشيوعي الصيني الأمريكيين حق الوصول عندما كنا بحاجة إليه في تلك النقطة الأكثر دقة في البداية... ثم نعلم أن لديهم هذا المختبر نعرف عن الأسواق الرطبة نحن نعلم أن الفيروس نفسه نشأ في ووهان، لذلك كل هذه الأشياء تتحد معًا، لا يزال هناك الكثير لا نعرفه، وهذا ما كان يتحدث عنه الرئيس اليوم نحتاج إلى معرفة إجابات لهذه الأشياء"، وقال بعض المسؤولين إن الولايات المتحدة تنوي أن تجعل الصين تدفع الثمن، لكنهم يدركون أنهم يجب أن يكونوا حريصون على عدم إلحاق ضرر بالصين قبل السيطرة على الوباء، وحتى الحصول على مزيد من المعلومات حول تخليقه.

حصيلة كوفيد-19 في الصين "أعلى بكثير" مما أعلن

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن عدد الوفيات الحقيقي في الصين من جراء فيروس كوفيد-19 "أعلى بكثير"، حتى بعد صدور حصيلة جديدة تتضمن عدداً أعلى من الوفيات في مدينة ووهان، حيث ظهر الوباء، وكتب ترامب على تويتر: "أعلنت الصين للتو مضاعفة عدد الوفيات من العدو غير المرئي، إنها أعلى بكثير من ذلك وأعلى بكثير من (وفيات) الولايات المتحدة، ليست بأي حال قريبة منها!".

ويبدو أن ترامب كان يشير إلى الزيادة المفاجئة بنسبة 50% في حصيلة الوفيات في ووهان، والتي لم ترتفع مرتين كما قال، ونشرت الحصيلة الجديدة بعد تزايد الشكوك في العالم بشأن شفافية الأرقام الصينية، وقال المسؤولون في مدينة ووهان إن خطأ حصل في احتساب عدد الوفيات إذ أضافوا 1290 وفاة إلى حصيلة المدينة التي سجلت فيها معظم الوفيات المعترف بها رسمياً في الصين من جراء فيروس كورونا المستجد، وتندرج اتهامات ترامب الأخيرة في إطار تزايد اللهجة العدائية بين واشنطن وبكين بسبب فيروس كورونا المستجد والفوضى الاقتصادية التي تسبب بها.

وعلق الرئيس الأميركي تمويل منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لاتهامها بالتواطؤ مع الصين للتقليل من خطورة الفيروس، والولايات المتحدة هي أكبر ممول للمنظمة وتساهم بنحو 400 مليون دولار في ميزانيتها السنوية وواجه ترامب انتقادات واسعة النطاق بسبب خطوته هذه في حين ما زال العالم يعاني من آثار الفيروس وتداعياته الاقتصادية، وتحقق إدارة ترامب في منشأ فيروس كوفيد-19 قائلة إنها لا تستبعد انتشاره - عن طريق الخطأ - من مختبر أبحاث في ووهان، ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان التقارير الإعلامية الأميركية بهذا الشأن وقال إن "لا أساس علمياً لها" وتشاو هو الذي رجّح سابقاً أن يكون الجيش الأميركي مسؤولاً عن جلب الفيروس إلى الصين.

الصين أخفت انتشار كورونا في البداية

قال الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني (إم.آي 6) إن الصين أخفت معلومات جوهرية عن انتشار فيروس كورونا المستجد عن بقية العالم، وبالتالي ينبغي أن تُحَاسب على هذا الخداع، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيوقف تمويل منظمة الصحة العالمية، قائلا إن المنظمة روجت "للمعلومات المغلوطة" التي نشرتها الصين بشأن الفيروس، وقال جون ساورز رئيس المخابرات البريطانية منذ عام 2009 حتى عام 2014 إن من الأفضل إلقاء المسؤولية على الصين وليس منظمة الصحة العالمية، وأضاف في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "هناك غضب شديد في أمريكا إزاء ما يرون أنه ضرر أُلحق بنا جميعا على يد الصين وتتهرب الصين من تحمل جزء كبير من مسؤولية ظهور الفيروس والإخفاق في التعامل معه في البداية"، وتابع قائلا "عمل المخابرات هو الحصول على المعلومات التي أُخفيت عنك من دول وجهات أخرى، وكانت هناك فترة وجيزة في ديسمبر ويناير كان الصينيون يخفون فيها ذلك عن الغرب بالتأكيد".

لا دليل على أن فيروس كورونا أنتج معمليا

قالت وزارة الخارجية الصينية إن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها لم تجد أي دليل على أن فيروس كورونا، الذي تسبب في إصابة ما يربو على مليوني شخص في أنحاء العالم، أُنتج في أحد المعامل، أدلى تشاو لي جيان المتحدث باسم الوزارة بهذه التصريحات ردا على سؤال بشأن الاتهامات بأن فيروس كورونا تم تخليقه في أحد المعامل في مدينة ووهان بوسط الصين، التي بدأ منها التفشي في نهاية العام الماضي، وقال تشاو للصحفيين خلال إفادة صحفية يومية في بكين إن مسؤولي منظمة الصحة "قالوا مرارا إنه لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا المستجد تم تخليقه معمليا".

الصين: لا يوجد أي تعتيم

قال تشاو لي جيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه لم يحدث مطلقا أي تعتيم بشأن تفشي فيروس كورونا في الصين مضيفا أن الحكومة لا تسمح بذلك، وقال للصحفيين في إفادة يومية إن مراجعة إجمالي الإصابات في ووهان، التي ظهر بها المرض لأول مرة في نهاية العام الماضي، كانت نتيجة تدقيق إحصائي لضمان الدقة مضيفا أن المراجعة ممارسة عالمية شائعة، وراجعت السلطات الصحية في ووهان ان إجمالي الوفيات وعدلتها بالزيادة بنسبة 50 بالمئة إلى 3869 شخصا لتدارك ما وصفته بالتقارير الخاطئة والتأخير في الإبلاغ عن الوفيات وغيرها من أوجه التقصير، وشكك البعض علنا، ومنهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في دقة إعلانات الصين بشأن نطاق الوباء في البلاد.

تنافس الأنظمة

تقود سفارة الصين في فرنسا حملة دعائية للنظام السياسي الصيني و"لنجاحه" في المعركة ضد كورونا المستجدّ، وكتبت على موقعها الإلكتروني "بعض الأشخاص معجبون كثيراً بالنجاحات التي حققتها الحكومة الصينية يحسدون كفاءة نظامنا السياسي ويكرهون عجز بلادهم عن القيام بالأمر نفسه!"، ويرى الخبير الفرنسي في الجيوسياسة فرانسوا هيسبورغ أن كل ذلك "غير مقبول على المستوى الدبلوماسي" وأضاف أن "صدقية الجمهورية الشعبية على المحك"، حتى لو لم ترسل بكين مثل هذه الرسائل بشكل مباشر.

ويأتي الصراع العقائدي حول كوفيد-19 بعد الصراع من أجل السيطرة على المعابر البحرية في بحر الصين أو من أجل الوصول إلى خدمة انترنت الجيل الخامس، وهو تحد استراتيجي جديد لعالم الاتصالات، وأوضحت أليس إيكمان المحللة المسؤولة عن شؤون آسيا في معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية لوكالة فرانس برس أنه "منذ سبع سنوات، تخوض الصين منافسة شرسة بين الأنظمة السياسية واغتنمت كل فرصة وطنية أو دولية لإظهار +التفوّق+ المفترض لنظامها".

خطيئة أصلية

بدوره، يعتبر الخبير فرانسوا هيسبورغ في حديث لفرانس برس أن بكين تريد أيضاً "التخلّص، في الداخل كما في الخارج، من الخطيئة الأصلية"، المتمثلة في ظهور الفيروس على أراضيها، ويقول مصدر دبلوماسي أوروبي إنه ينبغي رؤية ما إذا كانت رواية الصينيين للأزمة ستُقنع، متوقعاً أنهم إذا خرجوا من الأزمة بسرعة خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، سيكون ذلك بقوة وثقة مضاعفة، وتقول إيكمان "حتى لو بدأت التصريحات بشأن مصدر الفيروس والتغطية الإعلامية المبالغ فيها للمساعدات الصينية تتحوّل إلى انتقادات ضد الصين، إلا أن دولا أخرى تستمرّ في إظهار قربها من بكين في السياق الحالي (بينها روسيا وإيران وباكستان والجزائر)".

وتستخدم روسيا التي تشوّهت سمعتها جراء ضمّ شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 وقصف المدنيين في سوريا، أيضاً "قوّتها الناعمة" في هذه الكارثة الصحية، مجازفة باحتمال تقديم معلومات مضللة، وفق منتقديها، وانتشر جنود روس بينهم كثير من الضباط، في المناطق الأكثر تضرراً في شمال إيطاليا، الأمر الذي يثير مخاوف في الأوساط السياسية العسكرية، ويعلق الجنرال ماركو بيرتوليني الرئيس السابق للقيادة الإيطالية المشتركة للعمليات "لا نرفض المساعدات لكن يجب أن نبقى أيضاً متيقظين كثيراً منطقة المتوسط، في شرقها وكذلك في وسطها، هي أرضية صراع على الهيمنة، من سوريا إلى ليبيا".

التمييز العنصري يطارد الأفارقة في الصين بسبب فيروس كورونا

أشار أفارقة مقيمون في مدينة كانتون في جنوب الصين إلى إنّهم منعوا من دخول المتاجر وطردوا من مساكنهم وفرض عليهم حجر تعسّفي، في وقت دانت الولايات المتحدة بشدة "رهاب السلطات الصينية تجاه الأفارقة"، وأعلنت الصين أنّها سيطرت إلى حدّ كبير على فيروس كورونا، لكنّ اكتشاف عدد من الإصابات في صفوف الجالية النيجيرية أدى إلى موجة تمييز بحقّ الأفارقة، وفق ما قال بعضهم لوكالة الأنباء الفرنسية، وتصاعد التوتر في كانتون حيث تعيش 15 مليون نسمة، بعدما اكتشفت السلطات المحلّية ثمانية أشخاص على الأقل يحملون الفيروس زاروا دائرة يويشو حيث تقيم جالية إفريقية كبيرة، ومن بين هؤلاء خمسة نيجيريين أثاروا ضجة في الصين بعد هروبهم من الحجر الصحّي للتوجّه إلى مطاعم وأماكن عامة نتيجة لذلك، اضطرّت الصين إلى فحص ألفي شخص احتكّوا بهم، وعمدت إلى وضع آخرين في الحجر، وفق ما ذكرت صحيفة محلّية.

وسجّلت كانتون حتى الخميس 114 إصابة "مستوردة" بالفيروس، 16 منها فقط لدى أفارقة، بينما الباقون صينيون لكنّ هذه الحصيلة لم تُبدّد الشكوك والريبة حيال الجالية الإفريقية في المدينة وروى أفارقة لوكالة الأنباء الفرنسية أنّهم طُردوا من مساكنهم ورفضت فنادق استقبالهم وصرّح الطالب الأوغندي توني ماتياس: "اضطررتُ للنوم تحت جسر لأربعة أيام دون طعام، لا يمكنني حتى أن أشتري الطعام لأن جميع المتاجر والمطاعم ترفض استقبالي" وأضاف الشاب البالغ 24 عاما وأرغم على مغادرة شقته "نعيش في الشارع مثل المتسولين"، وأكد أنّ الشرطة لم تطلب منه إجراء فحص طبّي أو التزام الحجر، بل طلبت منه "الذهاب إلى مدينة أخرى"، ورفضت شرطة كانتون الإجابة على أسئلة وكالة الأنباء الفرنسية في هذا الخصوص، وقال رجل أعمال نيجيري إنّه طُرد من شقته هذا وأضاف "أينما ترانا الشرطة تلاحقنا وتطلب منا الذهاب إلى المنزل، لكن أين يمكن أن نذهب؟".

توترات متصاعدة

وقد ذكر عدد من الأفارقة الذين اتّصلت بهم وكالة الأنباء الفرنسية أنّ أفرادا من الجالية خضعوا لفحوص رغم أن كثيرا منهم لم يغادروا الصين مؤخرا، ووضع آخرون في الحجر الصحي تعسّفيا في المنازل أو الفنادق، كما باتت الصين تحظر دخول الأجانب إلى أراضيها وعلى معظم الذين يتنقّلون في البلاد البقاء في العزل 14 يوما في المكان الذي يقصدونه، وأكد الطالب الغيني تيام أن نتيجة فحصه جاءت سلبية لكن الشرطة طلبت وضعه في حجر صحي رغم أنه لم يغادر الصين منذ نحو أربعة أعوام وأضاف: "جميع الذين رأيتهم يخضعون للفحص أفارقة الصينيون ينتقلون بحرّية لكن الأفارقة لا يستطيعون الخروج".

وذكر تاجر نيجيري طرد من شقته أنه أمضى أياما في الشارع قبل أن ينقله شرطيون إلى فندق للحجر، وصرح "حتّى إن جاءت نتيجة الفحص سلبية لا تسمح لنا الشرطة بالبقاء في شققنا، ولا تعطي أي تبرير"، وأثارت قضية النيجيريين الخمسة سيلا من التعليقات الحاقدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعا البعض إلى طرد جميع الأفارقة من الصين.

من جهته، أعرب الاتحاد الإفريقي السبت عن "قلقه العميق" حيال وضع الأفارقة في كانتون، وكتب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد على تويتر "لقد دعا مكتبي السفيرَ الصينيّ لدى الاتحاد الإفريقي ليو يوشي ليُعرب له عن قلقنا الكبير لمزاعم سوء معاملة أفارقة في كانتون" وتابع: "دعا المكتب إلى اتخاذ تدابير تصحيحية فورية في إطار علاقاتنا الممتازة".

موجة جديدة

أعلن بر الصين الرئيسي 30 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس كورونا ارتفاعا من 19 حالة في اليوم السابق مع تزايد حالات الإصابة لمسافرين من الخارج بالإضافة إلى حالات عدوى محلية مما يسلط الضوء على صعوبة وقف تفشي الفيروس وقالت لجنة الصحة الوطنية في بيان إن من بين الحالات الجديدة 25 لأشخاص قادمين من الخارج مقابل 18 من هذه الحالات، وتم أيضا تسجيل خمس حالات إصابة جديدة منقولة محليا وكلها في إقليم قوانغدونغ الساحلي بجنوب البلاد بزيادة عن حالة واحدة.

ويوجد الآن 81669 حالة إصابة جديدة في بر الصين الرئيسي في حين ارتفع عدد حالات الوفاة ثلاث حالات إلى 3329 حالة، وعلى الرغم من تراجع حالات الإصابة اليومية بشكل كبير عن ذروة الوباء في فبراير شباط عندما كانت يتم الإعلان عن مئات الحالات الجديدة يوميا ما زالت بكين عاجزة عن وقف الإصابات الجديدة بشكل تام على الرغم من فرض بعض من أشد التدابير للحد من انتشار الفيروس.

وأصبح ما يسمى بالحالات الواردة من الخارج والمرضي المصابون بالفيروس ويمكنهم نقله لآخرين لكن لا تظهر عليهم أي أعراض هو أكثر ما يقلق الصين في الأسابيع الأخيرة. وأغلقت البلاد حدودها أمام كل الأجانب تقريبا مع انتشار الفيروس عالميا على الرغم من أن معظم الحالات الواردة من الخارج لصينيين عائدين من الخارج، ودفعت الحكومة المركزية أيضا السلطات المحلية لتحديد وعزل المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض.

احتياطي النقد الأجنبي للصين ينزل لأقل مستوى

تراجع احتياطي النقد الأجنبي في الصين أكثر مما كان متوقعا في مارس آذار إلى أقل مستوى في 17 شهرا في ظل ضعف اليوان وتهاوي أسعار الأصول العالمية وسط تفشي وباء فيروس كورونا، ونزلت احتياطيات الصين من النقد الأجنبي، الأكبر في العالم،46.085 مليار دولار في مارس آذار إلى 3.061 تريليون دولار، وفقا لبيانات البنك المركزي.

وتوقع اقتصاديون في استطلاع أجرته رويترز تراجعا بمقدار 6.718 مليار إلى 3.100 تريليون دولار، وقال بنك الصين المركزي في بيان عقب صدور البيانات إن الهبوط نتج عن تغير أسعار أصول مالية تحوذها الصين مثل سندات أجنبية وتذبذب أسعار الصرف، وساعدت قيود صارمة على حركة رؤول الأموال الصين علي التحكم في نزوح السيولة خلال العام المنصرم رغم صدمة تفشي فيروس كورونا وحرب تجارية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة وضعف النمو الاقتصادي، لكن مارس آذار شهد انخفاضا كبيرا للأسعار وتذبذبا عنيفا في أسواق المال العالمية مما تسبب في اضطراب اقتصادي.

وقال معهد التمويل الدولي إن التخارج من الأسهم الصينية بلغ 12.3 مليار دولار في ذلك الشهر مع بحث المستثمرين عن الأمان. لكن ثمة مؤشرات على تحول قوي وقفزة للتدفقات في نهاية الشهر مع سيطرة الصين على الفيروس والبدء في فتح المصانع والشركات التي أُغلقت لمدة شهرين، ونزل اليوان 1.27 بالمئة مقابل الدولار في مارس آذار في حين ارتفعت العملة الأمريكية 0.89 بالمئة أمام سلة من العملات الرئيسية وسط إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.

اضف تعليق